07 يوليو، 2021

كامي كازي

 

في حوالي عام 1250 ميلادي حاول الأمبراطور المغولي (قي بلاي خان) (أي حكيم العالم) وهو الحفيد الثالث لـ تي مو جن (جنكيز خان) أي  (الملك قاهر العالم) أحتلال اليابان (بلاد الشمس) غير أن جيشه تكبد خسائر فادحة بسبب صمود اليابانيين وأستبسالهم قال بعض الرهبان اليابانيين فيما بعد أن هزيمة (قي بلاي خان) المغولي أنما كانت بسبب (كامي كازي) وهو (أعصار ألهي) فيه حبات كبيرة من الحصى لا تصيب المغولي الا أهلكته -- طبعا هذا أسطورة أختلقتها أذهان الرهبان لجمع الناس حول عقيدة يدعون لها (الشنتو) والسبب الحقيقي في النصر هو بسالة اليابانيين في أرض المعركة.
وفي الحرب العالمية الثانية حينما أصبحت اليابان ندا قويا في الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية حاول الأمريكون هزيمة اليابان بشتى الطرق البرية والجوية والبحرية غير أنهم لم يفلحوا فلقد شكل اليابانيون فرق من الطيارين أسموها فرق (كامي كازي) أي (الأعاصير ألهية) حيث ينقض الواحد والأثنان منهم بطائراتهم العسكرية - بعد تحميلها بأقصى حمولة من المواد المتفجرة والقنابل - على سفن أسطول البحرية الأمريكية لأحداث أكبر قدر من القتل والتدمير.
يقدر الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن 4000 كاميكازي ياباني قاموا بغارات أنتحارية طبعا ليسوا جميعا من طياري الجيش الياباني والكثير منهم من المتطوعين ومن تم تدريبهم على عجل.
كان هجوم الأعاصير الألهية (كامي كازي) كثيف ومتتابع والحق بالبحرية الأمريكية خسائر فادحة وكانت أمريكا على وشك الهزيمة المنكرة فكانت خسارة البحرية الأمريكية لوحدها غرق أكثرمن 30 سفينة بحرية و تلف شديد وعطب لقرابة 368  سفينة ، ومقتل قرابة 15،000 الفا من افراد البحرية الأمريكية وأمام هذه الخسائر في الجنود كان لزاما أن تستعمل أمريكا أقصى ما لديها من قوة فكانت أن ألقت القنبلة (الذرية) الأولى في اليوم
السادس من أغسطس سنة 1945 م قامت إحدى الطائرات الأمريكية  أسمها (إينولا غاي) بقيادة العميد طيار (بول تيبيتس)، بإلقاء القنبلة الذرية (قنبلة A) على مدينة "هيروشيما" فدمر أكثر من  90% من مباني ومنشآت المدينة، وقتل أكثر من 80,000 ياباني ، كما جرح 100,000 آخرون، وبقي عشرات الآلاف بدون مأوى (عام 1945 ميلادي بلغ تعداد سكان مدينة هيروشيما 400,000 نسمة). وبعدها بثلاثة أيام فقط القت أمريكا القنبلة الثانية على مدينة ناجازاكي. قتل على إثرها أكثر من 100,000 شخص فالحقت أمريكا باليابان دمارا رهيبا لم يعرف العالم بمثله من قبل ومع ذلك لم يستسلم اليابانيون في أرض المعركة فكرر الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) تحذيره بأنه سيأمر بالقاء بقنبلة ذرية كل بضعة أيام حتى يقضي على اليابان بأكملها  ، الا أن حكمة الأمبراطور الياباني آنذاك (هيروهيتو) وبعد نظره فطلب الأستسلام  - وبعد أسبوع واحد من ألقاء القنبلة الأولى-  للأمريكان ليجنب بلاده اليابان المزيد من الدمار وليحافظ على من بقي من جنوده الأبطال
 

في الصورة أعلاه الملازم طيار (كايوشي أوقاوا) وهو ينقض بطائرته الحربية على السفينة الحربية الأمريكية الشهيرة (بنكر هيل) قبالة جزيرة (كيوشو) اليابانية، بتاريخ 11 مايو 1945، والنتيجة كانت فادحة قتل 372 من الجنود الأمريكان و جرح 264 وغرق السفينة المذكورة
 اليابانيون وثقافة الفداء :
 في 2010 صدر في اليابان كتاب مهم للكاتب الياباني (سزوكي كاتوسي) وهو كاتب متخصص في الشؤون العسكرية يؤكد فيه أن ماقام به الطيارون (الكاميكازيون) اليابانيون في حربهم مع الأمريكان أنما هو تجسيد لثقافة الفداء والتضحية والتي تضرب بجذورها في عمق الحضارة اليابانية ووجدان كل ياباني وأنها ليست كما يصورها كتاب الغرب وخصوصا (الأمريكيون) منهم بأنها ثقافة "تعبر عن حالة الوصول إلى مرحلة "اليأس الشديد" وانها لا تعدو كونها صنف آخر من "الأرهاب العسكري"















فائدة لغوية :
الصويرة التي تعبر عن الإعصار (الريح القوية) هي واحدة في اللغتين الصينية واليابانية ولكن اللفظ مختلف تماما ففي اللغّة الصينية تلفظ الصويرة على نحو (فنغ) أما في اليابانية فتلفظ على نحو (كازي(أنظر تدوينة إعصار الشرق 3 (دونق فنغ سان)


شاكر - شاكرات ---- أصل الأسم وخلفيته العقائدية

 


هناك معتقد راسخ في الديانة الهندو-صينية أنه حينما أختار الإله (شيفا) وهو أحد الثلاثة آلة الكبار في معتقداتهم زوجته الأولى (شاكتي) منحها (برانا) أي (طاقة) كونية هائلة خلقت بها كل شيء على هذه الأرض فهي في عقيدتهم (أم كل الأمهات) أو (الأم الأولى)  ولأنها (أم الطاقة) فهي تتحكم بطاقة هذا الكون ويعتقد الهنود أن لكل أنسان قرين يعيش معه في هذا الكون وهذا القرين له نفس حجم الأنسان وشكله لكنه مخلوق من (طاقات) غادرت أجساد الموتى فجمعتها الربة (شاكتي) لتكوّن منها ذاك القرين فهو أشبه مايكون بجسد هوائي مجمع من عدة طاقات وهذا الجسد الهوائي الكوني هو من يسّير الجسد الحقيقي الأرضي ولكي يتناغم هذا الأنسان مع الطاقة الكونية جعلت الربة (شاكتي) في جسده سبع مراكز على شكل دوائر (سبع شاكرات) لأستقبال الطاقة الكونية والتفاعل معها (أنظر الرسمة) وأوكلت (شاكتي) لكل دائرة طاقة أي (شاكرا) ربة ومنحتها الطاقة 
وعليه فأنه يمكن التاثير في الجسد الأرضي من خلال التاثير في الجسد الهوائي الكوني والذي بدوره تحت سيطرة الربات الطاقة السبع أي ربات مناطق الطاقة السبع (الشاكرات السبع) أما عن طريق الألوان أو الروائح وحتى الأفعال
 يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه حينما يتحدث مقدمي دورات (التنمية البشرية) عن عناوين لمحاضرات أو ورش عمل ويذكرون فيها مفاهيم (الطاقة) أي الـ(شاكرا) فهم يستحضرون بذلك هذه المفاهيم لعلوم هندية-صينية قديمة وجدت طريقها للغرب في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي وتم أعادة بعثها وتدريسها في السنوات العشرين الماضية وهي مفاهيم لا تقوم على أي أساس علمي بل الأخطر من ذلك أن فيها خلفية عقائدية واعني الديانة الهندوسية فهل يتنبه القائمون على هذه الدورات والمراكز لخطورة هذه المفاهيم على سلامة عقيدة التوحيد في بلد التوحيد فأحذر أخي القاريء المسلم فأن الكثير ممن يقدمون هذه الدورات (دورات بناء الذات) (تنيمة بشرية) (تنمية أسرية) حتى ولوكانوا من حملة الدال بل أن البعض منهم مسلمون ملتحون فالكثير للأسف منهم يجهل الجذور العقائدية لهذه المفاهيم الفاسدة ويرددون ماتعلموه في دورات في الغرب أوالشرق من هذه المفاهيم ولا أجد لهم العذر في ذلك. 
كيف تغادر الطاقة الجسم البشري :
في الديانة الهندوسية هناك نوعان من النوم هما (نوم الحياة) وهو نوم خفيف تعقبه حياة عند الأستيقاظ و(نوم الموت) وهو نوم عميق لا حياة بعده لان الطاقة الكونية غادرته إلى غير رجعة
مفهوم العين الثالثة :
وهي مركز الطاقة رقم  6  في الرسمة أعلاه 
وأسمها يلفظ على نحو (تشاكرا أجنا) ستكون لتدوينة قادمة أن شاء الله
 فائدة لغوية:
(شاكرا) ونطقها الصحيح (تشاكرا) هذه الكلمة من اللغة السنسكريتية وهي لغة هندية قديمة وتعني الشيء الدائري الذي يدور بأستدامة كالعجلة الدوارة.
فائدة أسمية :
أذا كانت (شاكتي) زوجة (شيفا) الأولى فان (شيفا) له زوجة أرضية حينما ظهر في أفتاره (تجسده) السابع وأسمها (صيتا)  والأسم منتشر في الهند ثم أنتقل من الهند ومنذ زمن بعيد وبه تسمّت به الكثير من فتيات الجزيرة العربية على نحو (صيته).

10 يونيو، 2021

المدير بين المعلم والأمير

 


حين عينت مديرا للتعليم بالرياض ، وفي الأسبوع الأول من مباشرة العمل وكان في شهر المحرم من سنة 1401 من الهجرة ، وجدت بين المعاملات قضية معلم دائرة بين إمارة منطقة الرياض وإدارة التعليم ، ومع تلك العاملة مذكرة صغيرة من المستشار القانوني في إدارة التعليم وكان- مصري الجنسية - يذكر فيها أن صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض سلمان بن عبدالعزيز  ، وجه باتخاذ إجراء إداري حول تلك المعاملة ويرى ذلك المستشار أن تسأل إدارة التعليم سمو الأمير :
وما هي صلاحياته ؟ 
ومن فوضه ؟
کیف وجه بذلك الإجراء ؟

وقد وافقت المستشار على رأيه ، ووجهت بأن يكتب خطابا لصاحب السمو الملكي نسأله عن صلاحياته ، ومن فوضه ؟

وقد أرسلنا الخطاب ، وكان فيه جرأة وعجلة . وإني لأعجب كيف أخطات ؟ ولكنها الحياة مدرسة وتجارب .
 وبعد أن صدر الخطاب فكرت في الأمر وندمت على تسرعي ، وعجبت من جرأتي ، وترقبت أن يرد عتاب ، وأن يصل تأنيب ومضت أيام وجيزة وإذا بي أجد بين الأوراق جوابا من سموه ، فيه رقة وعظمة ، ويحمل درسا في التعامل والتوجيه . وكان الجواب أن سموه اتخذ هذا الإجراء بحكم الولاية العامة.
وقد ظل هذا الموقف باقيا في الذهن ، حاضرا بالذاكرة ؛ فقد كان الواجب أن يكون هذا الأمر معلوما لدينا ، وإن كان لا بد من السؤال فللسؤال صياغة أخرى ، ولكل مقام مقال ، ولكنها الحياة خبرة ومعارف .

کتاب : بوح الذاكرة .
ل : د . عبدالعزيز الثنيان
أختيار : محسن بن سليمان العطيات 

21 أبريل، 2021

ماذا ستفعل أمريكا بحوالي 15 ألف قطعة من العتاد العسكري

سمعنا قبل أسبوع وتحديدا يوم 13 أبريل خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي قرر

أنسحاب أمريكا الكامل من أفغانستان بحلول سبتمبر من هذا العام ولا يفصلنا عن ذلك التاريخ الا 4 أشهر. 

أنسحاب أمريكا في تصوري سيكون سريعا وربما مربكا وهي عقدت صفقة مع ممثلي طالبان في قطر لضمان أن لا تهاجم فصائل طالبان الجيش الأمريكي أثناء الأنسحاب

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أمريكا دفعت وعلى مدى 20 عاما بما لايقل عن 15 ألف قطعة من المعدات والعربات والسلاح  لبسط نفوذها على بلاد الأفغان الشاسعة والفترة الزمنية قبل الأنسحاب لن تعيد الا 70% من ذلك العتاد بينما سيترك 30% من ذلك العتاد خلف ظهورهم وأعتقد أن أمريكا لن تعطي هذا العتاد وخصوصا المركبات العسكرية إلى الجيش الأفغاني خشية وقوعها في أيدي حركة طالبان 

والذي أتوقعه أن تقوم أمريكا بتفجير عددا كبيرا من هذه المركبات والعتاد مما يجعل إمكانية إصلاحها شبه مستحيلة مما يقطع الطريق على طالبان وغيرها فرصة الإستفادة منها
في المقابل أتوقع أن تترك أمريكا خلفها ذخيرة وبكمية مناسبة لتستعملها حركة طالبان لأحكام قبضتها على الأراضي الأفغانية ربما ستترك هذه الذخيرة في مطار كابل للأستعمال المزدوج


14 أبريل، 2021

يوم الأنسحاب يصادف يوم الهجوم

 أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس أن الولايات المتحدة ستنسحب تماما من أفغانسان وحدد يوم الحادي عشر من سبتمبر 2021 موعدا لذلك يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن أختيار ذلك اليوم لم يكن عبثا فتنظيم القاعدة الأرهابي قام بمهاجمة أمريكا في ذات اليوم من عام 2001 فكان على أمريكا غزو أفغانستان للقضاء على القاعدة والأخذ بثأر الأبرياء وتعطيل الأرهاب العالمي.

وخلص الرئيس جو بايدن إلى أنه لا يوجد حل عسكري للمشاكل الأمنية والسياسية التي تعاني منها أفغانستان ، وأنه عازم على التركيز على تحديات الأمن القومي الأكثر إلحاحًا وقال المحلل السياسي لمحطة سي أن أن أن الرئيس كان يدرس القرار مع كبار مستشاريه  منذ تسلمه الرئاسة  وأشار إلى أنه لا يعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى في البلاد بعد فترة طويلة من الموعد النهائي.
وقال مسؤول كبير في الإدارة إن قوات الناتو ستتبع نفس الجدول الزمني للانسحاب. وقال المسؤول إنه من المحتمل أن يتم سحب القوات الأمريكية "قبل وقت طويل" من 11 سبتمبر على أن تبقى وحدات لحماية مطار كابل لتأمين مغادرة ما تبقى من الجنود  ، مضيفا أن
إن الولايات المتحدة أبلغت طالبان  أن الهجمات على القوات الأمريكية أثناء عملية الانسحاب ستقابل بالرد العنيف والقاسي جدا.

قرار الرئيس عارضه بعضا من  كبار القادة العسكريين الذين دعوا إلى إبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان ، وجادلوا بأن الانسحاب المبكر قد يؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية. و تأتي هذه الدعوات مع تقييم للمخابرات الأمريكية صدر يوم الثلاثاء الماضي يحذر من أن طالبان من المحتمل أن تحقق مكاسب كبيرة وسريعة في ساحة المعركة.

الجمهوريون (الصقور) أنتقدوا خطط الانسحاب ووصفوها بأنها "خطأ فادح". وفي الوقت نفسه ، أشاد الديمقراطيون في الكونجرس - إلى جانب حفنة من الجمهوريين - بايدن لإنهاء الحرب الأمريكية أخيرًا. وقالوا أن القرار سينهي أطول حرب في التاريخ الأمريكي   

قلت في توقيت أنسحابها المزمع تكون أمريكا طوت صفحة أطول حرب في التاريخ الأمريكي ، بالضبط بعد مرور 20 عامًا على هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية التي أشعلت شرارة الغزو الأمريكي لأفغانستان لتتسبب الحرب في قتل أكثر من 2200 جندي أمريكي منذ عام 2001 وأصابة أكثر من 20 ألفا.
يقول مسؤولون في الإدارة إن أهداف غزو أفغانستان وهي تحقيق العدالة لهجمات 11 سبتمبر وشل إرهابيي القاعدة قد تحققت "قبل منذ عام 2011 لكن ادارة أوباما و ترمب تلكأتا في أصدار قرار الأنسحاب.

وختاما أقول أن أمر أنسحاب القوات الأمريكية الكامل بحلول سبتمبر 2021 ليس له أية شروط أو أتفاقات مع طالبان والتي أعتقد شخصيا أنها ستتمكن من السيطرة على كامل الأراضي الأفغانية في فترة مابين 3-6 أشهر.

تصبحون على ألف خير