27 سبتمبر، 2018

ألمانيا... في الشتاء ضيعنا الفحم

 لا أدري لماذا تصر مستشارة ألمانيا الاتحادية السيدة أنجيلا ميركل


ان مشروع الغاز الضخم مع روسيا هو مشروع تجاري بحت ولا ينطوي على إية تبعات سياسية في ظل تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا مصدر موثوق لطاقة الغاز لأوروبا بأسرها.


خط الأنابيب الجديد بقيمة 11 مليار دولار لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق يسمى نورد ستريم 2 والذي بدأ العمل به عام 2013
وفور اكتمال المشروع فأن الغاز الروسي سيرفد ألمانيا بحوالي 60-70% من أحتياجات الطاقة

وكنت أحسب أنهم يدرسون في الجامعات أن هناك رابطة وثيقة بين الإقتصاد والسياسة و ما تفعله ألمانيا في أعتقادي الشخصي هو أرتهان أقتصادي خطير لروسيا

مصادر الطاقة في ألمانيا بحسب العام الماضي 2017 يمكن تقسيمها على النحو التالي
35% نفط خام
25% فحم
20% غاز
20% طاقة نووية

نحن نعرف جيدا مشاكل روسيا مع أوكرانيا والتي تحاول جاهدة ومن عام 2012 الأنظمام لحلف الناتو وهو الحلف العسكري الغريم لحلف وارسو
أوكرانيا والتي تغلل فيها الوجود الأمريكي من نهاية التسعينيات الميلادية لن تتوانى عن نصرة أوكرانيا ليس حبا بها ولكن تريد أن يكون حلف الناتو في تماس مباشر مع روسيا وهذا الذي- أن حصل- فتفسره روسيا على أنه تهديد للكيان الروسي مما سيشعل حربا لا يعرف مداها

في تحليلي الشخصي أن ألمانيا أرتكبت خطأ أقتصاديا كبيرا في مسارين متلازمين:
المسار الأول وهو رفع أعتماديتها العالية جدا على الغاز الروسي وكان الأحرى لو أنها قللت الأعتماد على غاز روسيا ليكون بنسبة معقولة يمكن تعويضها في حال تعثرت أمدادات الغاز الروسي لأسباب سياسية-أقتصادية
والمسار الثاني هو أتجاه ألمانيا وبالتدريج إلى إغلاق مناجم الفحم العملاقة وهناك خفض واضح لعدد المفاعلات النووية المخصصة لإنتاج الطاقة
أن خط الغاز الروسي العابر لألمانيا سيكون له تكلفة سياسية عالية جدا ويبدوا لي أن ألمانيا و مستشارتها العتيدة غاب عنهم ذلك فهل يأتي يوما فنقول فيه "في الشتاء ضيعنا الفحم" على غرار مثلنا العربي "في الصيف ضيعت اللبن"
تصبحون على الف خير

 

18 سبتمبر، 2018

وأد البنات عند العرب بين الحقيقة والوهم

 



لاشك أنها (وأد) البنات كان من أبشع العادات عند العرب وكان وأدهن حقيقة واقعة يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن عادة وأد البنات كانت تمارسهما بطنان معروفان من بطون العرب أحدهما في (بني تميم) والأخرى في  (بني أسد) وهما ولا شك بطنان من أكبر بطون العرب من مجموع أكثر من 400 بطن من قبائل العرب آنذاك بل وبحسب العطيات أخذ نفر من (قريش) يقلدون هذه العادة المقيتة لتأتي آيات القرآن الكريم لتحرم وتجرم هذا الفعل الشنيع وبما فيه من أزهاق لأرواح بريئة طاهرة قال تعالى في سورة التكوير8-9 (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت)
ويعتقد الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن وأد البنات في الجاهلية لم يكن بدافع الكراهية ولكن كان بدافع الحفاظ على سلامة الاعراض وصيانة الشرف وحمايته من التدنيس. أما قول الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك في كتابه (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم) وقوله أن عادة وأد البنات (وهـمٌ تاريخي وكذبة لـفّـقـها رواة من العصر الجاهلي)  وأن المقصود بالمؤودة أنما هو مولود (الزنا) سواء كان ذكرا أو أنثى .
أقول لاشك أن الأستاذ الدكتور بن تنباك قد أبتعد كثيرا عن الصواب بقوله وزعمه هذا لانه من الثابت أن من عادات العرب في جاهليتهم أن الرجل أذا وضعت زوجته يأتيه البشير فأما أن يبشره بمولود (ذكر) فينطلق بين القوم جذلا مسرورا أو يبشره بمولود (أنثى) فيغضب ويسّود وجهه ويختفى (يتوارى) من مقابلة قومه  قال تعال في ىسورة النحل 58-59 (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم  * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) . 
وختاما أقول متسائلا ، وهل غاب على أستاذ اللغة والأدب بن تنباك أن مفهوم (البشارة) أنما يكون لولد الفراش (الشرعي) سواء كان ذكرا أو أنثى وليس لمولود (الزنا) كما توهّم الأستاذ حفظه الله.         

02 سبتمبر، 2018

الغفوة القاتلة

بعض الأشخاص تعرض له غفوة صغيرة لا يتعدى زمنها ٢٠ أو ٣٠
ثانية تكون نتائجها كارثية.
وبحسب ما يتوفر من إحصاءات أنه وفي اليوم الواحد هناك حوالي ١٠ مليون شخص حول العالم تحصل لهم هذه الغفوة العابرة .
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن جفن العين يكون مغلق تماما أثناء هذه الغفوة ويكون الدماغ معطل تماما من ناحية الادراك بالمحيط والتفاعل معه.وقد يصاحب تلك الغفوة او يسبقها بثواني ميل واضح للرقبة مع حركة فيها. هذه الغفوة وبالرغم من زمنها القصير جدا الا أنها كانت وستكون سببا للكوارث والحوادث.
المركز الأمريكي للسيطرة ومنع الأمراض وجد أن هذه الغفوة القصيرة مسؤولة عن حوادث السير السنوية بنسبة لا تقل عن ٣٥ % كما أنها السبب في حدوث اكثر من ٥٠ ألف حالة أصابة غير مميتة في أمريكا بحسب إحصائيات المركز المذكور. وفي دراسة مولها المركز المذكور وشملت حوالي ٧٥ الف أمريكي ذكر حوالي ٣٧% ممن شاركوا بالدراسة إنهم تعرضوا للغفوة أثناء تأدية أعمالهم في الشهر الذي سبق الدراسة وهذه النسبة تؤكد شيوع الغفوة.
يقول العطيات أن الغفوة أرتبطت تاريخيا بثلاث مآسي في العصر الحاضر لعل أشهرها حادثة إنفجار المفاعل النووي الروسي في تشرنوبل في أوكرانيا في شهر إبريل من عام ١٩٨٦ ميلادي حيث بينت التحقيقات والتسجيلات أن حرارة المفاعل بدأت بتجاوز الحد المسموح به حوالي الساعة الثانية صباحا وبينت كاميرات المراقبة المتصلة بمركز التحكم والسيطرة أن الفنيين المسؤولين عن فتح صمامات تبريد المفاعل كانت تاتيهم غفوات متقطعة وكانت النتيجة كارثية في البشر والبيئة لعلها الاسوأ بعد قنبلتي هيروشيما ونجازاكي .
حادث شنيع أخر حصل يوم ٣١ مايو ٢٠٠٩ لطائرة الخطوط الفرنسية للرحلة رقم ٤٤٧ والقادمة من البرازيل الى فرنسا حيث تحول قائدها من القائد الآلي الى اليدوي لكونهم على مقربة من المطار لكن غفوة عابرة لم تستمر لاكثر من ٣٠ ثانية كانت سببا في حدوث الكارثة والتي راح ضحيتها أكثر من ٢٣٠ راكبا.
المعروف أن السبب الحقيقي في حدوث الغفوة هو قلة النوم وتحدث أيضا في حالة كون الأنسان يؤدي أعمالا روتينية محددة فيها تكرار ممل كأن يكون عاملا مسؤلا يثبت رمز الجودة على قمصان في خط الإنتاج.
بينت الدراسات إن من يقود سيارته في ساعة متأخرة من الليل أكثر عرضة للغفوة بحوالي الثلثين مقارنة بمن يقود في وضح النهار.

أما في الأدب والعلاقات الإنسانية فلطالما تسببت هذه الغفوات العابرة بفراق العشاق ولعلي أختم بغفوة شاعر لبنان الكبير الرحباني والتي طيرت منه حبيبته فشاعرنا استسلم ل (غفوية) بعدما طال أنتظاره ويبدو لي أنه كان سهرانا طيلة ليلته في إنتظار هذا اللقاء الحميمي وحينما أتت الحبيبة بعد حين وجدته في غفوته فندهت عليه فلم يستجب لها فعادت إدراجها فالعاشق الحقيقي بعرف العشاق لا يغفو ولا ينام بحضرة المحبوب :
على جسر اللوزيه تحت اوراق الفيه
هب الغربي وطاب النوم وأخذتني الغفويه
ندهونا وما وعينا ، لامونا وشو نفع اللوم
غصب عنا غفينا.

نصائح العطيات للحد من الغفوة القاتلة:
عرفنا إن السبب الأساسي لحدوث الغفوة هو قلة النوم فإذا عرفنا ذلك فيجب أخذ قسط جيد من النوم .
أن كنت ممن مر بتجربة الغفوة وانت تقود سيارتك ولم تتسبب غفوتك بكارثة فانك معرض أكثر من غيرك لتكرار الغفوة اذا تشابهت الظروف.