عام 1922 ضم البلاشفة لجمهورية أوكرانيا 3 جمهوريات تقع في
شرقها وهي القرم و دونيستك و لوغانسك فكان ذلك بمثابة الغنيمة الكبرى وطعما لها للانضمام للأتحاد فتم لهم ذلك.
ولكن ومنذ خروجها
من عباءة الاتحاد السوفيتي بعد تفككه عام 1991 بقيت أوكرانيا موالية لروسيا ولم يبد رؤساءها
أي رغبة في انضمام لحلف الناتو وهو الحلف المعادي لحلف وارسو التقليدي.
لكن احتجاجات
القرم المطالبة بالاستقلال في العام الماضي 2014 وما تلاه من استفتاء شعبي لتقرير
مصير القرم ونتيجة الاستفتاء وهو رغبة شبه جزيرة القرم في الانفصال عن أوكرانيا وهروب
رئيسها الموالي لروسيا وبعد الانفصال أعلن القرميون أنهم في صداقة مع روسيا في حين
تعتبرهم أوكرانيا انفصاليون .وبالرغم من أعلان دونيستك
و لوغانسك الاستقلال وبتشجيع من جماعات موالية لروسيا لم تعترف أوكرانيا بهما كما
أن روسيا لم تصرح بأنها مع أو ضد أعلانهما لكنها أكدت حق الجمهوريات في تقرير
المصير بناء على استفتاء شعبي.
أوكرانيا ومنذ عام 2014 وهي تسعى للانضمام للاتحاد
الأوروبي وهي رغبة رحبت بها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بل أن المانيا قالت
أنها لا تمانع من ضم أوكرانيا لحلف الناتو العسكري ولاشك أن سعي أوكرانيا هذا
يقابله رفض علني من قبل روسيا والذي لا يمانع بانضمامها للاتحاد الأوروبي ولكن ليس
الانضمام لحلف الناتو.
أن اندفاع أوكرانيا نحو الغرب هو سلوك يهدد وبشكل
كبير الوجود الروسي ومن الأجدر أن يسعى قادة أوكرانيا لأن تكون الجمهورية غير
منحازة لا للغرب ولا للشرق وأن تكون مثل النمسا وسويسرا وأن تقيم علاقات حسنة مع
روسيا
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن
زيادة تقارب أوكرانيا مع الغرب هو بمثابة أعلان حرب على روسيا وهذا سيؤدي في نهاية
الأمر إلى احتمال الاجتياح الروسي لها وتنصيب رئيس أوكراني موالي لروسيا ولن تتدخل أمريكا ولا
المانيا عسكريا لنصرة أوكرانيا وإنما الاكتفاء بالدعم السياسي وبعضا من السلاح
والعقوبات الاقتصادية.
يذكر لنا التاريخ أن الاتحاد السوفيتي أجتاح أفغانستان 1979 بعدما اسقط الثوار -أصبحوا المجاهدين فيما بعد - حكومة نجيب الله الموالي للأتحاد السوفيتي وقاموا بأعدامه مع أخيه علما أن حكومة نجيب الله كانت قج بعثت بحوالي 30 طلبا رسميا وعلى مدى عدة أشهر تطلب من الأتحاد السوفيتي رسميا التدخل والمساعدة لضبط جبهات التمرد وذلك طبقا للمعاهدات بين الدولتين
أن الوعي بحقائق التاريخ والجغرافيا مهم للغاية
للحؤول دون وقوع النزاعات والحروب.