01 فبراير، 2012

بقرة


في عام 1401 الموافق لعام 1981 ذهبنا في رحلة قصيرة لطيران (جمع طور وهو الجبل الضخم طولا وعرضا) تقع في ناحية البدع وهي منطقة قريبة تقع حوالي 60 كم شمال تبوك وبعد الغداء أخذنا بالمشي حول طور ضخم وعلى أحد صخوره شاهدت رسما قديما جدا جدا (3500 سنة تقريبا) وكانت صورة لبقرة (أنظر الصورة) . أعتقدت آنذاك وكنت طالبا في المرحلة المتوسطة أن أنسانا (راعيا) في الغالب كان يرعى غنمه هنا فـنقـشها أو أن أحد أفراد قافلة مرت بهذا الطور (الجبل الضخم) أستراح هنا وأمتدت يده لترسم هذه البقرة بشكل عفوي وليست له أية دلالات عقائدية.
 وبمرور السنوات تبين لي أن أعتقادي القديم في غير محله وأن نقشة صورة البقرة هذه هي نقشة على الطريقة "المصرية الفرعونية" فكيف ذلك؟
البقرة هي رمز مقدس للربة المصرية "حتحور" وكانت تعبد في أعالي مصر ولها معبد كبير في منطقة الدنديرة وهي ربة لها جسد أمراة ولها قرني بقرة وهي زوجة آله مصري كبير هو "حورس"
منطقة البدع ومناطق مغاير شعيب وتبوك جميعها تقع في منطقة قديمة كانت تسمى (مدين) (أنظر تدوينة عن مدين) والتي ذكرها القرآن الكريم في عدة سور من القرآن الكريم وكانت مدين عامرة بالتجارة والزراعة وكانت القوافل تمر بها لأنها تقع على طريق القوافل من بلاد الشام ومصر وشمال أفريقية.
ولاشك أن قرب مدين (تبوك الحالية) الجغرافي من مصر الفرعونية وخروج موسى عليه السلام اليها هاربا من بطش فرعون يجعل من السهولة أنتقال عبادة الأرباب والربات من مصر الفرعونية ، وبعد عودة موسى نبيا الى فرعون وقومه وبعد حادثة القتل ، والقتيل لا يعرف من قتله أمر الله عز وجل موسى بأن يبحث عن "البقرة الصفراء" لكي يضرب الميت بلحمها لتعود له الحياة  ويخبرعن قاتله قال تعالى في سورة البقرة
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنآ إن شاء الله لمهتدون* قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون* وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون* فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون* ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون*)
 



فتبصر يارعاك الله