25 مارس، 2017

البقرة... في الحضارات والأديان

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ان للبقرة مكانا عظيما في بعض الحضارات والأديان فالبقرة عند (الفراعنة) مثلا
كان لها شأن كبيرا حتى أصبحت البقرة هي رمز مقدس للربة المصرية "حت-حور" وكانت تعبد في أعالي مصر ولها معبد كبير في منطقة الدنديرة المصرية وهي ربة لها جسد أمراة ولها قرني بقرة وهي زوجة آله مصري كبير هو "حو-رس" و عليه يعتقد العطيات أن يهود مصر في أيام الفراعنة ربما تأثروا بهذه العبادة فنجد أنهم قاموا بعبادة العجل في فترة لاحقة حينما ذهب موسى للقاء ربه عند الجبل المقدس (حوريب).



 ويقول العطيات أنه وحتى بعدما قام موسى بتصحيح المعتقد اليهودي وتحطيم العجل بقيت للبقرة في الدين اليهودي رمزيتها بل وأصبحت جزءا  من الشعائر الدينية اليهودية التوراتية  فالمعروف عند اليهود أنهم يغسلون موتاهم ثم يكفننوهم ثم يدفنونهم على الفور ويعتبر الشخص الميت بعد ذلك من أعظم النجاسات فكل من مس قبره أو شيئا من رفاته عليه أن يتطهر ولكي يتم التطهر الكامل عليه بأخذ شيء من رماد بقرة حمراء يضعه في ماء طاهر ويغتسل به 3 مرات ويقول اليهود في ذلك أن الله أمر موسى بأن يختار بقرة حمراء (انظر شروطها أدناه) فيدفعها لكاهن طاهر والذي يأمر بذبحها على الفورثم تحرق الذبيحة بكاملها دون أن يؤخذ أي شيء ثم يقوم الكاهن بجمع رمادها ويوضع في مكان طاهر ليكون ذخيرة لبني أسرائيل ثم يؤخذ شيئا من رمادها ويخلط بماء طاهر من نبع جار ويوضع معه شيئا من اغصان نبات الزرفه ثم يرش به المكان الذي أصابته نجاسة الميت سواء كان حقلا أو طريقا او خيمة أو أمتعة بل ويرش به كل أنسان يهودي مس الميت أو قبره أو شيئا من رفاته وتعاد الكرة ويرش ماء التطهير في اليوم الأول و الثالث  والسابع ومن لا يفعل ذلك يعتبر نجسا نجاسة مطلقة ويجب قتله والتخلص منه 
وللبقرة الحمراء في الدين اليهودي شروط شبه تعجيزية فلابد أن تكون حمراء اللون تمامًا أي لونها أحمر فاقع بمعنى أن وجود أكثر من شعرتين سوداء أو بيضاء لا يجعلها بقرة حمراء ، وأن لايكون في شعرها أي تموجات أو أنثنائات ، وأن يكون عمرها ثلاث سنوات وأن تكون سليمة من كل عيب وأن تكون مشتراة من رجل يهودي صالح  ويُعزل الكاهن المُرشح للقيام بعملية الذبح و الإحراق عن أهل بيته قبل إجراء الطقوس بسبعة أيام تمهيدًا واستعدادًا للعمل!  
وعليه يعتقد كبار حاخامات اليهود أن اخر رماد للبقرة الحمراء مستوفية الشروط التوراتية ضاع في زمن السبي (سبي اليهود إلى بابل) ومنذ ذلك الوقت وحتى عصرنا هذا لم توجد بقرة حمراء فيها جميع المواصفات والشروط التي نصت عليها التوراه  وعليه يعتبر اليهود أن شعيرة التطهر من أم النجاسات لا تزال معطلة وناقصة الا أن يجد اليهود شيئا من رماد البقرة الحمراء الأولى تحت أنقاض هيكل سليمان المحطم حيث يعتقد اليهود وبحسب الرواية المتواترة أن الياعازر جعل شيئا من رماد البقرة الحمراء تحت أنقاض هيكل سليمان 


 أما البقره عن (الهندوس) فلها شأن عظيم حيث يعظمها الهندوس تعظيما كبيرا فهي التي منحت حليبها لواحد من أعظم آلهتهم وهو الآله (راما) ويقول الهندوس أن الآله (راما) وحينما أراد النزول للأرض لمقابلة البشر كان عليه أن يتجسد في هيئة أنسان وكان طعامه على الأرض هو وزوجته (صيتا-صيته) حليب البقرة وقالوا ايضا ان بول البقرة مطهر من الخطايا والأثام وأن شرب قطرات منه هو ترياق ضد السم وضد الأرواح الشريرة فهو بمعتقدهم دواء لكل داء. وعليه تعيش الأبقار في المجتمعات الهندوسية بكل سلام وأطمئنان ويقول العطيات أنه في عام 1920 ميلادي قامت مجموعة هندوسية بطبع منشور تم توزيعة يذكر بأن البقرة هي من صنف الآلهة وعددوا لها في المنشور 84 فضيلة ومنقبة وجاءت هذه الحملة الدينية في مواجهة توسع البريطانيين في الهند باكل لحوم البقر.
أما في الحضارة السلافية (جرمان-نورماند) فأن ضروع البقرة الأربعة هي التي صنعت الأنهار الأربعة العظيمة كما تقول الأسطورة السلافية ويصورونها بانها أم الجميع بوفرة حليبها.