18 مارس، 2020

نحن و كورونا ... التفشي قادم لا محالة

قبل نحو أسبوعين وتحديدا في 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا (كوفيد-19) أصبحت جائحة عالمية وأن على جميع دول العالم التعامل معه على هذا النحو.
وهناك كما أسلفت في تديونة سابقة 3 أختيارات على كل دولة الأخذ بأحدها ثم أعادة تقييم أوضاعها والأنتقال للخيار الذي يليه وهكذا والذي يفرضه مدى أنتشار الجائحة وعدد الوفيات وبنية وجاهزية النظام الصحي للتصدي والتعامل مع الجوائح والأؤبئة (رابط التدوينة وهي بعنوان :
ملامح تعاطي الأنظمة الصحية مع جائحة (وباء) فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)  
وفي مملكتنا الغالية تم الأعلان  الرسمي وتحديدا يوم 2 مارس 2020عن حالة المريض الأول (يعتبر الحالة الصفرية) (رابط الخبر من وكالة الأنباء السعودية)
وفي التقرير اليومي لوزارة الصحة أنها أقامت مركزا للتحكم للسيطرة وتوجيه الجهود والمصادر لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه وحتى كتابة هذه السطور لم تسجل أي حالة أصابة للوباء في المنطقة الوسطى وتحديدا الرياض العاصمة حيث يقدر عدد السكان فيها قرابة 5 مليون ما بين مواطن ومقيم.
قلت أن القرارات التي أتخذتها وستتخذها وزارة الصحة بما فيها الحصول على قرارات سيادية عليا (أغلاق المدن ، حظر التجول ، فرض التباعد) قلت أنها لن تمنع من تفشي الوباء لكنها بالتأكيد ستؤخر "توقيت" تفشيه أي أنها ستدفع ذروة التفشي إلى ربما بداية أو نهاية شهر حزيران (يونيه) وهذا جيد للغاية لأنه يعطي المخطط الطبي الوقت الكافي لتجنيد الطاقات البشرية والمصادر الطبية والأستعداد الجيد للتخفيف من آثار الجائحة.
معلومات وبائية:
هناك أضطراب كبير في طريقة أنتشار جائحة كوفيد-19 ومعظمها تقول بأنها جائحة تنتقل عن طريق القطيرات الصغيرة (droplets)  (اي الرذاذ الملوث التي تنتقل من شخص لأخر ومن لمس الأسطح الملوثة بالرذاذ الملوث. لكن بالنسبة لتصوري أن جائحة كوفيد-19 أقرب أن تكون جائحة  يحملها الهواء "مجوقلة" (airborne) لأن المعطيات الوبائية التي بين يدي حتى كتابة هذا السطور شحيحة. قلت أن سلوك هذه الجائحة يشيه إلى حد بعيد سلوك الأنفلونزا الاسبانية الرهيبة التي ضربت العالم عام  1918 واستمرت 15 شهرا  وتسببت في وفاة ما لايقل عن 30 مليون أنسان. (تدوينة عام 2018 بمناسبة مرور 100 عليها تجدها في هذا الرابط (مرور 100 عام على أخطر أنفلونزا في تاريخ البشرية .....هل يعيد التاريخ نفسه؟)
كيف تعامل بلد المنشأ (الصين) مع هذه الجائحة؟
قامت الصين ومن منتصف يناير بفرض أغلاق تام لمقاطعة ووهان الصينية حي تفشى الوباء في شهر ديسمبر  2019 -  وفرضت الحجر المنزلي الكامل على سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة كما قامت بحظر التنقل والسفر داخل الصين مع السماح لمن يريد الخروج من ووهان إلى خارج الصين !!!
وبسبب أجراءات عزل مقاطعة (ووهان) الموبؤة فأن أعداد الاصابات والوفيات في بقية أرجاء الصين لا تكاد تذكر مقارنة بحجم وكثافة الصين والذي تجاوز عدد سكانها مليار نسمة.
البيانات الوبائية المتوفرة من الصين وبالرغم من عدم الموثوقية القوية في صحتها الا أنها تبين لنا أن جائحة كوفيد- 19سريعة الأنتشار لكن نسبة المتوفين منها قليلة جدا وهي لم تتعدى 1% من جملة المصابين* وهذا يدعو لشيء من التفاؤل -والذي يجب أن يكون حذرا للغاية -  في سيرورة هذه الجائحة الخطيرة. وعليه أتوقع حتى نهاية حزيران (يونيه) اي بعد مرور 6 أشهر من أنطلاق هذه الجائحة أن يكون عدد المصابين الكلي في المملكة ما بين 100 ألفا وصولا إلى 150 ألف أصابة وبوفيات مابين 1000 إلى 1500 وفاة طبعا هذه الأرقام هي توقعية يحكمها عدة أمور أهما :
*الأجراءات الأحترازية على مستوى المملكة وكيفية التعاطي مع الوباء.
* مدى ألتزام المواطن والمقيم بالتعليمات والتوجيهات الصحية
* توفرأسرة العناية وأجهزة التنفس الصناعي والطاقم الطبي المدرب.
* توفر المعقمات ووسائل الحماية الشخصية.
*عدد المصابين من المرضى ممن لديهم أمراض مزمنة (سكري ، ضغط ، فشل كلوي ،التهاب مزمن في الشعب الهوائية ، الشيخوخة). 
  ------------------------------------------
* كتبت تدوينة في مايو 2019 متلازمة تنفسية خطيرة صينية المنشأ... تلوح في الأفق
وجاءت التدوينة بسبب قرآتي لكتابات صينية كتبت في الأشهر الأولى (فبراير-مارس-أبريل) من سنة 2019 ويذكر كتابها أصابة عددا من العالمين ومرتادي سوق الحيوانات في مقاطعة ووهان الصينية بأنفلونزا أعادت إلى أذهانهم شبح جائحة السارس.  
* مجوقلة كلمة مركبة للقوات التي تحمل جوا إلى ساحة المعركة.
* طبقا للحسابات الوبائية التقريبية من خلال معرفة عدد المصابين والمتوفين في دولة الصين وهي البلد الذي تفشى فيه الوباء قد تكون الأرقام غير دقيقة من مصدرها.
* متانة الرئة السعودية وهي متانة "جينية" ستكون حاسمة في تقليل عدد الوفيات من هذه الجائحة