31 أغسطس، 2017

أمريكا وقوانينها

أمريكا ومنذ سنوات طويلة هي وجهة مفضلة للدراسة لدى الكثير من
السعوديين وجرت العادة أن يصطحب بعض الدارسين أهله ربما زوجة واحدة أو زوجات وبعض الميسورين ربما اصطحب سائقا و عاملة منزلية (خادمة ) يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي والذي لم يزر أمريكا قط أن لكل ولاية قوانينها الخاصة بها بل إن هناك ولايات فيها عقوبة الإعدام وولايات ليس في قوانينها الإعدام أصلا والبعض ألغت العقوبة واستبدلتها بالسجن المؤبد
وعلى من يريد السفر للدراسة أن يكون على اطلاع جيد بقوانين الولاية التي سيقيم فيها مع أسرته وعليه أن يتأكد من التالي:
*  تعدد الزوجات Polygamy في امريكا ممنوع ومحرم ...
* بعض الولايات تجرم من يلتزم "بزي محدد ثابت" خارج اطار العمل تبدأ بالانذار وتنتهي بالسجن والغرامة وحتى الأبعاد من الولاية.
* اجور السائق أو الخادمة : وهذه من النقاط التي يغفل عنها الكثيرون وربما تكون سببا في سجنهم ومعاناتهم والتي ربما تستمر لسنوات طويلة بين اروقة المحاكم - طبعا اذا انكشف امرهم. فالمعروف أن هناك حد أدنى للأجور في كل ولاية مثلا بعض الولايات تضع 70 دولارا لليوم الواحد و ل 8 ساعات ومازاد عن عدد ساعات العمل يعتبر وقت عمل إضافي (over-time) يتوجب دفع 10 دولارات لكل ساعة إضافية  وعليه يجب تعديل عقد العمل في السعودية ليتماشى مع قانون الولاية بمعنى ان على كل من يريد السفر للدراسة او الاقامة الطويلة أن يتخلى تماما عما كان يفعله في السعودية بأن يعطي السائق الغلبان 1000 أو 1500 ريال ثم يرمي بالمسكين  لتتقاسمه 3 أو 4 نسوة من الساعة 6 صباحا حتى 12 ليلا وربما 2 صباحا في أيام نهاية الأسبوع حتى اذا اوى المسكين الى فراشه طلبت منه احد النسوة ان يستعد بالذهاب بها للمستشفى أو المستوصف فصدرها ضاق وتحتاج الى موسع للقصبات الهوائية حتى اذا عاد بها المسكين مع تباشير الصباح وجد جملة من الاطفال والفتيات ينتظرونه ليذهب بهم الى مدارسهم ناهيك عن اساليب المماطلة والتسويف في دفع رواتبه الشهرية المستحقة ، ليعلم ان هذا السلوك غير مقبول أبدا في أمريكا والعقوبة صارمة جدا وهي السجن من 8-10 سنوات وغرامة قد تصل إلى نصف مليون دولار وبعض الولايات قد تصل العقوبة إلى 25 سنة سجنا نافذا ... وكذلك الحال في العاملة المنزلية (الخادمة) فلا يجوز أن تكلف بأكثر من 8 ساعات وان تعطى قسطا كافيا من الراحة وان يوفر لها مكان للمبيت يليق بالكرامة الانسانية و يوفر لها الخصوصية وان تمنح يوما كاملا في الأسبوع كيوم اجازة مدفوعة الأجر تخرج  فيه لأي جهة تريد.
* على رب الأسرة أن يعلم علم اليقين أن "منع" زوجتة أو سائقه أو خادمتة او كل من بلغ 18 سنة من أبناءه ذكورا او اناثا بالخروج من المنزل "متى يشاء"و  "كيفما يشاء" أن من يمنع هذه الحرية الشخصية أو يقيدها  فإنه يعاقب بحكم بالسجن النافذ والذي قد يصل إلى 15 عاما .
* المخمس والعقال ؛ اذا كان رب الأسرة ممن يتفاهمون بالعنف بضرب أطفاله بالمخمسات (كناية عن أصابع اليد الخمسة ) أو جلد زوجته أو زوجاته أو سائقه أو خادمته بإستعمال العقال (يضعه السعوديون على غطاء الرأس) فتأكد انه ربما لن يعود للسعودية لأنه يكون بذلك جنى على نفسه وممكن حتى ينزع القاضي منه حق الوصاية على أطفاله القصر (أقل من 18 سنة عند حدوث الواقعة).
*ضرورة الإلتزام الفعلي بالنشاط المذكور في التأشيرة وهو أمر يجهله الكثيرون وخصوصا الشباب وليعلم أن جميع الولايات لديها آليات  تراقب من خلالها نشاطات الأجانب فمثلا من أتى بقصد "الدراسة" فعليه أن لا يتحول عن نشاط الدراسة إلى نشاط آخر مثلا كان يقوم بطبع ونشر المطويات الدعوية من دافع الحماس لنشر الإسلام  او القاء الخطب او استعمال مكان اقامته لجمع الناس والشباب فهذا السلوك يعتبر "سلوك مريب" يهدد السلم الاجتماعي وبعض الولايات يعتبر"سلوك إجرامي" وهي قوانين قديمة وضعت اواخر السبعينيات الميلادية وتقوم الولاية بالعادة بإنذار صاحب هذه الارتكابات فإن لم يكف عن نشاطه او نشاطاته المخالفة للنشاط المنصوص عليه في تاشيرة الدخول فانه يطلب منه الترتيب لمغادرة الولاية فإن تلكأ بالمغادرة فإنه يزج به في السجن ثم يدخل في دوامة القضاء وقد تنقضي سنوات طويلة قبل أن يخرج من السجن وعليه فعلى من يأتيه إنذار بالمغادرة لانه اصبح شخص "غير مرغوب" فعليه المغادرة فورا وعدم الأخذ والرد او حتى اللجوء للقضاء.
القضاء الأمريكي معروف بصرامتة و لم يسلم منه حتى رؤساء امريكا الكبار وإياك يا صاح أن تقول انا من علية القوم في بلدي واستند الى ظهر قوي وعليك ان تدع عنك هذا الهياط الكبير
فالقانون والقضاء الأمريكي لن يلتفت لهذه الأمور ولا يأخذها في الحسبان. بالمختصر القانون الأمريكي " ما فيش يا مه ارحميني"
واخيرا أن كنت ممن درس في أمريكا وعدت سالما غانما فعليك أن تحمد الله على فضله وتوفيقه.



22 أبريل، 2017

بين النخل و البوقة والقاري والبكلة

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن كثيرا من الأشعار الجميلة والتي أصبحت من التراث (الفلكور) نالها شيء من التحريف الأمر الذي أدى  خلل في معنى وسياق المقصود من بيوت هذه  الأشعار. ويعتقد العطيات أن التحريف (التشويه) المتعمد سبببه غرابة الألفاظ في الأشعار الأساسية
فمثلا موشح على نمط (أبوذية) للملا عثمان الموصلي نال التحريف بعض الفاظها  فأختل المعنى تماما : 

(فوق النخل) فوق يابه    فوق (النخل) فوق
مدري لمع خده يابه      مدري القمر فوق
والله مااريده باليني بلوه

والتحريف ورد في (فوق النخل)  والصواب (فوق النا خل) أي هناك في العالي (إلنا) بمعنى لنا  ، و (خِلّ)  بمعنى محبوب وكأن الشاعر يشير الى نافذة أو شرفة عاليه  تطل منها محبوبته وأن لمعان خدودها يشبه لمعان القمروهو يخشى أطالة النظر لأن في ذلك (بلوه) أي أبتلاء  ، قلت وهل هناك أعظم من بلوى الحب ؟

فوق إلنا خِلّ ،   يابه    فوق  إلنا خِلّ  فوق
مدري لمع خده يابه     مــدري القمر فوق
والله ما اريده باليني بلوه


و نال التحريف إيضا (أبوذيه) جميلة له أصبحت من التراث و تردد في العراق وبلاد الشام حيث قال الموصلي وعلى لسان فتاة عراقية موصلية ،  والكلمات المحرفة بين قوسين
دزني وأعرف (مقامي)
دزني وافهم مرامي
(صادوني صيد الحمامي) 
لو يشوفونك عمامي
يذبحونك وانا اش عليه


والابوذية الأصلية هي :

 دزّني واعرف مكاني
بوقني بوق الحرامي
لو يشوفونك عمامي
يذبحونك وانا اش عليه


 وكلمة (دز) هي من بقايا اللغة الآشورية كما يقول العطيات وهي كلمة منتشرة في العراق وبلاد الشام وتعني (البعث والأرسال) يقولون (دز له مكتوب) أي بعث له برسالة ، (بوقني)  أي أسرقني من البوق وهي السرقة من مأمن ومن مكان معروف سلفا يقولون في العراق (باقني بوقة خويه) بمعنى سرقني كما يسرق الصاحب صاحبه الذي أستامنه  فالبواق هنا على علم ودراية تامة بمكان المسروق  أذا هذه الفتاة الموصلية  تأمر حبيبها أن يأتي إلى (مكانها) في خفية من الأمر ومتسللا كما يفعل الحرامي (البواق )  ليسرقها وعليه أن يحذر من سطو اعمامها وذكر شاعرنا الموصلي (الأعمام) لأن كل واحد من أعمام الفتاة  يريد فتيات أخوانه لأحد أبنائه لأنه وكما جردت العادة في العراق وخصوصا في الموصل حيث جذور شاعرنا (البنت لولد عمها يحوّلها من على ظهر الفرس) أي له حق الأعتراض الكامل على زواج أبنة عمة من الغير بدون رضاه وموافقته حتى ولو كانت أبنة عمه على (فرس الزواج)

* وطال التحريف إيضا قصيدة ابراهيم البلوي رحمه الله والذي توفي وهو في ريعان شبابه وهو من منطقة الوجه (تتبع أداريا منطقة تبوك)  في قصيدة جميلة أصبحت من أشعار رقصة (الرفيحي) المشهورة
كلمات القصيدة المحرفة هي التي بين الأقواس
(السيل) يا سدرة الغرمول يسقيك .... من مزنةٍ هلّت الما عقربيِّه
يا (كثر) ما جيت ساري في حراويك ...عجلٍ واخاف القمر يظهر عليِّه
نطيت انا الداب وانيابه مشاويك .... والله وقاني من اسباب المنيِّه
يا رجل لو هو مصيبك وين (أداويك) .... (أدواكِ) يمّ الحسا صعبٍ عليِّه

 
أما القصيدة الأصلية فهي :
الله يا سدرة الغرمول يسقيك .... من مزنةٍ هلّت الما عقربيِّه
يا طول ما جيت ساري في حراويك ... عجلٍ واخاف القمر يظهر عليِّه
نطيت انا الداب وانيابه مشاويك .... والله وقاني من اسباب المنيِّه
يا رجل لو هو مصيبك وين أقاريك .... قاريك يمّ الحسا صعبٍ عليِّه
 

حيث بدأ الشاعر بدعاء (الله) عز وجل - وليس (السيل) كما ورد في القصيدة المحرفة- بأن يسقي شجرة السدرة بقرب جبل أسود مشهور (جبل الغرمول)  من نوء العقارب ، ويقول الشاعر رحمه الله أن كان يتردد على هذه النواحي وكان يمر بها مستعجلا وذكر أنه في أحد المرات قفز من فوق ثعبان ضخم (داب) وأن رحمة الله أنقذته من لدغته القاتلة ثم يخاطب الشاعر قدمه فيقول لو أن لدغة الثعبان (الداب) أصابتكِ عندها علي أن أبحث عن قاري وهو (الحاوي) الذي يقوم على معالجة الملدوغ بأن يجعل فمه على مكان اللدغ ثم يجذب ماتيسر له ثم (يقرأ) ويردد كلمات أعتاد الحواة قولها في مثل هذه الحال وقال أن مكان هذا القاريء (الحاوي) بعيد فهو في منطقة الحسا وهي ناحية معروفة أصبحت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية وأسمها الحالي لواء الحسا
 
 

*ولم تسلم قصيدة شاعر الأمارات الكبيرعتيق الظاهري من التحريف وهي القصدة والتي أصبحت من التراث الخليجي :
غزيلٍ (فله) .. بدبي لاقاني

امشط (القذله) .. سلمت وحياني
قال اشبلاك مدله .. قلت ضاع برهاني
اسبابه الكحله .. تسحر بالأعياني

وورد التحريف في لفظ (فله) فالشاعر يريد ان أنها مثل غزال الفلاة وهي الصحراء. وورد التحريف إيضا في (القذلة) وفي الأصل وردت (بكلة) لأن البِكلة (وهي جامعة للشعر مصنوعة من الحديد ودقيقة في حجمها  تجمع الشعر بعد  تسريحه وتمنعه من التفرق) وكانت (البكلة) تجلب من بلاد الهند وكانت صنفا واحدا وكان لها رواج كبير في ذلك الوقت بين فتيات الأمارات وفي الخليج  فهي تحفظ الشعر وتبقيه على مرتبا وهو دليل على أهتمام القتاة بشعرها
القصيدة الأصل 
غزيلٍ الفلة .. بدبي لاقاني ..
أمشط بكلة .. سلمت وحياني
قال اشبلاك مدله .. قلت ضاع برهاني
اسبابه الكحلة .. تسحر بالأعياني



تصبحون على خير

03 أبريل، 2017

اللقاحات الموسمية ..... الأسرار الخفية

 في كل علم ملايين الملايين من البشر يتلقون تطعيمات بعضها إجباري كالتطعيمات التي تعطى للمسافرين. 


لكن تطعيما يعطى تقريبا لثلث سكان الكرة الأرضية الا وهو تطعيم الإنفلونزا. 

ويأتي السؤال الملح كما يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي وهو هل هذه التطعيمات تحتوي فقد على الفيروس الذي تم تضعيفه ليتسبب في عدوى خفيفة يستطيع جهاز المناعة صناعة أجسام مضادة توفر الحماية من سلالات الإنفلونزا الاشد ضراوة وفتكا 

أم ان هذه التطعيمات واللقاحات ربما تحتوي على مجسات دقيقة للغاية أي نانومتيرية يتم من خلالها تجميع بيانات حيوية عن الأشخاص عن بيئتهم الداخلية والخارجية وصولا الى أمكانية التحكم الكامل بالشخص ليصبح كأنسان آلي يتم أمره ونهيه ولعام كامل.

يبدو أن التفكير في هكذا أمر  لا أخلاقي ولا إنساني ولكن حينما نعلم ان العلماء ومن خلفهم شركات عملاقة يدركون ن الهيمنة على البشر هو مطلب كبير تهتم به بعض الدول وخصوصا أمريكا 

وعليه أتمنى أن نصل قريبا إلى ان تتولى مراكز ابحاثنا صنع جميع لقاحاتنا عندها وعندها فقط سأقدم ذراعي وأنا مطمئن.

تصبحون على خير. 

30 مارس، 2017

بين تاج وخمرة...... سر العينة 38

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه في يوم
الثالث عشر من يونيه من عام 2012  تم تنويم مريضا سعوديا في عقده السادس بمستشفى الدكتور سليمان فقيه بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية وكان يعاني أعراضًا تنفسية شديدة مع وجود حرارة وضيق في النفس ونقص في أكسجين الدم وفي غضون أيام تدهورت حالة المريض ليصاب بفشل تنفسي كامل . عندها قام الفريق الطبي المعالج وبعد التشاور مع الدكتور على محمد زكي مدير مختبر الفيروسات في نفس المستشفى  حيث قام بجمع عينات من بلغم المريض ومن دمه وحملت العينات حينها رقم 38.

وبعد  أيام قليلة  ساءت حالة المريض المذكور وأصيب بفشل أعضاء متعدد وفارق الحياة في يوم 23 يونيو (أي بعد 10 اأيام من تنويمه).


وعلى الفور قام الدكتور زكي بأرسال العينة رقم 38 (عينات المريض السعودي المتوفى للتو) لمختبرات وزارة الصحة السعودية وخضعت العينة لأختبارات لجميع فيروسات التهابات الرئوية ومسببات الضائقة التنفسية المعروفة آنذاك مثل أنلفونزا (أ) و (ب) والبارا-أنفلونزا والفيروسات المعوية والفيروسات الغُدية  آنذاك  بتفاعلات البوليميريز المتسلسل  (PCR)  وكانت جميع النتائج سالبة بل وتؤكد  خلو العينة 38 من وجود أي أثر للفيروسات التي تم اختبارها.
 

عندها قام الدكتور زكي بأختبار العينة بخلطها مع (خلايا الفيرو) وهي خلايا يستعملها علماء الأحياء للكشف عن وجود الفيروسات فكان الأختبار مرة تلو أخرى يؤكد وجود نشاط  فيروسي !!!  في العينة  المذكورة  مما دعى الدكتور زكي لطلب المساعدة من مختبر ألماني متخصص لدية كواشف ومُطلقات لجميع الفيروسات وتأكد للدكتور زكي وللمختبر الألماني أنهم أمام فيروس جديد غير معروف من قبل.عندها تواصل الدكتور زكي مع مركز إيراسموس الطبي الهولندي المشهور بجودته العالمية في في أجراء تحليلات لجينات لفيروسات والذي رحب بطلب الدكتور زكي وطلب منه أرسال عينة للفحص  فقام زكي بترشيح العينة بخلايا الفيرو ليبقي على الفيروس حيا وقام بأرسال العينة (شحنة رقم 38)  وتمكن المركز الهولندي من استعادة الفيروس حيا من خلايا الفيرو وقاموا بتحليل جيني كامل له  ووجدوا أن الفيروس هو فرد جديد من عائلة الفيروسات التاجية (بيتا فيروس كورونا) فكان ذلك سبقا علميا ووجد طريقه للنشر في دورية ذائعة الصيت (نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين)  (NEJM)  وأضيف الفيروس "التاجي" الجديد الى قائمة أسلافه كسبب للضائقة التنفسية الخطيرة والتي سميت لاحقا (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East respiratory syndrome corona virus (MERS-CoV)
وبينت المشاهدات السريرية والمخبرية أن (بيتافيروس كورونا)  يختلف عن المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة التاجية و الرشح التاجي بل هو أشدها فتكا وقتلا على الأطلاق.
 

يقول العطيات أنه وفي شهر سبتمبر من نفس العام  2012 قرع الدكتور زكي جرس الأنذار بان هناك فيروسا جديدا من عائلة الفيروسات التاجية يتسبب في ضائقة تنفسية خطيرة للغاية ولم يكتف بذلك محليا بل أنه أرسل رسالة إلى موقع متخصص في رصد الأمراض الناشئة (proMED) في يوم 15 سبتمبر 2012 وظهر البلاغ في الموقع نفسه يوم 20 سبتمبر وهو موقع تشرف عليه الجمعية العالمية للامراض المعدية ويقع في بروكلين بالولايات المتحدة الامريكية (أنظر الصورة المرفقة)
بعدما أرسل زكي رسالة التحذير هذه ،  سافر  بعدها إلى القاهرة ليرقب ماذا سيحدث بعد ذلك


 ويعتقد العطيات أن فعل الدكتور زكي هذا هو الذي أثار حفيظة وزارة الصحة واعتبرته هجوما عليها وتدخل سافر في تخصصها
فقامت بأغلاق مختبره بمستشفى سليمان فقيه وطي قيده
.
 بقي أن اقول أن الدكتور علي زكي مشهود له بالكفاءة العلمية العالية وقدرته في التعامل الممتاز مع العوامل المُعدية المجهولة. ففي عام 1994-1995 تمكن من أكتشاف فيروس جديد كان المسؤول عن الحمى النزفية التي ظهرت في مدينة جدة وكان الأعتقاد وقتها أنها حمى نزفية-الدنقو الأفريقية يكون البعوض نقلا لها لكن أبحاث الدكتور زكي الرصينة كشفت أن هذه الحمى النزفية أنما هي بسبب فيروس جديد أطلق عليه (فيروس الخُمرة) حيث وجد الفيروس الجديد في أفرازات أنوف أغنام كانت تجلب
من منطقة الخمرة (بضم الخاء) وهي منطقة تقع جنوب مدينة جدة.

Zaki AM, van Boheemen S, Bestebroer TM, Osterhaus ADME, Fouchier RA. Isolation of a novel coronavirus from a man with pneumonia in Saudi Arabia. N Engl J Med 2012;367:1814-1820


Zaki AM Isolation of a flavivirus related to the tick-borne encephalitis complex from human cases in Saudi Arabia. Trans R Soc Trop Med Hyg. 1997;91:179–81

25 مارس، 2017

البقرة... في الحضارات والأديان

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ان للبقرة مكانا عظيما في بعض الحضارات والأديان فالبقرة عند (الفراعنة) مثلا
كان لها شأن كبيرا حتى أصبحت البقرة هي رمز مقدس للربة المصرية "حت-حور" وكانت تعبد في أعالي مصر ولها معبد كبير في منطقة الدنديرة المصرية وهي ربة لها جسد أمراة ولها قرني بقرة وهي زوجة آله مصري كبير هو "حو-رس" و عليه يعتقد العطيات أن يهود مصر في أيام الفراعنة ربما تأثروا بهذه العبادة فنجد أنهم قاموا بعبادة العجل في فترة لاحقة حينما ذهب موسى للقاء ربه عند الجبل المقدس (حوريب).



 ويقول العطيات أنه وحتى بعدما قام موسى بتصحيح المعتقد اليهودي وتحطيم العجل بقيت للبقرة في الدين اليهودي رمزيتها بل وأصبحت جزءا  من الشعائر الدينية اليهودية التوراتية  فالمعروف عند اليهود أنهم يغسلون موتاهم ثم يكفننوهم ثم يدفنونهم على الفور ويعتبر الشخص الميت بعد ذلك من أعظم النجاسات فكل من مس قبره أو شيئا من رفاته عليه أن يتطهر ولكي يتم التطهر الكامل عليه بأخذ شيء من رماد بقرة حمراء يضعه في ماء طاهر ويغتسل به 3 مرات ويقول اليهود في ذلك أن الله أمر موسى بأن يختار بقرة حمراء (انظر شروطها أدناه) فيدفعها لكاهن طاهر والذي يأمر بذبحها على الفورثم تحرق الذبيحة بكاملها دون أن يؤخذ أي شيء ثم يقوم الكاهن بجمع رمادها ويوضع في مكان طاهر ليكون ذخيرة لبني أسرائيل ثم يؤخذ شيئا من رمادها ويخلط بماء طاهر من نبع جار ويوضع معه شيئا من اغصان نبات الزرفه ثم يرش به المكان الذي أصابته نجاسة الميت سواء كان حقلا أو طريقا او خيمة أو أمتعة بل ويرش به كل أنسان يهودي مس الميت أو قبره أو شيئا من رفاته وتعاد الكرة ويرش ماء التطهير في اليوم الأول و الثالث  والسابع ومن لا يفعل ذلك يعتبر نجسا نجاسة مطلقة ويجب قتله والتخلص منه 
وللبقرة الحمراء في الدين اليهودي شروط شبه تعجيزية فلابد أن تكون حمراء اللون تمامًا أي لونها أحمر فاقع بمعنى أن وجود أكثر من شعرتين سوداء أو بيضاء لا يجعلها بقرة حمراء ، وأن لايكون في شعرها أي تموجات أو أنثنائات ، وأن يكون عمرها ثلاث سنوات وأن تكون سليمة من كل عيب وأن تكون مشتراة من رجل يهودي صالح  ويُعزل الكاهن المُرشح للقيام بعملية الذبح و الإحراق عن أهل بيته قبل إجراء الطقوس بسبعة أيام تمهيدًا واستعدادًا للعمل!  
وعليه يعتقد كبار حاخامات اليهود أن اخر رماد للبقرة الحمراء مستوفية الشروط التوراتية ضاع في زمن السبي (سبي اليهود إلى بابل) ومنذ ذلك الوقت وحتى عصرنا هذا لم توجد بقرة حمراء فيها جميع المواصفات والشروط التي نصت عليها التوراه  وعليه يعتبر اليهود أن شعيرة التطهر من أم النجاسات لا تزال معطلة وناقصة الا أن يجد اليهود شيئا من رماد البقرة الحمراء الأولى تحت أنقاض هيكل سليمان المحطم حيث يعتقد اليهود وبحسب الرواية المتواترة أن الياعازر جعل شيئا من رماد البقرة الحمراء تحت أنقاض هيكل سليمان 


 أما البقره عن (الهندوس) فلها شأن عظيم حيث يعظمها الهندوس تعظيما كبيرا فهي التي منحت حليبها لواحد من أعظم آلهتهم وهو الآله (راما) ويقول الهندوس أن الآله (راما) وحينما أراد النزول للأرض لمقابلة البشر كان عليه أن يتجسد في هيئة أنسان وكان طعامه على الأرض هو وزوجته (صيتا-صيته) حليب البقرة وقالوا ايضا ان بول البقرة مطهر من الخطايا والأثام وأن شرب قطرات منه هو ترياق ضد السم وضد الأرواح الشريرة فهو بمعتقدهم دواء لكل داء. وعليه تعيش الأبقار في المجتمعات الهندوسية بكل سلام وأطمئنان ويقول العطيات أنه في عام 1920 ميلادي قامت مجموعة هندوسية بطبع منشور تم توزيعة يذكر بأن البقرة هي من صنف الآلهة وعددوا لها في المنشور 84 فضيلة ومنقبة وجاءت هذه الحملة الدينية في مواجهة توسع البريطانيين في الهند باكل لحوم البقر.
أما في الحضارة السلافية (جرمان-نورماند) فأن ضروع البقرة الأربعة هي التي صنعت الأنهار الأربعة العظيمة كما تقول الأسطورة السلافية ويصورونها بانها أم الجميع بوفرة حليبها.