15 مايو، 2015

السيد بيل جيت Bill Gates مؤسس ميكروسوفت- دور التقنية في مواجهة الأوبئة

أثناء تصفحي لموقع اليويتوب عثرت على محاضرة السيد بيل غيتس Bill Gates مؤسس ميكروسوفت ألقاها في منتدى TED وهي محاضرة عن دور التقنية الحديثة في مواجهة الأوبئة (1) وهي محاضرة قيمة للغاية فقمت بترجمتها 
الترجمة النصية :
يدخل السيد بيل قيت وهو يدفع برميلا أمامه ويستقبل بعاصفة من التصفيق
يقول : عندما كنت طفلاً  كانت الكارثة التي كنا قلقين بشأنها هي الحرب النووية.
لهذا السبب كان لدينا مثل هذا البرميل في الطابق السفلي، مليء بعلب الطعام والماء.
عند حدوث الهجوم النووي، من المفترض إلاحتماء في الطابق السفلي،  والأكل من محتويات البرميل.
أما اليوم فأعظم كارثة عالمية لا تبدو كهذه. بل، تبدو مثل هذا.
وتظهر صورة لفيروس من سلالة الفيروسات التاجية (كورونا) (2) إذا كان أي شيء سيقتل أكثر من 10 ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المحتمل أن يكون فيروسا شديد العدوى وليس الحرب. ليست بالقذائف ، ولكن بالميكروبات جزء من السبب وراء ذلك هو إستثمارنا لمبالغ ضخمة من أجل الردع النووي
ولكننا في الواقع لا نستثمر سوى القليل جداً في محاولة التصدي لإيقاف الأوبئة. فلسنا على استعداد لمجابهة الوباء القادم.
دعونا ننظر الى إيبولا ، فأنا على يقين من أن كل واحد منكم قد قرأ عنه شيئا في الصحف الكثير من التحديات الصعبة  تتبعته بدقة من خلال أدوات التحليل للحالات والتي نستخدمها لتتبع استأصال  شلل الأطفال. ولو نظرتم للماضي لم تكن المشكلة في نظام لم  يعمل على نحو جيد وكاف وإنما تكمن في عدم وجود ذلك النظام على الإطلاق فهناك بعض الأجزاء الرئيسية المفقودة. فلم يكن لدينا مجموعة من علماء الأوبئة مستعدين للذهاب لرؤية ما كان هذا المرض، ومعاينة مدى سرعة انتشاره.لقد جاءت تقارير الحالة على ورق. لقد تأخرت كثيراً قبل وضعها على الانترنت ولم تكن دقيقة للغاية.لم يكن لدينا فريق طبي على استعداد للذهاب.ولم يكن لدينا أي وسيلة لإعداد الناس.لقد قامت منظمة أطباء بلا حدود  بعمل عظيم في تنظيم المتطوعين. ولكن ومع ذلك، مازلنا بعيدين كثيراً عما كان ينبغي وهو الحصول على الآلاف من العمال في هذه البلدان.

أن الوباء الكبير يتطلب من أن يكون  لدينا مئات الآلاف من العاملين .لم يكن هناك من أحد ليبحث  عن أساليب علاجية.ولا أحد ليلقي نظرة على كيفية التشخيص. ولا أحد لديه المعرفة أي أداة ينبغي أن تستخدم.

وكمثال على ذلك، كان بإمكاننا أخذ الدم من الناجين، معالجته، ووضع هذه البلازما مرة
أخرى في الناس لحمايتهم. ولكن هذا لم يجرب أبدا.  لذا كانت هناك الكثير من الأشياء الناقصة.
وكان ذلك فشلاً عالمياً لان منظمة الصحة  العالمية تأسست لمراقبة الأوبئة، و ليس للقيام بهذه الأشياء التي تحدثت عنها. لكن، في الأفلام يبدو الأمر مختلفاً تماماً.  هناك مجموعة من علماء الأوبئة  الوسيمين مستعدين للذهاب،  أنهم يتحركون، يقومون بإنقاذ الناس، ولكن هذا مجرد تمثيل.  الفشل في الإعداد قد يسمح للوباء القادم أن يكون أكثر تدميراً من الإيبولا  دعونا ننظر في تطور إيبولا خلال هذا العام.  قتل نحو 10،000 شخص،  وكان معظمهم ينتمون الى البلدان الثلاثة الواقعة في غرب افريقيا.
هناك ثلاثة أسباب حالت دون إنتشار  الوباء أكثر من ذلك :
السبب الأول راجع الى العمل البطولي  الذي قام به العاملين في مجال الصحة.  فهم يعالجون الناس ويمنعون المزيد من حالات الإصابة.
والثاني هو طبيعة الفيروس.  ففيروس (إيبولا) لا ينتشر عن طريق الهواء.  فعندما يصل المرض الى مرحلة العدوى،  يكون معظم المصابين طريحي الفراش.
ثالثا، لم يدخل الوباء الى الكثير من المناطق الحضرية.  وكان ذلك مجرد حظ.  لو دخل الى المناطق الحضرية، لكانت الأرقام أكبر من ذلك بكثير.
لذا في المرة القادمة،  قد  لا نكون محظوظين جدا. يمكن أن يكون الفرد مصاباً بـفيروس معدٍ لكنه يشعر بحالة جيدة تمكنه  من ركوب الطائرة أو الذهاب إلى السوق.مصدر الفيروس يمكن أن يكون من الأوبئة الطبيعية مثل (الإيبولا)، أويمكن أن يكون إرهاباً بيولوجياً.  هناك أشياء يمكنها جعل الوضع أسوأ من ذلك بكثير.في الواقع، دعونا ننظر إلى نموذج  لإنتشار فيروس عن طريق الهواء،  مثل الانفلونزا الاسبانية التي ظهرت في عام 1918.هذا ما يمكنه أن يحدث.  يمكنها الإنتشار في جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة جداً. ويمكنكم رؤية أكثر من 30 مليون هلك من هذا الوباء. لذلك فهذه مشكلة خطيرة. علينا الإهتمام بالأمر. 
 
 في الواقع، يمكننا بناء نظام استجابة جيد للغاية.  لدينا مزايا كل العلوم والتكنولوجيا التي تحدثنا عنها.  لدينا الهواتف المحمولة  للحصول على المعلومات من العامة ولإيصالها إليهم. لدينا خرائط الأقمار الصناعية التي تمكننا من رؤية مكان تواجد الناس وكذك وجهتهم. لدينا هذا التقدم في علم الأحياء  الذي ينبغي أن يُحدِث تغييراً هائلاً في المدة اللازمة للتعامل مع الفيروس ونكون قادرين على صنع الأدوية واللقاحات المناسبة لهذا الفيروس.  لذا فإننا نمتلك أدوات، ولكن هذه الأدوات تحتاج إلى أن تُدمج في النظام الصحي العالمي.  ونحتاج إلى التأهب.  أعتقد أن أفضل الدروس لكيفية الإستعداد للأوبئة هو بالذي نفعله  وقت حرب.   فلدينا جنود مستعدين للإنطلاق في أي لحظة. لدينا إحتياطيات تكفي  لأعدادا كبيرة من الناس. 

لدى حلف شمال الاطلسي وحدة متنقلة  يمكن نشرها بسرعة كبيرة. يقوم الناتو بـالكثير من المناورات الحربية للتحقق ما إذا كان جنودهم مدربين جيداً؟  هل يفهمون عن الوقود  والخدمات اللوجستية ونفس ترددات الراديو؟  وهم على إستعداد دوماً للإنطلاق.  أنها بعض الأشياء التي نحتاجهـا للتعامل مع الأوبئة.

ما هي الأجزاء الأساسية؟
أولا، نحن بحاجة لأنظمة صحية قوية  في البلدان الفقيرة.  تمكّن الأمهات من الولادة بأمان، وتمكن الأطفال  من الحصول على جميع اللقاحات. وتكون قادرة على  كشف بداية  إنتشار الوباء في وقت مبكر.ونحن بحاجة إلى طاقم طبي دائم الكثير من الناس المدربين وذوي تجربة يكونوا على إستعداد للإنطلاق. نحن بحاجة إيضا إلى مصاحبة هذا الطاقم الطبي بـالجيش قصد الاستفادة من قدرة الجيش على التحرك بسرعة والعمل وتأمين المناطق. يتعين علينا القيام بمحاكاة، ألعاب جرثومية، وليس ألعاب حربية حتى يتسنى لنا رؤية مكامن الضعف. 
اخر مرة تم القيام بألعاب جرثومية  في الولايات المتحدة كان عام 2001  (2)، ولم يكن كما يجب.حتى الآن النتيجة هي الجراثيم: 1، والناس: 0.

وأخيراً، نحن بحاجة إلى البحث المعمق  في مجالات اللقاحات ووسائل التشخيص. هناك بعض الاكتشافات العظيمة، مثل فيروس الغدي المرتبط ،  الذي كان يمكن أن ينتشر بسرعة شديدة. الآن، لا أعلم كم سيكلف هذا من الميزانية تحديداً، ولكن أنا متأكد من أنها ضئيلة جداً بالمقارنة مع الأضرار المحتملة.يقدر البنك الدولي أنه إذا كان لدينا وباء إنفلونزا في جميع أنحاء العالم، فإن الثروة العالمية ستنخفض بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار وسيكون لدينا الملايين والملايين من الوفيات. ستوفر هذه الاستثمارات فوائد كبيرة أبعد من مجرد كونها مستعدة لمجابهة الوباء. الرعاية الصحية الأولية، والبحث المعمق، هذه الأمور ستقلل من التفاوت في مجال الصحة العالمي وستجعل العالم أكثر عدلاً وكذلك أكثر أماناً. لذلك أعتقد أن هذا يجب أن يكون أولوية.

ليس هناك حاجة للذعر.وليس علينا خزن علب السباغيتي  أو الاحتماء في الطابق السفلي من المنزل.
لكننا بحاجة للعمل، لأن الوقت ليس في صالحنا. في الواقع، هناك شيء إيجابي واحد يمكن أن يستخلص من وباء إيبولا، أنه يمكن أن يكون بمثابة الإنذار المبكر، أو دعوة للاستيقاظ، للإستعداد. إذا بدأنا الآن، فيمكننا أن نكون على أهبة الإستعداد للوباء القادم.

شكرا.
(تصفيق)

تعليقات المترجم (الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي):
(1) بيل غيتس Bill Gates يعتبر من خيري العالم بتبرعاته السخية وكان أخرها تبرعه بمستشفى ميداني لعلاج تفشي وباء فيروس إيبولا المميت.
(2) أستشهد بيل غيتس بصورة فيروس (كورونا) وهي فيروسات تسبب جوائح تنفسية خطيرة للغاية من أشهرها الأنفلونز التي تسببت في جوائح  في الأعوام 1968 و 1975 و 2003 و 2009 و 2014 (كورونا الإبل) ومن أشهر جوائحها على الأطلاق الأنفلونزا الأسبانية بين عامي 1917-1918 والتي قتلت 50 مليون أنسان في أوربا والعالم ، قلت سميت بذلك لأن معظم الصحف الأسبانية كانت تتحدث عنها وبشكل كبير في ظل تكتم مطبق للصحف البريطانية والإيطالية والأمريكية والفرنسية وكان منشأ الأنفلونزا الرهيبة من جنوب الصين ويقدر أن ضحاياها من الصينيين تجاوز 20 مليون صيني.
(3)  بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر  2001 ولأختبار جاهزية الولايات المتحدة لحرب جرثومية (بيولوجية) تستخدم فيها الجراثيم كسلاح فتاك طلبت الأدارة الامريكية عددا من المسؤولين والصحفيين الأشتراك في لعبة محاكاة على جهاز الكمبيوتر أسمها (الشتاء الأسود) طرفها الأول البشر وفي الطرف الآخر الجراثيم . وكانت نتيجة اللعبة هي فوز الجراثيم  (1) على البشر  (0)

============= ملخص المحاضرة ===============
* الذي يهدد مستقبل العالم الأوبئة وليست الأسلحة.
* الأوبئة ستكون على شكل أنفلونزا يسببه فيروس كورونا المميت تنتشر بسرعة.
* في أهمية أيجاد نظام أستجابة عالمي وسريع للغاية لرصد الأوبئة والأستجابة لها.


رابط المحاضرة على اليوتيوب : أضغط على الرابط للأنتقال لليوتيوب