02 مايو، 2012

الأدارة المدمرة بحسب غانسن (1972)

وصف الدكتور غانسن (1972) نوعا "مدمرا" من الإدارات "المتوسطة"
ومن أبرز سمات هذه الأدارة  :

*أنها مجموعة إدارية صغيرة للغاية (لا يزيد عدد أفرادها عن اصابع اليد الواحدة)
*متماسكة (بسبب الصداقة والأخوة وحتى الأبوة بين افرادها) .
* موقعها يكون متوسطا في الهيكل المؤسسي.
* لها ولاء مطلق للأدارة العليا.
*لها تفكير (جمعي أقراري) في سيرورة أتخاذ القرار.
*تهون كثيرا من حجم المشكلات.
*تركز وبشدة على المعلومات التي تعزز رأيها .
*تتجاهل وتستخف بالمعلومات التي تناقض رأيها.
*توبخ وتلوم كل من يقول ويخالف أو ينتقد رأيها.
*توحي لمرؤوسيها على الدوام بأنها الأعلى والأقوى.


يقول (غانسن) وبمرو الوقت تقع هذه الإدارة المتوسطة في فخ الثلاثية المدمرة وهي (الولاء-الانغلاق-الصمت) فهي لا تستطيع أبداء رأيها والذي قد يكون مغايرا لقرارات أدارتها العليا لانها على الدوام منحازة لها مما يؤدي إلى نشوء حالة أدارية خطيرة تسمى "الأنحياز الأقراري" (Confirmation bias)
وهي من الجانب الآخر لا تسمح للإدارة الدنيا بأبداء الرأي في قرارتها لأنها تلوح لها بانها تملك القوة والسلطة والتفوق العقلي والمهني وبحسب (غانسن) يؤدي ذلك كله  تراجع مستمر في أداء المنشأة. 


في التدوينة القادمة سأتحدث عن "الصمت المؤسسي" أسبابه واضراره  ... تصبحون على خير

07 مارس، 2012

برهان

تلقيت وبسرور بالغ نسخة من (نبض الجامعة) والتي حفلت بالكثير من الأخبار والمواد الثقافية المتنوعة ولقد ورد في عددها لهذا الشهر تكرار كلمة "مبني على البراهين" في مجالات شتى طبية وغير طبية وهي ترجمة -غير موفقة- لوصف الباحث (غويات) Evidence Base وهذا محل أستغرابي من مرور ترجمة (Evidence) إلى المقابل (برهان) مرور الكرام بل وأصبحت هذه الكلمة (برهان) هي الترجمة الرسمية لكلمة (Evidence).
الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي قد طالب ويطالب ومنذ عام هجرية 1414 الموافق 1994 ميلادي بتغييرالأسم من (برهان) إلى (دليل) لأن كلمة أو مصطلح (برهان) في اللغة العربية له دلالته الواضحة فالبرهان يعني (الدليل القاطع) وأستشهد بآلاية الكريمة في قوله تعالى (قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين) وهل الممارسات سواء كانت طبية أوأنسانية هي (براهين) قد تم الجزم والقطع بصحتها 100% بالمائة لنطلق عليها أسم (براهين) أم أنها لا تزال قابلة للطعن في مصداقيتها مع تقدم العلم والمعرفة بل أن الدكتور العطيات قد أقترح تسمية جديدة لها جذور في الحضارة الأسلامية وهي مفهوم (الأسناد) على النحو التالي
الطب الـمبني على البراهين ... يصبح .... الطب الـمُسند 
ممارسة مبنية على البراهين ... تصبح .... ممارسة مُسندة
ثم يذكر السند بدرجاته الثلاث (صحيح ، حسن ، ضعيف) ويمكن حتى تطوير مفهوم درجات (الأسناد) إلى حروف على نحو أ ، ب ، ج  بل ويمكن وضع أرقام وحروف للتوسع في الأسناد ليبلغ مداه.

01 فبراير، 2012

بقرة


في عام 1401 الموافق لعام 1981 ذهبنا في رحلة قصيرة لطيران (جمع طور وهو الجبل الضخم طولا وعرضا) تقع في ناحية البدع وهي منطقة قريبة تقع حوالي 60 كم شمال تبوك وبعد الغداء أخذنا بالمشي حول طور ضخم وعلى أحد صخوره شاهدت رسما قديما جدا جدا (3500 سنة تقريبا) وكانت صورة لبقرة (أنظر الصورة) . أعتقدت آنذاك وكنت طالبا في المرحلة المتوسطة أن أنسانا (راعيا) في الغالب كان يرعى غنمه هنا فـنقـشها أو أن أحد أفراد قافلة مرت بهذا الطور (الجبل الضخم) أستراح هنا وأمتدت يده لترسم هذه البقرة بشكل عفوي وليست له أية دلالات عقائدية.
 وبمرور السنوات تبين لي أن أعتقادي القديم في غير محله وأن نقشة صورة البقرة هذه هي نقشة على الطريقة "المصرية الفرعونية" فكيف ذلك؟
البقرة هي رمز مقدس للربة المصرية "حتحور" وكانت تعبد في أعالي مصر ولها معبد كبير في منطقة الدنديرة وهي ربة لها جسد أمراة ولها قرني بقرة وهي زوجة آله مصري كبير هو "حورس"
منطقة البدع ومناطق مغاير شعيب وتبوك جميعها تقع في منطقة قديمة كانت تسمى (مدين) (أنظر تدوينة عن مدين) والتي ذكرها القرآن الكريم في عدة سور من القرآن الكريم وكانت مدين عامرة بالتجارة والزراعة وكانت القوافل تمر بها لأنها تقع على طريق القوافل من بلاد الشام ومصر وشمال أفريقية.
ولاشك أن قرب مدين (تبوك الحالية) الجغرافي من مصر الفرعونية وخروج موسى عليه السلام اليها هاربا من بطش فرعون يجعل من السهولة أنتقال عبادة الأرباب والربات من مصر الفرعونية ، وبعد عودة موسى نبيا الى فرعون وقومه وبعد حادثة القتل ، والقتيل لا يعرف من قتله أمر الله عز وجل موسى بأن يبحث عن "البقرة الصفراء" لكي يضرب الميت بلحمها لتعود له الحياة  ويخبرعن قاتله قال تعالى في سورة البقرة
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين* قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنآ إن شاء الله لمهتدون* قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون* وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون* فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون* ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون*)
 



فتبصر يارعاك الله