يعتبر عبدالله بن حمود بن سبيّل ويذكر مختصرا (بن سبيّل) واحد من أبرز شعراء نجد ، ولد رحمه الله في قرية (نفي)
بعالية (نجد) حوالي عام 1280 هجرية وتوفي عام 1359 ، أدرك قيام المملكة العربية السعودية
فأقره الملك الأمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه على أمارة (نفي). كان (بن سبيّل) مربوع القامة بهي الطلعة مشرق الوجه كيف لا وهو ينتمي إلى قبيلة (باهلة)
العربية التي أمتاز رجالها على مر التاريخ بوسامتهم الظاهرة .
ورث عبدالله عن أبيه
مهنة الزراعة في (نفي) وكانت له مزرعة كبيرة وكانت له زوجتان وعدد من الأبناء.
قرض عبدالله الشعر مبكرا فجاء شعرة
قويا جميلا وتعددت أغراض شعره. يقول الباحث الدكتور محسن بن سليمان
العطيات أن محبة بن سبيّل لأبناء البادية وتواصله الوثيق معهم جعل أبناء البادية
يحفظون معظم شعره أن لم يكن كلّه فالعرب شعرها على عمومه غير مدوّن وأنما هو شعر
مروي تتناقله الألسن جيل بعد جيل.
لم يُعرف عن بن سبيّل أنه تكّسب أو تملق في شعره ،
أنه الشاعر الذي أحب أبناء بادية (نجد) فأحبوه فنجده يفرح حينما يحطون رحالهم في
(نفي) ويأنس بهم فيقول مرحبا بقدومهم :
ياذعار أنا قلبي هذا اليوم حوله ... مـن العام ينقص مابقى إلا قليله
ياذعار أنا قلبي هذا اليوم حوله ... مـن العام ينقص مابقى إلا قليله
مثل الشعيب اللي تقافت محوله ... مـسـنٍ
جـنابه يــابسٍ حـنظـليله
ربيع قـلبي جـيـة الـبدو حــوله ... وتـقـيـرب الـمـقطان واحبني له
ويقصد بقوله (تقافت) أي تتابعت و (مسنٍ) أي أصابته سنوات القحط و (حنظليله) ثمر الحنظل وهو معروف بتحمله للجفاف
ونجده يعاني حينما يشاهد أستعدادات أبناء البادية للرحيل :
الله لا يسـقــى لـــيـال الشـفـاشيف ...أيام راعى السمن يخلّص ديونه
ربيع قـلبي جـيـة الـبدو حــوله ... وتـقـيـرب الـمـقطان واحبني له
ويقصد بقوله (تقافت) أي تتابعت و (مسنٍ) أي أصابته سنوات القحط و (حنظليله) ثمر الحنظل وهو معروف بتحمله للجفاف
ونجده يعاني حينما يشاهد أستعدادات أبناء البادية للرحيل :
الله لا يسـقــى لـــيـال الشـفـاشيف ...أيام راعى السمن يخلّص ديونه
فراق شمل أهل القلوب المواليف ...
وكل على راسه يبارى ظـعـونه
ليال (الشفاشيف) هي آخر ليال الصيف والتي عندها يستعد أبناء البادية مغادرة مقطانهم وهي بلدة شاعرنا (نفي) بعد أقامة أستمرت 90 ليلة
وتأتي لحظة الفراق :
والصبح طوّن البيوت الغطاريف ... والمال قدم أطلاقته يصبحونه
ليال (الشفاشيف) هي آخر ليال الصيف والتي عندها يستعد أبناء البادية مغادرة مقطانهم وهي بلدة شاعرنا (نفي) بعد أقامة أستمرت 90 ليلة
وتأتي لحظة الفراق :
والصبح طوّن البيوت الغطاريف ... والمال قدم أطلاقته يصبحونه
أوي جـيـران ٍ عـلـــيهـم تحاسيف ... لـولا
انهم قلـب العنا يشعفونه
الصبح أي بحلول ساعات الصباح الأولى أخذت (الغطاريف) وهن فتيات جميلات الوجوه و متناسقات الأجساد ومفردها (غطروف) بطي بيوت الشعر بينما ينهمك الرجال بتفقد (المال) وهي الإبل ، أنه يتحسف ويتلوع على ساعة رحيل جيرانه ولا شك أنهم ربطوا قلبه المُعنى بحبال متينه.
الصبح أي بحلول ساعات الصباح الأولى أخذت (الغطاريف) وهن فتيات جميلات الوجوه و متناسقات الأجساد ومفردها (غطروف) بطي بيوت الشعر بينما ينهمك الرجال بتفقد (المال) وهي الإبل ، أنه يتحسف ويتلوع على ساعة رحيل جيرانه ولا شك أنهم ربطوا قلبه المُعنى بحبال متينه.
ونجده في قصيدة أخرى يقف على أطلالهم
ورسومهم وقد درستها الرياح فيقول:
ياعـيـن ويــن أحـبابك اللـي تودين ...اللـّي إلـيّا جـوا مـنـزل ربعوا به
ياعـيـن ويــن أحـبابك اللـي تودين ...اللـّي إلـيّا جـوا مـنـزل ربعوا به
أهل البيوت اللي على الجو طوفين ...
عــد ٍ خلا ما كـنهـم وقـفـوا به
منــزالهم تــذري عـليه الـمعـاطين ... تذري عليه من الذواري هبوبه
عـهدي بهم باقي مـن السبع ثـنتـين ... قبل الشاء والـقـيظ زل محسوبه
منــزالهم تــذري عـليه الـمعـاطين ... تذري عليه من الذواري هبوبه
عـهدي بهم باقي مـن السبع ثـنتـين ... قبل الشاء والـقـيظ زل محسوبه
وأذا كان معظم شعر عبدالله (بن سبيّل) كما أسلفت يتمحور
حول وصف حياة البادية فأن شعره لم يخلُ من الحكمة بل أن أبيات له تعد من عيون
الحكمة والأقوال المأثورة في الأدب الشعبي منها قوله:
لا تأخذ الدنيا خراصٍ وهقوات ... يقطعك من نقل الصميل البرادي
خراص جمع (خرص) وهي الحزر والكلمة من (يخرص) النخلة أن يقدر (بالنظر) ماعليها من عذوق فقد يكون تقديره صائبا أو خاطئا ، هقوات جمع (هقوة) وهي الظن الحسن ، والصميل وعاء جلدي مدبوغ يحمل المسافر فيه الحليب أو الماء ، البرادي : برودة الجو
ومنها قوله :
لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات ...ولا كل وادي سيله يحدر لوادي
وقوله:
لا تأخذ الدنيا خراصٍ وهقوات ... يقطعك من نقل الصميل البرادي
خراص جمع (خرص) وهي الحزر والكلمة من (يخرص) النخلة أن يقدر (بالنظر) ماعليها من عذوق فقد يكون تقديره صائبا أو خاطئا ، هقوات جمع (هقوة) وهي الظن الحسن ، والصميل وعاء جلدي مدبوغ يحمل المسافر فيه الحليب أو الماء ، البرادي : برودة الجو
ومنها قوله :
لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات ...ولا كل وادي سيله يحدر لوادي
وقوله:
يا ناس (خلّوا كل وادي ومجراه)
... قلتوا كثير وقولكم ما لقيته
و قوله إيضا:
و قوله إيضا:
قـالوا (عـلـيلٍ ناقلن داه برداه) ...
قلت آه بأقرابي وروحي فديته
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات أن حياة الشاعر (بن سبيّل) لم تخلو من النكبات والمنغصات كانت النكبة الأولي وكما أسلفت كان لأبن سبيل زوجتان وله أبناء من كليهما وذات يوم تشاجر الأخوة في مزرعة والدهم فرمى أحدهم فأس على الأخر ليخيفه لكنها اصابته في مقتل فأطلق الأبن القاتل ساقيه للريح هاربا من منطقة (نفي) وحينما علم (بن سبيّل) قال (علي الطلاق أذا ما ذبحته) أي لأذبحنه أو أطلق أمه (ولم تكن أم القاتل من قريباته وأنما كانت من منطقة شقرا) ، هرب الأبن القاتل ليتخفى في موطن أخواله في منطقة (شقرا) وبعد مرور عدة أشهر وبعد أن هدأت النفوس أخذ أقاربه بمحاولات حثيثة للتوسط بين الأب وأبنه القاتل فالزوجة يمكن أستبدالها أما أبنه الشاب فهو عونه وسنده ، ومازال أقاربه بمحاولاتهم حتى رضي (بن سبيّل) برجوع أبنه القاتل الفار فكان عليه البر بقسمه فكان لابد من (طلاق) زوجته ، فكان ما كان فغادرت زوجته المطلقة (محبوبته) بلدته (نفي) الى منطقة أهلها وعشيرتها في منطقة (شقرا).
لقد أدى هذا الحدث الكبير إلى تدهور كبير في أحوال حياة شاعرنا (بن سبيّل) فأصابه الأعياء والسقم على فراق زوجته وضعف جسمه وتشوش فكره ، فأخذ أقاربه يهزئون منه وينتقدونه فهو (رجل) لايليق به أن يتأثر كل هذا التأثر لفراق (أمراة) قابلة للتعويض حسب زعمهم بل وأخذ أقاربه يصولون عليه بل ويذكرونه بمساؤى (طليقته) البدنية والنفسية وأنها إيضا ليست من عشيرته لعلهم يزهدونه بها فكانوا كلما ذكروا له عيبا أرادوه فيها رد (بن سبيّل) بما ينقض زعمهم فقال في خالدته :
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات أن حياة الشاعر (بن سبيّل) لم تخلو من النكبات والمنغصات كانت النكبة الأولي وكما أسلفت كان لأبن سبيل زوجتان وله أبناء من كليهما وذات يوم تشاجر الأخوة في مزرعة والدهم فرمى أحدهم فأس على الأخر ليخيفه لكنها اصابته في مقتل فأطلق الأبن القاتل ساقيه للريح هاربا من منطقة (نفي) وحينما علم (بن سبيّل) قال (علي الطلاق أذا ما ذبحته) أي لأذبحنه أو أطلق أمه (ولم تكن أم القاتل من قريباته وأنما كانت من منطقة شقرا) ، هرب الأبن القاتل ليتخفى في موطن أخواله في منطقة (شقرا) وبعد مرور عدة أشهر وبعد أن هدأت النفوس أخذ أقاربه بمحاولات حثيثة للتوسط بين الأب وأبنه القاتل فالزوجة يمكن أستبدالها أما أبنه الشاب فهو عونه وسنده ، ومازال أقاربه بمحاولاتهم حتى رضي (بن سبيّل) برجوع أبنه القاتل الفار فكان عليه البر بقسمه فكان لابد من (طلاق) زوجته ، فكان ما كان فغادرت زوجته المطلقة (محبوبته) بلدته (نفي) الى منطقة أهلها وعشيرتها في منطقة (شقرا).
لقد أدى هذا الحدث الكبير إلى تدهور كبير في أحوال حياة شاعرنا (بن سبيّل) فأصابه الأعياء والسقم على فراق زوجته وضعف جسمه وتشوش فكره ، فأخذ أقاربه يهزئون منه وينتقدونه فهو (رجل) لايليق به أن يتأثر كل هذا التأثر لفراق (أمراة) قابلة للتعويض حسب زعمهم بل وأخذ أقاربه يصولون عليه بل ويذكرونه بمساؤى (طليقته) البدنية والنفسية وأنها إيضا ليست من عشيرته لعلهم يزهدونه بها فكانوا كلما ذكروا له عيبا أرادوه فيها رد (بن سبيّل) بما ينقض زعمهم فقال في خالدته :
يالله يااللي تسجد الناس لرضاه ...
يا وامر خلقه على حج بيته
تفرج لمن سّده على الناس ما أبداه ... راضي على مقسومك اللي عطيته
من شي يسّل الحال والجسم يبراه ... والناس مايشفونه إن ما شفيته
قلت آه و اجرحاه من علتي آه ... وإن حملوني حمل غيٍ قويته
قالوا سفا بالحال ويش اللي أغواه ... قلت آه ويش المنكر اللي وطيته
قالوا جهلت وبان علمك لمنهاه .... قلت آه علمي يا ملا ما كميته
قالوا طلبنا لك من الله معافاه ... قلت آه وحده وعفوه رجيته
قالوا هله و أحباب عينه نصحناه ... قلت آه هذا واردٍ مابغيته
قالوا ندوّر لك من البيض حلياه ... قلت آه لو غيره بكفي رميته
قالوا تزوج كود تدله وتنساه .... قلت آه لو أخذت أربع مانسيته
قالوا من أقصى الناس وين أنت وياه .... قلت آه ما أنسى يوم جاني وجيته
قالوا نشوفه عند هذا وهذاه ... قلت آه عمره ماعقب حجر بيته
قالوا عليلٍ ناقلن داه برداه ... قلت آه بأقرابي وروحي فديته
قالوا نشير ولانفع ماحكيناه .... قلت آه هراج النمايم عصيته
قالوا كثر شيبك وقلبك بعمياه .... قلت آه لو قلبي غريرٍ نهيته
مطاوعِ قلبي بعجفاه و قداه... وإلى عطى منهاج دربٍ عطيته
ياناس خلوا كل وادٍ ومجراه ... قلتوا كثير وقولكم مالقيته
تفرج لمن سّده على الناس ما أبداه ... راضي على مقسومك اللي عطيته
من شي يسّل الحال والجسم يبراه ... والناس مايشفونه إن ما شفيته
قلت آه و اجرحاه من علتي آه ... وإن حملوني حمل غيٍ قويته
قالوا سفا بالحال ويش اللي أغواه ... قلت آه ويش المنكر اللي وطيته
قالوا جهلت وبان علمك لمنهاه .... قلت آه علمي يا ملا ما كميته
قالوا طلبنا لك من الله معافاه ... قلت آه وحده وعفوه رجيته
قالوا هله و أحباب عينه نصحناه ... قلت آه هذا واردٍ مابغيته
قالوا ندوّر لك من البيض حلياه ... قلت آه لو غيره بكفي رميته
قالوا تزوج كود تدله وتنساه .... قلت آه لو أخذت أربع مانسيته
قالوا من أقصى الناس وين أنت وياه .... قلت آه ما أنسى يوم جاني وجيته
قالوا نشوفه عند هذا وهذاه ... قلت آه عمره ماعقب حجر بيته
قالوا عليلٍ ناقلن داه برداه ... قلت آه بأقرابي وروحي فديته
قالوا نشير ولانفع ماحكيناه .... قلت آه هراج النمايم عصيته
قالوا كثر شيبك وقلبك بعمياه .... قلت آه لو قلبي غريرٍ نهيته
مطاوعِ قلبي بعجفاه و قداه... وإلى عطى منهاج دربٍ عطيته
ياناس خلوا كل وادٍ ومجراه ... قلتوا كثير وقولكم مالقيته
قولهم (ندوّر) أي نبحث لك عن ، (بيض) كناية عن النساء (حلياه) الشبيه في الشكل ، (كود) أي لعلك ، (تدله) تسلو - من السلوان ، (أخذت) أي تزوجت ، وقوله (كميته) أي أخفيته وأصله من الكمي وهو الفارس الذي يختبيء ثم ينهض في وجوه أعداءه فجأة لينال منهم ويفتك بهم ، ويقصد بـ(سّده) أي سره المكنون وهو أعظم أسرار الأنسان والذي يخشى دوما من تفشيه و يقصد بقوله (عجفاه) أي حياده و (قداه) صوابه فهو يتبع ما يمليه قلبه عليه في كل أحواله.
أما النكبة الثانية فهي قدوم عبيد وأعوان لمحمد بن رشيد الشمري حاكم الجبل (حائل) آنذاك وطلبهم من أبن سبيل أن يمتدح سيدهم بن رشيد بقصائد وأشعار تتناقلها الألسن ولكن بن سبيّل رفض ذلك فأخذ العبيد بوكز جذعه الأعلى وطعنه برماحهم مما أدى الى حدوث أعاقة في يديه على شيء يشبه الشلل بقيت معه هذه الأعاقة حتى وفاته رحمه الله.
فائدة عائلية:
لشاعرنا حفيد هو الأستاذ محمد بن سبّيل وهو أيضا (شاعر) ولقبه (الطرقي) أي المسافر في الصحراء وهو يقدم برنامج يحمل نفس الأسم في قناة الصحراء ويهتم بأخبار البادية