28 فبراير، 2022

بوادر أخفاقات في الغزو الروسي لأوكرانيا

مر أكثر من أسبوع )اجتاحت روسيا الحدود الأوكرانية في يوم 22 فبراير2022) ولم يحكم الجيش الروسي قبضته على العاصمة الأوكرانية (كييف) في حين أن معظم تحليلات الخبراء تشير إلى أن الحرب ستكون نظيفة وخاطفة وفي خلال 72-96 ساعة تنتهي بتنصيب رئيس أوكراني لا تكون لديه رغبة في ضم أوكرانيا للاتحاد الأوربي ومن بعده حلف الناتو وهو العدو التقليدي لحلف وارسو بقيادة روسيا.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه لا يوافق مع جملة هذه التحليلات لأنها تحليلات سطحية وسريعة وأغفلت جوانبا كثيرة سيكون لها أثر كبير في سير المعارك على الجبهات ومن أبرز هذه الجوانب :

* انخفاض الروح المعنوية للمقاتل الروسي : فهو ذاهب لقتال من كانوا بالأمس القريب من أهله وعشيرته وهذا سيلعب دورا في مجمل الروح المعنوية للجيش الروسي وحقيقة لا أستبعد أبدا أن ينضم بعض شباب الجيش الروسي للأوكرانيين أو حتى يسلموهم السلاح والأيام القادمة ستكشف لنا المزيد من هذا الجانب.

* ضعف الجانب اللوجستي (الأمداد والتموين) للجيش الروسي الغازي :  فقد لاحظت وجود دبابات وناقلات جنود عفى ليها الزمان مما يعني أنها ستكون عرضه للتوقف المتكرر لأصلاح الأعطال فيها مما يبطئ من تحرك الجيش الروسي الضخم الذي يقدر عدده ما بين 30-40 ألف من المشاة فقط

* الزحف البري من 3 جهات : اعتماد القادة الروس على الزحف البري من 3 جهات باتجاه العاصمة كييف وهو زحف لم يمهد له الطيران الحربي الروسي ويهيئ له النجاح عن طريق ضرب معسكرات الجيش الأوكراني وهذا في اعتقادي الشخصي خطأ احترابي (استراتيجي) كبير ستكون نتيجته كارثية على الجيش الروسي فذلك سيتسبب في مقتل ما بين 5-10 الاف جندي روسي وربما أكثر.

* صواريخ مضادة للدبابات : في اعتقادي أن الجيش الأوكراني لديه صواريخ مضادة للدبابات وهي صواريخ تحمل على الكتف ويستطيع المواطن العادي التدرب عليها وأتقانها خلال ساعات قليلة وفي تحليلي الشخصي أن هذه الصواريخ ستفعل فعلها في الدبابات الروسية المهترئة وستعيد للأذهان كيف استطاعت هذه الصواريخ قلب ميزان معارك المجاهدين الأفغان مع الروس في حرب أفغانستان.

* الأرض المحروقة : وكل ما أخشاه أن يأمر القادة الروس بالطيران الروسي والمدافع ذات المدى البعيد بتدمير كل شي في العاصمة كييف والأيام القادمة ستثبت أو تنفي هذه الاستراتيجية الخطيرة.

في نهاية المطاف فأن كييف لن تصمد طويلا أمام اجتياح الجيش الروسي بالرغم من كل الخسائر الفادحة التي سيمنى بها الجيش الروسي في العدد والعدة فالرئيس الروسي فلاديمير بوتن مصمم على سحق أوكرانيا وأقامة حكومة موالية لروسيا أو على الأقل أو منحازة عن الغرب كما هو حال النمسا والسويد.

21 فبراير، 2022

غزو روسيا لأوكرانيا يلوح في الأفق ...... !!!

 توطئة تاريخية


عام 1922 ورغبة في ضم أوكرانيا للاتحاد السوفيتي كانت المكافأة الكبرى التي منحها البلاشفة لها هي ضم 3 جمهوريات تقع في الشرق الأوكراني وهي القرم و دونيستك و لوغانسك فوافقت أوكرانيا على الانضمام.

في عام 1991 تم الإعلان بأن كل جمهورية لها الحق في الخروج من الإتحاد فخرجت جمهورية أوكرانيا ومعها العديد من الجمهوريات طلبت الجمهوريات الثلاث (القرم و دونيستك و لوغانسك)  الانفصال عن أوكرانيا  لكن أوكرانيا كانت ترفض تلك المطالب.

عام 2014 كانت احتجاجات القرم "ربيع القرم" والتي تتمتع بحكم محلي والتي أسقطت الرئيس الأوكراني وانقسمت أوكرانيا الى فريقين فريق موال لروسيا وفريق يرغب الانضمام للاتحاد الأوربي وانتهت الأزمة باستفتاء القرم عُقد في 16 مارس 2014 وحيث سأل الاستفتاء السكان المحليين عما إذا كانوا يريدون الانضمام الفيدرالي إلى روسيا أو ما إذا كانوا يريدون استعادة دستور القرم لعام 1992 ووضع شبه جزيرة القرم كجزء من أوكرانيا. وكانت النتيجة الرسمية هي تصويت 97 في المائة في استقلال القرم عن أوكرانيا وفي نفس الوقت اعلنت دونيستك و لوغانسك الاستقلال من جانب واحد أسوة بالقرم لكن أوكرانيا رفضت ذلك بينما لم تؤيد روسيا أو تعارض الاستقلال من جانب واحد.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي جانبه الصواب في محاولات الأنضمام للأتحاد الأوربي ويبدو لي أنه هو ومن قبله من رؤساء أوكرانيا لم يدركوا حقائق التاريخ وكان عليهم الحياد الإيجابي فلا تنظم أوكرانيا لا للقطب الشرقي ولا الغربي وكان الأحرى بهم لو ساروا على نهج سويسرا المحايدة فيضمنون بذلك الاستقرار لأوكرانيا لكن رغبة قادة أوكرانيا في الإنضمام للإتحاد الأوروبي وبالتالي حلف الناتو وهذا معناه تهديد وجودي لروسيا وأي محاولة لذلك تعتبر أستفزاز سياسي لها.

اليوم 21 فبراير 2022،  أعلنت روسيا الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين وهذا القرار قرار صحيح ويصحح خطأ تاريخي تم عام 1922 ولا شك أن هذا الأعتراف ربما سيتبعه طلب هاتان الجمهوريتان روسيا بالتدخل تحت مظلة التعاون وهو لا يعدو كونه تدخل عسكري تحت غطاء قانوني.

في تحليلي الشخصي أن روسيا ستقوم بغزو أوكرانيا أذا حصل أحد الأمران (منفردان أو مجتمعان):

* أغلاق انبوب الغاز (تيار الشمال) سواء من طرف أوكرانيا أوالمانيا . لأن الأنبوب يعتبر شريان الاقتصاد الروسي وينقل الغاز الروسي  الى أوروبا والذي كلف الخزينة الروسية  12 مليار دولار واغلاقه سيؤدي إلى ضرر أقتصادي كبير للأقتصاد الروسي وفي نفس الوقت سيؤدي إلى أزمة طاقة حقيقية في المانيا وأروبا.

* فرض عقوبات أقتصادية قوية على روسيا وعلى عدة مستويات  من قبل الاتحاد الأروبي وأمريكا لأن هذه العقوبات سيكون لها تأثيرا مدمرا على الأقتصاد الروسي وبالتالي مثابة أعلان الحرب على روسيا.وهذه العقوبات هي سلاح ذو حدين.

وعليه فعند حدوث الغزو -وهو يلوح فعليا في الأفق - فأن الدول الأوروبية وأمريكا ستدفع بالسلاح إلى الجيش الأوكراني . دون أن تتدخل عسكريا وبشكل مباشر لأن أوكرانيا ليست عضوا في حلف الناتو وبالتالي ستكتفي هذه الدول بالمواقف السياسية وتشديد العقوبات الأقتصادية.