يقول
الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن العرب وضعت الفاظا محددة للقسمة
فقالوا أنها قسمة عادلة والعدل هنا مأخوذ معناه من العدِل (بكسر الدال)
وهو حاوية (كيس) كبير وقوي يتخذ من وبر الإبل يحملون فيه أمتعتهم ويجب أن
يوضع (العدِلان) على ظهر البعير بشكل متساوٍ ثم تشبك عرى العدِلان بقطعة
خشبية قوية بطول الأصبع أسمها (شظاظ).
وأذا كانت هناك قسمة في العدل والأنصاف فأن العرب وصفت قسمة أخرى فيها الكثير من الجور والحيف الا وهي قسمة (ضيزي)
قال الله تعالى في محكم التنزيل :
(أفرأيتم اللات والعزى (*) ومناة الثالثة الأخرى (*) ألكم الذكر وله الأنثى (*) تلك إذا قسمة ضيزى
الآيات من سورة النجم
وقوله تعالى (ألكم الذكر وله الأنثى) يقول: أتزعمون أن لكم الذكر الذي ترضونه، ولله الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم أذا (تلك إذا قسمة ضيزى) يقول جل ثناؤه : أذا قسمتكم هذه قسمة جائرة ظالمة ، لأنكم جعلتم لربكم ما تكرهه أنفسكم، وآثرتم لأنفسكم بما ترضونه وفي أية أخرى يؤكد القرآن على كراهية العرب في جاهليتهم الملودة الأنثى قال تعالى (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم) والمقصود بالبشارة هي أالبشارة بولادة الأنثى (الوأد عند العرب بين الحقيقة والوهم- أتبع الرابط)
يقول الدكتور العطيات أن العرب تقول : ضِزته حقه (بكسر الضاد) وضُزته (بضمها) فأنا أضيزه وأضوزه ، وذلك إذا نقصته حقه ومنعته ، و ضاز في الحكم: أي جار. وضازه حقه يضيزه ضيزا : نقصه وبخسه ومنعه.وقد يهمز فيقال: ضأزه يضأزه ضأزا يقول في ذلك الشاعر :
فإن تنأ عنا ننتقصك وإن تغب ... فسهمك مضئوز وأنفك راغم
وعليه فأن من أخلاق المسلم الحقة أن يتجنب الوقوع في مثل هذا النوع من القسمة الجائرة الظالمة فمثلا أن كان مديرا متنفذا في مستشفى مثلا أن يعطي لأحد الأقسام الضئيلة في حجمها وعدد مرضاهها ونشاطها جناحا كبيرا لا يستحقة لأنه ينتمي لذلك القسم وسيعود إليه ولربما تبقى الكثير من غرف الجناح لسنوات مغلقة يكسوها الغبار -ويحرم قسما كبيرا آخر معتبرا وفي أمس الحاجة من حقه ، أو أن يعطي لأحد الأقسام وظائف (هيل بلا كيل) بل وتفيض عن الحاجة الحقيقة لعلاقة الصداقة الحميمة بينه وبين رئيسه أو حتى لوجود رابطة عائلية أو قبيلة أو جهوية بينهما أنه أن فعل ذلك فتلك اذا ....(قسمة ضيزى)