19 مارس، 2020

أيان ليبكن .... لا كرامة لنبي في قومه


يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الأعلام العالمي لا يأتي على ذكر الدكتور ليبكن.
الدكتور ليبكن هو خبير الوبائيات ويعمل مديرا للعدوى والمناعة في جامعة كلومبيا الأمريكية وله شهرة عالمية في تقصي الوبائيات -وخصوصا الفيروسات-  وتشخيصها وتمكن وعلى مدى 25 عاما من الكشف عن 800 فيروسا حول العالم وكان من قبل طبيبا متخصصا في أمراض الأعصاب لدى الكبار.
في عام 2003 تمكن فريق بحثه في جامعة كلومبيا الأمريكية من تصميم كاشف دقيق لفيروس الضائقة التنفسية الوخيمة (سارس) severe acute respiratory syndrome
وساعد في عام 2014 على التعرف على المصدر الحيواني (الإبل) لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS) virus. 
 يقول العطيات أن علاقة ليبكن بالحكومة الصينية بدأت في عام 2004 أثر ظهور جائحة تنفسية هناك سببها فيروس أنفلونزا الطيور من نوع  H5N1 وتسبب في وفاة حوالي 1000 صيني ولقد ساعد ليبكن الحكومة الصينية  آنذاك وعلى نحو فعال في السيطرة على الوباء والتقليل من آثاره.
في مايو 2007 أنطلق فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1   وكان الفيروس مطابقا لفيروس الأنفلونزا الاسبانية والتي أنتشرت ما بين عامي 1918-1919 وتسببت في وفاة 50 مليون أنسان حول العالم لكن سلسلة الأجراءات التي قامت بها السلطات الصحية الصينية تحت اشراف الدكتور ليبكن ساهمت وبشكل كبير في التقليل من عدد الوفيات لتكون ربع مليون وفاة حول العالم.    
وفي عام 2014 كان له دورا محوريا في منع تفشي الضائقة التنفسية التي أنطلقت من المملكة والتي سميت بضائقة الشرق الأوسط  التنفسية (كورونا الإبل) بعد تسجيل عددا من الحالات في عددا من المقاطعات الصينية
وفي عام 2017 كرم الرئيس الصيني الدكتور ليبكن بأعلى وسام صيني وأمر أن توضع صورته في صالة العظماء وجاء في معرض تكريمه أن الدكتور ليبكن أسهم وبشكل فعال السلطات الصينية لوضع أستراتيجيات لمواجهة جوائح العدوي وتم تعيينه رئسا فخريا لمركز بكين للسيطرة على العدوى بالأضافة إلى منصبه عضو اللجنة الأستشارية لمركز باستير (Institut Pasteur de Shanghai) في شانغ-هاي الصينية
وفي يناير من عام 2020 دعته الحكومة الصينية على عجل للوقوف على أجراءاتها التي أتخذتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والنظر فيها وحتى أقتراح ما يمكن فعله.
يقول العطيات أن الدكتور  ليبكن أضاف عدة أجراءات جميعها تميزت بالصرامة الشديدة لعل من أبرزها:
*الشروع فورا بعزل مقاطعة ووهان عزلا كاملا
*عزل جميع المواطنين داخلها في منازلهم عزلا كاملا (حجر منزلي)
*تعليق كافة المناشط والفعاليات
*أغلاق المدارس والجامعات
*تعليق كافة أسباب تنقل الأفراد سواء كان حافلات أو قطارات أو طائرات.
*تتبع كل صيني خرج من مقاطعة ووهان من الأول من يناير 2020 والكشف عليه أو عزله.
*فرض حضر التجول في مدينة ووهان بقوة الشرطة  والجيش.
*تحويل 14 فندقا لتكون مستشفيات واماكن حجر للمشتبه بهم.
*تطبيق أعلى معايير السلامة من غسل الأيدي ووضع كمامات واقية.
*الشروع ببناء عدد 3 مستشفيات لتكون جاهزة في غضون أسابيع لأستعمالها وقت الضرورة
*تجنيد الطواقم الطبية للتعامل مع ما بين 120-250 ألف مريض محتمل.

يعتقد الدكتور العطيات أن جملة الأجراءات التي وضعت قيد التنفيذ الفوري في منتصف يناير 2020 ستكون حاسمة وسنرى أثرها الناجع بعد 8-12 أسبوعا.



نحن وكورونا المستجد
تفشت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية  في شهر أبريل عام 2014، وتسمى أيضا كورونا الإبل وحيث أصابت 600 شخص و بلغ عدد حالات الوفاة 298 حالة لتكون نسبة الوفيات 50% تقريبا في حين أن تقديرات الخبراء أن تكون نسبة الوفيات لا تتجاوز 10% فقط. 
أن خبرتنا مع تفشي كورونا الإبل كانت سيئة للغاية في اسلوب التعامل والتعاطي مع الوباء بالرغم من أن كورونا الإبل كان ينتشر ببطء شديد بسبب طبيعة الفيروس ويعتبر من أهون الجوائح التنفسية لكون مصدره معروفا والسيطرة التامة عليه أهون من شرب كوبا من الشاي كما يقول الأمريكان لكنه كان بالنسبة لنا كارثيا فعوضا أن تطلب السلطات الصحية العون من الخبراء العالميين من خبراء منظمة الصحة العالمية أو من الخبراء الأفذاذ من أمثال الدكتور ليبكن أو خبراء مركز التحكم في الأمراض والأوبئة جاءت قرارت كل منشأة صحية قائمة بذاتها وليس هناك أي تنسيق وتكامل لا على مستوى المدينة الواحدة ولا على مستوى الدولة باسرها تزامن ذلك مع الأخفاء والتعتيم عن عدد وأماكن الحالات الجديدة ذلك التعتيم الذي اضر بنا كثيرا فالمملكة أصبحت بؤرة تفشي الداء وأصبحنا حديث العالم.
أتمنى صادقا أن لا نكرر نفس الخطأ ولتبادر السلطات الصحية وبكافة مستوياتها باستشارة وحتى دعوة خبراء الجوائح العالميين لمراجعة الأجراءات المتخذة ولتكن الصين لنا مثالا يحتذى فهي لم تتوانا من الطلب من الخبير الأمريكي ليبكن لياتي للصين وعلى عجل للوقوف على الأجراءات والأحتياطات واقتراح المزيد  ... فهل الصين وهي دولة عظمى ليس لديها من الخبراء ما يكفي ؟
قلت أن من ياتي أليك من الخارج ينظر للأمر بدون تأثير من الضغوطات السياسية أو الدينية أو النفسية فهو يرى الأمر بعين الخبير.

وختاما أقول أن الاعلام الأمريكي لا يأتي على ذكر هذا الخبير الا لماما ولا نجد له أسما في عضوية لجنة الطواريء التي شكلها البيت الأبيض بل أن اللجنة تضم أسماءا مغمورة لم تتمرس التمرس الفعلي في مواجهة الجوائح العالمية وهذا يذكرني بقول قالته العرب قديما أنه .... "لا كرامة لنبي في قومه" والنبي هو  كل من نبا (وكأنه على نبوة أي مرتفع من الأرض).