25 سبتمبر، 2014

إيران وحماس وقطاع غزة ....شرارة واحدة تكفي



 ترى حماس أن قطاع غزة هو مكانها الحقيقي وتسعى للأستيلاء الكامل والمطلق عليه والخروج به كاملا من عباءة السلطة الفلسطينية الشرعية في الضفة الغربية . ولا أحتاج إلى دليل إلى القول أن حماس-ومنذ زمن بعيد -تدور في الفلك الإيراني وتضع إيران في جيوب قادة حماس حوالي 120 مليون دولار سنويا فضلا عن التدريب النوعي الذي يتلقاه مقاتلوا حماس في لبنان على أيدي الحرس الجمهوري الإيراني وحماس لا تخفي رغبتها في شن هجمات منفردة ومتقطعة على الوجود الأسرائيلي  لأقتلاعه من القطاع.
وبالرغم من تكرار أقوال الساسة الإسرائيليين وعلى مدى عقود أن ليس لهم مطامع في قطاع غزة ولكن علينا أن ندرك أن أسرائيل لديها رغبة دفينة في تفريغ قطاع غزة  من الفلسطينين ولكن التكاثر رجح الكفة على جميع التجمعات الإستيطانية  فيه
إسرائيل وحتى كتابة السطور  ليس لديها من مبرر لأقتحام القطاع بعمليات عسكرية واسعة لأن ذلك سيجلب لها سخط العالم.
والذي أتوقعه أن إيران ستدفع بحماس لفتح جبهة حرب حقيقية مع أسرائيل من خلال أطلاق صواريخ تقتل مابين 2500-500 أسرائيلي من المدنيين الأبرياء.
تلك الصواريخ لن تكون من صنع حماس بل صواريخ إيرانية قصيرة المدى يتم تهريب أجزائها على عدة شهور ويتم تجمعيها في قطاع غزة بل أن اسرائيل ستغض الطرف عنها-
وربما ستغلق رادارات قبتها الحديدية  حينها ستجد اسرائيل مبررا مقبولا لإجتياح شامل لقطاع غزة  للقضاء على حركة حماس


أجتياح قطاع غزة سيكون اجتياحا بربريا وسيتسبب في قتل عشرات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ ، وتلك الوحشية ستدفع بحوالي مليوني غزاوي بالنزوح الى الجنوب وصولا إلى منطقة رفح الحدودية مع مصر.
والذي أتمناه أن يدرك قادة حماس أن أيران تريد أشعال المزيد من الحرائق في المنطقة لأن هدفها هو أشغال العالم عن تقدم برنامجها النووي الرهيب وحتى لتحسين موقعها التفاوضي فيه ، وعليهم أن يدركوا جيدا أن فتح جبهة حرب مع أسرائيل سيحقق لإسرائيل حلمها في تدمير القطاع وتفريغ بالكامل من ساكنيه  تمهيدا لوضع تصور جديد له ولكن بشروط أسرائيلية وسيكون-لا قدر الله- مقدمة حقيقية لنكبة فلسطينية جديدة قد تفوق في فداحتها النكبة الفلسطينية الأولى

تصبحون على خير

17 سبتمبر، 2014

عدى بن مسافر

عدى بن مسافر بن مروان الشامي هو الشخصية المحورية في عقيدة (يزدا) تلفظ (اليزيدية) خطأ (راجع تدوينة يزدا بأتباع الرابط).
كان (مسافر) والد الشيخ (عدي) زاهدا صالحا يسكن في بعلبك وهي منطقة في سهل البقاع وكان (مسافر) حديث عهد بزواج فورده هاتف بالليل بعد أيام قليلة من زواجه يقول له قمّ يا (مسافر) وسيح في البلاد وأصلح في الأرض فهب (مسافر) مذعورا وخرج على الفور وترك زوجته في سهل البقاع وأخذ يتنقل من سهل البقاع وجبل لبنان يتنقل بين أمكنة عديدة زاهدا متقشفا.
 يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن (مسافرا) ترك زوجته الشابة 40 عاما. وفي ذات ليلة وبعد مرور هذه السنوات الطويلة من فراق زوجته أتاه نفس الهاتف وهو في نومه يقول له يا (مسافر) قّم وأذهب إلى زوجتك في الحال فأنها ستحمل منك ولدا صالحا فأستجاب (مسافر) وحينما وصل زوجته ليلا عاتبته على غيابه الطويل (40 عاما) ولكنها بشّرته أنها رأت رؤيا عجيبة تكررت عليها ثلاث مرات في ثلال ليال منذ عدة أيام فقد رأت أن نورا يهبط من السماء ويدخل في جوفها ورأت قبة بين جبلين يرتفع منها نور وسمعت جبل الشرق ينادي جبل الغرب بأنه سيولد هذا العام ولي من أولياء الله أسمه (عدي) وسيكون ذكره في مشارق الأرض ومغاربها. وقبل أن يغادرها طلبت منه أن ينادي من فوق السطح بأعلى صوته ليسمع بعض جيرانه صوته بأن الشيخ (مسافر) قدم على أهله الليلة لكي لاتتهم بالريبة وتلوكها الألسن لعلمها بأن زوجها (مسافر) لن ينتظر حتى طلوع الصباح ويراه الجيران لأن عليه أن يعود للمكان الذي أتى منه .
يقول الدكتورالعطيات أنه وحينما ولد (عدي) وشّب ، سار على نهج والده في التقوى والصلاح وحينما كبر أتجه للبصرة حيث أشتهر صيته في (المذهب الشافعي) ثم أنتقل بعدها للموصل وقضى زمنا هناك ثم أنتقل لبلاد (الأكرد) وكان حينها من كبار علماء المذهب الشافعي وذكره اللخمي صاحب كتاب (بهجة الأسرار) وأثنى عليه وقال أن الشيخ عدي بن مسافر هو (شيخ الأسلام )  وفي أعتقاد الدكتور العطيات أن تصوف الشيخ عدي بن مسافر وأختلاطه العميق بالأكراد من أتباع الديانة الفارسية (الزرادشتيه) قد أثر تأثيرا كبيرا عليه وكان له في بلاد الأكراد خلوة ومقاما عظيما ، وبعدها أنتقل (عدي) إلى جبال (سنجار) حيث أتخذ في وادي (لالش) خلوة بناها بنفسه وقضى بقية حياته هناك وهي المكان الذي دفن فيه وأصبحت الخلوة ذات القباب الثلاث محجة لأتباع طائفة اليزدا (راجع تدوينة يزدا) حتى يومنا هذا.

يعتبر أتباع طائفة (يزدا) بأن عدي بن مسافر هو المعلم والهادي الذي حل فيه (طاووس ملك) فهو بحسب معتقدهم أن عدي هو ربهم على الأرض وهو الهادي إلى طريق الصواب.ويقولون أن عدي قال"كنت حاضراً عندما كان أدم يعيش في الجنة، وكذلك عندما القى النمرود إبراهيم في النار، وكنت حاضراً عندما قال لي الله أنت الحاكم وأنت إله الأرض"
وهناك أبيات شعرية تنسبها طائفة (يزدا) لعدي منها قوله:
عـلـمـي أحـاط حــقــيـقة الأشـياء ... وحـقـيـقـتي قـد مازجت أيائي
وأنا عــــــــــدي الشام ابن مسافر ... قـد خصّني الرحمن بالأسماء
والعرش والكرسي وسبع والثرى ... في طي علمي ، لا إله سوائي
وأنا الــذي جــاء الرجال بأسرهم ....طــوعا إلــي وقــبـّلوا قـدماي 

ويعتبر كتاب (الجلوة) الذي ألفه عدي بن مسافر هو (الكتاب المقدس الأول) عند طائفة (يزدا) وفيه يتعرض الكتاب إلى الخلق والملائكة وأفعالهم.     

12 سبتمبر، 2014

دارين

(دارين) قرية قديمة تقع على البحر الشرقي لجزيرة العرب وكانت قديما لها صلات بدلمون (البحرين) وكانت ترد إلى (دارين) السفن من الهند محملة بشتى البضائع  وخصوصا المسك والعطور ، يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن (دارين)  أشتهرت بالمسك وأنه حينما يذكر طيب الرائحة فأن ذكر (دارين)  وما تحمله من ماض عريق في تجارة المسك مايغني عن كثير من الوصف قال أبو بكر محمد بن مرتين القرطبي يذكر مسك دارين
امسك (دارين) حياك النسيم به ... ام عنبر الشحر إم هذي البساتين
بشاطئ النهر حيث النور مؤتنق ... والراح تعبق ام تلك الرياحين
 وقال حسين بن شهاب الدين الكركي:
ليغدو بها نشر الخزاما كأنما ... يخالطه من نشر (دارين) نافح
وقال آخر:
طابت مجالس أنسهم فكأنها ... (دارين) يعبق مسكها المسحوق
وقال مصطفى بن عجمي الحلبي (أبو الصفاء):
أم نفحة من ربى (دارين) عاطرة ... أهدت لنا أرجا جنح الدجى عبقا
وقال حسن بن محمد البوريني:
متحملا عني السلام  .... كمسك (دارين) الذكي
يقول العطيات أنه عثر في (دارين) مؤخرا على بقايا عملة معدنية تعود إلى عصر السلالة الساسانية (ملوك فارس) وهذه العملة كانت قيد الأستعمال حتى عام 60 هجريا مما يؤكد مكانتها التجارية القديمة.
فائدة لغوية:
أعلم أن كلمة (دارّي) أي (عطّار) هو مشتق من أسم (دارين
ومهنة العطارة وبالتالي لقب (الداري) أي (العطّار) تلقب به علماء كبار من التابعين كابن كثير وهو عبدالله بن كثير بن المطلب القرشي (الدارّي) (45 - 120هـ)  وكنيته أبو معبد المقرئ  وهو أحد القراء السبعة وهو إمام  أهل مكة في القراءة  وأحد قضاتها وحرفته العطارة ولذلك نسب إلى دارين.
ويعتقد العطيات أن أسم (دارين) مشتق من اللفظة الفارسية القديمة (داريان) والتي تعني "عتيق وقديم" وبقي أن اقول أن هناك موضع آخر بلاد الشام يقال له (دارين) وهو غير المقصود هنا.