(الودْي) و (الخاوة) هي نوعان من الضريبة فرضتها الدولة
العثمانية ولقرون على كاهل العرب في شبه الجزيرة
العربية يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الدولة العثمانية (تنسب الى عثمان السلجوقي من قبيلة سلجوق من هضبة الأناضول في تركيا وليس لهم علاقة بسيدنا عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث) فرضت أشكالا من الضرائب وكان الباعث منها جمع الأموال لرفد خزانة الدولة.
قلت وكانت هذه الضرائب تجمع وبشكل منتظم عن طريق ولاة الدولة العثمانية وشيوخ القبائل (باشوات) وأشراف الحجاز ولم يسلم منها حتى عرب البادية الرحل
يقول العطيّات أن الدولة العثمانية ما كانت لترضى بمفهوم الزكاة العادل لقلة مردوده بينما (الودْي) قيمته تعادل قيمة تقريبا خمسة أضعاف قيمة الزكاة وقيمة (الخاوة) تعادل حوالي 15 ضعفا ، ولقد ذهب جزءا كبيرا من هذه الضرائب في بناء قصور سلاطين بني عثمان الفارهة وبذخ الحريم- كان لكل سلطان حريم لكل واحدة بيتا وقد يتجاوز عددهن العشرات - وحجة الدولة العثمانية أن ذلك ثمن توفير الحماية لهم !!!!.
يقول العطيّات (ودْي) و (خاوة) هي الفاظ (عثمانية) وجدت طريقها لموروث العرب سواء كانوا بدوا رحلا أو يقيمون في الحواضر الزراعية ووردت بنفس المعنى في أشعارهم القديمة
قال غالب بن حطاب (الشمري) (من أهل الجوف):
ومن عقب ما (نادي) الخلايق (ودينا) ... اليوم لو ياتي سفيه (ودانا)
قوله (نادي) أي نأخذ (الودْي) اي الضريبة
(ودينا) ، (ودانا) أرغمونا على دفع (الودْي)
قلت هذا البيت من قصيدة قالها غالب حينما كان هو ووالده حطاب في سجن بن رشيد أمير الجبل (أمارة حائل) وكان رأي الشاب غالب أن يبادروا بقتل الأمير عبيد بن رشيد (الشمري) (1863-1796) ومن معه بمجرد وصولهم منطقة الجوف لقناعته أن مجيئهم أنما هي من المكيدة والغدر غير أن والده حطاب نهاه وقال له... يا ولدي تبقى على السنة العرب يقولون قتلوا ضيوفهم .... فصدقت نبؤة غالب فبقيا مسجونان حتى ماتا
قال غالب معاتبا أباه وهما في السجن :
اشوف تمر الكسب عندي طريفه ... من عقب ما نأكل مذانب حلانا
وانا اشهد أن عـبيد جانا بحيفـه .... وأنا أشهد أنه سلطة من سمانا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفه ...أنته تقول أهناك وأنا أقول هــانـا
واليوم يا حــــطاب ما به حسيفه... هذا جـــزى ما تستحـقـه لحانا
قوله (الكسب) : التمر الرديء ، (مذانب) : هي التمرة التي نضج طرفها (ذنبها) فتكون أطيب التمر ، (حلانا) أي من نخيل الحلوة التي أشتهرت بها الجوف (حلوة الجوف) ، (حيفة) : مكر ، قوله أهناك أي هناك وهو رأي والده الذي أقنع غالب بالنزول من المنطار (السقيفة) لمقابلة عبيد بن رشيد ومن جاء معه وقوله هانا أي هنا بمعنى ننتظرهم هنا حتى يقدموا علينا فنفتك بهم (حسيفة) الأسف والحسرة.
أما شايع الأمسح الرمالي الشمري وفي قصيدة قديمة يذكر فيها أصول شمر فيصف قبيلة شمر بأنها لا تدفع الودي
أنا من أهل الجبلين ومن روس شمر ... عن (الودْي) عاصي ماعلي حكام
وقال رميح الخمشي العنزي في حق الجار:
عاداتنا نحميه من صولة القوم ... ولاخير باللي يدفع (الودْي) جاره
أما شاعر نجد الكبير محمد بن عبدالله القاضي فيصف ديار آل سعود الكرام بأنها كانت لا تسوق الخاوة لأي كان وقال في ذلك:
دار النّدى دار السعّد والشكّاله .... ماساقت (الخاوة) للأول ولا التالِ
العثمانية ولقرون على كاهل العرب في شبه الجزيرة
العربية يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الدولة العثمانية (تنسب الى عثمان السلجوقي من قبيلة سلجوق من هضبة الأناضول في تركيا وليس لهم علاقة بسيدنا عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث) فرضت أشكالا من الضرائب وكان الباعث منها جمع الأموال لرفد خزانة الدولة.
قلت وكانت هذه الضرائب تجمع وبشكل منتظم عن طريق ولاة الدولة العثمانية وشيوخ القبائل (باشوات) وأشراف الحجاز ولم يسلم منها حتى عرب البادية الرحل
يقول العطيّات أن الدولة العثمانية ما كانت لترضى بمفهوم الزكاة العادل لقلة مردوده بينما (الودْي) قيمته تعادل قيمة تقريبا خمسة أضعاف قيمة الزكاة وقيمة (الخاوة) تعادل حوالي 15 ضعفا ، ولقد ذهب جزءا كبيرا من هذه الضرائب في بناء قصور سلاطين بني عثمان الفارهة وبذخ الحريم- كان لكل سلطان حريم لكل واحدة بيتا وقد يتجاوز عددهن العشرات - وحجة الدولة العثمانية أن ذلك ثمن توفير الحماية لهم !!!!.
يقول العطيّات (ودْي) و (خاوة) هي الفاظ (عثمانية) وجدت طريقها لموروث العرب سواء كانوا بدوا رحلا أو يقيمون في الحواضر الزراعية ووردت بنفس المعنى في أشعارهم القديمة
قال غالب بن حطاب (الشمري) (من أهل الجوف):
ومن عقب ما (نادي) الخلايق (ودينا) ... اليوم لو ياتي سفيه (ودانا)
قوله (نادي) أي نأخذ (الودْي) اي الضريبة
(ودينا) ، (ودانا) أرغمونا على دفع (الودْي)
قلت هذا البيت من قصيدة قالها غالب حينما كان هو ووالده حطاب في سجن بن رشيد أمير الجبل (أمارة حائل) وكان رأي الشاب غالب أن يبادروا بقتل الأمير عبيد بن رشيد (الشمري) (1863-1796) ومن معه بمجرد وصولهم منطقة الجوف لقناعته أن مجيئهم أنما هي من المكيدة والغدر غير أن والده حطاب نهاه وقال له... يا ولدي تبقى على السنة العرب يقولون قتلوا ضيوفهم .... فصدقت نبؤة غالب فبقيا مسجونان حتى ماتا
قال غالب معاتبا أباه وهما في السجن :
اشوف تمر الكسب عندي طريفه ... من عقب ما نأكل مذانب حلانا
وانا اشهد أن عـبيد جانا بحيفـه .... وأنا أشهد أنه سلطة من سمانا
ما طعت شوري يوم أنا بالسقيفه ...أنته تقول أهناك وأنا أقول هــانـا
واليوم يا حــــطاب ما به حسيفه... هذا جـــزى ما تستحـقـه لحانا
قوله (الكسب) : التمر الرديء ، (مذانب) : هي التمرة التي نضج طرفها (ذنبها) فتكون أطيب التمر ، (حلانا) أي من نخيل الحلوة التي أشتهرت بها الجوف (حلوة الجوف) ، (حيفة) : مكر ، قوله أهناك أي هناك وهو رأي والده الذي أقنع غالب بالنزول من المنطار (السقيفة) لمقابلة عبيد بن رشيد ومن جاء معه وقوله هانا أي هنا بمعنى ننتظرهم هنا حتى يقدموا علينا فنفتك بهم (حسيفة) الأسف والحسرة.
أما شايع الأمسح الرمالي الشمري وفي قصيدة قديمة يذكر فيها أصول شمر فيصف قبيلة شمر بأنها لا تدفع الودي
أنا من أهل الجبلين ومن روس شمر ... عن (الودْي) عاصي ماعلي حكام
وقال رميح الخمشي العنزي في حق الجار:
عاداتنا نحميه من صولة القوم ... ولاخير باللي يدفع (الودْي) جاره
أما شاعر نجد الكبير محمد بن عبدالله القاضي فيصف ديار آل سعود الكرام بأنها كانت لا تسوق الخاوة لأي كان وقال في ذلك:
دار النّدى دار السعّد والشكّاله .... ماساقت (الخاوة) للأول ولا التالِ