(دارين) قرية قديمة تقع على البحر الشرقي لجزيرة العرب وكانت قديما لها
صلات بدلمون (البحرين) وكانت ترد إلى (دارين) السفن من الهند محملة بشتى البضائع وخصوصا المسك والعطور ، يقول الدكتور محسن بن
سليمان العطيات العطوي أن (دارين) أشتهرت بالمسك
وأنه حينما يذكر طيب الرائحة فأن ذكر (دارين)
وما تحمله من ماض عريق في تجارة المسك مايغني عن كثير من الوصف قال أبو بكر
محمد بن مرتين القرطبي يذكر مسك دارين
امسك (دارين) حياك النسيم به ... ام عنبر الشحر إم هذي البساتين
بشاطئ النهر حيث النور مؤتنق ... والراح تعبق ام تلك الرياحين
وقال حسين بن شهاب الدين الكركي:
وقال حسين بن شهاب الدين الكركي:
ليغدو بها نشر الخزاما كأنما ... يخالطه من نشر (دارين) نافح
وقال آخر:
طابت مجالس أنسهم فكأنها ... (دارين) يعبق مسكها المسحوق
وقال مصطفى بن عجمي الحلبي (أبو الصفاء):
أم نفحة من ربى (دارين) عاطرة ... أهدت لنا أرجا جنح الدجى عبقا
وقال حسن بن محمد البوريني:
متحملا عني السلام .... كمسك (دارين)
الذكي
يقول العطيات أنه عثر في (دارين) مؤخرا على بقايا عملة معدنية تعود إلى
عصر السلالة الساسانية (ملوك فارس) وهذه العملة كانت قيد الأستعمال حتى عام 60
هجريا مما يؤكد مكانتها التجارية القديمة.
فائدة لغوية:
أعلم أن كلمة (دارّي) أي (عطّار) هو مشتق من أسم (دارين)
ومهنة العطارة وبالتالي لقب (الداري) أي (العطّار) تلقب به علماء كبار
من التابعين كابن كثير وهو عبدالله بن كثير بن المطلب القرشي (الدارّي) (45 -
120هـ) وكنيته أبو معبد المقرئ وهو أحد القراء السبعة وهو إمام أهل مكة في القراءة وأحد قضاتها وحرفته العطارة ولذلك نسب إلى دارين.
ويعتقد العطيات أن أسم (دارين) مشتق من اللفظة الفارسية القديمة
(داريان) والتي تعني "عتيق وقديم" وبقي أن اقول أن هناك موضع آخر بلاد الشام يقال له (دارين)
وهو غير المقصود هنا.