05 مايو، 2014

دونق فنغ سان

إعصار الشرق 3 (دونق فنغ سان
  Dong Feng-3 ومختصره (DF-3)
صاروخ صيني قذائفي (بالستي) متوسط المدى تم الشروع بأنتاجه في الصين عام 1956 ميلادي وتم تطويره طوال السنين حتى وصل إلى نسخته الحالية ويبلغ طول الصاروخ 24 مترا وعرضه قرابة متران ونصف ووزنه 65 طن وينطلق الصاروخ في غضون 300 ثانية ويصل مداه  3500 كيلو مترا والصاروخ قادر على حمل رؤوس ذرية وله قدرة تدمير هائلة ولمساحة شاسعة ولقد ظهر أثنان من هذه الصواريخ في المناورة العسكرية السعودية "سيف عبدالله" قبل أسبوع .
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن ظهور هذه الصواريخ في العرض العسكري وفي هذا التوقيت بالذات له دلالاته الواضحة وهي رسالة بالغة الوضوح للعدو والصديق على حد سواء ورسالة ردع واضحة فمن ذا الذي يريد أن تُطلق على بلده وشعبه هذه الأعاصير التي لاتبقي ولا تذر.

 صاروخ من نوع إعصار الشرق 3 قبل أطلاقه



 صاروخان من نوع إعصار الشرق 3 كما ظهرا في مناورة "سيف عبدالله"


فائدة لغوية
الصويرة التي تعبر عن الإعصار (الريح القوية) هي واحدة في اللغتين الصينية واليابانية ولكن اللفظ مختلف تماما ففي اللغّة الصينية تلفظ الصويرة على نحو (فنغ) أما في اليابانية فتلفظ على نحو (كازي)  أنظر تدوينة (كامي-كازي)

24 أبريل، 2014

خربوش

في سالف الزمن كان أبناء البادية يعيشون في بيوت الشعر ويختلف حجم بيت الشعر بحسب موقع صاحبه في القبيلة فنجد أكبرها البيت (المسوبع) وهو أضخم بيوت الشعر على الأطلاق ويقوم على سبعة أعمدة وهذا يكون لوجهاء القبيلة والموسرين منها ، على أن أشيع بيوت الشعر في البادية هو (المثولث) ويقوم على ثلاثة أعمدة أما الفقراء فبيوت شعرهم تتراوح من القطبة وأردئها وأصغرها على الأطلاق بيت شعر يسمونه (الخربوش) والجمع (خرابيش
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أصل كلمة (خربوش) هي فارسية وتعني الخباء المتهالك وهو وصف دقيق لهذه البيوت.
المعروف ان المحبة الحقيقية (الصادقة) تُسقط (بضم التاء) كل الحواجز الأجتماعية مهما كانت كبيرة وحتى مستحيلة ويبدو لي أن شاعرنا  كما يظهرقد وقع في محبة فتاة تعيش في أحد هذه الخرابيش يقول شاعرنا:
تـدلـل يــاراعــــــــــــي (الـخربوش) ... تــــــدلـل يا بـعـد عـيـني
تـــرى المحــبة ما تـنشرى بــقــروش ... لا هـي تجارة ولا ديـني


 

23 أبريل، 2014

ترميش - رامش - مرمش

الترميش مصطلح أقتصادي عامي ظهر في المملكة قبل ثلاثة سنوات وفيه يتم ترميش (بيع) السيارة بضعف سعرها الحقيقي ويقبض الرامش (البائع) مقدما ماليا ثم يتعهد المرمش (المشتري) بسداد بقية القيمة في فترة تترواح مابين 3-6 أشهر وحينما يتم البيع يقوم المرمش ببيع السيارة وعلى الفور بنصف أو ربع قيمتها السوقية (الحقيقة) وبذلك توفر للمرمش سيولة مالية
يقول الباحث الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن مصطلح (الترميش) ومفرداته تعود ألى موظف حكومي في مدينة (تبوك) لقبه  "أبو رمش" أبتدع هذه الطريقة ليحصل بها على سيولة سريعة وكان في بداية الأمر يقتصر الترميش على سيارات بقيمة لا تزيد عن 50 الف ريال ولكن وبعد الأقبال الشديد عليه من قبل المواطنين توسع في الترميش ليشمل السيارات والمعدات الباهضة الثمن وصولا إلى العقار.وبعد تتبع وملاحقه أستطاعت السلطات السعودية الأسبوع الماضي من القبض على أفراد يعملون تحت أمرة وتوجيه (أبو رمش) في مدينة العُلا (بضم الميم) أما هو فلا يزال فارا من وجه العدالة ومطالب بمبالغ مالية بملايين الريالات.

04 أبريل، 2014

أكادير-أغادير


تقع مدينة أغادير المغربية وأسمها القديم (تشلحيت) نسبة إلى أسم القبيلة الأمازيغية الكبيرة التي كانت تسكنها 
وتقع أغادير على شاطئ المحيط الأطلسي ، بالقرب من سفح جبال الأطلس ، الى الشمال مباشرة من النقطة التي يتدفق فيها نهر السوس إلى المحيط.

 وكان أول ذكر للعلاقة بين (تشلحيت) وفرنسا في نهاية القرن 16 الميلادي حيث أرسل السلطان إسماعيل بن الشريف ابن النصر (1672-1727) سفيرا له مقيما في فرنسا هو حجّي محمد تميم وحيث كان يحكم فرنسا آنذاك الملك لويس الرابع عشر (لويس العظيم أو (الملك الشمس) (le Roi-Soleil).
وفي بداية القرن 17 الميلادي قامت قبيلة تشلحيت (أو قبيلة الشلحة كما وردت في كتب العرب القديمة) ببناء مستودع (مخزن) ضخم على رأس جبل كبير يطل على القرية ليكون لجميع الأهالي يخزنون فيه الفائض من الحبوب والأمتعة وحتى الأشياء الثمينة والمستودع مقسم إلى غُريفات بأحجام مختلفة والمستودع يقوم بحراسته رجال أشداء ويتقاضون أجورهم من الأهالي.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أسم (اكادير) هو الأسم الذي يطلقه القبائل الأمازيغية (البربرية) على مستودع (مخزن) ضخم يبنى على رؤوس الجبال الشاهقة ويستعمله الأمازيغ (البربر) لحفظ الحبوب وحتى أدوات الزراعة وكل شيء ثمين ولكل عائلة غرفتها الخاصة به حيث تضع محصولها ويقوم على حراسته ليل ونهارا حراس شداد يتناوبون على ذلك طبعا مقابل أجر جيد ويكتب أسم المخزن (اكادير) باللغة الأمازية على النحو (أنظر الصورة المرفقة) وعليه فقد تحول أسم المنطقة من أسم القبيلة (تشلحيت) (أو الشلحة) إلى أسم (اكادير) وتكتب أيضا في الكتب العربية (أغادير). 
قلت وتعتبر مدينة (أغادير) سابع أكبر تجمع سكاني في المغرب بعد الدار البيضاء والرباط و فاس ومراكش و مكناس ، وطنجة. 
زلزال أغادير الشهير: 
في منتصف ليلة 29 فبراير 1960 ضرب أغادير زلزال بقوة ستة درجات على مقياس ريختر لقياس الزلازل وبالرغم من أن الزلزال لم يستمر لأكثر من 15 ثانية فقط الا أنه دمّر 40000 منزل وتسبب في مقتل أكثر من 15000 نسمة ودمر المدينة بكاملها. 
ولقد وقف الملك محمد الخامس على فاجعة أغادير وقال قولته المشهورة  «لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بنائها موكول بأذن الله على إرادتنا وعزيمتنا». ووجه على الفور ببناء أغادير الجديدة والتي تقع حوالي 4 كم إلى جنوب المدينة القديمة.
وتعتبر أغادير الحديثة من أجمل مدن المغرب حيث الشوارع الفسيحة وأبنيتها الحديثة وتنشط فيها شتى أنواع السياحة البحرية والبرية وفيها مطار "المسيرة" الأقليمي


09 مارس، 2014

االادارة..... بين بيضة القبان و القيادة الآمنة

كوني طبيب جعلني اراقب ومنذ سنوات طويلة مشهدنا الصحي.


ومما أدركته أن بعضا من المستشفيات والمنشئات الصحية خرجت عن الطريق لتدخل نفسها في نفق أوله نور وأخره ظلام دامس.


فهذه المستشفيات وبعضها منشئات طبية مرجعية عملاقة سمحت بنشوء حالة "بيضة القبان" وأعني به مديرا طبيا كان أو أداريا وضعت فيه كامل ثقتها ومنحته دعمها اللامحدود واعطته أو أعطى لنفسه صلاحيات -تكون لاحقة- تؤدي إلى الحاق الضرر بالمنشأة على المدى الطويل.


بل أنه وفي بعضها نجد مراكز واقسام طبية وأداريه أوكل أمرها لأفراد حتى تحولت وبمرور الوقت الى ما يشبه الممتلكات الشخصية لذلك المدير أو ذاك الطبيب ، يدخل فيها من يشاء ويمنعها عمن يشاء.


وقد يكون ذاك المدير او الطبيب هو بالفعل أهلا لها ومشهود له بالكفاءة لكن ذلك كله بالنسبة لي لا يغني عن الحق شيئا.


فالحق هو أن تقوم المستشفيات وادارتها ببناء أنظمة ادارية جيدة تضع حلولا للمشاكل المحتملة وبذلك من يسير الادارة هو وجود "الأنظمة" وليس "الأفراد" والذين يكون دورهم هو دور القيم عليها والمنفذ لها.


قلت ولعل ذلك كان ديدن الدكتور جون فراير وعبقري الأعمال الأمريكي جاك ميزي حينما وضعا سوية الأنظمة الطبية والأساسية لمستشفى الملك فيصل التخصصي فلم يتركا شاردة ولا واردة والأثنان من شركة المستشفيات الأمريكية
 Hospital Corporation of America


فجون فراير كان أول مدير تنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي فقد حرصا على أنه وحتى بعد انتهاء عقد بناء وتشغيل المستشفى  ولمدة عشر سنوات (1975-1985) فأن مقود الادارة سيتم تسليمها في نهاية العقد الى ادارة محلية وأن أداء الادارة العام سيبقى جيدا ولن تتأثر سلبا بدرجة كفاءة من يقودها. قلت ولعل هذا هو مفهوم "القيادة الآمنة" 

وبالفعل أستمر مستشفى الملك فيصل التخصصي بجودته ولعل من المفيد ذكره أن معالي الدكتور فهد العبدالجبار والذي غادر قسم النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك سعود ليتولى إدارة التعليم الطبي في التخصصي عام 1983 ثم وجد طريقه في سلم الادارة التنفيذية وصولا الى منصب المدير العام التنفيذي للتخصصي في الفترة ما بين (1985-1993) قلت أن معاليه عاصر السنوات الأخيرة لشركة المستشفيات الأمريكية وكان منفذا أمينا للسياسات والأجراءات  Policies and procedures  التي وضعها الدكتور جون فراير وأنه لم يتجاوز على جوهرها واطرها العامة. ويقول الدكتور العطيات أن معاليه نقل خبرته هذه لاحقا إلى الشؤون الصحية بالحرس الوطني حينما كان معاليه المدير العام التنفيذي لها في الفترة ما بين (2003-1994) فأحدث بذلك تحولا نوعيا في الشؤون الصحية بالحرس الوطني.  


قلت أن ذلك المفهوم الاداري  "القيادة الآمنة" والذي تحول وعلى مدى 4 عقود إلى ما يعرف اليوم في علم الادارة الحديث بمفهوم "الطيار الآلي" ، ذلك الطيار والذي يطير بألوف الطائرات كل يوم وبكل أمن وسلاسة وسلامة بل ان الكوارث الجوية الرهيبة حصلت حينما يتم التحول من "الطيار الآلي" الى "الطيار البشري".

أقول أنه اذا ربطت الادارات مصيرها ونجاحاتها بوجود "افراد" جيدين وليس بوجود "أنظمة" جيدة فان هذه الادارات قد تحقق نجاحات جيدة و لسنوات ولكن التراجع يكون مصيرها بخروج هؤلاء الأفراد من المشهد الإداري.


مثل تلك الادارات والتي اسميها "ادارة بيضة القبان" ولانها في الواقع الملموس ربطت مصائرها بافراد وهولاء الافراد حتى وان كانوا متميزين في أدائهم ، بمرور الوقت تصبح هذه الادارات أسيرة بأيديهم وقد يمارسون على اداراتهم العليا وحتى وزاراتهم بما اسميه "الابتزاز الخفي" فهم يوحون لهم ولمن حولهم ان وجودهم هو سر نجاح الإدارة والباعث لاستمرارها وان خروجهم ينذر بتعثر الإدارة وربما انهيارها.

السوء حقيقة لا يقف عند هذا بل يتعداه ليعكس صورة سلبية وقاتمة عن هذه الإدارات تؤدي إلى أحجام المتميزين سواء كانوا أطباء او اداريين عن الانضمام لهذا النوع من الادارات خوفا من سطوة وتحكم مدراءها المطلق.


وهكذا نوع من الادارات وبمرور الوقت يؤدي حتما الى مفاسد كثيرة منها إشاعة الشحناء والبغضاء بين افرادها وبالتالي تكون بيئة طاردة وغير صحية وقد يؤدي الى شيئا من الفساد المالي وحتى الأخلاقي وبدرجات متفاوتة.


أن تدوير المناصب الطبية والإدارية وخصوصا في مستوياتها المتوسطة والدنيا وفي ظل "أنظمة" جيدة هو الحل الجذري للقضاء على ظاهرة "بيضة القبان" لأن الجميع يتولون القيادة وبشكل تراتبي لأربع سنوات مثلا ثم يأتي الآخر وهكذا مما يشيع جوا جيدا من الألفة ويشعر الجميع بأهميتهم وأنهم -جميعا-على قدم المساواة .

وأسلوب تدوير المناصب هو أسلوب متبع في مستشفيات رائدة وحققت من خلاله بيئة جاذبة للمدراء والأطباء المتميزين مما انعكس على جودة الأداء.