01 يناير، 2019

نوروز

وهو يوم عيد معروف عند الفرس منذ ألاف السنين ويوافق اليوم الأول من السنة الشمسية الجديدة بحسب التقويم الشمسي الفارسي
قال البحتري في وصف الربيع وقد أجاد:
أتــاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً .. من الحُسن حتى كاد ان يتكلما
وقد نبَـه (النوروز) في غلس الدُجى ..أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما

ويلفظه ويكتبه بعض العرب على نحو (نيروز) وصوابه (نوروز)
وتستعد الأسر الفارسية والكردية والأفغانية لأستقبال ذلك اليوم بتجهيز مائدة خاصة تسمى مائدة السينات السبع «سفره ى هفت سين» والتي تحتوي على سبعة أشياء جميعها تبدأ بحرف السين (أنظر الصورة المرفقة)  وأشهر الأشياء السبعة هي :

1- سبزه : عشب أخضر
2- سماق : بهار التوت
3- سير : ثوم
4- سنجد : نبق البحر ، ثمرة تشبه التمر
5- سمنو :  نوع من الحلوى يصنع من القمح 
6- سركة : خل
7- سيب : تفاح 

والبعض يضيف للمائدة كتابه المقدس بحسب ديانته ونسخة من ديوان شعر فارسي
ويوم (نوروز) يخرج الناس ويمرحون ويبرز للأطفال في ذلك اليوم رجلا مسنا يجول في الشوارع  وهو يردد أناشيد لطيفة يسمون (حاج  نوروز) مرتديا ملابس زاهية الألوان وعلى وجهه بعض السواد الخفيف وكأنه يعلن ذهاب غم و (سواد) السنة الشمسية الماضية وأستقبال أول يوم في السنة الجديدة بتفائل وسعادة.
بقي أن اقول أن (نوروز) كلمة مكونة  من شقين (نو) وتعني جديد و (روز) وتعني يوم  ، ومعنى الكلمة (اليوم الجديد) وهو يرمز الى أول ايام السنة الشمسية بحسب التقويم الفارسي الشمسي
------ فائدة لغوية ----
(روزنامه) لفظة فارسية أستعملها العرب وتعني "التقويم" وهي مكونة من شقين هما (روز) ويعني يوم ، (نامه) بمعنى سيرة ، أي أن (روزنامه) تعني "سيرة الأيام"

29 أكتوبر، 2018

بلطجي - بلاطجة

 


وردني سؤال عن أصل كلمة بلطجي
البلطجي في الأصل رتبة في الجيش العثماني ووظيفته تقوم على قطع الأشجار من أمام الجيش وتقطيع الخشب لأستعماله في تدفئة الجنود والطبخ وعليه فهو يحمل فأسا كبيرة لهذا الغرض وبمرور الوقت أسندت للبلطجية أدوارا أخرى مهمة منها حماية حريم السلطان وكبار الباشوات (صدر أعظم) حين خروجهن وتجوالهن ولهم رئيس كبير يقوم على تدبير شئونهم يسمونه  آغاسي (من آغا أي كبير) وفي عهد أبراهيم باشا والي مصر العثماني زاد عدد البلطجية بشكل كبير وأصبحوا عبئا ثقيلا على خزينة الدوله العثمانية فأصبح كثير منهم يمارسون النهب وصولا إلى قتل المصريين البسطاء لسلبهم أموالهم  وممتلكاتهم وكانت الدولة تغض الطرف عنهم ولا تعاقبهم.

وحتى اليوم لازال للبلطجية وجود كبير في مصر ويلغب عليهم أستعمال الفؤوس والبعض منهم يحمل عصي أو خناجر كبيرة وحتى المسدسات وأشهر بلاطجة مصر على الأطلاق بلطجي أشتهر بأسم (نخنوخ) ويلقبونه بمصر بأمير البلطجية والبعض يقول بل أنه "ملك البلطجية" وألقي القبض عليه في ثورة مصر في شهر 8 عام 2012 وتبين من التحقيقات أنه بلطجي محترف وظفته وزارة الداخلية وله ماض أسود شنيع مسرف في الأجرام والجريمة وأستعملته أستعمالا مزدوجا فهو يعرف بلطجية مصر كلهم الصغار منهم والكبار بل أنه كبيرهم الذي يأتمرون بأمره  وكانت أعترافاته صدمة عظيمة  والفارق الوحيد بين عنصر أمن الدولة المصري الرسمي والبلطجي في بطاقة الأمن الرسمية هي وجود علامة في بطاقة الأمن الرسمية في أحد أركانها يعرفها ضباط الأمن فقط وبها يستطيعون التفريق بينهما أما المواطن المصري العادي فلا يستطيع ولو أجهد نفسه وفي ثورة مصر أستطاع أحد شباب الثوره وهو طبيب من كشف سر التفريق والتمييز وبلغ من وجد معهم بطاقات أمنية رسمية وهم في حقيقة الأمر بلطجية بأكثر من 60 ألفا في شهر واحد ويقدر عدد البلطجية المسجلين رسميا كعناصر أمنية في جهاز "أمن الدولة" المصرية بأكثر من نصف مليون بلطجي في جهاز ضخم يعادل خمسة أضعاف الجيش المصري المكون من 6 جيوش ويقدر عدد العاملين في جهاز أمن الدولة المصري بأكثر من 4 ملايين موظف هذه الحقائق المرعبه جعلت مفكر مصري بارز يعبرعن حيرته وتسأله بقوله "هل كنا نعيش نظام البلطجية أم بلطجية النظام" وأقول له -أنا- لا فرق فالحصيلة واحدة  
  
أصل تسمية (بلطجي) أنها كلمة تركية مركبة من (بالطه : وتعني الفأس الكبيرة) و اللاحقة (جي) تنطق بجيم مصرية وهي أداة النسبة في اللغة التركية وعليه فمن يصنع هذه الفأس أو يحملها يسمى بلطجي ويجمعها المصريون فيقولون بلطجيه والصواب (بلاطجة) وأكثر الدول استعملا لهذه الكلمة هي مصر ومن ثم العراق ولا تستعمل في بلاد الشام أو المغرب.
أتسع مفهوم كلمة بلطجية من الفعل المحسوس إلى الفكر الفلسفي فلقد سمعت أحد مـثـقـفي العرب يقول أنهم يمارسون علينا "بلطجة فكرية" 


ويرى الدكتور الباحث محسن بن سليمان العطيات أن وجود مثل هذا العدد الكبير من المجرمين البلاطجة في مناصب رسمية في أمن الدولة المصرية من أهم أسباب قيام الثورة المصرية وأن بقاء الكثير منهم مزروعا في جسد أمن الدولة لم ولن يأتي بخير  وأدى وسيؤدي الى دخول مصر في حلقة رهيبة ومفرغة من العنف والقتل الذريع فالضباط الرسميون يدفعون بالبلاطجة لقهر الشعب الثائروحتى قتله لكي لا تتلطخ أيديهم ويكونوا عرضة للمسالة القانونية والجنائية وبالمقابل البلطجية لن يقبلوا بان يكونو كبش فداء وهم أحرص الناس على الحياة.
فأنظر وتبصر يارعاك الله بمن أورثوا قومهم دور البوار  

في الصورة أعلاه بلطجية بلباس مدني يقفون خلف نقيب في أمن الدولة المصري أستعدادا لتنفيذ أوامره وفي يد أحدهم بلطة (فأس)  

10 أكتوبر، 2018

مجزرة البقدونس .....حرف اللغة القاتل

 تمر هذه الإيام ذكرى مجزرة البقدونس 

مجزرة البقدونس (بالإسبانية: el corte) (بالفرنسية: Massacre du Persil) حادثة قتل جماعي وقعت في شهر أكتوبر عام 1937 ضد الهايتيين الذين يعيشون في الحدود الشمالية الغربية لجمهورية الدومينيكان، وفي أجزاء من منطقة سيباو المجاورة. جاءت قوات الجيش الدومينيكاني من مناطق مختلفة في البلاد، ونفذت المجزرة بناء على أوامر من الديكتاتور الدومينيكاني رافائيل تروخيو.


لم يذكر كتاب الوكيبيديا سبب تسميتها بمجزرة البقدونس يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الديكتاتور تروخيو ولكي يتأكد من الذين سيقتلون هم من الهايتيين حصرا وليس غيرهم لجأ إلى اللغة حيث أمر جنوده بأن يطلبوا من كل هاييتي أن ينطق كلمة Perejil وتعني بقدونس باللغة الهاييتية و سبب إختياره للكلمة أن فيها حرف الراء.  لا يستطيع الهاييتي الأصلي لفظ حرف الراء وانما يلفظه واوا فكلمة Perejil والتي تلفظ على نحو (بيريجل) يلفظها الهاييتي على نحو (بوجيل)

قدر المؤرخ برناردو فيغا عدد قتلى المجزرة بحوالي 35,000 قتيل

27 سبتمبر، 2018

ألمانيا... في الشتاء ضيعنا الفحم

 لا أدري لماذا تصر مستشارة ألمانيا الاتحادية السيدة أنجيلا ميركل


ان مشروع الغاز الضخم مع روسيا هو مشروع تجاري بحت ولا ينطوي على إية تبعات سياسية في ظل تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا مصدر موثوق لطاقة الغاز لأوروبا بأسرها.


خط الأنابيب الجديد بقيمة 11 مليار دولار لنقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق يسمى نورد ستريم 2 والذي بدأ العمل به عام 2013
وفور اكتمال المشروع فأن الغاز الروسي سيرفد ألمانيا بحوالي 60-70% من أحتياجات الطاقة

وكنت أحسب أنهم يدرسون في الجامعات أن هناك رابطة وثيقة بين الإقتصاد والسياسة و ما تفعله ألمانيا في أعتقادي الشخصي هو أرتهان أقتصادي خطير لروسيا

مصادر الطاقة في ألمانيا بحسب العام الماضي 2017 يمكن تقسيمها على النحو التالي
35% نفط خام
25% فحم
20% غاز
20% طاقة نووية

نحن نعرف جيدا مشاكل روسيا مع أوكرانيا والتي تحاول جاهدة ومن عام 2012 الأنظمام لحلف الناتو وهو الحلف العسكري الغريم لحلف وارسو
أوكرانيا والتي تغلل فيها الوجود الأمريكي من نهاية التسعينيات الميلادية لن تتوانى عن نصرة أوكرانيا ليس حبا بها ولكن تريد أن يكون حلف الناتو في تماس مباشر مع روسيا وهذا الذي- أن حصل- فتفسره روسيا على أنه تهديد للكيان الروسي مما سيشعل حربا لا يعرف مداها

في تحليلي الشخصي أن ألمانيا أرتكبت خطأ أقتصاديا كبيرا في مسارين متلازمين:
المسار الأول وهو رفع أعتماديتها العالية جدا على الغاز الروسي وكان الأحرى لو أنها قللت الأعتماد على غاز روسيا ليكون بنسبة معقولة يمكن تعويضها في حال تعثرت أمدادات الغاز الروسي لأسباب سياسية-أقتصادية
والمسار الثاني هو أتجاه ألمانيا وبالتدريج إلى إغلاق مناجم الفحم العملاقة وهناك خفض واضح لعدد المفاعلات النووية المخصصة لإنتاج الطاقة
أن خط الغاز الروسي العابر لألمانيا سيكون له تكلفة سياسية عالية جدا ويبدوا لي أن ألمانيا و مستشارتها العتيدة غاب عنهم ذلك فهل يأتي يوما فنقول فيه "في الشتاء ضيعنا الفحم" على غرار مثلنا العربي "في الصيف ضيعت اللبن"
تصبحون على الف خير

 

18 سبتمبر، 2018

وأد البنات عند العرب بين الحقيقة والوهم

 



لاشك أنها (وأد) البنات كان من أبشع العادات عند العرب وكان وأدهن حقيقة واقعة يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن عادة وأد البنات كانت تمارسهما بطنان معروفان من بطون العرب أحدهما في (بني تميم) والأخرى في  (بني أسد) وهما ولا شك بطنان من أكبر بطون العرب من مجموع أكثر من 400 بطن من قبائل العرب آنذاك بل وبحسب العطيات أخذ نفر من (قريش) يقلدون هذه العادة المقيتة لتأتي آيات القرآن الكريم لتحرم وتجرم هذا الفعل الشنيع وبما فيه من أزهاق لأرواح بريئة طاهرة قال تعالى في سورة التكوير8-9 (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت)
ويعتقد الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن وأد البنات في الجاهلية لم يكن بدافع الكراهية ولكن كان بدافع الحفاظ على سلامة الاعراض وصيانة الشرف وحمايته من التدنيس. أما قول الأستاذ الدكتور مرزوق بن تنباك في كتابه (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم) وقوله أن عادة وأد البنات (وهـمٌ تاريخي وكذبة لـفّـقـها رواة من العصر الجاهلي)  وأن المقصود بالمؤودة أنما هو مولود (الزنا) سواء كان ذكرا أو أنثى .
أقول لاشك أن الأستاذ الدكتور بن تنباك قد أبتعد كثيرا عن الصواب بقوله وزعمه هذا لانه من الثابت أن من عادات العرب في جاهليتهم أن الرجل أذا وضعت زوجته يأتيه البشير فأما أن يبشره بمولود (ذكر) فينطلق بين القوم جذلا مسرورا أو يبشره بمولود (أنثى) فيغضب ويسّود وجهه ويختفى (يتوارى) من مقابلة قومه  قال تعال في ىسورة النحل 58-59 (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم  * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) . 
وختاما أقول متسائلا ، وهل غاب على أستاذ اللغة والأدب بن تنباك أن مفهوم (البشارة) أنما يكون لولد الفراش (الشرعي) سواء كان ذكرا أو أنثى وليس لمولود (الزنا) كما توهّم الأستاذ حفظه الله.