16 سبتمبر، 2019

الحروفية

 الحروفية هي مذهب صوفي أسسّه الشيخ فضل الله الأسترآبادي الملقب بـ (نعيمي) ويقوم مفهوم الحروفية على أن هناك أسرارا في الحروف تتكشف أذا ما قوبلت الحروف بالأرقام وعليه يزعم الحروفيون أنه إذا عرف الإنسان حروف القرآن الكريم وهي حروف اللغة العربية (28 حرفاً) وحروف كتاب (كافيدان نامه) (سيرة الحروف) (32 حرفاً) وهو كتاب ألفه مؤسس المذهب الشيخ الأسترآبادي باللغة الفارسية ، يقولون أن بمقدوره  تفسير كل شيء في الكون أعتماداً على قيمة الحرف العددية والتأويلات المرتبطة به ،  يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي وهذا المفهوم ليس بجديد لأنه موجود في مفهوم (قبالاه) العبري وتعني القبول بالمقابلة في تفسير التوراة قلت والتفسير الرقمي للتوراة سبق الأسترآبادي بمئات السنين وهي أن لكل حرف في التوراة المكتوبة بالحرف العبري مقابل عددي وتحمل تأويلاته الأسرار والتي لا يقبل بها (أي يتنور بها) الا عقل اليهودي المتدين من تجاوز ال 40 عاما .


وكان من أشهرمن أتبع هذا المذهب الشاعر الصوفي الأذربيجاني (نسيمي-أتبع الرابط).
وعلى مر العصور أتهم أتباع المذهب الصوفي الحروفي بالكفر والزندقة فنجد أن موران شاه بن تيمورلنك ينفي مؤسس الحروفيه فضل الله الاسترآبادي (نعيمي) الى أذربيجان عام 1394 ميلادي
ويأسف الدكتور العطيات مما يجده ويقرأه على صفحات الإنترنت ويسمعه في اليوتيوب عن تطبيق مبدأ التفسير الرقمي للقرآن الكريم او بما يسمونه الإعجاز الرقمي واقول ان الله انزل القرآن واضحا ميسورا ليست في أسرار دفينة 

04 أغسطس، 2019

داي



داي وانغ شو ( (1905-1950

ولد (داي) في مقاطعة (تشي جيانغ) الصينية وتحديدا في عاصمتها (هانغ تشو) وحصل على الشهادة الجامعية في عام 1925 من جامعة (اورور) في مدينة (شانغهاي) ثم أتجه الى فرنسا حيث درس في المعهد الفرنسي-الصيني التابع لجامعة ليون الفرنسية في الفترة مابين 1932-1935 وفي هذه الفترة عكف (داي) على دراسة الأدب الفرنسي.

ولما عاد ، أسس (داي) مجلة تعنى بالشعر سماها (جن شي) (الشعر الحديث)
ويعتبر (داي) مؤسس الشعر الحداثي الصيني.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أشعار (داي) قبل الحرب الصينية-اليابانية كانت تدور حول وصف الطبيعة الساحرة وفي أثناء الحرب تغير مساره الشعري فأخذ يناضل  بشعره فكانت سلسلة من القصائد ذات الصبغة الوطنية تحرض الصينيين على الصمود والمقاومة ،وعليه فقد سجنه اليابانيون عدة مرات.

وتعتبر قصيدته (يوو تشونغ تي بيه) (كتابات على جدران السجن) من أشهرقصائده في تلك الفترة يقول في مطلعها :

إذا مت هنا ،  رفاقي ، لا تحزنوا،

سوف أعيش الى الابد ...

لأن من يعيش في قلوب رفاقه ......  لا يموت.

 إذا مت هنا ،  فأجعلو قبري على رأس الجبل

أجعلوه هناك !.

لتشرق عليه الشمس كل صباح

لتنشر الدفء في روحي وعظامي


وفي عام  1950 تمكنت فرقة يابانية خاصة من ملاحقة (داي) والتخلص منه ويعتقد الدكتور العطيات أنها تمكنت من تسميمه
وبالرغم من قصر الفترة التي عاشها الا أنه كان غزير الأنتاج وأدناه قائمة مختارة من أنتاجه الأدبي (أنقر الصورة المرفقة لتكبيرها)

14 مايو، 2019

متلازمة تنفسية خطيرة صينية المنشأ... تلوح في الأفق

في الأشهر الثلاثة الماضية قرأت مقالات قليلة ومتناثرة باللغة الصينية تتحدث عن تفشي وباءا تنفسيا جديدا !!! ويعتقد كتاب المقالات  أن سببه ربما (أنفلونزا الخنازير) وذكروا أنه أصاب عددا من العاملين في أسواق الحيوانات .
قال كاتب أحد هذه المقالات أن المسؤولين الحكوميون وعلى جميع المستويات في الصين (الحزب الشيوعي الصيني) لا يعترفون بخطورة ما يجري وبدلاً من ذلك ، فإنهم يحجبون ويمنعون كل تقارير وسائل الإعلام والتي توفر بيانات مهمة كمعدلات الإصابة ومعدلات الوفيات وبرر الكاتب هذا السلوك بأنه من أجل الحفاظ على وظائفهم وفرص ترقيتهم.
كاتب صيني آخر ذكر أن هذا المشهد  يذكرنا بتفشي الضائقة التنفسية الخطيرة (السارس القاتل)  الذي تفشى في في جنوب الصين في الفترة عام 2003 وذكر الكاتب أنه وبسبب غطاء سلطات الحزب الشيوعي الصيني ، سرعان ما انتشر (السارس القاتل) إلى دول أخرى ، مما أدى إلى شلل شبه تام في الطيران العالمي والسفر والأعمال التجارية ، وعرض الصحة العالمية للخطر الشديد.
كاتب صيني آخر كتب ساخطا وقال يبدو أن المهمة الأولى لسلطات الحزب الشيوعي الصيني هي الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتستر بقوة على أي حوادث قد تهدد نظامه. وأورد كيف تكتمت الصين على زلزال تانغشان المدمر عام 1976 والذي تسبب في وفاة مليون صيني بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى عدم رضا الشعب الصيني عن افتقار الحكومة إلى المرونة.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه وبعد انفتاح الاقتصاد الصيني للعالم، واصلت سلطات الحزب الشيوعي الصيني إخفاء الحقيقة حول مايدور في الصين من كوارث طبيعية وكوارث من صنع الإنسان. بالإضافة إلى ذلك ، يواجه المسؤولون الحكوميون على جميع مستويات الحزب الشيوعي الصيني صعوبة في تغيير عاداتهم فهم وعلى الدوام يعطون الأولوية لمصالحهم الخاصة في كل شيء ومن جهة أخرى يريد المسؤولون المحليون تعزيز النمو الاقتصادي وبالتالي المساعدة في تعزيز نفوذهم في الحزب وعليه فإن السيطرة على الأوبئة الجديدة ليست على رأس أولوياتهم.

وأود في النهاية التذكير أن أنفلونزا الأسبانية  1918  والتي تسببت في وفاة حوالي 30 مليون أنسان وحيث قفز الفيروس المميت من (الخنازير) إلى البشر.
في خطورة التهاون مع الأوبئة:
تقول العرب (معظم النار من مستصغر الشرر) وعليه فأن التهاون في التعامل مع أنفلونزا الخنازير أو غيرها من أنفلونزا الحيوانات والطيور وأن أحتمالية انتقالها للبشر ضعيف هو في تصوري أعتقاد خطير للغاية لان ذلك الأعتقاد ربما يؤدي إلى نتائج كارثية والصواب أن تتعامل السلطات الصحية الصينية مع الموضوع على محمل الجد لكي لا تتسبب في جائحة عالمية تعيد إلى الأذهان تاريخ الأنفلونزا الأسبانية الرهيب.

20 مارس، 2019

حاخام - لقب رجل الدين اليهودي

 

يعتبر الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف (עובדיה יוסף) (1920-2013)  أشهر من نار على علم فهو زعيم يهود االشرق (سفارد) والزعيم الروحي لحركة شاس (שס) (أنظر سبب التسمية أدناه)
ولد عوفاديا في بغداد عام 1920 وأنتقل إلى القدس عندما كان في سن الرابعة. عرف عن هذا الحاخام بغضه الشديد للعرق العربي وكراهيته لهم وعنصريته الدينية ضد الأسلام والمسلمين.
وكان في خطبه وصلواته يدعو على (العرب) بالويل والثبور ويدعو اليهود على قتل العرب في فلسطين ودعا الله في أحدى خطبه "أن ينتقم من العرب ويبيد ذرّيتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة" وقال إيضا "ممنوع الإشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم لشريرون".
 وقال في حديث مع أتباعه المتشددين  "إن العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل". وأردف بالقول "إن عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم". وفي مناسبة أخرى قال "إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا"، ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة.
 وفي مقابلة مطولة ومشهورة له عام 2000 سرد يوسف تأصيله من وجهة النظر اليهودية بقوله  أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين ، وأنه جاء في التلمود مانصه "إذا دخلت المدينة وملكتها فأحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم".
أما في بغضه للأسلام والمسلمين فقد قال "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".
الحاخام عوفاديا وهو يضع (العسل) في فم طفل يهودي مولود للتو ، ووضع العسل في أفواه المواليد من عادات اليهود (التوراتية).


فوائد لغوية من اللغة العبرية:
حاخام : من العبرية (חׇכֽםֻ) تلفظ (حخم) وتعني حكيم
عوفاديا : من العبرية (עובד) (عوفد) أسم عبري معناه (يعبدالله)
شاس (שס) :  حزب ديني توراتي أسمه أختصارا لـ (שישה סדרים) ويلفظ على نحو (شيشا سيداريم) أي (الفصول الستة) وهي فصول كتاب ديني يشرح التوراة أسمه الـ(مشناه)
سفارد  : وتلفظ بالعبرية على نحو سفارديم (סְפָרַדִּים)  وهي في الأصل أسم لمكان في آسيا الوسطى (خازاريا) ثم أطلقه اليهود على ناحية في (أسبانيا) كانت بمثابة حي كبير لهم والكلمة اليوم أجمالا تطلق على (يهود الشرق)
أشكيناز : ويلفظ على نحو (أشكينازيم) (אַשְׁכֲּנָזִים) نسبة ألى منطقة (אַשְׁכֲּנָזִי) (أشكنزي) وهي منطقة جغرافية يقول اليهود أنها ذكرت في التوراة وهي منطقة جغرافية شاسعة جزء كبير منها يشكل مايعرف اليوم بـ(المانيا) والكلمة أجمالا تطلق على (يهود الغرب) ولغتهم العبرية تسمى (أيدش) فيها الكثير من مفردات اللغة الألمانية.



الكلمات المكتوبة على الصورة :
 (يتوميم  هيينو  وين  اڤ)
 نحن أيتام ، فأين الأب 

19 فبراير، 2019

ما بال المتثائبون ... لا يصبحون !!!

يقول الدكتور  محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه وفي شمال شرق تايلند مقولة قديمة تسود في قراها وتعود لمئات السنين حتى أصبحت مثلا مخيفا في ثقافتهم القروية مفادها  أن الشاب الذي يتثائب ليلا فأنه ....لا يصبح.
فلقد لاحظ القرويون وعلى مدى أجيال كثيرة أن الشاب الذي يعود إلى بيته بعد عناء يوم طويل في حقول الأرز أن نام ذلك الشاب ثم أستيقض فجأة في آخر الليل أو وقت السحر ليطلق نوبة تثاوب عاليه ثم يعود للنوم سريعا دون أن يغادر فراشه فان ذلك الشاب يصبح ميتا .... " لاي تاو".

في السبعينيات والثمانيات الميلادية بينت أحصائيات المركز الأمريكي للأمراض (CDC) أن عددا كبيرا من الشباب من أصول تايلندية  كانوا يموتون وعلى نحو مفاجيء وفي مساكنهم بعد عمل يوم طويل وشاق في مصانع السيارات بالرغم من خلو سجلاتهم الطبية التام من أية أمراض قلبية.
كانت ملاحظات المركز مهمة للغاية ولكن لم يكن لها تفسيرا مقنعا في حينها.

المعروف أن حركة أنقباض القلب يتم تحت تأثير أنطلاق شحنة كهربائية تنطلق من عقدة موجودة في أعلى الأذين ثم تمر هذه الشحنة إلى بطينات القلب ليتم الأنقباض وبعد الأنقباض أرتخاء ليتسنى للبطينين تلقي الدم من الأذينين وهكذا يؤدي القلب وظيفته في أستقبال الدم ثم ضخه لأعضاء الجسم

ويمكن رسم الدورة الكهربائية (أنظر الرسم المرافق) عن طريق أجراء تخطيط بسيط لكهرباء القلب . ويمكن إيضا تقسيم الدورة الكهربائية إلى فترات زمنية كما هو مبين في الشكل .
كل فترة زمنية محسوبة بدقة ومعروفة ويتم استعمال الحروف الأنجليزية للدلالة على بداية ونهاية كل فترة زمنية
وكما هو ملاحظ فأن هناك فترة زمنية بين حرفي Q   و T   وتسمى فترة Q-T وهذه الفترة الزمنية تمثل فترة تبديد الشحنات من البطينين ( تسمى علميا إزالة الأستقطاب) تمهيدا للأرتخاء ثم عودة الشحنات لهما تمهيدا للأنقباض ( تسمى علميا الأستقطاب)
أذا أستطالت هذه الفترة فأن ذلك يؤدي إلى توقف عمل البطينين وبالتالي  حدوث نوبة أغماء أو حتى صرع وصولا إلى الموت المفاجيء وتسمى طبيا (متلازمة Q-T الطويلة الأمد)
ومنذ الخمسينيات الميلادية حتى أواسط التسعينيات كان الحديث وعلى الدوام عن (متلازمة Q-T الطويلة الأمد) ولم يكن هناك حديثا عن "قصر" هذه الفترة حتى نشر طبيب القلب الأسباني (بدرو  بروقادا) حالة لطفل بولندي عمره 3 سنوات وكانت تأتيه نوبات شديدة من الأغماء وكان الأعتقاد في أول الأمر أنها نوبات صرع غير أن الدكتور بروقادا ولأول مرة بين ان السبب الحقيقي وراء أغماءات ذلك الطفل هو القصر الشديد في فترة Q-T  وعرف المرض فيما بعد بمتلازمة بروقادا (Burgada syndrome)  وقام بنشر الحالة عام 1986 ثم عاد الدكتور بروقادا ونشر 8 حالات وبمختلف الأعمار وكان ذلك في عام 1992 ميلادي وحيث كان اصغر الحالات عمرا سنتان وأكبرهم 53 عاما وشاركه البحث شقيقه الأكبر خوزيه (Josep) وهو إيضا طبيب قلب.

وفي عام 1997 قام باحثون بمراجعة أسباب الموت المفاجيء في الرجال في (تايلند) فتبين لهم وبعد أخذ تاريخ مطول وتتبع لمشجرات أسرهم وعائلاتهم أنه يمكن القول أنهم ماتوا بسبب قصر شديد في فترة  Q-T  والتي تعرف بمتلازمة برقادا أو (متلازمة Q-T القصيرة الأمد)
تبين بعد سنوات أن سبب قصر فترة  Q-T  الشديد سببه خلل وراثي يصيب قناة تسمح بدخول مادة الصوديوم اللأزمة لأنقباض البطينات (سميت قناة الصوديوم الخامسة لتمييزها عن قنوات الصوديوم الكثيرة والتي تنتشر في أعضاء كثيرة من الجسم البشري) وحيث يؤدي الخلل الوراثي إلى قلة مفاجئة لدخول الصوديوم وبالتالي توقف الضخ المفاجيء للبطينين فأما يؤدي ذلك إلى أغماء موقت أو يستمر التوقف مؤديا إلى الموت. والجدير بالذكر أن وراثة الخلل تكون بصفة سائدة حيث ينتقل المرض بين الذكور من السلف إلى الخلف ليكون المرض حصريا في الذكور.

وفي الوقت الحاضر تشكل متلازمة بروقادا حوالي 20% من حالات الموت المفاجيء في الذكور ممن لا يذكر أنهم كانو يعانون من مشاكل قلبية قبل موتهم .

أما أنا فأتمنى لكم جميعا بأن تصبحون على ألف خير وسلامة