في عام 2013 كنت قد كتبت عن الأسباب التي ستمنع سقوط نظام الأسد بعدما هالني تحليلات المحليين على قنوات الأخبار وأن سقوط نظام الاسد مسألة وقت حتى أن بعضهم قال شبه جازما أن عام 2014 هو عام سقوط ذلك النظام ويبدوا لي أن جملة المحللين أنما أرادوا أن يقولوا ما يود الشارع السوري والعربي سماعه وبعضهم جاءت تحليلاته تعكس أمنيات شخصية وذلك أبعد ما يكون عن التحليل الواقعي
وهذا هو رابط التدوينة - لهذه الأسباب لن يسقط الأسد
اليوم سأتناول الأسباب الذي ذكرتها عام 2013 لنحلل التغيير الكبير والمتلاحق الذي طرأ عليها وأثره بالتعجيل بسقوط النظام الاسدي
اليوم وأنا في 30 من شهر سبتمر 2024 أستطيع القول أن جميع الأسباب التي منعت سقوط نظام بشار أصبحت تتهاوى واحدا تلو الأخر وهذا معناه مقدمة لسقوط وشيك للنظام الأسدي.
1-روسيا :
كما أسلفت روسيا هي
المستفيد الأول من بقاء النظام السوري الحالي فهو منحها - زمن حافظ الأسد
الأب- موطأ قدم ثمين على البحر الأبيض المتوسط ومكن لها لتقيم قواعد
عسكرية ضخمة في الحميميم و طرطوس فأصبح حلف (وارسو) والذي كان يقوده
الأتحاد السوفيتي (روسيا الآن) وجها لوجه مع حلف (الناتو) والذي تقوده
أمريكا في صراع تقليدي على بسط النفوذ في العالم.
لقد شرعن حافظ الأسد الأب للوجود الروسي العسكري على الأرض السورية بموجب عقد سياسي-عسكري يستمر 50 عاما قابل للتجديد.
روسيا أستماتت من أجل الدفاع عن النظام وما كان الطيران الروسي ليتورع أبدا في قتل السوريين
ولكن
روسيا اليوم تعيش ومنذ سنوات حالة أستنزاف كبير بسبب حربها على أوكرانيا وبالتالي فهي
قامت بسحب جميع المقاتلين الروس بما فيهم مجموعة المرتزقة (فاقنر) ولكنها أبقت على عدد مجدود منهم
لحماية قاعدتي حميميم وطرطوس ويمكن القول أنه بنشوب الحرب
الروسية-الأوكرانية فأن حماية النظام السوري لم يعد له أولوية
ولا شك أن التخلي الروسي العسكري سيكون من أهم أسباب سقوط النظام المرتقب
2-حزب الله:
لعب
حزب الله دورا محوريا في الشأن السوري لأنه يرى في سقوط النظام السوري
تهديدا لوجوده في لبنان ولكن حزب الله مني بخسارة فادحة قبل يومين (27-سبتمبر-2024 ) وحيث تمكنت إسرايئل من أغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله أثناء أجتماع له مع كبار القادة في الحزب ومنهم قادة من إيران ويمكن القول أن وجود حزب الله وأثره في الدفاع عن النظام الأسدي شبه مفقود.
3-إيران:
سعت
ايران ومنذ أنطلاقة الثورة الاسلامية على يد الخميني إلى الهيمنة السياسية
وحتى المذهبية على الجوار الأقليمي من خلال محاولات تصدير الثورة للجوار وعليه فأن بقاء نظام الأسد يصب في مصلحتها السياسية
ويسير متوافقا مع مخططها السياسي الأستراتيجي ولقد ساعدت ايران النظام
السوري بالخبراء والسلاح وحتى الجنود بل ودفعت بعشرات شبابها تحت ذريعة
حماية مرقد السيدة زينب ولكن إيران تكبدت خسائر فادحة وعادت ألوف التوابيت
لهولاء الجنود ومن الملاحظ فتور العلاقة السياسية بين الأسد وإيران خلال
الثلاثة أعوام الماضية وما عادت إيران ترسل بالمزيد من الجنود ولعل ذلك
دليل أن إيران لن تهتم كثيرا ببقاء نظام الأسد أو رحيله
4-أسرائيل:
لقد
نعمت أسرائيل بهدوء دام لأكثر من 40 عاما مع جارتها السورية ولم يعكر صفو
الحدود ولا حتى طلقة طائشة من جندي سوري غاضب يرى الجولان السوري بأيدي
المحتل الأسرائيلي بالرغم من أن النظام السوري الرسمي يشير دوما لها بأنها
"العدو"
والثابت أن أسرائيل تكره الديموقراطية في الوطن العربي وهي تميل
دوما لمناصرة الأنظمة الشمولية والوظيفية وحتى القمعية وبالرغم من تطور
الأحداث الأسرائيلية وصراعات الأحزاب السياسية فيها الا أن هناك تصميم واضح
بتحجيم الوجود الإيراني العسكري في سوريا فلا يمر عدة أيام الأ ونسمع قصف
سلاح الجو الأسرائلي لقافلة إيرانية في سوريا أو أستهدافا لأحد القادة
الإيرانيين كما أن أسرائيل قامت بفتح جبهات قتال على الحدود مع لبنان وهذا بدوره أضعف كثيرا من قدرات حزب الله وإيران وهذا يصب مباشرة في صالح هيئة تحرير الشام (ثوار سوريا).
وعليه فأن إسرائيل
لن تمانع من رحيل الأسد من السلطة بشرط ضمان الأحتفاظ بهضبة الجولان وهدوء
الحدود بينها وبين سوريا
5-جبهات تحرير سوريا :
منذ
أندلاع الثورة السورية تكونت عدة جبهات في محاولة لتحرير سوريا من نظام
الأسد ولكل فصيل منه إيديولوجيته ولكن بينها قاسم مشترك ولعل من أبرز هذه
الجبهات "هيئة تحرير الشام" وهي جبهة تضم على أقل تقدير 40 ألف مقاتل
وتدريبهم وأسلحته يفوق الجيش السوري بعشرات المرات يقودها احمد الشرع (أبو محمد الجولاني) وهي تزحف ببطء شديد نحو
العاصمة بهدف أسقاط النظام .وفي تقرير قبل عام ذكر أن هيئة تحرير الشام ومنذ عام 2020 تمكنت من صناعة كمية كبيرة من سلاح آلي يشبه الكلاشنكوف الروسي وبالتالي أصبح لديها شبه أكتفاء من السلاح
6- تركيا :
تركيا
ليس لديها أطماع حقيقة في الأراضي السورية لكن أنحسار النظام سيقوي من
وجود الجماعات الكردية المسلحة في الشمال السوري حول شرق الفرات الغني بالنفط
وحيث الأمتداد الجغرافي مع القرى الكردية السورية-التركية.
تركيا قامت
بغزو مناطق من سوريا لسحق الفصائل الكردية على الشريط الحدودي وقد توغلت
وصولا إلى منطقة أدلب السورية الأستراتيجة . فتركيا تدرك أن أمريكا وقفت مع
الأكراد.والحقيقة أن تركيا ترى في نظام الاسد تهديدا لمحيطها وهي تتمنى
زواله ولكنها لن تفعل ذلك عسكريا بل ستترك السوريين يفعلون ذلك.
7.الجيش السوري :
من أكبر أخطاء النظام الأسدي ومنذ زمن الاب حافظ الاسد هو هاجس أن ينقلب الجيش لينتزع السلطة إذا علمنا أن أول أنقلاب عسكري في الوطن العربي كان في سوريا حينما أنقلب حسني الزعيم عام 1949 (أنقلاب مارس) على الرئيس شكري القوتلي وأنتزع السلطة منه ويعيد التاريخ نفسه عام 1970 لينقلب حافظ الاسد وينتزع السلطة في سوريا وليورثها لولده بشار بعد رحيله عام 2000.
وبسبب المخاوف من أنقلاب الجيش السوري النظامي على السلطة فالجيش لم يتم الأهتمام به وتقويته كما يجب ومعظم أسلحته هي من زمن الأب حافظ وهي أسلحة شبه متهالكة كما أن روح القتال والدفاع فيه متدنية للغاية وهذه الاسباب في نظري ستجعله ينهار وفي اول مواجهة حقيقية مع الثوار
وعليه وأمام كل هذه
المعطيات الجديدة والمتلاحقة فأن سقوط النظام الأسدي في تحليلي هو أقرب من أي وقت مضى وسنشاهد عما قريب رحيل
بشار بحماية روسية من أحدى القواعد الروسية أما من (طرطوس) أو (حميميم) ولن يرافقه سوى زوجته والكثير من أمواله أما أولاده الثلاثة فقد أمنهم في روسيا تحت ذريعة "الدراسة" وقبل نحو 3 أعوام .
تصبحون على ألف خير