21 مارس، 2017

ايدز النخل

يعتبر خبراء علم النبات أن  أصابة النخل بداء

السوسة الحمراء من أخطر الآفات الحشرية على الأطلاق لشدة فتكه ولعدم توفر وسائل علاج فعالة ضد هذا الداء الخبيث والذي يفتك بالنخيل
سوسة النخيل الحمراء لا تخبط خبط عشواء (الناقة ضعيفة البصر)  أن تصب وأنما تختار النخل ذو الجودة العالية والعمر الفتي (النخل بعمر 5-15 سنة) وحتى في مراحل الأصابة المتقدمة لاتبدو على النخلة المصابة علامات توحي بأنها مصابة بهذه الآفة الحشرية المدمرة.
وتستطيع سوسة النخيل الحمراء وضع 3-5 أجيال متتالية في جوف النخلة الواحدة وتتميز اليرقات بالشراهة العالية ويستطيع 2-3 أجيال وعلى مدى 24 شهرا من القضاء التام على جوف النخلة وبالتالي سقوطها وتستطيع السوسة النخيل  الحمراء غزو النخيل المجاور بحدود 2 كلم وهي حشرات لها سلوك معين فهي تنشط وتخرج مع الفجر وتعود لجوف النخلة قبل طلوع الشمس ثم تعود للخروج قبيل الغروب لفترة قصيرة وعليه فهي حشرات نهارية لكنها لا تنجذب للضوء وتستطيع الحشرة البالغة العيش أسبوع بدون توفر غذاء أو رطوبة وتستطيع العيش الى 4 اسبيع  بوجود الرطوبة العالية حتى مع عدم وجود غذاء  ولا تتأثر اطوار سوسة النخيل الحمراء بالتغيرات المناخية خارج جوف النخلة فهي لا تغادر النخلة الا اذا أصبحت النخلة غير مناسبة لوضع البيض أوالتغذية ومعنى ذلك فقدان النخلة المصابة لجميع أنسجتها الداخلية
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ان أول تسجيل لسوسة النخيل الحمراء كان في الهند وتحديدا في عام 1887 ميلادي حيث سجلت حوادث سقوط لاشجارالنخيل وبشكل مفاجيء وبالنظر الى أجواف النخل المتساقط تبين وجود كميات هائلة من حشرة حمراء صغيرة وهي من جنس السوسة الحمراء والذي تمت تسميته من قبل العالم الفرنسي في عام 1770 ميلادي ولقد أجتاحت سوسة النخيل الحمراء (سوسة النخيل الهندية وتسمى أيضا سوسة النخيل الآسيوية) معظم مناطق جنوب شرق أسيا في السنوات اللآحقة 

متى دخلت سوسة النخيل الحمراء البلاد :  
ويقول العطيات أنه في عام 1987 ميلادي سجلت أول حالة أصابة بسوسة النخيل الحمراء كان ذلك في شرق المملكة العربية السعودية وتحديدا في منطقة القطيف المشهورة بوفرة وجودة نخيلها وكانت النخلة المصابة هي نخلة زينة جلبت من جنوب شرق آسيا وهي منطقة موبوءة بسوسة النخيل الحمراء وعلى الفور تظافرت الجهود على منع أنتشار السوسة الحمراء فتم حرق النخلة المذكورة واصدرت وزارة الزراعة وبعد مشورة الخبراء بمنع نقل النخيل من منطقة الى اخرى فكانت المصادرة والأتلاف مصير كل من تضبط به شحنة نخيل يريد نقلها من منطقة إلى آخرى.
ولقد ساهمت هذه الخطوات الصارمة من الحد من انتشار السوسة الحمراء ولكن وبالرغم من ذلك فقد تم تسجيل أو حالة للسوسة الحمراء في منطقة مكة المكرمة (أضم وجعرانة) في عام 1992 وتلى ذلك تسجيل حالات متفرقة من كل أنحاء المملكة
التخلص من سوسة النخيل الحمراء
أنها كمرض الأيدز الخفي وأفضل الحلول حرق ودفن النخل المصاب.
حاول خبراء الزراعة تجربة جذب السوسة عن طريق إطلاق الفرمونات وهي عبارة عن مواد متطايرة تعمل على تجميع حشرة السوسة الحمراء وإخراجها من جوف النخلة ونجاح هذه الطريقة محدود كما تم تجربة المصائد المكونة من كمية كبيرة من السكاكر والرطوبة العالية كما حاول الخبراء أحداث فتحات في جذع النخلة ثم ضخ المبيد الحشري وحاولوا أيضا إدخال الفطر نيموتودا وهو فطر يتلبس السوسة الحمراء يقضي عليها
ضرر السوسة الحمراء على سوق النخيل:
 تعتبر القصيم من المناطق الهامة في زراعة النخيل وتم تسجيل اول حالات الإصابة المؤكدة بداء السوسة الحمراء في عام 2005 ميلادي  
وفي عام 2013 اجتمع عدد كبير من ملاك مزارع النخيل الكبار في منطقة القصيم للتباحث حول الوسائل والطرق التي يمكن ان تحد من انتشار هذه السوسة الخبيثة بعدما تفشت الإصابة في حوالي 650 مزرعة من مزارع النخيل هناك وذكر الخبراء أن هناك أكثر من 6 مليون نخلة في المملكة مهددة بداء سوسة النخيل الحمراء أو كما تسمى " ايدز النخيل ".