03 أكتوبر، 2013

أعلام الدول ..... الرمزية والقبول


هناك جماعة ناشطة في حقوق الإنسان تطالب هيئة الأمم بالضغط على الدول الأعضاء بإزالة كل رمز من رموز أدوات قتل الأنسان أو تعذيبة من أعلامها وطالبوا الهيئة بعدم رفع تلك الأعلام في أروقة أو ساحات مبنى هيئة الأمم أو طباعتها في مطبوعاتها الا بعد إزالة تلك الرموز وهي السيوف والخناجر و البنادق وحتى الأسود.
هذه الجماعة تلقى دعما أدبيا كبيرا من العديد من كتاب الرأي العام وفي العالم أجمع.



حقيقة أن الأعلام لها رمزيتها وقد تخلق مشكلة حقيقية كما فعل علم العرق الملاوي الماليزي فالحزب السياسي الملاوي صنع له علما ووضع عليه رمز السيف الملاوي القديم يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي وهو سيف قصير متموج كان متداولا من قديم الزمان وحتى القرن السابع عشر وكان السيف حاضرا في ثقافة العرق الملاوي لأنه يرمز إلى سلطتهم المطلقة فقوتهم مستمدة من قوته فهم يضعونه على رقاب الأعداء ويسيرون به بلادهم.
شعار السيف هذا سبب انقساما خطيرا بين الماليزي فالشعب الحالي هو خليط من أعراق شتى وظهور رمز السيف الملاوي القديم في الحزب الملاوي له دلالاته بأنهم هم أصحاب الأرض وهم أهلها ولا بد من أمتيازات وحقوق تجعلهم الأعلى مقارنة بغيرهم.
ملاوي ماليزيا ومنذ أكثر من 100 عام يطالبون بأنفصال شبه جزيرة ملاوي عن الأرخبيل الماليزي وهذا الموضوع أتى عليه والتفصيل الرئيس الماليزي محاذير محمد في كتابه "معضلة ملاوي"

01 أكتوبر، 2013

الحداثة في المملكة العربية السعودية وعقودها الثلاثة


 تنبيه :
هذه التدوينة كتبتها في أبريل عام 2000 بمناسبة مرور 3 عقود على الحداثة في المملكة العربية السعودية . ثم أعدت نشرها في عام 2005 في مدونتي من شركة (ياهو) ولكن الشركة أغلقت خدمة المدونات عام 2010 . والآن أعيد نشرها 2013 ولكن في مدونتي في موقع المدونات (بلوجر) لأهميتها.
 ================================================

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الحداثة مر عليها 3 عقود (1970-2000) منذ هبت رياحها على المجتمع السعودي

لكن ماهي الحداثة؟
الحداثة من الحديث والحديث ضد القديم.
كيف يمكن أحداث الحداثة في مجتمع ما؟
لكي يتم تحديث مجتمع ما يجب أولا هدم (أنساقه) المجتمعية الرئيسية ومن ثم يصار إلى بناءها ولكن على أسس حديثة و (النسق) يمكن تشبهيه بالقالب ويمكن تشبيهه إيضا بالسور فالأنساق المجتمعية هي كالأسوار يجب أن تهدم واحدا تلو الأخر ويقام عوضا عنها أسوار (أنساق ، قوالب) تتماشى و متطلبات الحداثة.
ولكن ماهي الأنساق (القوالب ، الأسوار) التي يجب أن تهدمها الحداثة؟
هناك 3 أنساق (قوالب ، أسوار) رئيسية يجب أن تهدم أو تضعف في مجتمع ما ليصار إلى الدفع بها في تيار الحداثة
1- اللغة  2- العادة  3-العقيدة
ولو أخذنا (تركيا) كمثل حقيقي للحداثة فأننا نجد أن حزب كمال مصطفى أتاتورك* قام بالتنفيذ الحرفي لمتطلبات السير في الحداثة وفي أنساقها الثلاثة الرئيسية

النسق الأول - اللغة:
وفيه تم (تحديث) اللغة التركية بالتخلي عن أستعمال الحرف العربي (الأبجدية العربية) التي كانت تكتب بها العثمانية ولأكثر من 1300 عام وأستبدالها بالأبجدية الأنجليزية مع وضع علامات أضافية على بعض الحروف الأنجليزية لتعويض بعض الحروف الأبجدية العربية والتي ليس لها مقابل في الأنجليزية.
التخلي عن قواعد اللغة التركية الصارمة
التخلي عن الشعر التركي "العثماني" وتفعيلاته  والأستعاضة بالشعر النثري
أعادة كتابة جميع القواميس التركية بالأبجدية الأنجليزية

النسق الثاني - العادة:
لكل مجتمع عاداته وتقاليده وبعض العادات ترقى إلى درجة التابوهات (المحرمات الأجتماعية) فقبل الحداثة في تركيا فأن المحظور الديني والأجتماعي أن لا يسكن طالب مع طالبة في سكن طلاب الجامعة لكن بعد رياح الحداثة اصبح ذلك ...خيارا.
ولكل مجتمع عاداته في لباسه العام فلما هبت رياح الحداثة على تركيا أصبح لبس الطربوش التركي* من المخالفات فلا يجوز لموظف كبير أو شيخ مسن أن يلبس الطربوش لما فيه من رمزية الماضي "القديم".وطالت الحداثة لباس المراة التركية فالعباءة التركية الضافية* ممنوع لبسها في الشارع العام كما منع أرتداء الحجاب من قبل المعلمات والمدرسات كما تم تشريع وتقنين قانون لا يجرم البغاء وذلك عن طريق الحصول على رخصة في ممارسة أو أدارة منزلا للدعارة.

النسق الثالث-الدين:
وكان آخر الأنساق الثالثة التي أتت عليها الحداثة في تركيا حيث عملت حكومة أتاتورك على أضعاف الدين في نفوس الشباب وتم تحويل بعض المساجد القديمة إلى متاحف لعل من أشهرها مسجد آيا صوفيا الشهير ومنع أصدار تراخيص لبناء مساجد جديدة. بمرور السنوات أصبحت المساجد شبه مهجورة الا من كبار السن كما توقف الدعم المالي عن حملات الحج 

والآن وبعد هذه المقدمة المهمة نريد أن نرى كيف سارت الحداثة في المجتمع السعودي خلال 3 عقود (1970-2000) ؟

1- النسق الأول – اللغة:
في المملكة العربية السعودية بدأت المناوشات الأولى لتحديث اللغة (أي هدم النسق الأول) كانت بين الفترة مابين الأربعينيات وحتى نهاية السبعينيات  فكيف تم ذلك؟
من المعروف أن الشعر العربي الفصيح يقوم على بحور الشعر وتفعيلاته وأوزانه المعروفة والتي لا يشذ عنها شعراء الفصحى لكن المحاولات الأولى لهدم النسق اللغوي بغية تحديثه كانت في مصر ولبنان حيث ظهر نوعا من الشعر لا يلتزم ببحور الشعر ولا بقافيته وهو يقع في مرحلة وسط بين الشعر وبين النثر مما دعى البعض إلى وضع تسمية جديدة وغريبة وهي "شعر النثر"  أو  "الشعر الحديث" أو "الشعر الحر" لتحرر قائله من سطوة البحر والقافية  والبعض أطلق عليه "الشعر العامودي". ولا شك أن الأديب السعودي حمزة شحاته كان من أوائل من تأثر بهذا النوع من الشعر وكتب سلسلة من القصائد في الخمسينيات الميلادية لكن صحيفة البلاد السعودية رفضت نشرها لعدم مراعاتها للبحور الشعرية. أديب سعودي آخر أستهوته موضة "الشعر الحديث" ويعتبر بحق من رواده وهو محمد حسن عواد وظهر ذلك جليا في ديوانه (قمم الألومب) 1976  وهذه عينة من قصائدة ويظهر فيها تخليه عن البحر والقافية :
وقد نفذوا ما أراد القدر
فكانوا بشاراته والنذر
وكانت حياة
وسادت أمم
بتحرير عقل
وتطهير قلب
واستمرأ العالم معنى الوجود
بعد مغادرته إلى مصر نشر الأديب السعودي حمزه شحاته* ديوانه (رسائل إلى شيرين) وهي كبرى بناته الخمس وهي قصائد من نوع (شعر النثر) قلت وسيكون هذا الديوان تحديدا مادة دسمة للنقد الأدبي من قبل عراب الحداثة والناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي* تحت عنوان (الخطيئة والتفكير).وفي سنوات لاحقة  1976 دفع الشاعر والأديب محمد حسن عواد عددا من قصائده (النثرية) للنشر في جريدة البلاد فتسبب نشرها بردود غاضبة وساخطه على الصحيفة المشهورة. في بداية الثمانينات وحتى نهاية التسعينيات الميلادية أصبحت كبريات الصحف والمجلات وبعضها مجلات ذات صبغة أدبية تتهافت للنشر لشعراء (الشعر الحديث) قلت وبذلك حققت الحداثة في المجتمع السعودي مرادها الأول وهو تحديث (اللغة) كنسق أجتماعي.
ويحاول بعض الحداثيون في المملكة من خلال أطروحاتهم وكتاباتهم أحلال الأبجدية العربية بالأبجدية الغربية وهناك تيارات قوية في هذا الشأن بأعتبار الأبجدية العربية رمزا من رموز التخلف لا تستوعب الكم الهائل من المصطلحات العلمية وحتى الأدبية.
        
2-النسق الثاني-العادة:
يعتبر نسق العادة والعادات من الأنساق التي تمانع الحداثة الا اذا كانت معاول الهدم قوية ومعززات الصمود ضعيفه .
يرث الأبناء العادات المجتمعية من الأباء والأجداد وفي كل مجتمع من المجتمعات نجد خطوطا حمراء في العادات الاجتماعية لا يجوز تعديها هذه الحدود في العادات يسميها علماء الاجتماع بالتابوهات أي (المحرمات الأجتماعية) وقد يؤثر المعتقد (الدين) على العادات ويكون معززا لها. وكل مجتمع من المجتمعات يضع قائمة بمحرماته المجتمعية (تابوهات) فمثلا من المحرمات الاجتماعية  في المملكة هو ظهور الفتاة البالغ وهي تسير في الأسواق أو في الشوارع العامة وهي تلبس التبان* (البيكيني_لباس يغطي العورة المغلظة فقط) ومثال آخر أن لا تستقل الفتاة البالغ (عمرها أكثر من 18 عاما) في سكن خاص بها تذهب وتجيء بلا حسيب ولا رقيب بالرغم من وجود والديها وأخوتها قلت هذا من المحرمات الأجتماعية وليس من المحرمات الشرعية.
من العادات المجتمعية السعودية هي الفصل الكامل بين الجنسين من غير المحارم وهذا الفصل نجده جليا في مرافق التعليم الأساسي والجامعي والمرافق الحكومية كما نجده إيضا في المستشفيات والمطاعم والنوادي
عادات المجتمع لا تتوقف على عادات السلوك والعلاقات الأجتماعية بل يدخل في سياقها عادات اللباس والأكل وحتى العادات في الشرب.ويضع علماء الأجتماع اللباس موضعا عاليا في العادات لأن اللباس له دلالة على ذوق المجتمع ودرجة تمدن المجتمع وتحضره. اللباس العام في المملكة العربية السعودية لباس فيه الحشمة الظاهرة سواء كان لباسا للذكور او الأناث فالملابس محتشمة وفضفاضة وتضع المرأة العباءة (العباية) لتزيدها حشمة ووقارا.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن رياح الحداثة هبت عاتية على عادات اللباس في المملكة فالعباءة كرمز واضح للحشمة بدأت تتقلص رويدا رويدا واذا كانت العباءة ضافية حتى اخمص القدمين في الفترات ما بين 1950-1980 فأن السنوات التي تلت قلصت درجة الأحتشام فاصبحت العباءة النسوية تطوى إلى المنتصف تقريبا ولا تزال العباءة وحتى كتابة هذه السطور (أبريل 2000) محل أنتقادات من الحداثيون (نساءا ورجالا)  حيث تصف كتاباتهم وتعليقاتهم أن المرأة السعودية التي تلبس العباءة وتطلقها حتى أخمص قدميها تشبه كيس الزبالة الأسود وأنه من الملفت أن العباءه تتعرض للتحديث في شكلها وتصميمها حيث ظهرت منذ اشهر موضات تجعل من العباءة بما يشبه اللباس تظهر حجم المرأة فلم تعد العباءة التقليدية الفضفاضة مما يمهد في السنوات القادمة إلى التخلي عنها تماما
قلت أن تحديث اللباس لم يتوقف على العباءة بل تعداه إلى ما تحتها من لباس فاذا كانت فترة 1990-2000 كان يقتصر بيع البنطلون (البنطال) على غير السعوديات وربما أقتصر أستعماله على بعض النساء في قطاعات محددة (تمريض ، طبابة)  لأن لبسه من قبل المرأة السعودية في المنزل و حتى أمام النساء في المناسبات يعتبر من المحرمات الأجتماعية فأن الأوضاع تبدلت فاصبح البنطلون الخيار الأول للفتاة والمرأة السعودية وأرتفعت مبيعاته على نحو كبير.
حينما هبت رياح الحداثة على مصر في خمسينيات القرن الماضي شكل الحجاب عائقا لها كما أدعى الحداثيون فقامت حركات نسوية مصرية حداثية بحملات ضخمة وعلى كافة المنابر الأجتمعاية بأعتبار الحجاب المصري -والذي لا يعدو كونه غطاءا للشعر وجانبي الوجه- رمزا من رموز التخلف والرجعية حتى ان بعض الموسسات والشركات الخاصة والفنادق تفضل المرأة الغير متحجبة على غيرها المحجبة.الحجاب لغة من الحجب أي المنع ومفاده منع غير المحارم من رؤية وجه المرأة وهناك جدل كبير بين العلماء في صفة الحجاب وضوابطه ولدينا في المملكة عددا كبيرا من العائلات تضع النساء والفتيات فيها الحجاب (يغطي الرأس ويكشف الوجه) وهي من عادات هذه العائلات وأنه من المحرمات الأجتماعية أن تظهر المرأة السعودية البالغ في الأسواق والمرافق العامة بدون حجاب أو نقاب
تمنع العادات الأجتماعية في المملكة المرأة من قيادة السيارات في المدن* تحديدا  بل وتعتبرها من المحرمات المجتمعية وليس في الدين الإسلامي ما يحرم ذلك وتماشيا مع المحرم الأجتماعي فأن السلطات السعودية قبضت على عددا من النسوة في التسعينيات وأودعتهن السجن وخرجن بتعهد بعد محاولتهن قيادة سيارتهن في العاصمة الرياض ولقد قابل المجتمع السعودي فعلهن باستهجان وسخط كبيرين . في رأيي الشخصي أن السماح للمرأة بقيادة السيارة مطلب أجتماعي ولا يوجد مانع ديني لذلك وفي نظري هو "قرار سياسي" بأمتياز على أن تعد العدة لأنجاح التجربة واتوقع بحلول الفترة 2020-2030 ستكون قيادة النساء لسيراتهن في شوارع المدن الكبرى وطرقاتها أمرا مألوفا.

3-النسق الثالث- العقيدة:
أن النسق العقدي (الدين) لهو من أبرز الأنساق الأجتماعية التي تقاوم معول الحداثة وربما صمد هذه النسق لسنوات طوال وصولا إلى أفشال سيرورة الحداثة برمتها . ومن الثابت والمعروف أن المملكة قامت على أسس قوية مستمدة من العقيدة الإسلامية وينص النظام الأساسي للحكم أن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات والأنظمة.
علينا أن ندرك جيدا أنه ليس من أهداف الحداثة هو القضاء المبرم على الدين كعقيدة لان ذلك من المحال وأنما يصار إلى أضعاف الدين وأبعاده  -وعلى نحو تدريجي - عن مفاصل الحياة المجتمعية وصولا إلى مقولة "أنه حداثي ...لكنه يصلي"

هل تسببت حركة جيهمان والصحوة في أفشال الحداثة في المملكة؟
في تصوري الشخصي أنهما ربما - أخرتا سرعة - الحداثة لكنها لم و لن تقضي عليها قلت هذا ألتباس وقع فيه كثيرون وسبب الخلط هو تزامنها  فالصحوة بدأها الأخوان (أخوان مصر + أخوان السعودية) في بداية السبعينيات بعد توافد أعدادا كبيرة منهم فرارا من مصر بعد حملات الأعتقال والجماعة تحضى بأحترام وتقدير في المملكة وفي المقابل نجد أن جماعة الأخوان في السعودية ليست تنظيما يحمل فكريا سياسيا كما هو الحال في بلدها الأم (مصر) والأخوان في السعودية  في تصوري الشخصي عدة تيارات (أخوان الحجاز ، أخوان نجد ، أخوان الزبير) وأشعر بأن بينهم تنافس في الهيمنة على المنابر الثقافية وصولا للمساجد والجامعات فرموزهم ولا شك تتسيد المشهد الثقافي العام في السعودية (راجع تدوينة .... وما أكثر الأخوان حين تعدهم بتاريخ 15 مايو 1999).
حركة جهيمان : هي حركة قام بها (سلفي) والحركة تطبيق حرفي لكتب التراث الأسلامي في أن المهدي المنتظر يتحرى خروجه على رأس كل قرن هجري وتذهب بعض الكتب أن يوم مبايعته  بين الركن والمقام هو يوم الأول من الشهر الأول فكان تاريخ دخول جهيمان المسجد الحرام مطابقا تماما لكتب التراث الأسلامي فكان يوم 1-1-1400 ولقد أعد جهيمان لذلك اليوم عدته بعد ان أمضى نحو 13 عاما في التخطيط له. المهدي القادم يتحرى خروجه 1-1-1500

توقعاتي الشخصية :
أن لا أوافق رأي رموز الحداثة الكبار في أنها فشلت وتوقفت. أقول أن الحداثة في المملكة لم تفشل ولم تتوقف ولكنها تسير على نحو بطيء وأود تذكيرهم بأن سيرورة الحداثة في تركيا أمتدت على نحو 50 عاما .

أنا شخصيا أتوقع أنه و بعد مرور 20-30 عاما من كتابة هذه السطور أي بحلول الفترة ما بين 2020-2030 ستتمكن الحداثة من نقض اللبنات الأولى في النسق الثاني وهو (نسق العادات) وسيصبح من المألوف رؤية الفتيات والنسوة السعوديات يقدن سياراتهن و يتجولن في الأسواق والمرافق العامة والحدائق وهن يلبسن البدلة الأفرنجية أو الجنز وقد طرحن جانبا العباءة والحجاب. كما أن الفصل التقليدي بين الجنسين في المطاعم والمقاهي والمناشط العامة لن يكون واردا كما أن المفهوم ربما يتوسع ليشمل التعليم الأبتدائي الأساسي ربما من عام 2015  وصولا للجامعات ربما عام 2030 وسيرافق ذلك بداية الزحف على آخر الأنساق الثلاثة التي يجب على الحداثة نسفها الا وهو (الدين) وليس بالضرورة أن يكون هدما صارخا ومدويا لكن الحداثة ستعمل على أضعاف الوازع الديني وأختفاء مظاهر التدين التقليدي مثل تقصير الثياب وأطالة اللحى وتراجع نسبة الشباب ممن يؤمون المساجد ودور العبادة.