08 مايو، 2016

ودي و خاوة

(الودْي) و (الخاوة) هي نوعان من الضريبة فرضتها الدولة
العثمانية ولقرون على  كاهل العرب في شبه الجزيرة
العربية يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الدولة العثمانية (تنسب الى عثمان السلجوقي من قبيلة سلجوق من هضبة الأناضول في تركيا وليس لهم علاقة بسيدنا عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث) فرضت أشكالا من الضرائب وكان الباعث منها جمع الأموال لرفد خزانة الدولة.
قلت وكانت هذه الضرائب تجمع وبشكل منتظم عن طريق ولاة الدولة العثمانية  وشيوخ القبائل (باشوات) وأشراف الحجاز ولم يسلم منها حتى عرب البادية الرحل
يقول العطيّات أن الدولة العثمانية ما كانت لترضى بمفهوم الزكاة  العادل لقلة مردوده بينما (الودْي) قيمته تعادل قيمة تقريبا خمسة أضعاف قيمة الزكاة وقيمة (الخاوة) تعادل حوالي 15 ضعفا ، ولقد ذهب جزءا كبيرا من هذه الضرائب في بناء قصور سلاطين بني عثمان الفارهة وبذخ الحريم- كان لكل سلطان حريم لكل واحدة بيتا وقد يتجاوز عددهن العشرات - وحجة الدولة العثمانية أن ذلك ثمن توفير الحماية لهم !!!!.
يقول العطيّات (ودْي) و (خاوة) هي الفاظ (عثمانية) وجدت طريقها لموروث العرب سواء كانوا بدوا رحلا أو يقيمون في الحواضر الزراعية ووردت بنفس المعنى في أشعارهم  القديمة
قال غالب بن حطاب (الشمري) (من أهل الجوف):
ومن عقب ما (نادي) الخلايق (ودينا) ... اليوم لو ياتي سفيه (ودانا
قوله (نادي) أي نأخذ (الودْي) اي الضريبة
(ودينا) ، (ودانا) أرغمونا على دفع (الودْي)
قلت هذا البيت من قصيدة قالها غالب حينما كان هو ووالده حطاب في سجن بن رشيد أمير الجبل (أمارة حائل) وكان رأي الشاب غالب أن يبادروا بقتل الأمير عبيد بن رشيد (الشمري) (1863-1796) ومن معه بمجرد وصولهم منطقة الجوف لقناعته أن مجيئهم أنما هي من المكيدة والغدر غير أن والده حطاب نهاه وقال له... يا ولدي تبقى على السنة العرب يقولون قتلوا ضيوفهم .... فصدقت نبؤة غالب فبقيا مسجونان حتى ماتا

قال غالب معاتبا أباه وهما في السجن :
اشوف تمر الكسب عندي طريفه ... من عقب ما نأكل مذانب حلانا
وانا اشهد أن عـبيد جانا بحيفـه  .... وأنا أشهد أنه سلطة من سمانا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفه ...أنته تقول أهناك وأنا أقول هــانـا
واليوم يا حــــطاب ما به حسيفه...  هذا جـــزى ما تستحـقـه لحانا

قوله (الكسب) : التمر الرديء ، (مذانب) : هي التمرة التي نضج طرفها (ذنبها) فتكون أطيب التمر ، (حلانا) أي من نخيل الحلوة التي أشتهرت بها الجوف (حلوة الجوف) ، (حيفة) : مكر ، قوله أهناك أي هناك وهو رأي والده الذي أقنع غالب بالنزول من المنطار (السقيفة)  لمقابلة عبيد بن رشيد ومن جاء معه وقوله هانا أي هنا بمعنى ننتظرهم هنا حتى يقدموا علينا فنفتك بهم (حسيفة)  الأسف والحسرة.
أما شايع الأمسح الرمالي الشمري وفي قصيدة قديمة يذكر فيها أصول شمر فيصف قبيلة شمر بأنها لا تدفع الودي
أنا من أهل الجبلين ومن روس شمر ... عن (الودْي) عاصي ماعلي حكام
 وقال رميح الخمشي العنزي في حق الجار:
عاداتنا نحميه من صولة القوم  ...  ولاخير باللي يدفع (الودْي) جاره
 أما شاعر نجد الكبير محمد بن عبدالله القاضي فيصف ديار آل سعود الكرام بأنها كانت لا تسوق الخاوة لأي كان وقال في ذلك:
دار النّدى دار السعّد والشكّاله .... ماساقت (الخاوة) للأول ولا التالِ

06 مايو، 2016

قتل ذوي القربى من الذكور

ذو القربى هم أقرباء الأنسان ممن تربطه به وشائج الدم والنسب ولعل قتلهم بدون ذنب أقترفوه هو من أشنع الأفعال.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن قتل الأقرباء  لم يكن من عادات العرب حتى في أيام الجاهلية .
ولكن قتل ذوي القربى وخصوصا (الذكور) كانت عادة متأصلة وممارسة بشكل كبير في قبيلة (سلجوق) وهي قبيلة تقيم في هضبة الأناضول ومنها أنحدر (عثمان) السلجوقي ويطلق على فترة حكمهم بالسلطنة العثمانية (وليس لهم علاقة بسيدنا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه).
ولقد أعتاد (السلاجقة) وقبل دخولهم الأسلام أن يعمد شيخ القبيلة وفور توليه زمام أمارة القبيلة بقتل جميع (الذكور) في دائرته وقد يبدأ بقتل أولاده الكبار ثم من يليهم من أقاربه وفي أحيان كثيرة يشمل القتل أطفالا (ذكورا) صغارا ، قلت أنما يفعل ذلك مخافة أن ينازعوه أمر القبيلة وليستقيم له الأمر بعد قتلهم ، ويتم القتل عادة بأستعمال حبل قصير وقوي يقال أنه من الحرير ويشد على الرقبة حتى الموت.
يقول العطيات وبالرغم من أن قبيلة (السلاجقة) دخلوا في دين الأسلام  وأصبح منهم سلاطين كثر في الدولة العثمانية والتي حكمت العالم الأسلامي قرابة 500 عام الا أن عادتهم المقيته هذه ظلت باقية وكانوا يمارسونها - بدم بارد - في الوقت الذي كانوا يقيمون فيه شعائر الأسلام من صلاة وزكاة وحج لبيت الله وبناء المساجد حتى وصلت المساجد في عصرهم إلى فيينا (عاصمة النسما).
يقول العطيات أن هناك عادة مشابهه نجدها في مملكة الأسود حيث يعمد الأسد الذي يستولي على العرين بقتل الأشبال (الذكور) لكي يكون العرين له وحده ...

في المقطع التالي يقوم الأمير سليم  بالاشراف على تنفيذ قتل شقيقه الأمير بايزيد وأطفاله (الذكور) الأربعة  بعد صدور فرمانا (أمر سلطاني) من السلطان سليمان القانوني بذلك.
وكان السلطان سليمان القانوني قبلها بفترة وجيزة قد أمر بقتل ولده الأكبر مصطفى (ولي عهده) بحضرته فخنق حتى مات.
https://www.youtube.com/watch?v=fjX4hsF8V_4 





02 مايو، 2016

الكوس

أعتمدت المراكب الخليجية التي تبحر من ضفاف الخليج باتجاه بلاد الهند والسند على رياح قوية وطيبة هي رياح (الكوس
قلت وهي رياح تهب من الجهة الجنوبية-الغربية في ثلاث فترات في العام . ولقد ذكر البحار العربي المشهور أحمد بن ماجد في كتابه (السفالية) مواعيد هبوب رياح (الكوس) وعليه يتحرى النواخذه (ربابنة السفن) موسم هبوب رياح الكوس حتى أذا هبت هبوبها يأمرون بدفع المراكب والسفن لتمخر عباب الخليج لتصل الى غايتها فهم كما يقولون (ريح طيبة ورب كريم)  ففي ذلك الوقت لم يخترع الأنسان المحركات يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن لفظة (الكوس) لازالت ترد في بعض أوصاف واشعار بلدان الخليج وكثير من جيل الشباب قد لا يعرفون عنها شيئا الا بسؤال الأجداد فأذا وصف رجلا ما بأنه مثل (الكوس) فهو يماثل قولنا فلان (هبيب ريح) ، وعليه فليس غريبا أن يصف شاعر سلطنة عمان السلطان قابوس بن سعيد بأنه مثل  رياح (الكوس). ويعتقد العطيات أن لفظة الكوس هي فارسية محرفة عن (كوش) بنفس المعنى.

يقول الشاعـر السلطاني فـيصل الفارسي :
نـفـزّ فـي وســط الميادين فـزة ..... 

                                 مـع هـبة الغربي ومع هـبة الكوس
والرمح في كـبد المعادي نرزه ... 

                              تحت أمر مولانا على الجمر بندوس
 

أما الشاعر منصور بن حسين فأن هبوب (الكوس) يثير فيه الكثير من الشجون ويحرك الوجدان فنجده يقول :
لي ذعذعت هبوب هوى الكوس .... يا بن حمـد سوّت لي اهواس
أون كـَنّـي شــخص مـــلـبـوس ....عليــه يـــوم الـنّــاس نـعّـــاس

 

أما الشاعر سلطان بن غيفان ففي هبوبها بشارة طيبة
هب واضرب يا هوى الكوس .. هات لي من صاحبي بشاره
لي خويّك سابر الغــــــــوص .. عـــلى هـيــر زين مــحـاره
با جـــيـــب ربــوع وخـموس .. مــن فـضـل مولاي واقداره

 قلت و (الهير) هو مكمن محار اللؤلؤ والجمع (هيران) والكلمة فارسية
 

وأما آخر فيرى في هبوب (الكوس) سلوى للنفس الشجية :
يوم القمر نـوره علينـا يطلـي ... والـنوم ذالت بـه جميـع الخلوقـي
والكوس نسماته نسيـم يسلـي ... يسلى به القلب الصويب الشفوقي

 

أما شاعر الأمارات الكبير معالي الشيخ  الدكتور مانع بن سعيد العتيبه فهو يتمنى أن تهب هبوب رياح (الكوس) و تحمل أشواقه وتمضي بها سريعا وبأقصر الطرق حيث ديار المحبوب
يا الكـوس يالمطلّي قـم شلّـي .... وانـــتـه لــي المـنـدوب
وانصا ديار لخلّي ، لا تزلّـي ... واقــطـع قصـيـر دروب
 



  



14 أبريل، 2016

عرق النسا عند اليهود

عِرق النسا في العبرية أسمه (جيد هناشيه)  أنظر كتابة المصطلح وتلفظ الجيم العبرية كما الجيم المصرية.
وعِرق النسا (والصواب عصب النسا) هو عصب يمتد من الفخذ حتى الركبة في الحيوان وحسب الشريعة اليهودية يحرم أكل لحم الذبيحة مادام فيها ذلك العصب.
وعليه فقد جرت العادة أن يقضي الجزار اليهودي وقتا طويلا في تقصّي ذلك العِرق (العصب) حتى يستأصله تماما وعندها فقط يحل لحم الذبيحة سواء كانت بقرة أو ماعزا أو خروفا.
قلت أنما يفعلون ذلك أحياءا لذكرى أباهم  (يعقوب) عليه السلام وصراعه مع الرجل الذي فتك بيعقوب واسقطه أرضا بعدما خلع وركه (فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعة معه) (سفر التكوين 32:25).
والمعروف أن الدجاج ليس فيه هذا العرق غير أن جماعات يهودية متشددة ترى بوجود هذا العرق حتى في الدجاج
نجد في الصورة الأولى حاخام يهودي يشرح لمجموعة من الرجال كيف يتم تتبع عِرق النسا وأزالته
أما الصورة الثانية فهي صورة مقربة لمنشا عِرق النسا في أعلى الفخذ في البقرة
الصورة الثالثة أزالة عرق النسا!!! من الدجاج تحت أشراف الحاخام 






13 فبراير، 2016

أنما النصارى ...أخوة


أنه  اللقاء الأول منذ قرابة 1000 سنة بين رأس الكنيسة الكاثوليكية (الغربية) بابا الفاتيكان (فرنسيس) والبطريرك (كيريل) وهو بطريرك أكبر الكنائس الارثوذكسية (الشرقية) منذ الانفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية عام 1054.
الكنيسة الروسية هي كنيسة ارثوذكسية (السراط المستقيم)  يتبعها أكثر من 130 مليون ( من أصل 250 مليوناً حول العالم) . وبعد المعانقة قال البابا : "التقينا أخيراً، نحن اخوة. واضح انها ارادة الله". وردّ البطريرك كيريل: "الأمور أوضح الآن".
أنفصال الكنيسة الشرقية (القسطنطينية) عن الغربية (الرومانية):
يقول المتبصر الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الكثيرين من مؤرخي المسيحية عزوا ان الأنفصال بين الكنيستين حدث عام 1054
في أثناء الأجتماع الكنسي الكبير والذي حضره أكثر من 600 من (الآباء) وأن الباعث وراء الأنقسام الخطير هو أعتراض الكنيسية (الشرقية) على تقديس البابا (ليو التاسع) لأنهم يعتبرونه مجرد (زنديقا) لأنه الغى مفهموم (العفة الدينية) والتي تلزم رجال الدين في المسيحية بالتبتل وترك الزواج. انظر الاستدراك والذي يبين السبب الحقيقي خلف الإنقسام 
القديس ليو التاسع ( 1002 -1054) كان قبل تنصيبه يحمل أسم النبيل (برونو هوخ) وكان من نبلاء فرنسا كوالده ولد عام 1002 في أقشيم  في منطقة (الساس) في شمال فرنسا  وهو  أيضا أبن عّم الأمبراطور كونراد الثاني (1024–1039)  ، ترقى (ليو ) في المناصب الكنسية من كانونا (مرتل كنسي) وصولا الى درجة مطران عام (1025) ولعل وصوله لهذا المنصب -وبحسب العطيات - قدم خدمات جليلة لأبن عمه الأمبراطور وللأمبراطور هنري الثالث. بعد وفاة البابا الجرماني دمسيوس الثاني (1048) تم ترشيح (ليو) ليخلفه في منصب البابويه . وفور أستلامه منصب البابويه منع  البابا ليو التاسع السيمونية  وهي شراء المناصب الكنسية و الغى أيضا مبدأ (العفة الدينية) وهي التبتل وترك الزواج لرجال الدين.  
الكنيسية (الغربية) تحتفي وتحتفل بذكرى القديس ليو التاسع  وذلك في 29 أبريل من كل عام.