18 سبتمبر، 2018

وأد البنات عند العرب بين الحقيقة والوهم

 



لاشك أنها (وأد) البنات كان من أبشع العادات عند العرب وكان وأدهن حقيقة واقعة يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن عادة وأد البنات كانت تمارسهما بطنان معروفان من بطون العرب أحدهما في (بني تميم) والأخرى في  (بني أسد) وهما ولا شك بطنان من أكبر بطون العرب من مجموع أكثر من 400 بطن من قبائل العرب آنذاك بل وبحسب العطيات أخذ نفر من (قريش) يقلدون هذه العادة المقيتة لتأتي آيات القرآن الكريم لتحرم وتجرم هذا الفعل الشنيع وبما فيه من أزهاق لأرواح بريئة طاهرة قال تعالى في سورة التكوير8-9 (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت)
ويعتقد الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن وأد البنات في الجاهلية لم يكن بدافع الكراهية ولكن كان بدافع الحفاظ على سلامة الاعراض وصيانة الشرف وحمايته من التدنيس. أما قول الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك في كتابه (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم) وقوله أن عادة وأد البنات (وهـمٌ تاريخي وكذبة لـفّـقـها رواة من العصر الجاهلي)  وأن المقصود بالمؤودة أنما هو مولود (الزنا) سواء كان ذكرا أو أنثى .
أقول لاشك أن الأستاذ الدكتور بن تنباك قد أبتعد كثيرا عن الصواب بقوله وزعمه هذا لانه من الثابت أن من عادات العرب في جاهليتهم أن الرجل أذا وضعت زوجته يأتيه البشير فأما أن يبشره بمولود (ذكر) فينطلق بين القوم جذلا مسرورا أو يبشره بمولود (أنثى) فيغضب ويسّود وجهه ويختفى (يتوارى) من مقابلة قومه  قال تعال في ىسورة النحل 58-59 (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم  * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) . 
وختاما أقول متسائلا ، وهل غاب على أستاذ اللغة والأدب بن تنباك أن مفهوم (البشارة) أنما يكون لولد الفراش (الشرعي) سواء كان ذكرا أو أنثى وليس لمولود (الزنا) كما توهّم الأستاذ حفظه الله.