وكانت الطامة الكبرى حينما نشرت مجلة (نيويورك تايمز) عام 1999 تقريرا جريئا وصادما مفاده أن حوالي 98000 (ثمانية وتسعون ألفا) أمريكي يموتون سنويا نتيجة أخطاء طبية فادحة يمكن منع حدوثها وبنسبة تصل إلى 100%.
ذلك التقرير الصادم والذي جعل من أمريكا على صفيح ساخن بين مصدق ومكذب فالطب الأمريكي والذي كان قبلها يعتبر الأفضل عالميا أنكشف وبان عواره.
واليوم ونحن في شهر نوفمبر من عام 2012 لا يزال النظام الصحي الأمريكي يواجه تحديات كبيرة فهناك 55 مليون أمريكي لا يتمتعون بأي تأمين صحي وهذا بدوره يؤدي إلى وفاة حوالي 40000 (40 ألف) أمريكي سنويا*
من قراءتي للمشهد الصحي الأمريكي ومنذ عام 1997 أستطيع القول أن النظام الصحي الأمريكي لم يوضع حتى الآن على المحك لنحكم على تماسكه وصموده وجودته فحتى كتابة هذه السطور لم يتعرض لجائحة وبائية تنتشر في ولاية أو أكثر لنرى هل يستطيع الصمود أمامها أم أنه سينهار أمام طوفان المرضى.
في تصوري أن النظام الصحي الأمريكي هو نظام صحي آيل للسقوط ومن الجولة الأولى مع جائحة وبائية متوسطة الشدة.
يقول لنا الطب الحديث أن معظم الجوائح ومنذ عام 1918 ميلادية والتي تجوب العالم هي تنفسية بامتياز وجميع المرضى يتوفون بسبب فشل في الجهاز التنفسي.
عدد سكان أمريكا حوالي 320 مليون نسمة وبحسب الأحصاء الصحي الحديث فهناك سريران أثنان لكل ألف أمريكي (2:1000) وعدد أسرة العناية المركزة فيها حوالي 15000 سريرا ونسبة أشغالها 85% ونسبة من يتلقون تنفس صناعي فيها حوالي 45%.
قلت هذا وضع أسرة العناية المركزة الأمريكية في الوضع الروتيني فكيف ستواجه الطلب العالي والحاد في حال الجوائح التنفسية حيث يدفع الوباء بعشرات الألوف من المرضى بالتدافع على المستشفيات من أجل العلاج حينها ستحتاج أمريكا إلى 4 أضعاف الأسرة ولا يقل عن 50-70 ألف جهاز تنفس صناعي للصمود أمام جولة الوباء الأولى.
وعليه أتمنى من مدراء الصحة والمسؤولين عنها في المملكة ودول الخليج أن لا يجعلوا من النظام الصحي الأمريكي قدوة لهم