30 يوليو، 2015

سعد بن شارع

هو المربي الفاضل والأداري القدير واستاذي الجليل الدكتور سعد بن شارع الحربي (1366-1435) من مواليد منطقة (القصيم ) والذي كان مديرا لثانوية (تبوك) الفترة من عام 1400-1409

ساهم بأهتمامه وتفانيه في نقل ثانوية تبوك لأن تكون الرائدة في منطقة تبوك والمدن  والقرى التابعة لها وكان له دور كبير في أطلاق طاقات الشباب وتذليل العقبات والصعاب
كان يجمع بين الحزم والعدل والشعور العالي بالمسؤولية مما مكنه بالأمساك بزمام واحدة من أقدم وأعرق ثانويات المنطقة الشمالية الا وهي ثانوية (تبوك) والتي كانت تضم النخبة من طلاب المنطقة.
وخلال تلك الفترة التي أمتدت قرابة 10 سنوات كانت ثانوية تبوك (الأولى) في كافة المستويات العلمية والأدبية والرياضية حتى خصصت ثانوية تبوك غرفة كبيرة تجمع فيها الكوؤس والميداليات والدروع .


بعد هذه الفترة (الذهبية) الحافلة بالأنجازات عاد أستاذي الجليل الى مسقط رأسه (القصيم) حيث واصل دراسته العليا ليحصل على درجتي  المجاستير والدكتوراة في (الفقه المقارن) ثم لينضم الى هيئة التدريس في كلية أصول الدين جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.

وفي عام 1426 أختير ليكون عضوا بمجلس الشورى السعودي في الفترة ما بين 1426-1430

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أستاذه ومربيه الدكتور سعد بن شارع  حول ثانوية تبوك في كافة مستوياتها الى ما يشبه مستوى الجامعة ودفع بطلابها وأساتذتها الى أقصى درجات التفوق والنجاح

وفي عام 1435 هجرية أنتقل أستاذنا الجليل الى جوار ربه بعد حياة حافلة في البذل والعطاء 
وأني وأنا أكتب هذه النبذة البسيطة عن هذا الأسم الخالد في ذاكرتي لأني على يقين أن هذا الرمز سيكون نبراسا للأجيال القادمة

أدناه صورة  للدكتور سعد بن شارع الحربي التقطت في ثانوية تبوك عام 1403 هجرية

18 يوليو، 2015

امرؤ القيس



قيل ان اسمه (حُنْدُج) وقيل (عَديْ) وقيل ايضا (مُلَيْكَة) وعُرف بكُنى كثيرة منها (أبو حُجُر) و (أبو وهب) و (أبو زيد)، و (أبو الحارث) ومن القابه (الملك الضليل) و (ذو القروح) و (امرؤ القيس) فطغى اللقب الأخير على اسمه وعُرف به وهو ملك غطفان وأسد، أما أمه فهي فاطمة أخت المهَلهِل (زعيم تغلب)

مرت حياة (امرىء القيس) بمرحلتين مهمتين أولاهما مرحلة الشباب العابث، والثانية مرحلة السعي العاثر إلى الملك المسلوب و يفصل بينهما مصرع أبيه.
نشأ حُنْدج (امرؤ القيس) في بادية (نجد) من أسرة توارثت الملك، ودانت لها قبائل العرب من ربيعة ومضر، ومضى (امرؤ القيس)  يتردد بين أسرة أبيه وأسرة خاله المهَلهِل (التغلبي) ، مزهواً بنفسه وبملك أبيه، غارقاً في لذائذ الدنيا فإنْ مال إلى اللهو وجد بين الإماء والقيان طِلْبته، وإنْ طلب القنص سار في ركابه أتراب مجون ، يبغون ما يبغي من ركوب الجياد، ومطاردة الفرائس.
وعندما تنادى (امرؤ القيس) في مجونه و غيّه وخلاعته وضلاله طرده أبوه ، فلم يزده ذلك إلا اصرارا عليها،  إذ راح يصرف شرخ شبابه في الشهوات ، فنراه يرافق كل شاذ وصعلوك وغاو وفاسق
وبينما هو غارق في لذائذه، وقعت واقعة نقلته من المجون إلى الشجون، ومن الخمر والقمر، إلى الغمّ والهم فعندما وصله خبر مقتل أبيه قال قولته الشهيرة (ضيّعني صغيراً ، وحمّلني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم، ولا سكر غداً اليوم خمرُ وغداً أمر)  فآلى ألا يأكل لحماً، ولا يشرب خمراً، ولايضع دهنا، ولا يصيب امرأة، حتى يدرك ثأره  فلبس (امرؤ القيس) عصابة الحرب والثأر، فحاولت قبيلة (أسد) قتلة أبيه أن تترضاه، فلم يرضَ، فقاتلهم حتى كثرت الجراح والقتلى فيهم ، وحجز الليل بينهم، وهربت بنو أسد ونزحت الى (شمال) نجد.
لم تشف هذه المقتلة غلّ (امرئ القيس)، واستنصر بقبيلة (حِمْيّر) اليمنية فنصروه وأمّدوه بخمسمائة رجل من رجالهم ولكن هذا المدد لم يحقق النصر الذي يروم له (امرو القيس) فاضطر إلى التجول بين أمراء قبائل العرب في بادية نجد من أمير إلى أمير، ليتجرع الغصص غصّة بعد غصّة فأدرك أن لا ناصر له الا قيصر (الشام) فترك ماله وأسلحته لدى السموأل بن عادياء (اليهودي) ، ويممّ نحو القيصر فأحسن قيصر وفادته، لكنّه لم يعنه على استرداد ملكه  وهناك أصيب بالجدري فمات ودفن في بلاد الشام (انظر شاهد القبر ).
كان شعر (امرئ القيس) في المرحلة (الأولى من حياته  يتّفجر حيوية وتفاؤلاً وزهواً، واعتزازاً فجاء معظمه  حول الغزل والتشبيب يصف مجالس الأنس والخمر وحياة المجون ورحلات الصيد  والتي وصف فيها وببراعة (الحصان) رفيقه في الصيد، ومطيته في ساحات الوغى ، وفي المرحلة (الثانية) فكان شعره غارقا في الشكوى والحزن والتذمّر من غدْر الناس والزمان فغلب على شعره المدح والهجاء والفخر بالملك القديم ووصف (الناقة) وسيلته في قطع الفلوات والوصول لمن يعتقد بنصرته لأستعادة ملك أبيه.
لأمرئ القيس معلقة مشهورة مطلعها يقول :
قفا نبكِ من ذِكرى حبيبٍ ومنزلِ ... بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ فحَوْملِ

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ان (سقط اللوى) ، (الدخول) ، (حومل)  جميعها أسماء لعروق أوحزون وهي جميعها (جبال رملية) كان يرتادها مع قبيلته فـ(سقط اللوى) منعقد رملي جميل في نفود الدهناء الشمالية ،  أما (الدخول) فهو عِرق (جبل رملي) ضخم مواز لعِرق (حومل) ويفصل بينهما خِب (ممر عريض مستوٍ) يسمى (خِب الدخول) ويحده جنوباً كثبان (الينسوعه). ويطل طرفه الشمالي على (خِب سحيرا_توضح)
الاسم القديم     الاسم الحالي
سقط اللوى   نفود جبله (بكسر الجيم)
الدخول        نفود الدخول
حومل         نفود الهامل
 (انظر صورة قوقل الأرض المرفقة)


وعثر في  عام 1900 في آثار منطقة (نمارة)  في (حوران) في جنوب سوريا شاهد لقبر امرئ القيس وهو مكتوب بالحرف النبطي الشمالي (أنظر الرسمة المرفقة)

15 يوليو، 2015

إيران .... صواريخ وقنابل

تم الإعلان عن الاتفاق النووي الإيراني الأربعاء الماضي  الموافق 14 تموز/ يوليو 2015 بعد خلافات حادة استمرت أكثر من عشر
سنوات بين إيران والدول الكبرى متمثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا المعروفة بمجموعة 5+1. ويشمل الاتفاق تقليص النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران بشكل تدريجي.

في أعتقادي أن إيران لن تفي بوعدها بتقليص نشاطاتها النووية كما ورد في أتفاق الأمس ولكن ستضخ نسبة كبيرة من أموالها المجمدة في الدفع ببرنامجها النووي ولخطوات إلى الأمام فإيران وبحسب تقارير فنية لديها 3000 جهاز طرد مركزي و تستطيع أضافة ما بين 2000-3000 جهاز آخر خلال 2-3 سنة قادمة وهذا معناه أنه بحلول عام 2020 ستكون إيران بلغت نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة قد تصل ما بين 60%-65% وهذا التقدم أن حصل- لا قدر الله-  سيجعل إيران غير مستعدة للتقيد بأي أتفاقات دولية يحد من تقدمها في برنامجها النووي الطموح وفي تصوري الشخصي أن إيران أن لم يتم عرقلة سيرها في مجالها النووي فأنه سيكون بمقدورها أنتاج مابين 2-3 قنابل بحلول عام 2025.

وبالتوازي مع برنامجها النووي حققت إيران تقدما كبيرا في برنامج صواريخها الطموح والذي دشنته في أواخر الثمانينيات الميلادية ودفعت به في التسعينيات الميلادية ويتوفر لإيران اليوم صواريخ بعيدة المدى (العباس ، شهاب ، زلزال ، قادر ) 1500 -5000 كم  ويصرح بعض المسؤلين الإيرانيين أن رغبتهم هي في أنتاج صواريخ عابرة للقارات (تصل مسافة  10000-12000 كم) وصواريخ تتحكم بها الاقمار الصناعية  وصواريخ متخصصة لأطلاق الأقمار الصناعية كما أنها أعلنت عن مشروع طموح لأنتاج المسيرات الجوية (الدرون) وأنها تجري أختبارات على نوعا منها أطلقت عليه أسم (أبابيل).   

في أعتقادي أن من يستطيع كبح جماح إيران في مسارها النووي هي إسرائيل والتي يصر قادتها وعلى أختلاف مشاربهم بعدم تمكين إي دولة في الشرق الأوسط من أمتلاك قنبلة نووية بما فيها إيران. ومن المفارقات أن أتفاق إيران مع الدول الغربية حصل بالأمس 14 من شهر تموز وهذا يعيد إلى الأذهان هجوم أسرائيل على المفاعل العراقي  (تموز) والقضاء على طموح العراق  في أمتلاح أسلحة نووية فهل ستقوم إسرائيل بهجوم عسكري خاطف لتدمير المفاعلات الإيرانية كما فعلت مع العراق؟

 تصبحون على ألف خير


02 يوليو، 2015

أمريكا-صراع الألوان

براون هو أسم عائلة الشاب الأمريكي (الأسود) (مايكل براون) الذي أرداه  ضابط الشرطة الأمريكي (الأبيض) (دارن ولسون) بست رصاصات متفرقة قبل عدة أيام في ولاية ميسوري الأمريكية بعد أن قام مايكل بسرقه محل تجاري ومقاومته للشرطة
ولست بصدد تحليل لماذا قتل هذا اليافع ولكن بصدد ذكر ملاحظاتي على تناول الحكومة والأعلام الأمريكي واقول أنا لست بمحلل سياسي أو أعلامي أو أجتماعي وما أسوقه هي ملاحظات شخصية.
الملاحظة الأولى:
منذ الساعات الأولى لهذا الحدث كانت الأوصاف التي أطلقت على هذا اليافع الأمريكي في قناة CNN هي من قبيل "أفريقي-أمريكي"  و "مراهق زنجي"  ويتضح لكل ذي لب أنهم كمن يريد أخبار العالم أن اليافع المقتول ماهو الأ "أفريقي" ، "أسود" ، "زنجي" وكأن الأعلام الأمريكي يريد التاكيد على عرق وأصول هذا الشاب الأمريكي ولاشك أن هذه الأوصاف وكثرة تكرارها لها دلالاتها ومعانيها العميقة وهي بحسب العطيات الفاظ لها دلالاتها العنصرية وكان الأحرى في دولة متحضرة -كما تدعي- أن تكتفي بالقول "مراهق أمريكي" 
الملاحظة الثانية:
 لاحظ العطيات أن جنود الشرطة على الأرض جميعهم من البشرة (البيضاء) بقيادة رئيس الشرطة (توماس جاكسون) وهو إيضا (أبيض) البشرة في مقابل المحتجين وجميعهم من ذوي البشرة (السوداء) وبالرغم من مرور أكثر من أسبوع لم تهدأ هذه الجموع من أثارة الشغب وتحطيم المحلات المجاورة لمكان مقتل الشاب الأمريكي وقبل 48 ساعة من كتابة هذه السطور تنبهت الحكومة الأمريكية لخطورة مايحدث فعينت (رونالد جونسون) وهو ضابط الحراسة الجوالة وهو من ذوي البشرة (السوداء) أن يتولى مهمة تهدئة الجموع السوداء الثائرة ولقد نجح (رون) في مهمته نجاحا كبيرا فنعمت الولاية بليلة هادئة ويعتقد العطيات أن الخطوات القادمة قد تكون الطلب من أهل القتيل مطالبة الجموع باستمرار التهدئة ومن المحتمل أن يحضر المدعي العام الأمريكي (الأسود) وحتى الرئيس الأمريكي (الأسود) أذا عادت أعمال الشغب

يقول العطيات أن الأمريكان (السود) فقدوا الثقة في عدالة الأمريكان (البيض) فأصبحوا لايثقون الا في بني جلدتهم (السوداء) ولاشك أن في ذلك دلالاته الخطيرة بحسب أعتقاد العطيات وهل يؤدي ذلك وبالتدريج إلى تقسيم أمريكا (نفسيا) وصولا إلى تقسيمها جغرافيا إلى ولايات (سوداء) وأخرى (بيضاء) وصولا الى التقسيم العظيم على نحو أمريكا شمالية (بيضاء) وأخرى أمريكا جنوبية (سوداء)