11 مارس، 2017

سيده - وأكتشافه العظيم

أنه الدكتور نبيل سيده المصري الأصل والكندي الجنسية يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن نبيل من مواليد القاهرة (1950) وبعد حصوله درجة  البكلاريوس في الكيمياء الحيوية من جامعة القاهرة سافر إلى أمريكا حيث حصل على شهادة الدكتوراة في الكيمياء الحيوية من جامعة جورج واشنطن (1974) وبعد سنوات أنتقل الى مقاطعة كويبيك الكندية بعد حصوله على الجنسية الكندية.
قام الدكتور نبيل بأبحاث ذات رصانة علمية عالية أكسبته أحترام وتقدير المجتمع العلمي العالمي وتمكن خلال عقدين من البحث من أكتشاف 9 أنزيمات جميعها تنتمي لعائلة الأنزيمات المحولة (convertase) ويعتبر الأنزيم PCSK9 من أشهرها كان ذلك في عام 2003.
حصل نبيل سيده على الكثير من الجوائز العلمية لعل آخرها جائزة الملكة اليزابيث  ، كما أنه عضو في (Ordre du Canada) منذ عام  1998 ومما جاء في مسوغات منحه هذه العضوية أنه "يعتبر من أعظم الباحثين وعلماء العصر ، فأبحاثه ساهمت وبشكل أساسي في فهم آالية عدة أمراض مما يمكن من إيجاد سبل كفيلة لعلاجها"
يعتبر أكتشاف نبيل سيده للجين المسؤول عن الأنزيم PCSK9 عام 2003 فتحا علميا عظيما حيث تم تحديد الجين في الكروموسوم رقم واحد، وهو جين له دور كبير بالتحكم  في إنتاج الكبد للكوليسترول عن طريق التاثير على الأنزيم PCSK9 وهو اختصار «طليعة البروتين كونفيرتاز سبتيليزين - كيكسن النوع 9»، وهو إنزيم مُشفر في جين PCSK9 وهذا الأنزيم العجيب  يرتبط بمستقبل خاص للكوليسترول المنخفض الكثافة وعند حصول الارتباط والالتصاق بين مستقبلات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL-R)  والكليسترول المنخفض الكثافة (LDL) فان الأنزيم PCSK9 يمنع خلايا الكبد عن أدخال  المزيد من الكوليسترول منخفض الكثافة داخلها فلا تنخفض نسبته في الدم. 
وعليه  لو تم  منع عمل الأنزيم  PCSK9 أو حتى تثبيط فعله، فإن مستقبلات الكولسترول منخفض الكثافة (LDL-R) الموجودة بوفرة في الكبد وأغشية اخرى تستطيع الأستمرار بإدخال المزيد الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) وبالتالي تنخفض نسبة ترسب هذا الكوليسترول الضار في الدم مما يؤدي إلى حماية الاوعية الدموية وخصوصا في شرايين القلب والدماغ.
في عام 2015 سمحت وكالة  الغذاء والدواء الأمريكية على نوعين من  أدوية مثبطات PCSK9، هما alirocumab اليركوماب و  evolocumab أيفولكوماب والنتائج الأولية مشجعة للغاية
وعليه فأن أكتشاف هذا الأنزيم العجيب غير من مفهوم السائد عن إيض الدهون وسيفتح آفاقا عظيمة وصولا إلى أنتاج حقن مثبطة لذلك الأنزيم تعطي للمريض ربما كل 6 اشهر أو حتى سنويا 
وأخيرا ذكر الدكتور نبيل سيده في موقعه الرسمي التابع لجامعة مونتريال أن هناك زمالة كاملة في قسم الكيمياء الحيوية حول PCSK9
محاضرة للدكتور نبيل سيده على اليوتيوب عن الكوليسترول
https://www.youtube.com/watch?v=J_qWHlyywgE

08 مارس، 2017

بنت الجزيرة

بنت الجزيرة هو أسم أدبي للأديبة السعودية سميرة بنت محمد خاشقجي  ، ولدت سميرة  في مكة المكرمة لعائلة ميسورة  من أصول تركية فوالدها هو طبيب مكة المكرمة المشهور محمد خاشقجي والذي تخرج من كلية الطب بدمشق ثم سافر لفرنسا ليكون أول طبيب سعودي يتخصص في علم الأشعة الطبية وفور عودته أفتتح الدكتور محمد عيادته الخاصة به.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي ، وما هي الا سنوات قليلة ويصدر أمر ملكي من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الفيصل آال سعود طيب الله ثراه يقضي بتعيين الدكتور محمد خاشقجي وزيرا للصحة في المملكة العربية السعودية فكان على الطفلة سميرة وشقيقها الأصغر عدنان الأنتقال مع والدهما  الدكتور محمد إلى الرياض.
وفي بداية الخمسينيات الميلادية أرسل الدكتور محمد ولديه (سميره وعدنان) للدراسة في جامعة الاسكندرية حيث تحصلت سميرة على ليسانس كلية التجارة أما شقيقها عدنان فترك مقاعد الدراسة الجامعية ولم يكمل.
 وفي مصر أصدرت سميرة أول بواكير أنتاجها الأدبي وكانت رواية تحت عنوان (ودعت آمالي) وكان ذلك في عام 1958 تحت أسم أدبي مستعار وهو (بنت الجزيرة)  وكانت تتردد وهي في ريعان شبابها على مصر وخصوصا على صالون الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم .
وفي عام 1961 صدرت لها رواية جديدة تحت عنوان  (ذكريات دامعة).
في عام 1963 أسست الأديبة سميرة وبمساعدة من كل من السيدات مظفر أدهم  وصاحبات السمو الملكي سارة الفيصل ولطيفه الفيصل جمعية النهضة النسائية وتلى ذلك تأسيس (النادي الثقافي لفتيات الجزيرة العربية) وكانت أول بواكير انتاج النادي هو كتاب "يقظة الفتاة العربية السعودية"
زواجها :
 وفي أحدى زياراتها الأدبية لمدينة الأسكندرية عام 1954 تعرفت على زوجها محمد الفايد  (ولم يكن وقتها ثريا وكان حينها يعمل في وظيفة متواضعة جدا حيث كان يعمل على نقل البضائغ وتفريغها في ميناء الاسكندرية وكان يحمل شهادة المتوسطة) واقام الزوجان في  مدينة الأسكندرية حيث أنجبا أبنهما الاول عماد (دودي) عام 1955 وبعد سنوات أنتقلا لبريطانيا لتشتري الاسرة الصغيرة أحد المتاجر اللندنية ويعتقد الدكتور محسن بن سليمان العطيات ان هذه المصاهرة هي التي مكنت من صعود الملياردير المصري محمد الفايد من عامل بسيط إلى ملياردير لندني شهير.
وفي مدينة الضباب اللندنية  أصدرت (بنت الجزيرة) سلسلة من الروايات لعل من أشهرها  (وراء الضباب) في عام 1971م، ثم رواية (مأتم الورود) عام 1973م، وكانت آخر رواياتها (تلال في رمال)  وذلك في عام 1983م .

وفاتها :
 في عام 1986 وهي في عقدها الخامس تعرضت الأديبة سميرة لوعكة صحية لم تمهلها طويلا رحمها الله.
الشقيق المليادير :
اما شقيقها الأصغر (عدنان) فقد نال شهرة كبيرة كتاجر سلاح كبير  ووسيط  بين جهاز المخابرات الأمريكي المركزي  وبعض الدول التي لا تريد أمريكا ان تقيم معها أي نوع من الأتصال المباشر،  فكان عراب فضيحة (كونترا) حيث تم تبادل الجنود الأسرى الأمريكان المحتجزين من قبل ثورة الخميني في أيران مقابل صفقة سلاح أمريكية وكان عدنان قد اقترض مبلغا كبيرا من بنك الأعتماد (أفلس فيما بعد) لتمويل الصفقة  وكان له دور كبير وأساسي  في ترحيل  يهود الفلاشا من جنوب السودان إلى فلسطين (أنظر الصورة_عام 1982_ قبل أشهر من ترحيل الفلاشا ويظهر في الصورة (1-عدنان خاشقجي ، 2- آريل شارون وزير الدفاع  الاسرائيلي ، 3- الرئيس السوداني جعفر نميري) وكانت تربط عدنان صداقة حميمة مع شمعون بيريز (اصبح رئيسا للدولة العبرية) كما كان على علاقة جيدة مع وزير الدفاع الأسرائيلي أريل شارون (اصبح فيما بعد ريئسا للدولة العبرية).


حوادث مهمة في حياة أسرة الأديبة سميرة خاشقجي :
* قيام السردار فخري باشا (الحاكم العسكري للمدينة)  بعزل عمها عبدالله خاشقجي الحاكم الأداري التركي للمدينة المنورة  تمهيدا لعملية (سفر برلك ) المروعة وذلك في عام 1915
* وفاة والدها الدكتور محمد خاشقجي بعد عملية جراحية في مستشفى الرياض المركزي (الشميسي) في 1978
* وفاة أبنها عماد الملقب (دودي) بحادث سير مروع برفقة الأميرة ديانا طليقة الأمير تشارلز في عام 1997
*عودة شقيقها الأصغر (عدنان) تاجر ووسيط السلاح المشهور بعد ذهاب ثروته الهائلة 2016

07 مارس، 2017

الدبان الأزرق

في وصف مثير قال العالم لينوز عام 1760 أن أمواجا من الذباب الأزرق التهمت حصانا نافقا تماما كما لو كانت أسودا ضارية.
فالمعلوم ان اول من يصل من الحشرات الى جسد الميت المتروك في العراء هو الذباب الأزرق تحديدا والذي يسارع بوضع بيوضه في أنف الميت  في غضون 3 ثواني من الوصول
اسمه العلمي  Calliphora وهو ايضا ذباب المقابر  او ذباب الجيف وله فوائد عظيمة لأنه يساعد على تحلل الأجساد الميتة  فله قدرة هائلة على التعرف على الأجساد الميتة حتى لو كانت على بعد 3 كيلومترات وفور وصولها يشرع الذباب الازرق بوضع عدد كبير من البيض في جسد الحيوان أو الأنسان الميت وبدراسة أطوار الذباب في الجيفة يستطيع خبراء الطب الشرعي من تقدير زمن الوفاة ويدل وجود الذبان الأزرق على أن هناك جيفة في مكان وجوده حتى ولم تكن الجيفة ظاهرة للعيان. يقول المصريون في مثل شهير يطلق في معرض التباهي بإنجاز جريمة لا تترك دليلا يقود إلى فاعلها " مخليش الدبان الازرق يعرفلك سكة طريق"  

11 فبراير، 2017

مندل ... مغشيا عليه

يعيد الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي  قولا قديما قاله حوالي عام 1994 (لو أن  العالم مندل كان في السعودية حينما كان يجري تجاربه الوراثية لأصابه الدوار الشديد ولسقط مغشيا عليه ولما أستطاع وضع قوانين الوراثة البشرية الرائعة). 
هذا القول والذي يدعو للضحك في بداية الأمر يحمل في طياته مرارة عظيمة لمئات الألوف من الأسر في السعودية خصوصا وفي الخليج عموما ، فمن مشاهداتي  أن قوانين (مندل الوراثية) لا يمكن تطبيقها -على الأطلاق-  في السعودية حيث الأرتفاع الهائل في نسبة زواج الأقرباء وأبناء العمومة على وجه الخصوص وأن الحديث عن (نسبة) حدوث المرض الوراثي ماهو الا حساب (رياضي) سطحي أثبتت الأيام عدم صحته.
والذي أرجوه من جميع من يعمل في حقل الوراثة أن يدركوا جميعا هذه الحقيقة المريرة وأن يبينوا لكل أسرة أصيب أحد أطفالها  بمرض وراثي أن أحتمالات ولادة طفل آخر مصاب تختلف عما هو متوقع فيما لو كانت الأسرة غربية  فكثير من الأسر السعودية  يصاب أكثر من نصف عدد أطفالها بالمرض أو حتى جميعهم في حين أن الأسرة في الغرب قد يكون الطفل المصاب هو الوحيد المصاب ما بين 4 أشقاء معافين.
ويفسر الدكتور العطيات هذا التباين الهائل في السلوك الوراثي لنفس المرض الوراثي إلى وجود أختلافات جذرية وجوهرية في آلية (كيفية) وراثة  المرض المقصود  فغالبا في الأسر الغربية يكون المرض الوراثي في معظم الأمراض عبارة عن طفرة مُستجدة (de novo) بينما في الأسر السعودية يكون السبب لذات المرض هو بسبب أنتقال مورثات (جينات) من الأبوين للطفل المصاب ويعتقد العطيات أيضا بوجود مُحددات (بالضم) و مُغيّرات (بالضم) جينية تضاعف من فرص الاصابة بطفل ثان وثالث وحتى رابع  في الأسر السعودية وهذا ما لا نجده  في الأسر الغربية.

مندل : هو الراهب و العالم (قريقور يوحنا مندل) الذي درس وراثة نبات البازلاء ووضع القوانين الوراثية التي تعرف بأسمه و كان مندل يتبع المذهب (القداس)  الروماني الكاثوليكي الذي أيده الامبراطور الروماني أغسطنطين فهو اذا راهب أغسطنطيني

 

10 فبراير، 2017

رمضون

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه كان شغوفا بالتعلم منذ صغرة وتحت ألحاحه ذهب به خاله الشيخ محمد بن كريم العطيات (أبوخالد) حفظه الله للوحدة الصحية المدرسية بتبوك بهدف الحصول على تقرير (تسنين) والتي طلبته المدرسة كشرط أساسي لقبولي في الصف الأول الأبتدائي
غير أن الطبيب المصري وبعد أن سألني بعض الأسئلة العجيبة رفض منحي تقريرا بحجة أني لازالت صغيرا.
لكني رفضت ذلك وأخذت بالألحاح على والدتي الشيخة مقبولة بنت كريّم على الذهاب بي للمدرسة (مدرسة زيد بن حارثة الأبتدائية بتبوك)  فكان لي ما أردت وحينما ذهبنا سوية للمدرسة كان على بابها مدرسا كريما هو الأستاذ الشيخ (عبدالباقي رمضون) والذي أخذ بيدي وطمأن والدتي أطال الله بعمرها بأنني سأكون في أيدي أمينة.
 وأستغرقت في الدراسة ولم أغب يوما واحدا ، وفي نهاية العام تم توزيع الشهادات ولم يكن لي شهادة من بين الشهادات فسألت الاستاذ عايد  مصلح (أستاذ أردني) عن شهادتي وبعد بحث قال أنه لم يجدها وأنها ربما قد تكون في الأدارة فذهب لأحضارها ولكنه لم يجدها وبعد بحث تبين للأدارة أن ليس لي ملف أصلا حينها أرسل مدير المدرسة الأستاذ والمربي الكريم محمد بن سليمان الشريف رحمه الله لوكالة الوزارة بحثا في شأني فجاء الرد أن يفتح للطالب محسن ملفا وتحتسب نتيجتة  رسميا ويرقى للصف الذي يليه ويمنح شهادة تقدير ومبلغ رمزي نظير أجتهادة.
يقول الدكتور العطيات أن وجود الشيخ والمربي والاستاذ عبدالباقي رمضون في مدرسته كان مبعث للطمأنينة فكان الشيخ على درجة عظيمة من التقوى والورع وكان يعامل كل طالب منا وكأنه أحد أبناءه.
في منتصف شهر شباط-فبراير 1982 الموافق 1402 هجرية قام النظام السوري الكريه بمجزة حماة المعروفة والتي أهلكت الحرث والنسل وفقد أستاذي الجليل (رمضون) الكثير من أهله وأقربائه ويعتقد الدكتور العطيات أن ذلك ربما هو السبب في تأليف أستاذه وشيخه عبدالباقي رمضون كتاب (الجهاد سبيلنا) وهو كتاب قيّم ألفه وطبعه في نفس العام وخرجت طبعته الأولى من لبنان والكتاب تأصيل ممتاز للجهاد في الأسلام يدل على رسوخ قدم الشيخ في العلم الشرعي وكان حفظه الله  قد ألف كتابا من قبل يحمل عنوان (الحجاب) صدر عام 1977  
وفي الختام أقول  أنه وبالرغم من مرور كل هذه السنوات لا زلت أذكر لقائي به وكأنه اليوم ولا أزال أحمل له في نفسي كل معان الاحترام والتقدير وأدعوا له بالصحة والعافية وطول العمر.