28 ديسمبر، 2016

الجوائح التنفسية ومناعة القطيع

الأوبئة التنفسية هي أخطر الجوائح التي يتعرض لها البشر والجائحة لأن الوباء يجتاح العالم بأسره متنقلا بين دولة وأخرى ولسرعة أنتشارها وأرتفاع معدلات الاصابة تبقى الجوائح التنفسية المهدد الأخطر لحياة البشر وهي الأختبار الحقيقي والصادق لكل نظام صحي.
ما المقصود بمناعة القطيع؟  
عندما يكون عدد كاف من السكان مقاومًا لوباء ما ،فأن ذلك الوباء يتوقف انتشاره بشكل طبيعي وتلقائي لأنه ليس هناك عدد كاف من الأشخاص قادرون على ألتقاطه ومن ثم نشره وبالتالي ، فإن "القطيع" محصن ، على الرغم من أن العديد من أفراد ذلك القطيع لا يزالون غير محصنين.

وعليه يمكننا أعتبار مناعة القطيع هي حماية (غير المباشرة) من وباء معين  وتحدث الحماية عندما يكون نسبة معتبرة من السكان محصنين ضد ذلك الوباء إما من خلال التطعيم (اللقاح)  أو المناعة التي تم أكتسابها من خلال التعرض الفعلي للعدوى ومن ثم التعافي منها.
علينا أن ندرك أن نسبة معتبرة من الأشخاص لا تتكون في أجسامهم مناعة جيدة بالرغم من تلقيهم للقاح الموصوف لذلك الوباء.

مناعة القطيع تعتمد على معدلات العدوى المقترحة لكل عدوى فعلى سبيل المثال أذا كان لدينا في وباء معين أن المريض الواحد ينقل المرض إلى 20 شخصا فهذا معناه أنه يجب أن يكون 90% أو أكثر من السكان يجب أن يكونوا محصنين (بلقاح أو تعافي) حتى نستطيع القول أن المجتمع أصبحوا يتمتعون بمناعة القطيع. وفي المقابل أذا كان الوباء ينتقل بمعدلات أقل كالوباء الذي ينقله الشخص الواحد لأثنين أو ثلاثة فهذا معناه أنه يجب أن يكون 50% من السكان محصنين
بمعنى أنه كلما كان الوباء أكثر عدوى ، وجب زيادة مناعة السكان لضمان مناعة القطيع.
دعونا نطبق ذلك المفهوم ذلك على الحصبة والضائقة التنفسية الخطيرة (سارس)
المعروفة أن الفيروس المسبب للحصبة معدي للغاية ويمكن للطفل الواحد المصاب به نقله وبسرعة عالية إلى يقارب 30 إلى 50  طفلا آخر لم يتعرض له من قبل . وهذا يعني أن حوالي 90٪ من الأطفال في دولة ما يحتاجون إلى أن يكونوا محصنين حتى تتمتع المجموعة الأوسع من الأطفال بمناعة القطيع. قلت ولأن وباء الحصبة يصيب أعدادا هائلة من الأطفال وفي وقت قصير وحصد مئات الأولوف من أرواحهم على مر التاريخ كان لزاما أيجاد (لقاح) فعال لتجنيب الأطفال مضاعفات وباء الحصبة الخطيرة . اليوم في المملكة نسبة الأطفال التي تلقت لقاح الحصبة تقارب 97% مما يجعل أنتشار وباء الحصبة بين الأطفال السعوديين تحديدا ضئيلا للغاية.
المعروف أن المناعة المكتسبة ضد الحصبة سواء كانت عن طريق التعرض للمرض والنجاة منه أو بأخذ التطيعمات ضدها أثناء الطفولة المبكرة  تبقى بطول عمر الأنسان تقريبا بعكس اللقاح ضد الأنفلونزا والذي يتوجب أخذه كل عام بسبب تغير سلالات الفيروسات المسببة للزكام وتعددها.
ولكن في فيروس الضائقة التنفسية الخطيرة (سارس) نجد أن معدل الإصابة أقل بكثير من الحصبة ، حيث ينقله كل شخص مصاب إلى شخصين أو ثلاثة أشخاص جدد في المتوسط. وهذا يعني أنه يجب تحقيق مناعة القطيع عندما يصبح حوالي 60٪ من السكان محصنين ضد ذلك الوباء لتحقق ما يمكن أن نسميه مناعة القطيع.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن قرار السلطات الصحية في الأخذ بمفهوم مناعة القطيع الطبيعية بمعنى ترك الوباء أو الجائحة تأخذ مسارها الطبيعي يجب أن لاتكون الأستراتيجية المثلى حتى بوجود نظام صحي جيد ومتماسك لأن تعريض ما نسبته 60-70% من السكان للوباء التنفسي لكي تتكون للمجتمع بأسره مناعة القطيع سيكون في نظري استراتيجية كارثية  بكل المقايسس لأن الكثير من الأشخاص سيصابون بمرض ربما يكون شديدا للغاية وهذا يؤدي إلى تزايد كبير وغير مسيطر عليه في أعداد  المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية  أو المعالجة في وحدات العنايات المركزة مما يؤدي إلى أنهيار وأجهاد سريع وحاد للنظام الصحي العام كما أن نسبة الوفيات لا يمكن التنبؤ بها على نحو دقيق خصوصا في فئات المجتمع ذات المخاطر العالية وهي أقطاب العمر (صغير جدا -كبير جدا) وممن يعانون من أمراض مزمنة وفئات المجتمع الفقيرة والمهمشة.

وعليه فأن أفضل أسلوب (أخلاقي) للوصول إلى مفهوم مناعة القطيع هي من خلال اللقاحات.

سنة الجمل



سنة الجمل وفيها قام جزار أردني من منطقة الحصن في الاردن وأسمه (الهربد ) بنحر جمل بعدما لدغته حية ضخمة (أصلة) وقام ببيع لحمه على الفور.
يقول العطيات وكل من أكل من لحم ذلك الجمل مات وبلغ عددهم أكثر من 30 شخصا فاصبحت سنة الجمل من الاحداث التي يؤرخ بها الناس فيقولون تزوج أو ولد أو مات أو مرض سنة الجمل
وسنة الجمل توافق عام 1923 ميلادي