17 أغسطس، 2013

الأستأساد (Bullying)

الأستأساد لغة من فعل الأسد وهو المقابل العربي الذي وضعته للكلمة الأنجليزية (Bullying) والتي كثر الحديث عنها منذ عدة أشهر ونشط الحديث عنها الأسبوع الماضي بعد حالة أخرى ذهبت ضحيتها فتاة مراهقة وقامت شبكة CNN الأخبارية بعرض تقرير عنها فقد تعرضت الفتاة الى ما بات يعرف بالأستاساد الأفتراضي أي الأستاساد عبر شبكة الانترنت.

الأستأساد هو سلوك سواء كان واقعي أو أفتراضي (غير مباشر) يقصد به الحاق الضرر النفسي أو البدني أو كليهما معا للمستأسد عليه (أو عليهم أن كانو مجموعة ) وقد يمارس الأستأساد فردا على مجموعة أو العكس تقوم به مجموعة ضد فرد.  

الأستأساد أنواع منها اللفظي ومنها البدني ومع ظهور وسائل الأتصال الحديثة من هاتف ومن ثم شبكة عنكبوتية (شبكوت) ظهر ما يسمى  (CyperBullying) أي الأستأساد الأفتراضي  وهو لا يقل في خطورته وتأثيرة عن الأستأساد الواقعي 

أهم آثار الأستاساد الخطيرة هو أحباط وأكتئاب المستأسد عليه وفقدان الثقة بالنفس والذي يتراكم بمرور الزمن والذي يدفع به في معظم الاحيان الى التفكير أو الشروع فعلا بالأنتحار

كل الأعمار معرضة للأستأساد ولكن هناك الفئة الأكثر تأثرا وهي فئة الأطفال والمراهقين وقد سجل في أمريكا في العام الماضي 130 حالة أنتحار سببها الأستأساد وفيها ترك الضحايا كتابات أو تسجيلات بالصوت  والصورة للأسباب التي دفعتهم للأنتحار وكلها أسباب تراكمية لمرحلة الأستأساد التي مروا بها

تشكل ظاهرة الأستأساد من الظواهر الأجتماعية الخطيرة التي تعاني منها المجتمعات وخصوصا أمريكا وهناك زخم كبير في محاولة للجم أستفحالها بسبب أستمرار مسلل الأنتحاربين الأطفال والمراهقين وعليه فقد بدأت أمريكا هذا العام برصد مبلغ 600 مليون دولار للتوعية المدرسية والجامعية وطبع كتيبات وتاهيل عدد من المدرسين للتعامل مع هذه الظاهرة وهناك قوانين تجرم الأستأساد بما فيها الأستأساد الأفتراضي (CyperBullying).

كلمة الأستأساد (Bullying) ليست من (Bull) والتي تعني الثور (حيوان معروف) ولكن الكلمة لاتينية لها أصل من الأغريقية القديمة تنطق (بولي) وتعني "الأخ الأكبر" وهو اللقب الذي كان يطلق على من يقوم بحراسة "بنات البغاء" وبالتأكيد كان ذلك الأخ يستأسد عليهن فهو بأستضعافه أياهن يكيل لهن الأساءة اللفظية والبدنية.

والعرب عرفت الأستأساد أقرا معي أن شئت قول الشاعرعمران بن حطان موجها شعره للحجاج:
أسد عـلي وفـــي الحروب نعامة ... ربداء تجـفـل من صفير الصافر
هلا برزت الى غزالة فـــي الوغى ... بـل كان قلبك فـي جناحي طائر 
 
 
ويقصد بالربد طائر النعامة 

ويامن تقرأ هذه السطور قد يتعرض أحد أطفالك او أخوانك أو أخواتك للأستأساد (Bullying) وأنت لا تعلم بذلك فقد يكون الأستأساد من أخ كبير أو أخت كبيرة متسلطة في المنزل أو حتى أحد الوالدين وقد يكون الأستأساد في العمل والمدرسة وحتى في العالم الأفتراضي.

هذه عينة فقط من أطفال أنتحرو بسبب الأستأساد (Bullying) وذكرت مع كل واحد منهم نوع الأستأساد الذي مورس معه  
 


          

06 يونيو، 2013

أنسان عمره .... 1000 سنة

 يموت الأنسان بأسباب يعرفها الطب وهي
السكتة القلبية - توقف مفاجيء في كهرباء القلب
الحوادث والإصابات 

فشل الأعضاء (فشل عضلة القلب ، فشل الكلى .... ألخ)
الأمراض القاتلة (التهابات ، سراطانات)
الشيخوخة

والذي أتصوره أن كل الاسباب السالفة الذكر من الممكن وضع حلول لها وخلال 50-100 عام عندها لن يسمع البشر أن أنسانا مات بسكة قلبية لأن هناك شريحة مزروعة في عضده تراقب نبضات قلبه وهي متصلة بمركز سيطرة يتولى إعادة النبض السليم وفي فترة لا تتجاوز 10 ثواني وهذا يتم بشكل آلي ودون أن يشعر به ذلك الأنسان

كما أن السيارات وهي من أسباب الموت ستكون سيارات ذكية للغاية ومرنة للدرجة أنها حتى لو دهست أنسانا فأنها لن تسبب له أي أذى يذكر.

ستكون هناك شركات متطورة تقوم بتصنيع أعضاء بشرية مطابقة تماما للأعضاء البشرية من خلال تقنية الخلايا الجذعية أو من إعادة ضبط أعضاء الحيوانات لتناسب الأنسان.

أما موضوع الألتهابات سواء كانت فيروسية أو بكتيرية وهي من الاسباب المعروفة لوفيات ملايين البشر حول العالم وفي كل عام فسيتم أنتاج لقاحات ممتازة تعطى مرة كل 5-10 سنوات أو حتى مرة واحدة 

أما في موضوع الشيخوخة فأن العلم سيتطور وستكون هناك أدوية أو أمصال تمنع ظهور الشيخوخة وأمراضها .

نفس الشريحة التي تراقب نبضات القلب ستراقب مجمل وظائف الجسم وستقوم بأخبار المركز الذي يتولى الاشراف عليها بتقرير مفصل كامل وكل ساعة وحيث يتولى الأنسان الآلي بالمصادقة عليها أو تمريرها إلى طبيب بشري للنظر فيها ويتم ذلك دون أن يشعر بها الأنسان

طبعا من يقرأ سطوري هذه فسيخلص إلى نتيجة أن كاتبها يهذي أما بسبب حمى ألمت به أو أنه فاقد لعقله أو يكاد ولكني أتمنى أن تبقى سطوري هذه ل 1000 عام  حتى تدرك تلك الأجيال أن طبيبا أسمه محسن بن سليمان العطيات العطوي كتب يوم الجمعة 7 يونيو من عام 2013 وهو يوافق يوم ميلاده تلك التصورات المستقبلية والتي أصبحت بالفعل حقيقة ملموسة.

تصبحون على ألف خير.

22 مارس، 2013

ساعتنا الأخيرة ....ستكون بسبب خطأ بيلوجي والساعة ستكون عام 2020

قرأت كتابا للسير (مارتن ريس) يحمل عنوانا مخيفا للغاية "ساعتنا الأخيرة : تحذير العلماء: كيف يهدد الإرهاب والخطأ والكوارث البيئية مستقبل البشرية في هذا القرن - على الأرض وما بعدها".


ويورد (ريس) من أن القرن الحادي والعشرين قد يشهد بالفعل انقراض البشرية ، وهو يوم كما يقول قادم لا محالة ويرجح  أن يكون ناتجًا عن "خطأ بشريا" أكثر من كونه كارثة طبيعية ويعتقد أن الأرهاب البيلوجي هو التهديد الأكثر احتمالا  في الوقت الحالي ، لكن العلماء ذوي النوايا الحسنة ، كما يقول ريس ، قادرون على محو البشرية عن طريق "الخطأ البيلوجي" من خلال أنتاج مسببات الأمراض الفائقة والمهندسة وراثيًا التي تخلق أوبئة غير مسبوقة ، أو حتى من خلال شيء غريب كتجارب الجسيمات عالية الطاقة التي تأتي بنتائج عكسية ويجعل الكون ينفجرفي ساعة من زمن.
 ويطرح (ريس) بعض الأسئلة الصعبة حول مسؤولية العلماء عن التخلي عن الأبحاث التي قد تؤدي إلى خروج مارد خبيث وشري من قمقمه بل ودعى إلى تقييد مشاركة المعلومات العلمية لمنعها من الوقوع في "الأيدي الخطأ"
ومما ورد في كتابه الشيق:
أن العلوم تقدم أسرع من أي وقت مضى ، وعلى جبهة أوسع: تقدم التكنولوجيا الحيوية والفضائية والنانوية آفاقًا مبهجة ؛ وكذلك استكشاف الفضاء. لكن هناك جانب مظلم: للعلم الحديث يمكن أن يكون له عواقب غير مقصودة. يمكّن الأفراد من ارتكاب أعمال رعب ضخمة بل أخطاء بريئة غير مقصودة تكون نواتجها كارثية. يمكن أن يكون "الجانب السلبي" من تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين أكثر خطورة واستعصاءً من خطر الدمار النووي الذي واجهناه منذ عقود. وقد تؤدي الضغوط التي يتسبب فيها الإنسان على البيئة العالمية إلى مخاطر أعلى من المخاطر القديمة للزلازل والانفجارات وتأثيرات الكويكبات.
وقال أيضا :
نحن ندخل عصرًا يمكن فيه لشخص واحد ، بفعل سري واحد ، أن يتسبب في وفاة الملايين من البشر أو يجعل مدينة  مترامية الأطراف غير صالحة للسكن ولسنوات ، وعندما يمكن أن يتسبب خلل في الفضاء الإلكتروني في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم لقطاع كبير من الاقتصاد: النقل الجوي ، توليد الطاقة ، أو النظام المالي. في الواقع أن هذه الكارثة ليس بالضرورة أن من قام بها أنسانا شريرا وأنما شخصا غير كفء .
تتزايد هذه التهديدات لثلاثة أسباب
1- ستنمو القدرات التدميرية والمدمرة المتاحة للأفراد المدربين في علم الوراثة أو علم الجراثيم أو شبكات الكمبيوتر مع تقدم العلوم 2-أصبح المجتمع أكثر تكاملاً وترابطًا (دوليًا ووطنيًا) 2-
3-تعني الاتصالات الفورية أن التأثير النفسي حتى لكارثة محلية له انعكاسات عالمية على المواقف والسلوك.
وقال قبل الختام :
سأضع ألف دولار على الرهان: "بحلول عام 2020 ، ستقتل حالة من الخطأ البيلوجي أو الإرهاب البيولوجي  مليون شخص".
I staked one thousand dollars on a bet: "That by the year 2020 an instance of bioerror or bioterror will have killed a million people."
وقال :  بالطبع ، أتمنى بشدة أن أخسر هذا الرهان. ولكن بصراحة لا أتوقع ذلك.

نبذة عن السير مارتين ريس:
بعد دراسته في جامعة كامبريدج ، شغل منصب ما بعد الدكتوراه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل أن يصبح أستاذًا في جامعة ساسكس ثم اصبح عضوًا في معهد علم الفلك النظري في جامعة كامبريدج ، إنجلترا من عام 1967 إلى عام 1972
 وفي عام 1973 أصبح زميلًا في King's College وأستاذ لعلم الفلك والفلسفة التجريبية في كامبريدج (استمر في المنصب الأخير حتى عام 1991) وعمل لمدة عشر سنوات كمدير لمعهد كامبريدج لعلم الفلك.

 تصبجون على ألف خير


25 ديسمبر، 2012

المدراء الشباب ....الهدر المزدوج

في بعض المستشفيات المرجعية بدأت ظاهرة غير مألوفة وهي أسناد شيئا من الأدراة المتوسطة والدنيا إلى الأستشاريين الشباب 

وكنت أحسب في البداية أن ذلك نوعا من تهيأتهم للقادم من السنين ولكن صحح خطأ ظني الأخوة الأستشاريين العارفين ببواطن الأمور فالأستشاري الشاب ومجرد تسلم المنصب الأداري فأنه يطالب على الفور بمزايا المنصب كاملة غير منقوصه وتحديدا التخفف من الأعباء الطبية من مناوبات وعيادات.

أحيانا يكون خفض العبء الطبي يكون مناسبا ولا يؤثر على ادائه كطبيب ولكن في الغالب يتم خفضه وبنسبة كبيرة تصل إلى نصف نصاب أمثاله في حين أن المنصب الأداري الذي يتولاه الأستشاري الشاب لا يبرر على الأطلاق هذا الخفض الكبير.

قلت أنه وبالتدريج تتحول أعباء الأستشاري الشاب الطبية لتتوزع على غيره من الأستشاريين والذين يكبرونه سنا وقد يكون الفارق في الحصول على شهادة التخصص بين الاسشتشاري الشاب وزملائه في تخصصه الدقيق ما بين 10-15 سنة وفي بعض الأحيان 20 سنة وهذا يؤدي إلى نشوء بيئة غير صحية في الأقسام الطبية والجراحية حيث يشعر الأستشاريين الكبار بالغبن وعدم الأنصاف لانه يرى ان زميله الأستشاري الشاب -وقد يكون ممن تولى تدريبهم حينما كان طبيبا مقيما - يأخذ نصف العبء الطبي وكل ذلك بسبب مقتضيات المنصب الأداري.

لا شك حينما يتأتى للأستشاري الشاب منافع الأدارة من قلة في المناوبات وخفض في عدد العيادات أو التقليص في عدد  مرضاه وبالتالي قلة في عدد المرضى في عيادته بل ويتعداه  إلى أن يفّصل جدول المناوبات على مزاجه فأنه لا يمكننا القول أنه يقبل بالرجوع للميدان الطبي بل سنجده يتعرض ويتشوف لمناصب أدارية أعلى.

أقول ألم يكن الأحرى والأولى لو بذل الأستشاريون الشباب عنفوان شبابهم في خدمة المرضى والنهوض بهم.

أني لأتمنى على الأدارات العليا الطبية أن تضع ضوابط تحول دون نشوء هذه الحالة والتي تحولت في بعض المستشفيات المرجعية إلى ما يشبه الظاهرة كأن لا يسمح للأأستشاريين الأطباء الشباب بتولي شيئا من الأدارة الطبية الوسطى والدنيا الا اذا مضى عليه العمل في تخصصه الدقيق فترة لا تقل عن 10-15 سنة أو أن لا يقل عمره عند ترشيحه للأدارة للمرة الأولى عن 45-50 سنة.


  

 
 

06 نوفمبر، 2012

الجراد يضرب جمهورية مصر العربية

يعتبر الجراد نوعًا من "الجنادب" Grasshoppers، وهي حشرات تأكل الأعشاب وتمتلك أرجلاً خلفية قوية تساعدها على القفز لمسافات أطول بكثير من حجمها تصل إلى 20 ضعف. ويحمل الجراد هذا الاسم لأنه "يجرد" الأرض أي يتركها جرداء لا زرع فيها.
 وقد أعد مركز المصري للدراسات والمعلومات تقريرًا معلوماتيًا عن ظاهرة أسراب الجراد التي تغزو الحدود المصرية في موجات شبه منتظمة، قادمة من الغرب أو من الجنوب أو من الشرق والجنوب الشرقي، ويتضمن التقرير تعريفًا بأنواع الجراد الغازية ومخاطرها، وتوقيتات هجماتها، مع إلقاء الضوء على أبرز هجماتها على مصر خلال العقود الماضية.
ويتألف سرب جراد الصحراء الذي دائمًا ما يمر على مصر من نحو 80 مليون حشرة لكل كيلومتر مربع، ويقطع السرب الواحد أكثر من 130 كيلومترًا يوميًا. ويتكاثر الجراد الذي يهاجم مصر والدول المجاورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ثلاث مناطق رئيسة، هي:

    شرق السودان وإريتريا وهضبة الحبشة.
    غرب السودان وشمال أفريقيا وبعض جهات الصحراء الليبية.
    بعض وديان اليمن والمملكة العربية السعودية.

ويبدأ تكاثر هذا الجراد في يوليو وأغسطس ويهاجر عادة في الخريف وأوائل الشتاء إلى ساحل البحر الأحمر حيث يتزاوج ويتناسل ثم تعود سلالته إلى أماكنها الأصلية أو تتجه إلى اليمن والسعودية وإيران وفي بعض السنين تطير شمالاً إلي دول الشرق الأوسط ومصر حيث تتكاثر ثم تعود سلالتها جنوبًا.
هناك نحو 20,000 نوع من الجراد في العالم يمكن تصنيفها في ثماني عائلات حشرية، وهي:
1- الجراد الصحراوي الذي يتواجد في المناطق الصحراوية الجافة في أفريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان و جنوب غرب آسيا الممطرة.
2- الجراد الأفريقي المهاجر، في أفريقيا.
3- الجراد الشرقي المهاجر، في جنوب شرق آسيا.
4-  الجراد الأحمر، في شرق أفريقيا.
5- الجراد البني، في جنوب أفريقيا.
6- الجراد الأسترالي، في أستراليا.
7- جراد الأشجار، في أفريقيا وحوض المتوسط.
8- الجراد المغربي، في منطقة المغرب العربي.
تأكل الجرادة قدر وزنها من النباتات الخضراء يوميًا أي ما يقرب من 30/40 جرامًا من النباتات الخضراء. فسرب واحد من الجراد قد يقوم بالتهام نحو 80 ألف طن من المزروعات يوميًا، إلا إنه لا يمكن تعميم تقدير الأضرار التي يسببها الجراد والتي تتوقف على طبيعة الهجوم، من حيث حجم السرب والمدة التي سيبقى بها في المنطقة الواحدة.
ويعتبر الجراد الصحراوي أخطر أنواع الجراد حيث يعرف بشراهته المتناهية حيث يلتهم كل ما يصادفه بغض النظر عن نوع المحصول.
كما يحمل الجراد الأحمر العديد من المخاطر حيث تأكل الجرادة الواحدة منه قدر وزنها يوميا، ويضم السرب من هذا النوع 400 مليون جرادة، تلتهم 800 طنا من المزروعات يوميا.
وتشير الإحصائيات الدولية إلى ضخامة الخسائر التي قد تلحق بالمحاصيل الزراعية بسبب الجراد والتي بلغت على مستوى العالم خلال الفترة ما بين عام 1925 إلى 1934 أكثر من مليار دولار بمتوسط مائة مليون دولار سنويًا.
وفى 1960 قدرت قيمة التلفيات التى أحدثتها أسراب الجراد من الحبوب الغذائية الرئيسة فى أثيوبيا نحو 10 ملايين دولار، مما أدى إلى حدوث مجاعة في المنطقة، وفي أواسط أفريقيا هلك كثير من الناس جوعًا نتيجة للأضرار الجسيمة التي أصابت المحاصيل الغذائية التي قضى عليها هذا الجراد خلال العقود الخمسة الماضية.
أبرز هجمات الجراد على مصر:
دائمًا ما تشهد مصر هجمات متكررة من قبل أسراب الجراد نتيجة لموقعها الجغرافي وجوارها الإقليمي الحاضن لتلك الأسراب، وهي الهجمات التي تفاوتت في تأثيرها وأضرارها وفق طبيعة الهجوم ومناطقه، ولقد جاءت أبرز تلك الهجمات التي استهدفت مصر من قبل أسراب الجراد على النحو التالي:
* عام 1954: هاجم الملايين من الجراد الأحمر المناطق السكنية والزراعية وأبادت كل ما صادفها من مزروعات، وقد كان ذلك جزءًا من هجمة إقليمية بين عامي 1954 و1955 حيث تم تسجيل ظهور 50 سربا من الجراد أدت إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة، كما بلغت خسائر الحاصلات في المغرب 15 مليون دولار.
* عام 1968: شهدت مصر هجومًا من أسراب الجراد القادمة من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر من دون أن تسبب أي أضرار، لعدم تجاوزها المناطق الصحراوية الشرقية للبلاد.
* عام 1988: تمكنت أسراب كثيرة من "الجراد الصحراوي" من عبور المحيط الأطلنطي قادمة من موريتانيا ووصلت إلى منطقة الكاريبي قاطعة أكثر من 5000 كيلومتر في 10 أيام. وقد هاجم نحو 68 سربًا الأراضي المصرية، تراوحت مساحة الواحد منها ما بين 40 إلى 100 كيلومترًا مربعًا. ولم تسفر هذه الهجمة عن مشاكل لعدم تجاوزها المناطق الجبلية والصحراوية من الحدود المصرية.
* عام 2004: شهدت مصر هجومًا حادًا من "الجراد الأحمر"، حيث غزت أسراب كبيرة منه سماء القاهـرة بل، ووصلت إلى محافظات البحيرة والمنوفية والاسكندرية، ولكن لم يسبب الجراد وقتها مشاكل رغم كثافته لأنه كان من النوع النشط الذي لا يستقر في مكان واحد أكثر من ليلة واحدة.
* عام 2007، وعام 2011: شهدت مصر هجومًا خلال هذين العامين من فلول جراد شبه الجزيرة العربية، ولم يسفر عن أية مشاكل نهائيًا بسبب قلة أعداده التي تم التعامل معها بسهولة.وقد أعد مركز المصري للدراسات والمعلومات تقريرًا معلوماتيًا عن ظاهرة أسراب الجراد التي تغزو الحدود المصرية في موجات شبه منتظمة، قادمة من الغرب أو من الجنوب أو من الشرق والجنوب الشرقي، ويتضمن التقرير تعريفًا بأنواع الجراد الغازية ومخاطرها، وتوقيتات هجماتها، مع إلقاء الضوء على أبرز هجماتها على مصر خلال العقود الماضية.
ويتألف سرب جراد الصحراء الذي دائمًا ما يمر على مصر من نحو 80 مليون حشرة لكل كيلومتر مربع، ويقطع السرب الواحد أكثر من 130 كيلومترًا يوميًا. ويتكاثر الجراد الذي يهاجم مصر والدول المجاورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ثلاث مناطق رئيسة، هي:
    شرق السودان وإريتريا وهضبة الحبشة.
    غرب السودان وشمال أفريقيا وبعض جهات الصحراء الليبية.
    بعض وديان اليمن والمملكة العربية السعودية.
ويبدأ تكاثر هذا الجراد في يوليو وأغسطس ويهاجر عادة في الخريف وأوائل الشتاء إلى ساحل البحر الأحمر حيث يتزاوج ويتناسل ثم تعود سلالته إلى أماكنها الأصلية أو تتجه إلى اليمن والسعودية وإيران وفي بعض السنين تطير شمالاً إلي دول الشرق الأوسط ومصر حيث تتكاثر ثم تعود سلالتها جنوبًا.
المصدر :المركز المصري للدراسات والمعلومات