أعلنت منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمرها الاعلامي الاربعاء الموافق 11 مارس 2020 أن فيروس كورونا أصبح وباء عالميا ويعتقد العطيات أن المنظمة الدولية قد تأخرت كثيرا في رفع درجة الوباء من جائحة محلية (صينية) إلى جائحة (عالمية) (أتبع رابط التدوينة) إلى منظمة الصحة العالمية ..... لقد تأخرتم كثيرا
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن النظام الصحي في بلد ما أمامه 3 خيارات للتعاطي مع الأوبئة وخصوصا الجوائح العالمية.وكل خيار له مساوئه وحسناته.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن النظام الصحي في بلد ما أمامه 3 خيارات للتعاطي مع الأوبئة وخصوصا الجوائح العالمية.وكل خيار له مساوئه وحسناته.
الخيار الأول : ترك الجائحة تفعل فعلها والأكتفاء بمعالجة الحالات السيئة وهذا خيار محفوف بالكثير من المخاطر لأنه يعتمد على ترك الجائحة (الوباء) لينشط بين السكان حتى تصل الأصابة به (سواء كانت خفيفة أو شديدة) إلى أكثر من 70% بالمائة من مجموع السكان (مناعة القطيع) (مناعة مجتمعية) عندها يبدأ الوباء في الأنحسار التدريجي لأن الفيروس لا يجد من ينتقل له.
قد يبدو هذا الخيار منطقيا أذا عرفنا بدقة الخصائص الأمراضية للوباء قيد النظر مثلا كأن يكون الوباء انفلونزا موسمية متوسطة الشدة أو حينما يكون هناك لقاحا متوفرا لها . لكن كل المعلومات التي توفرت لدي أن الوباء ينتشر بسرعة رهيبة ويصيب الآلاف يوميا قلت حتى لو كانت الأصابات الشديدة جدا أو حتى حالات الوفاة هي كما يقولون 2% فأن هكذا نوع من الجوائح يسبب أنهيارا سريعا للنظام الصحي وعليه فأن هذا الخيار هو خيار كارثي بكل ما تعنيه الكلمة.
قد يبدو هذا الخيار منطقيا أذا عرفنا بدقة الخصائص الأمراضية للوباء قيد النظر مثلا كأن يكون الوباء انفلونزا موسمية متوسطة الشدة أو حينما يكون هناك لقاحا متوفرا لها . لكن كل المعلومات التي توفرت لدي أن الوباء ينتشر بسرعة رهيبة ويصيب الآلاف يوميا قلت حتى لو كانت الأصابات الشديدة جدا أو حتى حالات الوفاة هي كما يقولون 2% فأن هكذا نوع من الجوائح يسبب أنهيارا سريعا للنظام الصحي وعليه فأن هذا الخيار هو خيار كارثي بكل ما تعنيه الكلمة.
الخيار الثاني : أتباع أسلوب (الحجر+ العزل) أي حجر العائدين من خارج البلاد وعدم السماح لهم بمخالطة مجتمعهم أو التجول في الاسواق أو المرافق ويكون الحجر لمدة 2-3 أسابيع وهي فترة حضانة فيروس كورونا ومعه عزل المصابين (بأختلاف درجات حالاتهم) لكي لا يصبحون خزانات لنشر الوباء هذا الخيار سيعمل على خفض معدل الأصابات لكنه يسبب ضغطا على أسرة المستشفيات وخصوصا أسرة العناية المركزة حيث تزيد نسبة أشغال هذه الأسرة 70%.
الخيار الثالث : أتباع أسلوب (حجر + عزل + تباعد) والمقصود بالتباعد هو التباعد الجسدي في الساحات العامة والحدائق والأسواق ودور السنما ووسائل النقل.في معظم الأوبئة التنفسية فأن التباعد الجسدي بحدود 120 سم -200 سم (متران) يعتبر مقبولا لكن مرة أخرى لا تتوفر لدي بيانات فيزيائيه عن خواص فيروس كورونا وسرعة انتشاره الرهيب تدل على أن سحابة الرذاذ من المصاب ربما تتجاوز 5 أمتار.
قلت أن نسبة نجاح التباعد الجسدي دور حاسم للغاية في الأوبئة وأقل نسبة نجاح فيها حينما يلتزم به حوالي ربع السكان (25%) وأجودها حينما تصل نسبة التباعد الجسدي بين السكان حوالي 40% عندها سينخفض معدل الأصابة بالفيروس والأهم من ذلك هو أن أسرة العناية المركزة ستكون متوفرة لمن يحتاجها.
كيفية تعاطي الأنظمة الصحية العالمية مع جائحة كورونا القاتلة:
الصين : حيث يعتقد أنها بؤرة الوباء وحيث أصاب الفيروس حوالي 50 ألف صيني جميعهم في مدينة ووهان وتسبب في وفاة 3500 صيني.قامت الصين بعزل المدينة عزلا كاملا عن بقية المدن والمقاطعات الصينية وشددت الأجراءات الصارمة وسيكون لذلك اثرا كبيرا في أنخفاض الأصابات والوفيات في بقية المدن الصينية
بريطانيا : للأسف
النظام الصحي البريطاني أختار الخيار الأول وهو ترك الوباء في سيرورته و هو قرار كارثي وعليه أتوقع أن تكون
نسبة الأصابات بحدود 250000 (مائتان وخمسون الفا) إلى 500000 (نصف مليون) أصابه وبوفيات ما بين (40000) (أربعون ألفا) إلى (60000) (ستون ألفا).
أمريكا : وحتى كتابة
هذه السطور ليس من تحرك نشط من السلطات الصحية الأمريكية لأحتواء الوباء بالرغم من تشخيص الحالة الأولى فيها
وقبل عدة أيام .لا أعلم حقيقة ما يجري في الخفاء لكن أن كان هناك أتجاه
عام في ترك الوباء يسير بسيرورته كأنفلونزا موسمية (الخيار 1) فهذا خيار كارثي كما اسلفت أما توقعاتي المستقبلية للوضع الصحي العام في أمريكا فهو يعتمد على الأجراءات التي تتخذها
السلطات الصحية في كل ولاية فأن كانت متراخية أو تنتقل ببطء من خيار إلى آخر فأني أقدر عدد الأصابات سيتجاوز 5 مليون أمريكي أما الوفيات فستكون مابين (120000) (مائة وعشرون ألفا) إلى (160000)
مائة وستون ألفا بنهاية حزيران 2020
أستراليا : وزارة الصحة الاسترالية تتجه نحو الخيار رقم 4 (الخيار الممتاز للتعاطي مع الأوبئة الخطيرة) وهي تسابق الزمن في فرض حزمة من الأجراءات الأحترازية وهذه هي الخطوط العريضة للنهج الأسترالي العام في التعاطي مع هذا الوباء
المميت
* هناك
أتجاه قوي إلى مفهوم الأغلاق الكامل ولمدة ما بين 6-8 أسابيع ربما بعدها
يعاد تقييم الوضع الصحي العام في شان الأستمرار أو التخفيف
*الكشف النشط وأجراء مئات الألوف من الأختبارات الميدانية للتشخيص المبكر
*الكشف النشط وأجراء مئات الألوف من الأختبارات الميدانية للتشخيص المبكر
*التقصي
والتتبع الدقيق عن المخالطين للحالات المؤكدة والتفكير بوضع برنامج (تطبيق
هاتفي) يكون حلقة الوصل ما بين المخالطين ووزارة الصحة حيث يمكن متابعة
حالة المخالط والمريض على نحو دقيق.
* نشر الوعي العام بضرورة التقيد بشروط الصحة العامة (غسل أيدي +كمامة)
* ألتزام المنازل والعمل من داخلها وعدم الخروج الا لحاجة ملحة.
السعودية: قبل نحو أسبوع تم الأعلان الرسمي عن تشخيص الأصابة الأولى بفيروس كورونا لسعودي عائد للتو من إيران. رابط الخبر في موقع وكالة الأنباء السعودية (واس) (رابط الخبر) قلت أن هذه الحالة تمثل الجزء المنظور من جبل الجليد الضخم ويجب أعتبار أن هناك 1000 حالة مماثلة فإيران فيها تفشي خطير للغاية. وأنه من المؤسف أن إيران أتبعت سياسة عدم تختيم جوازات من يزورها من السعوديين وعاد الكثير ممن زاروا إيران في ديسمبر 2019 و يناير 2020 . علينا أن ندرك أن أجراءات الضبط والتتبع للقادمين من البحرين ستكون مهمة ومفيدة للغاية لأنها ستكون من منافذ عبور الوباء وتفشيه لا سمح الله.كذلك وجب ضبط ومتابعة لكل القادمين من أسبانيا و إيطاليا والخيار الأفضل هو الحجر في فنادق المطارات لمدة 3 أسابيع.
أنا أتتبع خيارات وزارة الصحة السعودية في تعاطيها مع الوباء فخيارها -حتى كتابة هذه السطور-هو خيار رقم 2 - ولا أعلم حقيقية ماهي الأسباب التي حالت دون الأنتقال سريعا إلى الخيار 3 أو حتى الخيار 4 .
وكما هو ملاحظ فان الخيارات الجيدة (3 أو4 ) مضاف لها أسلوب التباعد الجسدي قلت وهذا معضلة كبيرة للغاية في مملكتنا الحبيية فهناك الشعائر الدينية (صلوات + طواف) والتي لا يتوفر فيها أسلوب التباعد الجسدي يضاف إلى ذلك المدراس والقاعات المقتضة بطلابها وحتى البيوت والمنازل يضاف إلى ذلك العادات الأجتماعية من تزاور ومناسبات الأفراح ولا يفوتنا تكدس العمال مساكنهم وفي وسائل النقل العامة مما يجعل من الجميع المواطنين والمقيمين خزانا ضخما يغذي تفشي الوباء. أن عدم الأنتقال السريع أو حتى التأخر بالانتقال إلى أحد هذين الخيارين سيؤدي إلى ذروة كبيرة في عدد الأصابات والتي أتوقع أن تصل وبنهاية شهر حزيران (يونيو) 2020 ما بين (120000) (مائة وعشرون ألف) حالة وصولا إلى (200000) (مائتي ألف) وسيكون ثلثاها (60%) من الأخوة المقيمين .
وكما هو ملاحظ فان الخيارات الجيدة (3 أو4 ) مضاف لها أسلوب التباعد الجسدي قلت وهذا معضلة كبيرة للغاية في مملكتنا الحبيية فهناك الشعائر الدينية (صلوات + طواف) والتي لا يتوفر فيها أسلوب التباعد الجسدي يضاف إلى ذلك المدراس والقاعات المقتضة بطلابها وحتى البيوت والمنازل يضاف إلى ذلك العادات الأجتماعية من تزاور ومناسبات الأفراح ولا يفوتنا تكدس العمال مساكنهم وفي وسائل النقل العامة مما يجعل من الجميع المواطنين والمقيمين خزانا ضخما يغذي تفشي الوباء. أن عدم الأنتقال السريع أو حتى التأخر بالانتقال إلى أحد هذين الخيارين سيؤدي إلى ذروة كبيرة في عدد الأصابات والتي أتوقع أن تصل وبنهاية شهر حزيران (يونيو) 2020 ما بين (120000) (مائة وعشرون ألف) حالة وصولا إلى (200000) (مائتي ألف) وسيكون ثلثاها (60%) من الأخوة المقيمين .
قلت وبالرغم من هذا العدد الضخم من الأصابات فأن نسبة الوفيات ستكون قليلة وأتوقع أن تكون أقل من 1000 حالة وفاة (ثلثاها تقريبا للمقيمين) وتفسيري لقلة الوفيات بين السعوديين -تحديدا - يعود لأسباب وراثية تجعل من الرئة السعودية مقاومة لفيروسات الكورونا تحديدا.
وقى الله البلاد والعباد شر هذا الوباء