29 أكتوبر، 2018

بلطجي - بلاطجة

 


وردني سؤال عن أصل كلمة بلطجي
البلطجي في الأصل رتبة في الجيش العثماني ووظيفته تقوم على قطع الأشجار من أمام الجيش وتقطيع الخشب لأستعماله في تدفئة الجنود والطبخ وعليه فهو يحمل فأسا كبيرة لهذا الغرض وبمرور الوقت أسندت للبلطجية أدوارا أخرى مهمة منها حماية حريم السلطان وكبار الباشوات (صدر أعظم) حين خروجهن وتجوالهن ولهم رئيس كبير يقوم على تدبير شئونهم يسمونه  آغاسي (من آغا أي كبير) وفي عهد أبراهيم باشا والي مصر العثماني زاد عدد البلطجية بشكل كبير وأصبحوا عبئا ثقيلا على خزينة الدوله العثمانية فأصبح كثير منهم يمارسون النهب وصولا إلى قتل المصريين البسطاء لسلبهم أموالهم  وممتلكاتهم وكانت الدولة تغض الطرف عنهم ولا تعاقبهم.

وحتى اليوم لازال للبلطجية وجود كبير في مصر ويلغب عليهم أستعمال الفؤوس والبعض منهم يحمل عصي أو خناجر كبيرة وحتى المسدسات وأشهر بلاطجة مصر على الأطلاق بلطجي أشتهر بأسم (نخنوخ) ويلقبونه بمصر بأمير البلطجية والبعض يقول بل أنه "ملك البلطجية" وألقي القبض عليه في ثورة مصر في شهر 8 عام 2012 وتبين من التحقيقات أنه بلطجي محترف وظفته وزارة الداخلية وله ماض أسود شنيع مسرف في الأجرام والجريمة وأستعملته أستعمالا مزدوجا فهو يعرف بلطجية مصر كلهم الصغار منهم والكبار بل أنه كبيرهم الذي يأتمرون بأمره  وكانت أعترافاته صدمة عظيمة  والفارق الوحيد بين عنصر أمن الدولة المصري الرسمي والبلطجي في بطاقة الأمن الرسمية هي وجود علامة في بطاقة الأمن الرسمية في أحد أركانها يعرفها ضباط الأمن فقط وبها يستطيعون التفريق بينهما أما المواطن المصري العادي فلا يستطيع ولو أجهد نفسه وفي ثورة مصر أستطاع أحد شباب الثوره وهو طبيب من كشف سر التفريق والتمييز وبلغ من وجد معهم بطاقات أمنية رسمية وهم في حقيقة الأمر بلطجية بأكثر من 60 ألفا في شهر واحد ويقدر عدد البلطجية المسجلين رسميا كعناصر أمنية في جهاز "أمن الدولة" المصرية بأكثر من نصف مليون بلطجي في جهاز ضخم يعادل خمسة أضعاف الجيش المصري المكون من 6 جيوش ويقدر عدد العاملين في جهاز أمن الدولة المصري بأكثر من 4 ملايين موظف هذه الحقائق المرعبه جعلت مفكر مصري بارز يعبرعن حيرته وتسأله بقوله "هل كنا نعيش نظام البلطجية أم بلطجية النظام" وأقول له -أنا- لا فرق فالحصيلة واحدة  
  
أصل تسمية (بلطجي) أنها كلمة تركية مركبة من (بالطه : وتعني الفأس الكبيرة) و اللاحقة (جي) تنطق بجيم مصرية وهي أداة النسبة في اللغة التركية وعليه فمن يصنع هذه الفأس أو يحملها يسمى بلطجي ويجمعها المصريون فيقولون بلطجيه والصواب (بلاطجة) وأكثر الدول استعملا لهذه الكلمة هي مصر ومن ثم العراق ولا تستعمل في بلاد الشام أو المغرب.
أتسع مفهوم كلمة بلطجية من الفعل المحسوس إلى الفكر الفلسفي فلقد سمعت أحد مـثـقـفي العرب يقول أنهم يمارسون علينا "بلطجة فكرية" 


ويرى الدكتور الباحث محسن بن سليمان العطيات أن وجود مثل هذا العدد الكبير من المجرمين البلاطجة في مناصب رسمية في أمن الدولة المصرية من أهم أسباب قيام الثورة المصرية وأن بقاء الكثير منهم مزروعا في جسد أمن الدولة لم ولن يأتي بخير  وأدى وسيؤدي الى دخول مصر في حلقة رهيبة ومفرغة من العنف والقتل الذريع فالضباط الرسميون يدفعون بالبلاطجة لقهر الشعب الثائروحتى قتله لكي لا تتلطخ أيديهم ويكونوا عرضة للمسالة القانونية والجنائية وبالمقابل البلطجية لن يقبلوا بان يكونو كبش فداء وهم أحرص الناس على الحياة.
فأنظر وتبصر يارعاك الله بمن أورثوا قومهم دور البوار  

في الصورة أعلاه بلطجية بلباس مدني يقفون خلف نقيب في أمن الدولة المصري أستعدادا لتنفيذ أوامره وفي يد أحدهم بلطة (فأس)  

10 أكتوبر، 2018

مجزرة البقدونس .....حرف اللغة القاتل

 تمر هذه الإيام ذكرى مجزرة البقدونس 

مجزرة البقدونس (بالإسبانية: el corte) (بالفرنسية: Massacre du Persil) حادثة قتل جماعي وقعت في شهر أكتوبر عام 1937 ضد الهايتيين الذين يعيشون في الحدود الشمالية الغربية لجمهورية الدومينيكان، وفي أجزاء من منطقة سيباو المجاورة. جاءت قوات الجيش الدومينيكاني من مناطق مختلفة في البلاد، ونفذت المجزرة بناء على أوامر من الديكتاتور الدومينيكاني رافائيل تروخيو.


لم يذكر كتاب الوكيبيديا سبب تسميتها بمجزرة البقدونس يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الديكتاتور تروخيو ولكي يتأكد من الذين سيقتلون هم من الهايتيين حصرا وليس غيرهم لجأ إلى اللغة حيث أمر جنوده بأن يطلبوا من كل هاييتي أن ينطق كلمة Perejil وتعني بقدونس باللغة الهاييتية و سبب إختياره للكلمة أن فيها حرف الراء.  لا يستطيع الهاييتي الأصلي لفظ حرف الراء وانما يلفظه واوا فكلمة Perejil والتي تلفظ على نحو (بيريجل) يلفظها الهاييتي على نحو (بوجيل)

قدر المؤرخ برناردو فيغا عدد قتلى المجزرة بحوالي 35,000 قتيل