17 أبريل، 2020

جاء ب 8 دولارات وهرب ب 8 مليارات من الدولارات -عود على بدء

كنت قد كتبت عام 2015 عن لقاء ملفت مع ملياردير هندي دخل الإمارات ب 8 دولارات وحقق ثروة حينها تتجاوز 8 مليار دولار
وهي بعنوان "من 8 دولارات إلى 8 مليارات ... كيف صنع ثروته"   (رابط التدوينة)

هذه الأيام يدور حديث كبير عن الملياردير الهندي بي آر شيتي بعد الأنباء عن هربه لبلده الهند ولكن بعدما هرب بمليارات الدولارات. وكما روى الدكتور بي آر  شيتي وهو صيدلي هندي قدم لأبوظبي في عام 1974 وليس في جيبه الا 8 دولارات  ودينا ضخمة على أسرته في الهند بلغ 150 ألف روبية تكليف زواج شقيقته وبسبب ضعف شهادته لم يتمكن من العمل كصيدلي في صحة ابوظبي.
لكن الصيدلي الشاب جمع أموالا من تجار هنود وبدأ بعيادة واحدة فيها طبيب عام وممرضة وبعد سنوات يستطيع الحصول على قرض سخي للغاية حوالي 3 مليون درهم وهو قرض يعادل اليوم بقيمته 3 أضعاف.
العيادة أصبحت مستشفا ثم تلاها وعلى مدى 30 عاما سلسلة مستشفيات في الإمارات تحت مسمى شركة nmc وهي أختصار  new medical center أي المركز الطبي الجديد
أفتتحت شركة nmc التي يملكها الملياردير الهارب عددا من المنشئات الصحية في المملكة العربية السعودية  واستحوذت على حصصا في بعض المستشفيات الخاصة ففي يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أول دخول للملياردير الهندي كان في عام 1990 وتحديدا في مدينة حائل حيث كانت البداية بمستشفى 80 سريرا وهو مستشفى المركز الجديد (أتبع الرابط لموقع المستشفى)
وفي عام أفتتحت مستشفى بسعة 220 سريرا للرعاية الطبية المزمنة في جدة وهذا رابط الخبر (أضغط للوصول للخبر)
وقال المدير التنفيذي المالي لشركة nmc (بارشنت ماقهاتا) وهو عقلها المدبر في (سوق  لندن المالي) أن لديهم خططا لأفتتاح مستشفيات في نجران والدمام بعدد أسرة يصل إلى 700 سريرا. وقال عام 2017 في لقاء أجرته جريدة أخبار العرب arab news الصادرة بالأنجليزية لدينا خطط كبيرة للرعاية الصحية في السعودية (رابط اللقاء
وفي عام 2018 بثت قناة العربية في فترتها المالية والأقتصادية مقابلة مع يذكر فيه أن شركة (حصانة) وهي ذراع أستثماري للتأمينات الأجتماعية وقعت مع شركة nmc على استثمارا وبأكثر من 6 مليارات ريال سعودي وعلى مدى 5 سنوات في القطاع الصحي في المملكة (رابط المقابلة
تعليق مسؤول من شركة حصانة:
مسؤول كبير في شركة  حصانة الطبية وهي الذراع الأستثمارية للتأمينات الأجتماعية صرح قبل أيام تصريحا مقتضبا أن شركة حصانة لا علاقة لها بالملياردير الهندي. 
قلت لكن شركة nmc المعروضة في (سوق لندن المالي) هي الشركة الرئيسية التي يملكها الملياردير الهارب ولها نفس الشعار !!! ولم يوضح المسؤول في بيانه هل العلاقة بين الطرفين لا تزال قائمة منذ عام 2018 أم لا وأن كان هناك أنفصال فعليا بينهما فمتى حصل ذلك الأنفصال؟ الرجاء الرجوع لفيديو اللقاء أعلاه !!!
في الإمارات حيث المقر الرئيسي لشركة nmc وضعت الحكومة يدها على أصول الشركة وسلسلة مستشفياتها. 
قلت وقبل أسبوع وضعت المحكمة البريطانية يدها على شركة nmc المذكورة أعلاه والمدرجة في سوق لندن المالي  حتى أشعار آخر(رابط الخبر)

 

15 أبريل، 2020

الصين ترسل بخبراء لمساعدة المملكة في تصديها لجائحة كورونا

غادر فريق طبي صيني متوجها إلى السعودية صباح اليوم الأربعاء لمساعدة المملكة في مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.

ويتألف الفريق من خبراء من عدة مستشفيات والمركز الوطني ومركز نينغيشا لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فضلا عن ضابط اتصال من مكتب الشؤون الخارجية التابع لمنطقة نينغشيا. 
ويتخصص الخبراء في مجالات تشمل الجهاز التنفسي والرعاية المركزة والأمراض المعدية ومكافحة عدوى المستشفيات والتمريض، والاختبارات المعملية.
وستنطوي مهمة الفريق على تشارك خبرة الصين في الفحص والعلاج والوقاية والمكافحة لفيروس كورونا الجدلد (كوفيد-19 مع مستشفيات وخبراء محليين في السعودية وتقديم المشورة العلاجية.

كما سيقدم الخبراء المعلومات اللازمة حول الوقاية من الوباء ومكافحته لسفارة الصين والجالية الصينية من العاملين في السعودية، بالإضافة إلى تقديم الإمدادات الوقائية وخدمات الاستشارات الطبية الصينية التقليدية لهم.

كما يحمل الفريق عدة أطنان من الإمدادات الطبية التي تشتد حاجة السعودية إليها كتبرعات من الصين وحكومة نينغشيا، بما في ذلك أجهزة للتنفس الاصطناعي وبدل واقية ونظارات طبية وكمامات طبية وكمامات من طراز "إن95" ودروع للوجه وقفازات طبية ومقاييس للحرارة بالأشعة تحت الحمراء ومجموعات اختبار الحمض النووي وغيرها.

يذكر أن الصين أرسلت الخبراء الطبيين بدعوة من الحكومة السعودية، وكانت قد تبادلت خبراتها مع أكثر من 100 دولة وما يزيد على 10 منظمات دولية وإقليمية وفقا للجنة الصحة الوطنية الصينية. 

09 أبريل، 2020

الهند وكيف ستتعامل مع جائحة كورونا في أسابيع الحج الأكبرعام 2021

 

في فبراير الماضي من هذا العام تم تشخيص عدة حالات من جائحة كورونا العالمية (كوفيد 19 ) لعدد من الهنود العائدين للتو من الجارة الصين وتحديدا منطقة ووهان الصينية.وفي الخامس عشر من مارس أصدرت السلطات الصحية الهندية قانونا ينص على التباعد الجسدي في الأماكن العامة ووسائل النقل وفي 22 مارس أصدر الرئيس الهندي نرندرا مودي قرارا بفرض الحضر لمدة 14 ساعة يوميا.يتزامن ذلك مع أعلان السلطات الصحية الهندية عن حوالي 1300 اصابة و 100 وفاة

في يوم 24 مارس تم فرض الاغلاق العام بمرحلته الأولى لمدة 3 اسابيع مع أحتمال مرحلة ثانية من الأغلاق تبدأ 14 ابريل

هناك خصائص تجعل من كورونا جائحة قاتلة في الهند لعل أبرزها الكثافة البشرية العالية و قلة الأهتمام بالنظافة الشخصية وضعف النظام الصحي الهندي و الأعياد الدينية الكثيرة* يضاف الى ذلك ان سيرورة الوباء قد ينتج عنه تحورات خطيرة في الفيروس مما يجعل سيرورة جائحة كورونا في الهند بمثابة بركان هائل أو تسونامي لا نعلم متى يحدث.

لكن التحدي الكبير هو في العام القادم (عام 2021) وتحديدا في الفترة (14 يناير 2021 إلى 14 أبريل 2021) وفيها يحل موسم الحج الأكبر الهندوسي ( كومبه ميلا) - وهذا الحج من أعظم الشعائرفي الهندوسية وهو حج يتكرر مرة كل 12 عاما ويحضره في المتوسط ما بين 5-6 مليون هندي يجتمعون في نهر فانغا المقدس يتطهرون من آثام 12 عاما قضت. وعليه فعلى الحكومة الهندية أن ارادت النجاة بالهند من جائحة كورونا أن تقنع رجال الدين الهندوس -أن أستطاعت-  بتأجيل (الكومبه ميلا) عاما آخر وفي أعتقادي أنها لن تستطيع ذلك بسبب العقيدة الراسخة 

أن أجتماع 5 مليون هندي من مختلف الأعمار على ضفاف نهر فانغا المقدس في تكدس بشري هائل يتكرر كل 12 عاما سيتسبب لا محالة في (تسونامي) في عدد حالات كورونا وسنشهد منعطفا خطيرا في سيرورة الجائحة فيها بعدد اصابات قد يتجاوز نصف مليون أصابة يوميا مع وفيات قد تلامس 5000 وفاة يومية وعليه فعلى السلطات الهندية الشروع فورا في الأستعداد الصادق للحج الأكبر وأن يستغلوا هذه الشهور الطويلة في التوسع في بناء المستشفيات الميدانية و كذلك التوسع في صناعة اجهزة التنفس الصناعي و مصانع توليد الأكسجين.

----------------------------------

* الأعياد الدينية الهندية تقارب 40 عيدا بمعدل 3 أعياد في الشهر الواحد وهناك أعياد كبيرة وأخرى صغيرة ومن الأعياد الكبيرة :

1- عيد ديوالي (عيد الأنوار) وهوعيد بمناسبة هبوط الإله (راما) وتجسده البشري وزواجه من صيتا والعيد يكون في الاسبوع الأول من شهر نوفمبر من كل عام.

2-عيد هولي (عيد الخير) وهو عيد كبير بمناسبة  انتصار الخير (الأمير براهلاد) على الشر ( الأمير هوليكا) ووصول الربيع ويكون العيد في الاسبوع الاخير من شهر مارس 

3-عيد دوشهارا وهو عيد بمناسبة قتل الإله (راما) لملك الشر (رافنا) ويكون العيد في منتصف أكتوبر 

4- عيد غانيش شاتورثي وهو عيد بمناسبة إ ميلاد الإله (غانيشا) وهو إله برأس فيل ويكون في الاسبوع الأول من سبتمبر

5- ماها شيفراتري عيد ميلاد الإله شيفا ويكون في شهر مارس 



20 مارس، 2020

فيروس كورونا المستجد .... يجتاح العالم

حينما كنت طالبا في كلية الطب قبل نحو 30 عاما درسنا مادة علم الوبائيات (Epidemiology) وفيها تعلمنا أن العدوى لها سلسلة تتكون من 6 حلقات متصلة وهي : 1-الممرض (اي العامل المعدي والمسبب للعدوى) ، 2-المستودع (الخزان أو الحاضن) ،3- بوابة الخروج ، 4-وسائل النقل (الأنتشار) ، 5-بوابة الدخول ، و6-المضيف الجديد. ولكل حلقة دورها الفريد في السلسلة ، ويمكن قطع كل حلقة من خلال وسائل مختلفة. أنقر على الرسمة المرفقة لتكبيرها

الحلقة الأولى (infectious agent) :  هي العامل المعدي (العامل الممرض) اي العامل المسبب للمرض سواء كان فيروسًا أو بكتيريا  ويمكن كسر هذه الحلقة بالتخلص من العامل الممرض باستخدام طرق مختلفة ، بما في ذلك بسترة الحليب ، كلورة (وضع الكلور) في مياه الشرب ، أو استخدام المطهرات.

 المستودع (reservoir) : هو خزان العدوى أو الحاضن أو العائل لها ويمثل البيئة المناسبة التي يحتاجها العامل الممرض من أجل البقاء. يمكن أن تكون الحواضن (وهي المستودعات أو الخزانات)  أما شخصًا أو حيوانًا (حيوانات ، قوارض ، حشرات)  أو مكونًا من مكونات البيئة (مثل التربة أو الماء) .والحاضن (المستودع) يمكن أن حاضنا أوليا أو حاضنا ثانويا. يمكن كسر هذه الحلقة من خلال التخلص من ذلك مستودع  (الحاضن) أن كان من الحيوانات أو الحشرات أوالقوارض ، او من خلال العلاج الطبي  للمصاب و أو الحجر الصحي لمن يشتبه أنه حاضن للمرض حتى يتم اختباره.

بوابة الخروج (portal of exit) : والذي يمثل الحلقة الثالثة  ويعمل بمثابة المنفذ الذي يسلكه العامل الممرض للخروج من مستودعه (الخزان أو الحاضن)  فإذا كان الخزان إنسانًا ، فقد تكون بوابة الخروج عبارة عن لعاب أو أغشية مخاطية أو براز أو دم أو إفرازات من الأنف أو الحلق. باستخدام طرق الحاجز أو الأقنعة ، أو تغطية الفم أثناء السعال ويمكن كسر هذه الحلقة بمعرفة بوابة خروجها فمثلا في فيروس كورونا فان الفيروس يخرج من حاضنه (الأنسان المصاب) عن طريق الإفرازات من الأنف أو الحلق التي تلوث يديه وينشرها المريض في محيطه من خلال المصافحة والعطس والسعال فيلوث بها أسطح الأشياء القريبة منه 
 
وسائل الأنتشار (وسائل النقل)  (means of transmission) : يمكن أن ينتقل العامل الممرض إما بشكل مباشر أو غير مباشر. يتطلب النقل المباشر مخالطة المصاب على نحو مباشر والتعرض له ومنها الاحتكاك في وسائل المواصلات والمصاعد وغرف المرضى. يتطلب النقل غير المباشر ناقلًا ، مثل حيوان أو حشرة. يمكن كسر هذه الحلقة  بمعرفة سبل أنتشار كل فيروس أو بكتريا  فمثلا فيروس كورونا المستجد ينتقل عن طريق القطرات (droplets) فعند العطس والسعال تنتشر القطرات الملوثة بفيروس كرونا في محيط المريض سواء كان الغرفة أو المصعد أو القطار او الحافلة  لتلوث أسطح كل شيء يحيط به بما فيها يديه والتي يضعها على أنفه وفمه
أنقر على الرسمة المرفقة لتكبيرها
قلت وحتى كتابة هذه السطور لا يوجد دليل أن فيروس كرونا ينتقل عن طريق الرذاذ ( (aerosol) وعليه يكون كسر هذه الحلقة بتجنب الأتصال ومقاربة المريض أو حتى المشتبه به وغسل اليدين  ووضع كمامات من نوع خاص  N95

بوابة الدخول (portal of entry) : وهي الحلقة الخامسة في سلسلة العدوى و يمكن دخول العامل الممرض بإحدى طرق ثلاث: الاختراق أو الاستنشاق أو الابتلاع. قد يعتمد مستوى العدوى وشدتها على عمق الاختراق. على غرار بوابة الخروج ، يمكن استخدام طرق الحاجز أو الأقنعة ، لكسر هذه الحلقة  مع طرق أخرى ، مثل طارد الحشرات.
وفي حال فيروس كورونا فان بوابة دخول الفيروس هي الأغشية المخاطية للحلق والأنف 

المضيف الجديد (new host) : يمثل الحلقة السادسة والأخيرة  وحيث تؤثر عوامل مختلفة في تعامل المريض الجديد (المضيف الجديد) في تصديه للفيروس لكن للعمر والحالة الصحية العامة  أثرها الكبير ففي مرض فيروس كرونا نجد أنه تسبب في وفيات كثيرة للمسنين ومن يعانون من امراض تنفسية مزمنة ومن يعانون نقصا في مناعتهم بسبب الأمراض

وعليه ولو طبقنا حلقات العدوي على فيروس كرونا سنجد الآتي :
العامل المسبب للمرض  : فيروس كرونا  مستجد (فيروس من نوع جديد) وهو فيروس يسبب نوعا من الأنفلونزا وهي أنفلونزا متوسطة الشدة يتعافى منها نحو 90% من المصابين ولكن خطورة هذا الفيروس يمكن في انتشاره السريع وعلى نحو مربك للغاية
وحتى كتابة هذه السطور أصاب الفيروس نحو 100000 مائة الف مريض توفي منهم 10000 (عشرة آلاف) مما يجعل نسبة الوفيات منه حوالي 10%
المستودع (الحاضن أو الخزان) : المستودع الأولي (خفافيش +آكل النمل) : قام بعض الصينيون في مقاطعة ووهان بأكل الخفافيش الحية وحتى شرب دمائها لأعتقادات بأنها جالبة للسعادة والنجاح وهذا المستودع تحاول الحكومة الصينية تدميره  ولكن المستودع الثانوي (المرضى) فوجب عزلهم وتطبيق الحجر الصحي  لكل من خالطهم لأسبوعين على الأقل لكن المرض وللأسف إنتقل إلى جارتها إيران في أوائل ديسمبر 2019 وكان المرشد الإيراني علي خامنئي يحث الأيرانيين على الأدلاء بأصواتهم في الأنتخابات وأن التصويت "واجب ديني" مما أدى إلى تفشي مريع للوباء في إيران والمعروف ان ايران لا تقوم بتختيم جوازات السعوديين وذلك ابتداءا من عام 2013 وحتى الساعة جميع الحالات المسجلة في السعودية هي لسعوديين قاموا بزيارة إيران وتحديدا قم ومشهد لأعتبارات دينية
هناك توقعات مرعبة للغاية وهي أن يتوفى 5 اشخاص كل ساعة في ايران ما لم يهب العالم لمساعدتها
بوابة الخروج : القطرات الملوثة بافراز المريض : غسل اليدين  وضع قفازات وحتى وضع كمامات
وسائل النقل والأنتشار : مخالطة المرضى و لمس الأسطح الملوثة
بوابة الدخول : الأغشية المخاطية
المضيف الجديد : أبعاد كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة ومن لديهم نقص في المناعة 


مالذي نتوقعه في مملكتنا الغالية :
في السعودية لا يوجد لدينا "المستودع الأولي" ولكن يوجد لدينا المستودع الثانوي (المرضى) وهم من يساهمون في نقل المرض لأن البعض منهم تظهر عليه فقط علامات الزكام الخفيف والمستودع الثانوي (الحاضن الثانوي) هو من يبقي على الفيروس حيا حتى ينتقل إلى مضيف جديد.
وعليه ستكون لدينا في السعودية ذروة شديدة من هذا الوباء مابين شهور أبريل حتى نهاية شهر مايو وربما تصل الحالات المسجلة للآلوف وبعدها يبدأ هذا الوباء بالأنحسار التدريجي.

هناك جملة من الأمور التي تساعد في التخفيف من حدة أنتشار الوباء :
* التقليل من تخالط الناس من خلال منع الفعاليات الأجتماعية واغلاق المساجد و المدارس والجامعات والأسواق الضخمة
*عزل المناطق الموبؤة عزلا كاملا
*الحجر المنزلي للمصابين أو من يشتبه باصابتهم.
*غسل اليدين أوتعقيمها وخصوصا بعد لمس الأسطح في الأماكن العامة
*وضع كمامة في الأماكن العامة .... أن أمكن ذلك




19 مارس، 2020

أيان ليبكن .... لا كرامة لنبي في قومه


يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الأعلام العالمي لا يأتي على ذكر الدكتور ليبكن.
الدكتور ليبكن هو خبير الوبائيات ويعمل مديرا للعدوى والمناعة في جامعة كلومبيا الأمريكية وله شهرة عالمية في تقصي الوبائيات -وخصوصا الفيروسات-  وتشخيصها وتمكن وعلى مدى 25 عاما من الكشف عن 800 فيروسا حول العالم وكان من قبل طبيبا متخصصا في أمراض الأعصاب لدى الكبار.
في عام 2003 تمكن فريق بحثه في جامعة كلومبيا الأمريكية من تصميم كاشف دقيق لفيروس الضائقة التنفسية الوخيمة (سارس) severe acute respiratory syndrome
وساعد في عام 2014 على التعرف على المصدر الحيواني (الإبل) لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS) virus. 
 يقول العطيات أن علاقة ليبكن بالحكومة الصينية بدأت في عام 2004 أثر ظهور جائحة تنفسية هناك سببها فيروس أنفلونزا الطيور من نوع  H5N1 وتسبب في وفاة حوالي 1000 صيني ولقد ساعد ليبكن الحكومة الصينية  آنذاك وعلى نحو فعال في السيطرة على الوباء والتقليل من آثاره.
في مايو 2007 أنطلق فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1   وكان الفيروس مطابقا لفيروس الأنفلونزا الاسبانية والتي أنتشرت ما بين عامي 1918-1919 وتسببت في وفاة 50 مليون أنسان حول العالم لكن سلسلة الأجراءات التي قامت بها السلطات الصحية الصينية تحت اشراف الدكتور ليبكن ساهمت وبشكل كبير في التقليل من عدد الوفيات لتكون ربع مليون وفاة حول العالم.    
وفي عام 2014 كان له دورا محوريا في منع تفشي الضائقة التنفسية التي أنطلقت من المملكة والتي سميت بضائقة الشرق الأوسط  التنفسية (كورونا الإبل) بعد تسجيل عددا من الحالات في عددا من المقاطعات الصينية
وفي عام 2017 كرم الرئيس الصيني الدكتور ليبكن بأعلى وسام صيني وأمر أن توضع صورته في صالة العظماء وجاء في معرض تكريمه أن الدكتور ليبكن أسهم وبشكل فعال السلطات الصينية لوضع أستراتيجيات لمواجهة جوائح العدوي وتم تعيينه رئسا فخريا لمركز بكين للسيطرة على العدوى بالأضافة إلى منصبه عضو اللجنة الأستشارية لمركز باستير (Institut Pasteur de Shanghai) في شانغ-هاي الصينية
وفي يناير من عام 2020 دعته الحكومة الصينية على عجل للوقوف على أجراءاتها التي أتخذتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والنظر فيها وحتى أقتراح ما يمكن فعله.
يقول العطيات أن الدكتور  ليبكن أضاف عدة أجراءات جميعها تميزت بالصرامة الشديدة لعل من أبرزها:
*الشروع فورا بعزل مقاطعة ووهان عزلا كاملا
*عزل جميع المواطنين داخلها في منازلهم عزلا كاملا (حجر منزلي)
*تعليق كافة المناشط والفعاليات
*أغلاق المدارس والجامعات
*تعليق كافة أسباب تنقل الأفراد سواء كان حافلات أو قطارات أو طائرات.
*تتبع كل صيني خرج من مقاطعة ووهان من الأول من يناير 2020 والكشف عليه أو عزله.
*فرض حضر التجول في مدينة ووهان بقوة الشرطة  والجيش.
*تحويل 14 فندقا لتكون مستشفيات واماكن حجر للمشتبه بهم.
*تطبيق أعلى معايير السلامة من غسل الأيدي ووضع كمامات واقية.
*الشروع ببناء عدد 3 مستشفيات لتكون جاهزة في غضون أسابيع لأستعمالها وقت الضرورة
*تجنيد الطواقم الطبية للتعامل مع ما بين 120-250 ألف مريض محتمل.

يعتقد الدكتور العطيات أن جملة الأجراءات التي وضعت قيد التنفيذ الفوري في منتصف يناير 2020 ستكون حاسمة وسنرى أثرها الناجع بعد 8-12 أسبوعا.



نحن وكورونا المستجد
تفشت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية  في شهر أبريل عام 2014، وتسمى أيضا كورونا الإبل وحيث أصابت 600 شخص و بلغ عدد حالات الوفاة 298 حالة لتكون نسبة الوفيات 50% تقريبا في حين أن تقديرات الخبراء أن تكون نسبة الوفيات لا تتجاوز 10% فقط. 
أن خبرتنا مع تفشي كورونا الإبل كانت سيئة للغاية في اسلوب التعامل والتعاطي مع الوباء بالرغم من أن كورونا الإبل كان ينتشر ببطء شديد بسبب طبيعة الفيروس ويعتبر من أهون الجوائح التنفسية لكون مصدره معروفا والسيطرة التامة عليه أهون من شرب كوبا من الشاي كما يقول الأمريكان لكنه كان بالنسبة لنا كارثيا فعوضا أن تطلب السلطات الصحية العون من الخبراء العالميين من خبراء منظمة الصحة العالمية أو من الخبراء الأفذاذ من أمثال الدكتور ليبكن أو خبراء مركز التحكم في الأمراض والأوبئة جاءت قرارت كل منشأة صحية قائمة بذاتها وليس هناك أي تنسيق وتكامل لا على مستوى المدينة الواحدة ولا على مستوى الدولة باسرها تزامن ذلك مع الأخفاء والتعتيم عن عدد وأماكن الحالات الجديدة ذلك التعتيم الذي اضر بنا كثيرا فالمملكة أصبحت بؤرة تفشي الداء وأصبحنا حديث العالم.
أتمنى صادقا أن لا نكرر نفس الخطأ ولتبادر السلطات الصحية وبكافة مستوياتها باستشارة وحتى دعوة خبراء الجوائح العالميين لمراجعة الأجراءات المتخذة ولتكن الصين لنا مثالا يحتذى فهي لم تتوانا من الطلب من الخبير الأمريكي ليبكن لياتي للصين وعلى عجل للوقوف على الأجراءات والأحتياطات واقتراح المزيد  ... فهل الصين وهي دولة عظمى ليس لديها من الخبراء ما يكفي ؟
قلت أن من ياتي أليك من الخارج ينظر للأمر بدون تأثير من الضغوطات السياسية أو الدينية أو النفسية فهو يرى الأمر بعين الخبير.

وختاما أقول أن الاعلام الأمريكي لا يأتي على ذكر هذا الخبير الا لماما ولا نجد له أسما في عضوية لجنة الطواريء التي شكلها البيت الأبيض بل أن اللجنة تضم أسماءا مغمورة لم تتمرس التمرس الفعلي في مواجهة الجوائح العالمية وهذا يذكرني بقول قالته العرب قديما أنه .... "لا كرامة لنبي في قومه" والنبي هو  كل من نبا (وكأنه على نبوة أي مرتفع من الأرض).