تمتد فترة الحمل في النياق (أناث الإبل) من 13-14 شهرا وتضع الناقة حوارا واحدا وبعد دقائق قليلة
من ولادته ينهض الحوار ويتبع الحوار أمه فهو لا يكاد يتركها والناقة
تستطيع بسهولة شديدة التمييز ومعرفة (حوارها) حتى لو كان بين المئات من
الحيران (سر ذلك مجهول حتى يومنا هذا) وحينما يدنو حوارها منها تقوم الناقة بأرخاء أطبائها (ضروعها) لتمكنه من الرضاعة أما أذا حاول غير حوارها حتى لوكان في نفس عمر حوارها لمحاولة رضاعتها فانها وعلى الفور تقوم بشد وتقليص ومن ثم رفع أطبائها (ضروعها) فلا يتمكن الحوار الغريب من رضاعتها.
يحدث أحيانا أن تموت الناقة بعد وضعها لحوارها فلا يجد الحوار من يرضعه فكلما قربه الراعي إلى أحدى النياق أبت أن ترضعه
لقد عمد العربي ومنذ مئات السنين إلى أجاد حل للحوار الذي فقد أمه لكي لا يهلك من خلال عملية معقدة وشاقة أسمها "تضئير"
وفيها يختار الراعي أحدى النياق الحلوبة ويقوم وبمساعدة رفاقه بتوثيق الناقة المختارة بالحبال وأعمائها وكتم أنفاسها بشدة حتى تلين وترتخي في إيديهم ويقوم أحدهم بلف خرقة خشنة حول يده ومعصمه ويدخلها في حياء الناقة دخولا وخروجا وتسمر العملية وقتا طويلا ويعمد أحدهم بجمع كل ما تخرجه الناقة من مفرزات ثم يقوم بطلي الحوار بها (يُجلب ويوضع أمامها في هذه اللحظة) ثم يزال الرباط عن عينيها - أنهم يحاولون إيهام الناقة أنها ولدت حوارا للتو فأذا نجحت عملية التضئير هذه فان هذه الناقة تقبل بالحوار على الفور وتطلق له ضروعها (أطبائها) فتقبله وتالفه
وقد يكون العكس تماما حيث تفقد الناقة حديثة الولادة (حوارها) ولكي لا ينقطع أدرارها للحليب ولكي لا تؤذيه بكثرة رزيمها وتخلجها (راجع تدوينة خلوج في هذه المدونة) يعمد الراعي (المصلاح) إلى جلب (بو) ليقوم مقام الحوار الحي ، والبو هو جلد حوار محشي فهو يأخذ شكل الحوار فيقوم بعملية التضئير باستعمال (بو) بدلا عن حوار حي ، فأذا أراد أن يحلبها فيما بعد قرب لها البو ويستمر الحال حتى تلقح هذه الناقة من العام القابل. تعاد المحاولة مع نفس الناقة أو يختار الراعي ناقة أخرى حت تنجح عملية التضئير
قال مشعان بن هذال :
اهجل كما تهجل خلوج على (ضير)
... والا كما اللي وهـقـنه ظنونه
وقال عبدالله بن أبراهيم الجابر:
قمت أفـزز وأجتلد كني خلوج
... ضيعت (ضيرها) تحت قبو العجاج
وقال عـبدالله بن علي بن دويرج:
غـدا (ضيرها) مع ضاعنين ترحّلوا
... تجرّ الحنين من الوله تعّول عـوالي
يقول أبن دويرج - وقد أجاد في الوصف - أن حالته كحال ناقة فقدت حوارها وبعد أن رأمت الضير وتعلقـت به عوضا عن حوارها فـقـدت هذا الضير أثناء الرحيل فكيف يكون حال ناقة كهذه ؟
الجواب الحتمي لمن يعرف حال الإبل أنها ستضل تحن وترزم حتى تهلك.
لقد عمد العربي ومنذ مئات السنين إلى أجاد حل للحوار الذي فقد أمه لكي لا يهلك من خلال عملية معقدة وشاقة أسمها "تضئير"
وفيها يختار الراعي أحدى النياق الحلوبة ويقوم وبمساعدة رفاقه بتوثيق الناقة المختارة بالحبال وأعمائها وكتم أنفاسها بشدة حتى تلين وترتخي في إيديهم ويقوم أحدهم بلف خرقة خشنة حول يده ومعصمه ويدخلها في حياء الناقة دخولا وخروجا وتسمر العملية وقتا طويلا ويعمد أحدهم بجمع كل ما تخرجه الناقة من مفرزات ثم يقوم بطلي الحوار بها (يُجلب ويوضع أمامها في هذه اللحظة) ثم يزال الرباط عن عينيها - أنهم يحاولون إيهام الناقة أنها ولدت حوارا للتو فأذا نجحت عملية التضئير هذه فان هذه الناقة تقبل بالحوار على الفور وتطلق له ضروعها (أطبائها) فتقبله وتالفه
وقد يكون العكس تماما حيث تفقد الناقة حديثة الولادة (حوارها) ولكي لا ينقطع أدرارها للحليب ولكي لا تؤذيه بكثرة رزيمها وتخلجها (راجع تدوينة خلوج في هذه المدونة) يعمد الراعي (المصلاح) إلى جلب (بو) ليقوم مقام الحوار الحي ، والبو هو جلد حوار محشي فهو يأخذ شكل الحوار فيقوم بعملية التضئير باستعمال (بو) بدلا عن حوار حي ، فأذا أراد أن يحلبها فيما بعد قرب لها البو ويستمر الحال حتى تلقح هذه الناقة من العام القابل. تعاد المحاولة مع نفس الناقة أو يختار الراعي ناقة أخرى حت تنجح عملية التضئير
قال مشعان بن هذال :
اهجل كما تهجل خلوج على (ضير)
... والا كما اللي وهـقـنه ظنونه
وقال عبدالله بن أبراهيم الجابر:
قمت أفـزز وأجتلد كني خلوج
... ضيعت (ضيرها) تحت قبو العجاج
وقال عـبدالله بن علي بن دويرج:
غـدا (ضيرها) مع ضاعنين ترحّلوا
... تجرّ الحنين من الوله تعّول عـوالي
يقول أبن دويرج - وقد أجاد في الوصف - أن حالته كحال ناقة فقدت حوارها وبعد أن رأمت الضير وتعلقـت به عوضا عن حوارها فـقـدت هذا الضير أثناء الرحيل فكيف يكون حال ناقة كهذه ؟
الجواب الحتمي لمن يعرف حال الإبل أنها ستضل تحن وترزم حتى تهلك.
--------------------------------------------------
فائدة لغوية :
أطبْاء : وهي ضروع الناقة الأربعة ومفردها (طِبْي)
أطبّاء : وهم من يطببون الناس ومفردها (طبيب)
قال شعار جاهلي في الأطباء :
نسوف للحزام بمرفـقـيها ... يسد خواء طبـيـيـها الغبار
يقال: نسفه إذا نحاه. والخواء: الهواء بين الشيئين
ومن نوادر محسن العطيات اللغوية التي أبتدعها قوله:
"كتب الأطباء"