25 أكتوبر، 2015

لغة

ترد في اللغة العربية الفصيح منها والعامي كلمات قد لاتفهم أو أن يتم فهمها من السامع أو القارئ على غير مقصودها وتبقى هذه الكلمات عصّية الفهم عند الكثيرين وقد يضعوا مقابلها معان تغير المعنى كاملا.
ففي بلاد الشام مثلا نجد من الأهازيج الشعبية قولهم:
(فوق النخل) فـوق يابه  ... (فـوق النخل) فـوق 
مــدري لــمع خـده يابه  ... مــدري الـقـمر فوق
فقد يعتقد السامع أو القارىء أن جملة  (فوق النخل) تعني جملة ظرفية من (فوق) بمعنى على و (النخل) أي شجر النخل المعروف لكن المقصود الفعلي من جملة (فوق النخل) هو (فوق إلنا خِلّ) والخِلّ بمعنى الخليل والحبيب.
ومنه أيضا قول مرسا العطاوي العتيبي : 
وجدي عليهم وجد من طاح في الموج ... غدت به الأمواج ما أحْدٍ (فِطلّه)
فكلمة (فِطلّه) الواردة في البيت قد لايدرك معناها السامع أو القارىء الا اذا قلنا له أن (فِطلّه) هي (فطّن له) أي ما أحد فطن لذلك الذي سقط في غبة البحر فدغمت الكلمتان بحذف حرف النون لوجود تنوين الشد الذي يغني عن كتابة النون.
ومنه إيضا عدم التفريق بين (طِفلة) و (طَفلّة) فيتغير المعنى ويأتي على غير المقصود ، طِفلة (بكسر الطاء) هي من كانت في مرحلة الطفولة  أما طَفلّة (بفتح الطاء) فهي الفتاة ناعمة الجسد   وهي التي قصدها  أمرؤ القيس الكِنْدي في قوله:
تعلّـــق قلــبي (طَفلّة) عربية ... تنعّم في الديباج والحلي والحلل
وفيها أيضا قول الشاعر:
دار لبيضاء العوارض (طَفلّة) ... مهضومة الكشحين ريّا المعصم
وأيضا قول ذو الرمة:
أسيلة مجرى الدمع هيفاء (طَفلّة) .. رداح كإيماض البروق ابتسامها

وأسم (طفلة) كان من أسماء الفتيات في شمال الجزيرة العربية إلى عهد قريب.