22 أبريل، 2017

بين النخل و البوقة والقاري والبكلة

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن كثيرا من الأشعار الجميلة والتي أصبحت من التراث (الفلكور) نالها شيء من التحريف الأمر الذي أدى  خلل في معنى وسياق المقصود من بيوت هذه  الأشعار. ويعتقد العطيات أن التحريف (التشويه) المتعمد سبببه غرابة الألفاظ في الأشعار الأساسية
فمثلا موشح على نمط (أبوذية) للملا عثمان الموصلي نال التحريف بعض الفاظها  فأختل المعنى تماما : 

(فوق النخل) فوق يابه    فوق (النخل) فوق
مدري لمع خده يابه      مدري القمر فوق
والله مااريده باليني بلوه

والتحريف ورد في (فوق النخل)  والصواب (فوق النا خل) أي هناك في العالي (إلنا) بمعنى لنا  ، و (خِلّ)  بمعنى محبوب وكأن الشاعر يشير الى نافذة أو شرفة عاليه  تطل منها محبوبته وأن لمعان خدودها يشبه لمعان القمروهو يخشى أطالة النظر لأن في ذلك (بلوه) أي أبتلاء  ، قلت وهل هناك أعظم من بلوى الحب ؟

فوق إلنا خِلّ ،   يابه    فوق  إلنا خِلّ  فوق
مدري لمع خده يابه     مــدري القمر فوق
والله ما اريده باليني بلوه


و نال التحريف إيضا (أبوذيه) جميلة له أصبحت من التراث و تردد في العراق وبلاد الشام حيث قال الموصلي وعلى لسان فتاة عراقية موصلية ،  والكلمات المحرفة بين قوسين
دزني وأعرف (مقامي)
دزني وافهم مرامي
(صادوني صيد الحمامي) 
لو يشوفونك عمامي
يذبحونك وانا اش عليه


والابوذية الأصلية هي :

 دزّني واعرف مكاني
بوقني بوق الحرامي
لو يشوفونك عمامي
يذبحونك وانا اش عليه


 وكلمة (دز) هي من بقايا اللغة الآشورية كما يقول العطيات وهي كلمة منتشرة في العراق وبلاد الشام وتعني (البعث والأرسال) يقولون (دز له مكتوب) أي بعث له برسالة ، (بوقني)  أي أسرقني من البوق وهي السرقة من مأمن ومن مكان معروف سلفا يقولون في العراق (باقني بوقة خويه) بمعنى سرقني كما يسرق الصاحب صاحبه الذي أستامنه  فالبواق هنا على علم ودراية تامة بمكان المسروق  أذا هذه الفتاة الموصلية  تأمر حبيبها أن يأتي إلى (مكانها) في خفية من الأمر ومتسللا كما يفعل الحرامي (البواق )  ليسرقها وعليه أن يحذر من سطو اعمامها وذكر شاعرنا الموصلي (الأعمام) لأن كل واحد من أعمام الفتاة  يريد فتيات أخوانه لأحد أبنائه لأنه وكما جردت العادة في العراق وخصوصا في الموصل حيث جذور شاعرنا (البنت لولد عمها يحوّلها من على ظهر الفرس) أي له حق الأعتراض الكامل على زواج أبنة عمة من الغير بدون رضاه وموافقته حتى ولو كانت أبنة عمه على (فرس الزواج)

* وطال التحريف إيضا قصيدة ابراهيم البلوي رحمه الله والذي توفي وهو في ريعان شبابه وهو من منطقة الوجه (تتبع أداريا منطقة تبوك)  في قصيدة جميلة أصبحت من أشعار رقصة (الرفيحي) المشهورة
كلمات القصيدة المحرفة هي التي بين الأقواس
(السيل) يا سدرة الغرمول يسقيك .... من مزنةٍ هلّت الما عقربيِّه
يا (كثر) ما جيت ساري في حراويك ...عجلٍ واخاف القمر يظهر عليِّه
نطيت انا الداب وانيابه مشاويك .... والله وقاني من اسباب المنيِّه
يا رجل لو هو مصيبك وين (أداويك) .... (أدواكِ) يمّ الحسا صعبٍ عليِّه

 
أما القصيدة الأصلية فهي :
الله يا سدرة الغرمول يسقيك .... من مزنةٍ هلّت الما عقربيِّه
يا طول ما جيت ساري في حراويك ... عجلٍ واخاف القمر يظهر عليِّه
نطيت انا الداب وانيابه مشاويك .... والله وقاني من اسباب المنيِّه
يا رجل لو هو مصيبك وين أقاريك .... قاريك يمّ الحسا صعبٍ عليِّه
 

حيث بدأ الشاعر بدعاء (الله) عز وجل - وليس (السيل) كما ورد في القصيدة المحرفة- بأن يسقي شجرة السدرة بقرب جبل أسود مشهور (جبل الغرمول)  من نوء العقارب ، ويقول الشاعر رحمه الله أن كان يتردد على هذه النواحي وكان يمر بها مستعجلا وذكر أنه في أحد المرات قفز من فوق ثعبان ضخم (داب) وأن رحمة الله أنقذته من لدغته القاتلة ثم يخاطب الشاعر قدمه فيقول لو أن لدغة الثعبان (الداب) أصابتكِ عندها علي أن أبحث عن قاري وهو (الحاوي) الذي يقوم على معالجة الملدوغ بأن يجعل فمه على مكان اللدغ ثم يجذب ماتيسر له ثم (يقرأ) ويردد كلمات أعتاد الحواة قولها في مثل هذه الحال وقال أن مكان هذا القاريء (الحاوي) بعيد فهو في منطقة الحسا وهي ناحية معروفة أصبحت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية وأسمها الحالي لواء الحسا
 
 

*ولم تسلم قصيدة شاعر الأمارات الكبيرعتيق الظاهري من التحريف وهي القصدة والتي أصبحت من التراث الخليجي :
غزيلٍ (فله) .. بدبي لاقاني

امشط (القذله) .. سلمت وحياني
قال اشبلاك مدله .. قلت ضاع برهاني
اسبابه الكحله .. تسحر بالأعياني

وورد التحريف في لفظ (فله) فالشاعر يريد ان أنها مثل غزال الفلاة وهي الصحراء. وورد التحريف إيضا في (القذلة) وفي الأصل وردت (بكلة) لأن البِكلة (وهي جامعة للشعر مصنوعة من الحديد ودقيقة في حجمها  تجمع الشعر بعد  تسريحه وتمنعه من التفرق) وكانت (البكلة) تجلب من بلاد الهند وكانت صنفا واحدا وكان لها رواج كبير في ذلك الوقت بين فتيات الأمارات وفي الخليج  فهي تحفظ الشعر وتبقيه على مرتبا وهو دليل على أهتمام القتاة بشعرها
القصيدة الأصل 
غزيلٍ الفلة .. بدبي لاقاني ..
أمشط بكلة .. سلمت وحياني
قال اشبلاك مدله .. قلت ضاع برهاني
اسبابه الكحلة .. تسحر بالأعياني



تصبحون على خير

03 أبريل، 2017

اللقاحات الموسمية ..... الأسرار الخفية

 في كل علم ملايين الملايين من البشر يتلقون تطعيمات بعضها إجباري كالتطعيمات التي تعطى للمسافرين. 


لكن تطعيما يعطى تقريبا لثلث سكان الكرة الأرضية الا وهو تطعيم الإنفلونزا. 

ويأتي السؤال الملح كما يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي وهو هل هذه التطعيمات تحتوي فقد على الفيروس الذي تم تضعيفه ليتسبب في عدوى خفيفة يستطيع جهاز المناعة صناعة أجسام مضادة توفر الحماية من سلالات الإنفلونزا الاشد ضراوة وفتكا 

أم ان هذه التطعيمات واللقاحات ربما تحتوي على مجسات دقيقة للغاية أي نانومتيرية يتم من خلالها تجميع بيانات حيوية عن الأشخاص عن بيئتهم الداخلية والخارجية وصولا الى أمكانية التحكم الكامل بالشخص ليصبح كأنسان آلي يتم أمره ونهيه ولعام كامل.

يبدو أن التفكير في هكذا أمر  لا أخلاقي ولا إنساني ولكن حينما نعلم ان العلماء ومن خلفهم شركات عملاقة يدركون ن الهيمنة على البشر هو مطلب كبير تهتم به بعض الدول وخصوصا أمريكا 

وعليه أتمنى أن نصل قريبا إلى ان تتولى مراكز ابحاثنا صنع جميع لقاحاتنا عندها وعندها فقط سأقدم ذراعي وأنا مطمئن.

تصبحون على خير.