26 مارس، 2013

لهذه الأسباب .... لن يسقط الأسد



تمر هذه الأيام من شهر مارس ذكري أندلاع الثورة الشعبية السورية وهي ثورة أشعلها تعذيب طالب سوري صغير في منطقة (درعا) السورية ومعه عددا من زملائه.

لم يكن يدرك الطالب معاوية الصياصنة المقيم في منطقة درعا البلد السورية الفقيرة والمهمشة أنه حينما كتب على أحد جدران مدرسة الأربعين (أجاك الدور يا دكتور) (أرحل يا بشار) ، و(يسقط النظام) في كناية للدكتور بشار الأسد الرئيس السوري وهو طبيب العيون أن كتاباته تلك الليلة (11 فبراير 2011) ستؤدي إلى أعتقاله ومعه الكثير من طلاب المدرسة وحيث تعرضوا للتعذيب الشديد من قبل السلطات والمخابرات السورية ذلك الأعتقال والتعذيب التعسفي الذي طال العشرات من الطلاب الأبرياء وحيث كان ذنبهم الوحيد أنهم زملاء للطالب معاوية.وكان خروج أول مظاهرة شعبية للمطالبة بأطلاق سراح الطلاب (الأطفال) المعتقلين بعدما فشلت وساطة الوجهاء والأعيان - هو يوم الجمعة الموافق 11 مارس (آذار) 2011، وانطلقت بعد صلاة الجمعة من ساحة الجامع العمري وبمرور الأيام توسعت رقعة الأحتجاجات وعلى مدى عام لتشمل معظم أرجاء البلاد السورية ما عدا العصمة دمشق.

يؤكد لنا المحللين العسكريين والذين تستضيفهم القنوات الفضائية صبح مساء أن سقوط نظام الأسد هو مسالة وقت لا أكثر وسردوا وأسهبوا في ذكر الحيثيات التي تدعم تحليلهم.


بالنسبة لي فأن نظام الأسد لن يسقد لأنه (نظام وظيفي) لا يملك من أمره شيء تدعمه وتمنعه من السقوط دول أقليمية لها ثقلها السياسي والعسكري وأني لأعجب كيف لا يأتي المحللون لهذه الخصيصة الفريدة للنظام السوري.
قلت هناك 4 دول وحزب أديلوجي لن يسمحوا بسقوط النظام ولكل دولة مبرراتها في دعم نظام الأسد
1-روسيا:
هي المستفيد الأول من بقاء النظام السوري الحالي فهو منحها - زمن حافظ الأسد الأب- موطأ قدم ثمين على البحر الأبيض المتوسط ومكن لها لتقيم قواعد عسكرية  ضخمة في الحميميم و طرطوس فأصبح حلف (وارسو) والذي كان يقوده الأتحاد السوفيتي (روسيا الآن) وجها لوجه مع حلف (الناتو) والذي تقوده أمريكا في صراع تقليدي على بسط النفوذ في العالم.
لقد شرعن حافظ الأسد الأب للوجود الروسي العسكري على الأرض الروسية بموجب عقد سياسي-عسكري يستمر 50 عاما قابل للتجديد.

قلت أن روسيا لن تفرط أبدا في هكذا نظام بل أنها ستستميت من أجل الدفاع عنه وعليه فأني أتوقع في الأشهر القادمة أن تقوم روسيا بحرب معلنة ضد الشعب السوري ولن تتورع أبدا في قتلهم بطائراتها ومدافعها ولن يرف لها جفن مادام ذلك يبقي على نظام الأسد.
2-إيران:
تسعى ايران ومنذ أنطلاقة الثورة الاسلامية على يد الخميني إلى الهيمنة السياسية على الجوار الأقليمي وعليه فأن بقاء نظام الأسد يصب في مصلحتها السياسية ويسير متوافقا مع مخططها السياسي الأستراتيجي وأتوقع أن تساعد ايران النظام السوري بالخبراء والسلاح وحتى الجنود أن طلب النظام السوري.

3-أسرائيل:
لقد نعمت أسرائيل بهدوء دام لأكثر من 40 عاما مع جارتها السورية ولم يعكر صفو الحدود ولا حتى طلقة طائشة من جندي سوري غاضب يرى الجولان السوري بأيدي المحتل الأسرائيلي بالرغم من أن النظام السوري الرسمي يشير دوما لها بأنها "العدو"

الثابت أن أسرائيل تكره الديموقراطية في الوطن العربي وهي تميل دوما لمناصرة الأنظمة الشمولية والوظيفية وحتى القمعية.
4- تركيا
تركيا ليس لديها أطماع حقيقة في الأراضي السورية لكن أنحسار النظام سيقوي من الجماعات الكردية المسلحة في الشمال السوري حول شرق الفرات الغني بالنفط وحيث الأمتداد الجغرافي مع القرى الكردية السورية-التركية.
أتوقع أن تركيا ستقوم بغزو سوريا للسحق الفصائل الكردية على الشريط الحدودي وقد تتوغل وصولا إلى منطقة أدلب السورية الأستراتيجة . تركيا تدرك أن أمريكا ستقف مع الأكراد 

5-حزب الله:
لا يمكن أغفال الدور الذي سيلعبه حزب الله اللبناني في الشأن السوري فهو يرى في سقوط النظام السوري تهديدا لوجوده في لبنان وعلينا أن نتوقع -وتحت ذرائع شتى- بدخول الحزب في قمع وحتى الشروع في قتل الشعب السوري المظلوم المطالب بحريته




5-عرقنة سوريا
لا شك أن توسع المظاهرات والمواجهات المسلحة بين الشعب السوري والنظام وأنحسار سطوة النظام على الأجزاء المتاخمة للعراق (ابوكمال) سيؤدي إلى تدفق عناصر وتنظيمات جهادية مما يؤدي إلى خلط الأوراق على نحو يظهر للعالم وكأن النظام السوري يحارب "جماعات أرهابية" لها أجندات خاصة بها وقد ينجح النظام في تقديم نفسه كمحارب للأرهاب العالمي !!!!.
أتمنى أن لا يحدث في سوريا ما حدث في جاره العراق عام 2003 حيث أستغل تنظيم القاعدة الأرهابي والجماعات المرتبطة به حل أمريكا للجيش العراقي في التغلغل في بعض المناطق العراقية حتى اصبح له نفوذا كبيرا ، بل وله القدرة بشن حروبا لتوسعة رقعة نفوذه.
    


وأمام كل هذه المعطيات والتحديات فأني أتمنى من الشعب السوري أن يتوقف عن مواجهة نظامه البغيض ، أن لم يفعلوا ذلك فأن القتل والدمار والتشريد سيكون مصيرهم .
فهل الشعب السوري لديه القدرة على تقديم مليون شهيد قربانا في سبيل التخلص من نظام الأسد ؟ ، قلت : حتى وأن قدموا هذا الرقم الضخم من الشهداء الأبرار فأن سقوط النظام يبقى في تصوري وتحليلي..... مشكوك فيه.


تصبحون على ألف خير