19 مارس، 2020

أيان ليبكن .... لا كرامة لنبي في قومه


يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الأعلام العالمي لا يأتي على ذكر الدكتور ليبكن.
الدكتور ليبكن هو خبير الوبائيات ويعمل مديرا للعدوى والمناعة في جامعة كلومبيا الأمريكية وله شهرة عالمية في تقصي الوبائيات -وخصوصا الفيروسات-  وتشخيصها وتمكن وعلى مدى 25 عاما من الكشف عن 800 فيروسا حول العالم وكان من قبل طبيبا متخصصا في أمراض الأعصاب لدى الكبار.
في عام 2003 تمكن فريق بحثه في جامعة كلومبيا الأمريكية من تصميم كاشف دقيق لفيروس الضائقة التنفسية الوخيمة (سارس) severe acute respiratory syndrome
وساعد في عام 2014 على التعرف على المصدر الحيواني (الإبل) لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS) virus. 
 يقول العطيات أن علاقة ليبكن بالحكومة الصينية بدأت في عام 2004 أثر ظهور جائحة تنفسية هناك سببها فيروس أنفلونزا الطيور من نوع  H5N1 وتسبب في وفاة حوالي 1000 صيني ولقد ساعد ليبكن الحكومة الصينية  آنذاك وعلى نحو فعال في السيطرة على الوباء والتقليل من آثاره.
في مايو 2007 أنطلق فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1   وكان الفيروس مطابقا لفيروس الأنفلونزا الاسبانية والتي أنتشرت ما بين عامي 1918-1919 وتسببت في وفاة 50 مليون أنسان حول العالم لكن سلسلة الأجراءات التي قامت بها السلطات الصحية الصينية تحت اشراف الدكتور ليبكن ساهمت وبشكل كبير في التقليل من عدد الوفيات لتكون ربع مليون وفاة حول العالم.    
وفي عام 2014 كان له دورا محوريا في منع تفشي الضائقة التنفسية التي أنطلقت من المملكة والتي سميت بضائقة الشرق الأوسط  التنفسية (كورونا الإبل) بعد تسجيل عددا من الحالات في عددا من المقاطعات الصينية
وفي عام 2017 كرم الرئيس الصيني الدكتور ليبكن بأعلى وسام صيني وأمر أن توضع صورته في صالة العظماء وجاء في معرض تكريمه أن الدكتور ليبكن أسهم وبشكل فعال السلطات الصينية لوضع أستراتيجيات لمواجهة جوائح العدوي وتم تعيينه رئسا فخريا لمركز بكين للسيطرة على العدوى بالأضافة إلى منصبه عضو اللجنة الأستشارية لمركز باستير (Institut Pasteur de Shanghai) في شانغ-هاي الصينية
وفي يناير من عام 2020 دعته الحكومة الصينية على عجل للوقوف على أجراءاتها التي أتخذتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والنظر فيها وحتى أقتراح ما يمكن فعله.
يقول العطيات أن الدكتور  ليبكن أضاف عدة أجراءات جميعها تميزت بالصرامة الشديدة لعل من أبرزها:
*الشروع فورا بعزل مقاطعة ووهان عزلا كاملا
*عزل جميع المواطنين داخلها في منازلهم عزلا كاملا (حجر منزلي)
*تعليق كافة المناشط والفعاليات
*أغلاق المدارس والجامعات
*تعليق كافة أسباب تنقل الأفراد سواء كان حافلات أو قطارات أو طائرات.
*تتبع كل صيني خرج من مقاطعة ووهان من الأول من يناير 2020 والكشف عليه أو عزله.
*فرض حضر التجول في مدينة ووهان بقوة الشرطة  والجيش.
*تحويل 14 فندقا لتكون مستشفيات واماكن حجر للمشتبه بهم.
*تطبيق أعلى معايير السلامة من غسل الأيدي ووضع كمامات واقية.
*الشروع ببناء عدد 3 مستشفيات لتكون جاهزة في غضون أسابيع لأستعمالها وقت الضرورة
*تجنيد الطواقم الطبية للتعامل مع ما بين 120-250 ألف مريض محتمل.

يعتقد الدكتور العطيات أن جملة الأجراءات التي وضعت قيد التنفيذ الفوري في منتصف يناير 2020 ستكون حاسمة وسنرى أثرها الناجع بعد 8-12 أسبوعا.



نحن وكورونا المستجد
تفشت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية  في شهر أبريل عام 2014، وتسمى أيضا كورونا الإبل وحيث أصابت 600 شخص و بلغ عدد حالات الوفاة 298 حالة لتكون نسبة الوفيات 50% تقريبا في حين أن تقديرات الخبراء أن تكون نسبة الوفيات لا تتجاوز 10% فقط. 
أن خبرتنا مع تفشي كورونا الإبل كانت سيئة للغاية في اسلوب التعامل والتعاطي مع الوباء بالرغم من أن كورونا الإبل كان ينتشر ببطء شديد بسبب طبيعة الفيروس ويعتبر من أهون الجوائح التنفسية لكون مصدره معروفا والسيطرة التامة عليه أهون من شرب كوبا من الشاي كما يقول الأمريكان لكنه كان بالنسبة لنا كارثيا فعوضا أن تطلب السلطات الصحية العون من الخبراء العالميين من خبراء منظمة الصحة العالمية أو من الخبراء الأفذاذ من أمثال الدكتور ليبكن أو خبراء مركز التحكم في الأمراض والأوبئة جاءت قرارت كل منشأة صحية قائمة بذاتها وليس هناك أي تنسيق وتكامل لا على مستوى المدينة الواحدة ولا على مستوى الدولة باسرها تزامن ذلك مع الأخفاء والتعتيم عن عدد وأماكن الحالات الجديدة ذلك التعتيم الذي اضر بنا كثيرا فالمملكة أصبحت بؤرة تفشي الداء وأصبحنا حديث العالم.
أتمنى صادقا أن لا نكرر نفس الخطأ ولتبادر السلطات الصحية وبكافة مستوياتها باستشارة وحتى دعوة خبراء الجوائح العالميين لمراجعة الأجراءات المتخذة ولتكن الصين لنا مثالا يحتذى فهي لم تتوانا من الطلب من الخبير الأمريكي ليبكن لياتي للصين وعلى عجل للوقوف على الأجراءات والأحتياطات واقتراح المزيد  ... فهل الصين وهي دولة عظمى ليس لديها من الخبراء ما يكفي ؟
قلت أن من ياتي أليك من الخارج ينظر للأمر بدون تأثير من الضغوطات السياسية أو الدينية أو النفسية فهو يرى الأمر بعين الخبير.

وختاما أقول أن الاعلام الأمريكي لا يأتي على ذكر هذا الخبير الا لماما ولا نجد له أسما في عضوية لجنة الطواريء التي شكلها البيت الأبيض بل أن اللجنة تضم أسماءا مغمورة لم تتمرس التمرس الفعلي في مواجهة الجوائح العالمية وهذا يذكرني بقول قالته العرب قديما أنه .... "لا كرامة لنبي في قومه" والنبي هو  كل من نبا (وكأنه على نبوة أي مرتفع من الأرض).

18 مارس، 2020

نحن و كورونا ... التفشي قادم لا محالة

قبل نحو أسبوعين وتحديدا في 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا (كوفيد-19) أصبحت جائحة عالمية وأن على جميع دول العالم التعامل معه على هذا النحو.
وهناك كما أسلفت في تديونة سابقة 3 أختيارات على كل دولة الأخذ بأحدها ثم أعادة تقييم أوضاعها والأنتقال للخيار الذي يليه وهكذا والذي يفرضه مدى أنتشار الجائحة وعدد الوفيات وبنية وجاهزية النظام الصحي للتصدي والتعامل مع الجوائح والأؤبئة (رابط التدوينة وهي بعنوان :
ملامح تعاطي الأنظمة الصحية مع جائحة (وباء) فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)  
وفي مملكتنا الغالية تم الأعلان  الرسمي وتحديدا يوم 2 مارس 2020عن حالة المريض الأول (يعتبر الحالة الصفرية) (رابط الخبر من وكالة الأنباء السعودية)
وفي التقرير اليومي لوزارة الصحة أنها أقامت مركزا للتحكم للسيطرة وتوجيه الجهود والمصادر لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه وحتى كتابة هذه السطور لم تسجل أي حالة أصابة للوباء في المنطقة الوسطى وتحديدا الرياض العاصمة حيث يقدر عدد السكان فيها قرابة 5 مليون ما بين مواطن ومقيم.
قلت أن القرارات التي أتخذتها وستتخذها وزارة الصحة بما فيها الحصول على قرارات سيادية عليا (أغلاق المدن ، حظر التجول ، فرض التباعد) قلت أنها لن تمنع من تفشي الوباء لكنها بالتأكيد ستؤخر "توقيت" تفشيه أي أنها ستدفع ذروة التفشي إلى ربما بداية أو نهاية شهر حزيران (يونيه) وهذا جيد للغاية لأنه يعطي المخطط الطبي الوقت الكافي لتجنيد الطاقات البشرية والمصادر الطبية والأستعداد الجيد للتخفيف من آثار الجائحة.
معلومات وبائية:
هناك أضطراب كبير في طريقة أنتشار جائحة كوفيد-19 ومعظمها تقول بأنها جائحة تنتقل عن طريق القطيرات الصغيرة (droplets)  (اي الرذاذ الملوث التي تنتقل من شخص لأخر ومن لمس الأسطح الملوثة بالرذاذ الملوث. لكن بالنسبة لتصوري أن جائحة كوفيد-19 أقرب أن تكون جائحة  يحملها الهواء "مجوقلة" (airborne) لأن المعطيات الوبائية التي بين يدي حتى كتابة هذا السطور شحيحة. قلت أن سلوك هذه الجائحة يشيه إلى حد بعيد سلوك الأنفلونزا الاسبانية الرهيبة التي ضربت العالم عام  1918 واستمرت 15 شهرا  وتسببت في وفاة ما لايقل عن 30 مليون أنسان. (تدوينة عام 2018 بمناسبة مرور 100 عليها تجدها في هذا الرابط (مرور 100 عام على أخطر أنفلونزا في تاريخ البشرية .....هل يعيد التاريخ نفسه؟)
كيف تعامل بلد المنشأ (الصين) مع هذه الجائحة؟
قامت الصين ومن منتصف يناير بفرض أغلاق تام لمقاطعة ووهان الصينية حي تفشى الوباء في شهر ديسمبر  2019 -  وفرضت الحجر المنزلي الكامل على سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة كما قامت بحظر التنقل والسفر داخل الصين مع السماح لمن يريد الخروج من ووهان إلى خارج الصين !!!
وبسبب أجراءات عزل مقاطعة (ووهان) الموبؤة فأن أعداد الاصابات والوفيات في بقية أرجاء الصين لا تكاد تذكر مقارنة بحجم وكثافة الصين والذي تجاوز عدد سكانها مليار نسمة.
البيانات الوبائية المتوفرة من الصين وبالرغم من عدم الموثوقية القوية في صحتها الا أنها تبين لنا أن جائحة كوفيد- 19سريعة الأنتشار لكن نسبة المتوفين منها قليلة جدا وهي لم تتعدى 1% من جملة المصابين* وهذا يدعو لشيء من التفاؤل -والذي يجب أن يكون حذرا للغاية -  في سيرورة هذه الجائحة الخطيرة. وعليه أتوقع حتى نهاية حزيران (يونيه) اي بعد مرور 6 أشهر من أنطلاق هذه الجائحة أن يكون عدد المصابين الكلي في المملكة ما بين 100 ألفا وصولا إلى 150 ألف أصابة وبوفيات مابين 1000 إلى 1500 وفاة طبعا هذه الأرقام هي توقعية يحكمها عدة أمور أهما :
*الأجراءات الأحترازية على مستوى المملكة وكيفية التعاطي مع الوباء.
* مدى ألتزام المواطن والمقيم بالتعليمات والتوجيهات الصحية
* توفرأسرة العناية وأجهزة التنفس الصناعي والطاقم الطبي المدرب.
* توفر المعقمات ووسائل الحماية الشخصية.
*عدد المصابين من المرضى ممن لديهم أمراض مزمنة (سكري ، ضغط ، فشل كلوي ،التهاب مزمن في الشعب الهوائية ، الشيخوخة). 
  ------------------------------------------
* كتبت تدوينة في مايو 2019 متلازمة تنفسية خطيرة صينية المنشأ... تلوح في الأفق
وجاءت التدوينة بسبب قرآتي لكتابات صينية كتبت في الأشهر الأولى (فبراير-مارس-أبريل) من سنة 2019 ويذكر كتابها أصابة عددا من العالمين ومرتادي سوق الحيوانات في مقاطعة ووهان الصينية بأنفلونزا أعادت إلى أذهانهم شبح جائحة السارس.  
* مجوقلة كلمة مركبة للقوات التي تحمل جوا إلى ساحة المعركة.
* طبقا للحسابات الوبائية التقريبية من خلال معرفة عدد المصابين والمتوفين في دولة الصين وهي البلد الذي تفشى فيه الوباء قد تكون الأرقام غير دقيقة من مصدرها.
* متانة الرئة السعودية وهي متانة "جينية" ستكون حاسمة في تقليل عدد الوفيات من هذه الجائحة


14 مارس، 2020

ملامح تعاطي الأنظمة الصحية مع جائحة (وباء) فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)

أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمرها الاعلامي الاربعاء  الموافق 11 مارس 2020 أن فيروس كورونا أصبح وباء عالميا ويعتقد العطيات أن المنظمة الدولية قد تأخرت كثيرا في رفع درجة الوباء من جائحة محلية (صينية) إلى جائحة (عالمية) (أتبع رابط التدوينة) إلى منظمة الصحة العالمية ..... لقد تأخرتم كثيرا

 يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن النظام الصحي في بلد ما أمامه 3  خيارات للتعاطي مع الأوبئة وخصوصا الجوائح العالمية.وكل خيار له مساوئه وحسناته.
الخيار الأول : ترك الجائحة تفعل فعلها والأكتفاء بمعالجة الحالات السيئة وهذا خيار محفوف بالكثير من المخاطر لأنه يعتمد على ترك الجائحة (الوباء) لينشط بين السكان حتى تصل الأصابة به (سواء كانت خفيفة أو شديدة)  إلى أكثر من 70% بالمائة من مجموع السكان (مناعة القطيع) (مناعة مجتمعية) عندها يبدأ الوباء في الأنحسار التدريجي لأن الفيروس لا يجد من ينتقل له. 
قد يبدو هذا الخيار منطقيا أذا عرفنا بدقة الخصائص الأمراضية للوباء قيد النظر مثلا كأن يكون الوباء انفلونزا موسمية متوسطة الشدة أو حينما يكون هناك لقاحا متوفرا لها . لكن كل المعلومات التي توفرت لدي أن الوباء ينتشر بسرعة رهيبة ويصيب الآلاف يوميا قلت حتى لو كانت الأصابات الشديدة جدا أو حتى حالات الوفاة هي كما يقولون 2% فأن هكذا نوع من الجوائح يسبب أنهيارا سريعا للنظام الصحي وعليه فأن هذا الخيار هو خيار كارثي بكل ما تعنيه الكلمة.
الخيار الثاني : أتباع أسلوب (الحجر+ العزل) أي حجر العائدين من خارج البلاد وعدم السماح لهم بمخالطة مجتمعهم أو التجول في الاسواق أو المرافق ويكون الحجر لمدة 2-3 أسابيع وهي فترة حضانة فيروس كورونا ومعه عزل المصابين (بأختلاف درجات حالاتهم) لكي لا يصبحون خزانات لنشر الوباء هذا الخيار سيعمل على خفض معدل الأصابات لكنه يسبب ضغطا على أسرة المستشفيات وخصوصا أسرة العناية المركزة حيث تزيد نسبة أشغال هذه الأسرة 70%.
الخيار الثالث : أتباع أسلوب (حجر + عزل + تباعد) والمقصود بالتباعد هو التباعد الجسدي في الساحات العامة والحدائق والأسواق ودور السنما ووسائل النقل.في معظم الأوبئة التنفسية فأن التباعد الجسدي بحدود 120 سم -200 سم (متران) يعتبر مقبولا لكن مرة أخرى لا تتوفر لدي بيانات فيزيائيه عن خواص فيروس كورونا وسرعة انتشاره الرهيب تدل على أن سحابة الرذاذ من المصاب ربما تتجاوز 5 أمتار.
قلت أن نسبة نجاح التباعد الجسدي دور حاسم للغاية في الأوبئة وأقل نسبة نجاح فيها حينما يلتزم به حوالي ربع السكان (25%) وأجودها حينما تصل نسبة التباعد الجسدي بين السكان حوالي 40% عندها سينخفض معدل الأصابة بالفيروس والأهم من ذلك هو أن أسرة العناية المركزة ستكون متوفرة لمن يحتاجها.
 كيفية تعاطي الأنظمة الصحية العالمية مع جائحة كورونا القاتلة:
الصين : حيث يعتقد أنها بؤرة الوباء وحيث أصاب الفيروس حوالي 50 ألف صيني جميعهم في مدينة ووهان وتسبب في وفاة 3500 صيني.قامت الصين بعزل المدينة عزلا كاملا عن بقية المدن والمقاطعات الصينية وشددت الأجراءات الصارمة وسيكون لذلك اثرا كبيرا في أنخفاض الأصابات والوفيات في بقية المدن الصينية
بريطانيا : للأسف النظام الصحي البريطاني أختار الخيار الأول وهو ترك الوباء في سيرورته و هو قرار كارثي وعليه أتوقع أن تكون نسبة الأصابات بحدود 250000 (مائتان وخمسون الفا) إلى 500000 (نصف مليون) أصابه وبوفيات ما بين (40000) (أربعون ألفا) إلى (60000) (ستون ألفا).
أمريكا : وحتى كتابة هذه السطور ليس من تحرك نشط من السلطات الصحية الأمريكية لأحتواء الوباء بالرغم من تشخيص الحالة الأولى فيها وقبل عدة أيام .لا أعلم حقيقة ما يجري في الخفاء لكن أن كان هناك أتجاه عام في ترك الوباء يسير بسيرورته كأنفلونزا موسمية (الخيار 1) فهذا خيار كارثي كما اسلفت أما توقعاتي المستقبلية للوضع الصحي العام في أمريكا فهو يعتمد على الأجراءات التي تتخذها السلطات الصحية في كل ولاية فأن كانت متراخية أو تنتقل ببطء من خيار إلى آخر فأني أقدر عدد الأصابات سيتجاوز 5 مليون أمريكي  أما الوفيات  فستكون مابين (120000)  (مائة وعشرون ألفا) إلى (160000) مائة وستون ألفا بنهاية حزيران 2020
أستراليا : وزارة الصحة الاسترالية تتجه نحو الخيار رقم 4  (الخيار الممتاز للتعاطي مع الأوبئة الخطيرة) وهي تسابق الزمن في فرض حزمة من الأجراءات الأحترازية وهذه هي الخطوط العريضة للنهج الأسترالي العام في التعاطي مع هذا الوباء المميت
* هناك أتجاه قوي إلى مفهوم الأغلاق الكامل ولمدة ما بين 6-8 أسابيع ربما بعدها يعاد تقييم الوضع الصحي العام في شان الأستمرار أو التخفيف
*الكشف النشط وأجراء مئات الألوف من الأختبارات الميدانية للتشخيص المبكر
*التقصي والتتبع الدقيق عن المخالطين للحالات المؤكدة والتفكير بوضع برنامج (تطبيق هاتفي) يكون حلقة الوصل ما بين المخالطين ووزارة الصحة حيث يمكن متابعة حالة المخالط والمريض على نحو دقيق.
* نشر الوعي العام بضرورة التقيد بشروط الصحة العامة (غسل أيدي +كمامة)
* ألتزام المنازل والعمل من داخلها وعدم الخروج الا لحاجة ملحة.
السعودية: قبل نحو أسبوع تم الأعلان الرسمي عن تشخيص الأصابة الأولى بفيروس كورونا لسعودي عائد للتو من إيران. رابط الخبر في موقع وكالة الأنباء السعودية (واس) (رابط الخبر)   قلت أن هذه الحالة تمثل الجزء المنظور من جبل الجليد الضخم ويجب أعتبار أن هناك 1000 حالة مماثلة فإيران فيها تفشي خطير للغاية. وأنه من المؤسف أن إيران أتبعت سياسة عدم تختيم جوازات من يزورها من السعوديين وعاد الكثير ممن زاروا إيران في ديسمبر 2019 و يناير 2020 . علينا أن ندرك أن أجراءات الضبط والتتبع للقادمين من البحرين ستكون مهمة ومفيدة للغاية لأنها ستكون من منافذ عبور الوباء وتفشيه لا سمح الله.كذلك وجب ضبط ومتابعة لكل القادمين من أسبانيا و إيطاليا  والخيار الأفضل هو الحجر في فنادق المطارات لمدة 3 أسابيع.
أنا أتتبع خيارات وزارة الصحة السعودية  في تعاطيها مع الوباء فخيارها -حتى كتابة هذه السطور-هو خيار رقم 2 - ولا أعلم حقيقية ماهي الأسباب التي حالت دون الأنتقال سريعا إلى الخيار 3 أو حتى الخيار 4 .
وكما هو ملاحظ فان الخيارات الجيدة (3 أو4 ) مضاف لها أسلوب التباعد الجسدي قلت وهذا معضلة كبيرة للغاية في مملكتنا الحبيية  فهناك الشعائر الدينية (صلوات + طواف) والتي لا يتوفر فيها أسلوب التباعد الجسدي يضاف إلى ذلك المدراس والقاعات المقتضة بطلابها وحتى البيوت والمنازل يضاف إلى ذلك العادات الأجتماعية من تزاور ومناسبات الأفراح ولا يفوتنا تكدس العمال  مساكنهم وفي وسائل النقل العامة مما يجعل من الجميع المواطنين والمقيمين خزانا ضخما يغذي تفشي الوباء. أن عدم الأنتقال السريع  أو حتى التأخر بالانتقال إلى أحد هذين الخيارين سيؤدي إلى ذروة  كبيرة في عدد الأصابات والتي أتوقع أن تصل وبنهاية شهر حزيران (يونيو) 2020 ما بين (120000) (مائة وعشرون ألف) حالة وصولا إلى (200000) (مائتي ألف) وسيكون ثلثاها (60%) من الأخوة المقيمين .
قلت وبالرغم من هذا العدد الضخم من الأصابات فأن نسبة الوفيات ستكون قليلة وأتوقع أن تكون أقل من 1000 حالة وفاة (ثلثاها تقريبا للمقيمين) وتفسيري لقلة الوفيات بين السعوديين -تحديدا - يعود لأسباب وراثية تجعل من الرئة السعودية مقاومة لفيروسات الكورونا تحديدا.

وقى الله البلاد والعباد شر هذا الوباء
 

08 فبراير، 2020

ومات ....النذير

توفي مساء أمس طبيب العيون الصيني الشاب لي ليانغ (1986-2020) عن عمر ناهز 33 عاما بعد أصابته بفيروس كورونا المستجد (سارس-2).
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الدكتور الشجاع ليانغ حذر من أحتمالية تفشي وباء السارس بعدما قال لزملاء له في مجموعة دردشة أن 7 من مرضاه فارقوا الحياة بعد أنفلونزا حادة وسريعة لم تمهلهم طويلا.
أقرأ التدوينة التالية 

وفي السابع من يناير 2020 بدأت علامات الأصابة بفيروس كورونا تظهر على الدكتور ليانغ وكانت خفيفة في الأسبوعين الأولين ثم بدأ يعاني من ضيق تنفس الأمر الذي استدعى تنويمه في المستشفى الذي يعمل فيه وبعد أيام قليلة تدهورت حالته الصحية على نحو شديد ليخضع لتنفس صناعي لاكنه فارق الحياة أمس الموافق 7 فبراير 2020  
وعجت وسائل التواصل الصينية بخبر وفاة الدكتور ليانغ حيث أعتبره الجميع بطلا قوميا وطالبوا الحزب الشيوعي الصيني أن يكرم الطبيب البطل وأن يرد له أعتباره وان يغير سياسته في تكميم أفواه الصينيين وأطلقوا وسما بعنوان حرية الكلام #freedomofspeech 

تدوينة ذات علاقة

متلازمة تنفسية خطيرة صينية المنشأ... تلوح في الأفق


05 فبراير، 2020

طبيب صيني يحذر العالم من سارس صيني والسلطات الصينية ..... تعتقله وتوبخه

الرجاء  قراءة التدوينة التالية كمقدمة

منذ تلك التدوينة (رابطها أعلاه)  بدأت بقدر المستطاع متابعة ما يتسرب عن الوضع الصحي الصيني فمرت حوالي 7 اشهر على تفشي ما يعتقد أنه أنفلونزا الخنازير (راجع التدوينة أعلاه)
وفي جرأة منقطعة النظير ظهر طبيب شاب صيني ثلاثيني أسمه لي وين ليانغ (生李文亮) متخصص في طب العيون في يوم 30 ديسمبر 2019 يتحدث فيه لزملائه عن طريق برنامج الدردشة (ويشات) أن 7 من مرضاه ماتوا وعلى نحو سريع جدا وغير متوقع وجميعهم كانوا يعانون من أعراض الأنفلونزا وحذر الطبيب زملائه أن مرض السارس (متلازمة الضائقة التنفسية الخطيرة) وأنه قادم وبقوةوعلى الفور أعتقلته السلطات الصينية المحلية بتهمة أطلاق شائعة شريرة
 وهذا ترجمة لما كتبه في موقعه بعد خروجه من قسم الشرطة :
"مرحبا بالجميع ، أنا (لي وين ليانغ) ، طبيب عيون في مستشفى ووهان المركزي. 
في 30 ديسمبر  ، شاهدت تقرير اختبار لمريض واكتشفت مؤشر إيجابي عالي الثقة لفيروس التاجي السارسى. وعليه أود تذكير الطلاب بالاهتمام بحماية أنفسهم ، لأن زملائي من الأطباء ، قاموا بنشرها في المجموعة. وقلت في رسالتي لهم أنه تأكدت أصابة 7  حالات بالسارس بعدما ظهرت نتائج الأختبارات  وفي 3 يناير طلبني مكتب الأمن العام وطلب مني التوقيع على التوبيخ الذي أمرت به السلطة المحلية والآن أعود لأعمل بشكل طبيعي ويسرني تلقى الأستشارات"
 في تحليلي الشخصي أن الذي دعى هذا الطبيب الشجاع القول بعودة "السارس" القاتل أنما يدل على أن الحالات الفعلية هي 700 أو حتى 7000 وليس 7 مرضى وأن السلطات الصحية الصينية تتكتم على العدد الحقيقي خوفا من السلطة المركزية العليا.
 أنا شخصيا أعتقد أن هذا الطبيب الذي عرض نفسه للخطر الجسيم بدنيا ومهنيا ما هو الا بمثابة النذير العريان وعلى وزارات الصحة في العالم الأخذ بتحذيره على مأخذ الجد وعليها أن تتحوط وتستعد لأنطالقة جديدة لسارس صيني قاتل كما حصل عام 2003 وعليها أن لا تنتظر تقارير الصين الرسمية ولا حتى تقارير منظمة الصحة العالمية لان الوقت يكون قد تأخر كثيرا.
ولمن يهمه الأمر أنصح أن يتابع ما يذكره الطبيب في موقعه لأن أهل مكة أدرى بشعابها