2010
أقول لدي قناعة قديمة منذ أن كنت طالبا مفادها أن عمر الأنسان سيطول بفضل الخالق عز وجل ثم بفضل التقدم المذهل في المجالات العلمية ولقد وضعت تصورا عن العمر والذي قد يصل له الأنسان فجعلته بحدود 250 عام.
نعم فبعد عشرات السنين يستطيع الأنسان -وبقدرة الخالق عز شأنه – أن يعيش 250 عاما وهو بكامل صحته وعنفوانه ،لا يعاني من وهن الشيخوخة ولا أمراضها.
فكتاب الجينات البشري (الجينوم) أصبح كتابا مقروءا وبأدق تفاصيله والتطور المذهل في علم الخلايا الحيوي وكيمياء الخلايا و علم الجزئيات متناهية الصغر (النانو) كلها سيكون لها الأثر الكبير في ذلك.
ودليلي على ذلك هو ما أذكره وعلى الدوام عن عمر الأنسان الأمريكي .
في بدايات
القرن العشرين كان متوسط عمر الرجل
الأمريكي مابين 40-45 عام والمرأة مابين 45-50 عام وهذه معلومات متوفرة على النت في
المشاع العام من البيانات الحيوية الأمريكية . وفي السبيعينيات بدأ متوسط الأعمار الأمريكي بالتحسن التدريجي واليوم ونحن في عام 2014 ميلادي فأن متوسط عمر
الرجل الأمريكي هو مابين 70-75 عام و المرأة من 75-80 عام ولا شك أن سبب تضاعف عمر
الفرد الأمريكي هو أختراع المضادات الحيوية و أختراع اللاقاحات وتحسين بيئة
العمل ودرء أخطارها والكشف المبكر عن الأورام والتطور الكبير في علم الأدوية
لكن لن يكون العمر المديد والذي قد يصل إلى 250 عام كما أسلفت بمقدور الجميع وأنما سيكون لأفراد يستطيعون دفع الأموال الطائلة لشركات تطويل الأعمار وهذه الشركات هي شركات حيوية (بيلوجية) تعمل على مستوى الخلية البشرية وفي تصوري أن هذه الشركات سيكون لديها آليات مريحة تساعد الزبون الثري. مثلا تعطي الزبون ساعة تعمل فورا كمنظم لضربات القلب فلا يموت من يلبسها من توقف نبضات القلب أو بسبب أضطراب في سرعة القلب صعودا أو هبوطا.
وسيكون بمقدور هذه الشركات إيضا منح الزبون حبة بحجم حبة الدواء الصغيرة تدخل إلى جوفة وتقوم بألتقاط أكثر من 10 الاف صورة دقيقة لكامل الجهاز الهضمي ليتولى برنامج آلي شديد الذكاء من تفرس هذه الصور والأخبار عن وجود أورام أو زوائد في الجهاز الهضمي وعندها لن يموت ذلك الزبون بسبب نزف معوي أو قرحة أو بسبب سرطان القولون تأخر تشخيصه.
وسيكون بمقدور
هذه الشركات إيضا أخضاع الزبون إلى جلسة لا تستغرق ساعة واحدة في كل 5 سنوات يتم فيها تنظيف شرايين
القلب والجهاز العصبي حينها لن يموت ذلك الزبون بسبب جلطة أو خثرة في تلك الأعضاء الحيوية.
وسيكون بمقدور هذه الشركات وبعد الحصول على قطرات دم قليلة من الزبون أن تقوم بمسح وتفرس كامل للجينات وتقوم بأبطال الجينات التي قد تسبب الأمراض أو الأورام في القادم من سنين ذلك الزبون الدفيع.
وستقوم هذه الشركات إيضا بحقن الزبون وعلى مدى ساعة واحدة بكوكتيل من الخلايا الجذعية يعمل وبشكل فوري على ترميم الجسم
أن تلك الشركات سيكون بمقدورها تعويض أي عضو في الزبون بعضو آخر تم تصنيعه بتقنية عالية فيوفرون للزبون الغني كل ما يحتاج كما توفر الشركات الصانعة قطع الغيار الممتازة لزبائنها.
وعليه فأن المستفيد من ذلك كله هو الأنسان "الثري الميسور" ولن يكون ذلك متاحا للعامة وعليه فلن يكون هناك خشية من الأنفجار البشري على الكرة الأرضية وحينها سنسمع قول أحدهم "طولت عمري بفضل الله ثم... بفلوسي!!"
تصبحون على آلف خير