29 يناير، 2016

أمريكا وفرنسا والسعودية ... حضور أسم المستكشف والقبيلة والمؤسس

يخرج علينا بين الفينة والفينة أشخاصا يرمون وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) وأختصارا (السعودية)  بكل عيب ونقيصة ويشطحون وينطحون بل ويخرجون عن كل ذوق ومنطق وأنه لمن المؤسف أن الكثيرون منهم من حملة حرف الدال ، بل أنه من الصادم والمريع  حينما يقدم  الواحد منهم على أنه من  اعلام التاريخ والمعرفة. ويعتبرون أن النقيصة العظمى على مملكتنا الحبيبة أنها تحمل أسم (أنسان)  وليس أسم (مكان).

يستعين الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي بالله العزيز العليم ويقول أن هناك دولا عظيمة سميت بأسماء (أشخاص) والبعض منها حمل أسماء (قبائل) فلم يكن ذلك مدعاة لعيب او نقيصةعلى هذه الدول. وسآتي على ذكر بعض من أكبر وأهم  تلكم الدول وتحديدا (أمريكا وفرنسا)

أمريكا - حملت أسم المستكشف الإيطالي (أمريكوس فيسبوشي) :
 من المعروف والثابت تاريخيا أن مانويل الأول (السعيد) ملك البرتغال (1469 –1521) طلب من المستكشف الإيطالي  (أمريكوس فيسبوشي) المشاركة والأشراف على رحلات بحرية  أستكشافية والتي أطلقها الملك البرتغالي السعيد لأستكشاف المزيد من الأراضي وخصوصا ماوراء البحار.
من هو (أمريكوس فيسبوشي) :
هو مستكشف إيطالي طموح عاش الفترة (1454-1512) وأستطاع أن يثبت خطأ  المستكشف (كلومبوس) والذي كان يعتقد أن مايعرف اليوم بالبرازيل وبلاد الأنديز  هما من شرق آسيا بل أن رحلات (أمريكوس)  الأستكشافية الأربعة وبتمويل سخي من ملك البرتغال مكنت (أمريكوس) من أكتشاف (العالم الجديد) وهو الذي أكتشف آخر جزء (الرابع) من العالم الجديد وسميت الأجزاء الشاسعة المستكشفه (الجديدة) بأسمه فأصبح أسمها فيما بعد (أمريكا) وهو أسم المؤنث من (أمريكوس).

فرنسا-حملت أسم فرانكيا وهو أسم أكبر قبائلها الجرمانية:

كانت قبيلة (فرانكيا) واحدة من أكبر واقوى القبائل الجرمانية وكانوا يتنقلون ويرتحلون على ضفاف نهر الراين ويذكر التاريخ أن قبيلة (فرانكيا) تحالفت مع قبيلة جرمانية صغيرة الحجم نسبية أسمها قبيلة (باريسي) كان ذلك في بداية القرن الثالث
الميلادي وفي القرون اللاحقة تخالطت قبيلة (فرانكيا) الكبيرة مع بعض قبائل منطقة (الغال) ومن ثم بعض القبائل (الرومانية) ، أعتنق الكثيرون من القبائل الجرمانية بما فيهم قبيلة (فرانكيا) المسيحية وكان منهم ملوك وقادة كبار .
يقول (المتبصر) الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن قبيلة (فرانكيا) هيمنت على مساحات شاسعة حول ضاف نهر الراين وهو من أكبر أنها أروبا بينما أكتفت حليفتها قبيلة (باريسي) في منطقة الوسط ومع تلاحق القرون أطلق أسم (فرانكيا) على المنطقة التي تسيطر عليها  قبيلة (فرانكيا) واطلق أسم قبيلة (باريسي) على أراضي قبيلة (باريسي)
وفي عصرنا الحاضر نجد أن أسمي القبيلتين : أسم فرنسا (من فرانكيا) وهو الأسم العام أما  أسم عاصمتها (باريس) فهو مأخوذ من أسم قبيلة (باريسي).
ويلاحظ  أن قبيلة (فرانكيا) يظهر أسمها تاريخيا عند المسلمون الآوائل تحت أسم (فرنجه) .

سعودية-حملت أسم مؤسسها بن سعود: من المعروف والثابت تاريخيا أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه هو الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية (الثالثة) ويختصر أسمه (بن سعود) . ولآل سعود تاريخ تليد فتعود جذورهم الى (حنيفه) ويتصل نسبهم وصولا الى (وائل)
و (حنيفه) هو الأسم الذي يطلق على أعظم أودية بلاد نجد واصبحت منطقة الدرعية وقلبها (العوجا) نماءا لهم بعد أن منحها لهم أبن عمهم  (بن درع) ويذكر لنا التاريخ أن آل الرشيد (حكام الجبل) أستطاعوا الأستيلاء على (الرياض) وتولية (آل عجلان) عليها . على أثر سقوط الرياض  خرج الشاب عبدالعزيز مع والده عبدالرحمن الفيصل آل سعود ليقيم في الكويت ضيفا كريما على حكام الكويت (آل الصباح) ولقد تمكن الشاب الطموح عبدالعزيز وبمجموعة 40 رجلا (الأربعون الخالدون) من أستعادة ملكه وملك آبائه واجداده العظام حيث انشأ في نجد (سلطنة) مالبثت بعد عدة سنوات أن تصبح (مملكة) تحمل أسم المملكة العربية السعودية وتختصر  بـ(السعودية) نسبة الى (سعود) وهو الجد الأكبر لهذه الأسرة المالكة الكريمة.
 وتحاول أقلام عربية وغربية حاقدة ومأجورة ومنذ زمن من النيل من شخص مؤسس هذه البلاد وتشويه تاريخه المشرق المجيد لكن هيهات هيهات أن تنال منه وكأني بهم كما قال الشاعر -ولله دره-:
حسدوا الفتى أذ لم ينالوا سعيه ... فالكل اعداء له وخصوم.