10 يونيو، 2021

المدير بين المعلم والأمير

 


حين عينت مديرا للتعليم بالرياض ، وفي الأسبوع الأول من مباشرة العمل وكان في شهر المحرم من سنة 1401 من الهجرة ، وجدت بين المعاملات قضية معلم دائرة بين إمارة منطقة الرياض وإدارة التعليم ، ومع تلك العاملة مذكرة صغيرة من المستشار القانوني في إدارة التعليم وكان- مصري الجنسية - يذكر فيها أن صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز  ، وجه باتخاذ إجراء إداري حول تلك المعاملة ويرى ذلك المستشار أن تسأل إدارة التعليم سمو الأمير :
وما هي صلاحياته ؟ 
ومن فوضه ؟
کیف وجه بذلك الإجراء ؟

وقد وافقت المستشار على رأيه ، ووجهت بأن يكتب خطابا لصاحب السمو الملكي نسأله عن صلاحياته ، ومن فوضه ؟

وقد أرسلنا الخطاب ، وكان فيه جرأة وعجلة . وإني لأعجب كيف أخطات ؟ ولكنها الحياة مدرسة وتجارب .
 وبعد أن صدر الخطاب فكرت في الأمر وندمت على تسرعي ، وعجبت من جرأتي ، وترقبت أن يرد عتاب ، وأن يصل تأنيب ومضت أيام وجيزة وإذا بي أجد بين الأوراق جوابا من سموه ، فيه رقة وعظمة ، ويحمل درسا في التعامل والتوجيه . وكان الجواب أن سموه اتخذ هذا الإجراء بحكم الولاية العامة.
وقد ظل هذا الموقف باقيا في الذهن ، حاضرا بالذاكرة ؛ فقد كان الواجب أن يكون هذا الأمر معلوما لدينا ، وإن كان لا بد من السؤال فللسؤال صياغة أخرى ، ولكل مقام مقال ، ولكنها الحياة خبرة ومعارف .

کتاب : بوح الذاكرة .
ل : د . عبدالعزيز الثنيان
أختيار : محسن بن سليمان العطيات