12 أكتوبر، 2020

من عجائب جائحة كورونا ..... "نقص الأكسجة الصامت" silent hypoxia

مقالات متناثرة هنا وهناك قراءتها خلال الأيام الماضية تتناول فئة من مرضى كورونا لديهم نقص شديد في أكسجين الدم دون وجود الأعراض التقليدية  التي تنبه الطبيب إلى ذلك النقص الخطير مثل ضيق النفس أو جود ازرقاق في الشفاه وطرف اللسان والفئة الأكثر عرضة لهذا النقص الخطير "الصامت" والذي أصطلح على تسميته "نقص الأكسجين الصامت"  "نقص الأكسجة الصامت" silent hypoxia  هم كبار السن وممن يعانون من أمراض القلب.

حتى كتابة هذه السطور لا يُعلم سبب "نقص الأكسجة الصامت"  silent hypoxia  ولكن عدة فرضيات منها أن الأجزاء الملتهبة من أنسجة الرئة تصبح الحويصلات الهوائية فيها غير قادرة على القيام بواجبها وهو أن "تهوية" الدم والتي  تكون سيئة أو معدومة تماما مما يؤدي إلى أن الدم الوارد لها لا يتم أضافة الأكسجين له وأخذ ثاني أكسيد الكربون منه وبالتالي يعود الدم الرئوي للدورة الدموية دون أكسجين.الفرضية الثانية هي وجود خثرات في الشرايين الدقيقة التي تنقل الدم للحويصلات الهوائية وبالتالي نقص في "التروية". . والفرضية الثالثة أن الشرايين الدقيقة حصل لها أتساع كبير وبالتالي زيادة في تدفق الدم فيها مما يؤدي إلى زيادة التروية لحويصلات والتي لا تقوم بالتهوية أي إضافة الأكسجين والمفروض في مثل هذه الحالة أن يكون فيها تقلص بسبب نقص الأكسجين. خلل التهوية أو التروية أو كلاهما يؤديان إلى نقص في أكسجين الدم hypoxia

كل ما سبق ذكره لا نجده في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التقليدية (ARDS)  التي يعرفها الأطباء حول العالم مما يؤكد أن سلوك فيروس كورونا الجديد في الرئة مخالف تماما لما نعرفه وهذا يزيد من تعقيدات التعامل مع هذه العدوى .

أن التعرف على حالة "نقص الأكسجة الصامت" silent hypoxia مهم للغاية لأن ذلك يمنع أستمرار الضرر لأعضاء الجسم المختلفة بسبب نقص أكسجين الدم .لقد قرأت عن 3 حالات وكلها لمرضى أعمارهم فوق 50 سنة كانت نسبة الأكسجين لديهم جميعا طبعا بأستعمال القياس اليديوي أقل من 60% ولم تكن لديهم الأعراض التي تدل على نقص الأكسجين والتي ذكرتها سابقا وكان عرضهم الأساسي هو الخمول والضعف العام ولم تكن لديهم إيضا أعراض كورونا التقليدية من حرارة وسعال ورشح ونحوه.

وعليه فأن فحص ومن ثم مراقبة مستوى أكسجين الدم المستمر لدى مرضى كوفيد 19 بواسطة أجهزة قياس الأكسجين لمرضى الأجنحة أو كبار السن لهو أمر مهم للغاية وأجهزة القياس تتوفر في الأسواق.