15 أبريل، 2020

الصين ترسل بخبراء لمساعدة المملكة في تصديها لجائحة كورونا

غادر فريق طبي صيني متوجها إلى السعودية صباح اليوم الأربعاء لمساعدة المملكة في مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.

ويتألف الفريق من خبراء من عدة مستشفيات والمركز الوطني ومركز نينغيشا لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فضلا عن ضابط اتصال من مكتب الشؤون الخارجية التابع لمنطقة نينغشيا. 
ويتخصص الخبراء في مجالات تشمل الجهاز التنفسي والرعاية المركزة والأمراض المعدية ومكافحة عدوى المستشفيات والتمريض، والاختبارات المعملية.
وستنطوي مهمة الفريق على تشارك خبرة الصين في الفحص والعلاج والوقاية والمكافحة لفيروس كورونا الجدلد (كوفيد-19 مع مستشفيات وخبراء محليين في السعودية وتقديم المشورة العلاجية.

كما سيقدم الخبراء المعلومات اللازمة حول الوقاية من الوباء ومكافحته لسفارة الصين والجالية الصينية من العاملين في السعودية، بالإضافة إلى تقديم الإمدادات الوقائية وخدمات الاستشارات الطبية الصينية التقليدية لهم.

كما يحمل الفريق عدة أطنان من الإمدادات الطبية التي تشتد حاجة السعودية إليها كتبرعات من الصين وحكومة نينغشيا، بما في ذلك أجهزة للتنفس الاصطناعي وبدل واقية ونظارات طبية وكمامات طبية وكمامات من طراز "إن95" ودروع للوجه وقفازات طبية ومقاييس للحرارة بالأشعة تحت الحمراء ومجموعات اختبار الحمض النووي وغيرها.

يذكر أن الصين أرسلت الخبراء الطبيين بدعوة من الحكومة السعودية، وكانت قد تبادلت خبراتها مع أكثر من 100 دولة وما يزيد على 10 منظمات دولية وإقليمية وفقا للجنة الصحة الوطنية الصينية. 

09 أبريل، 2020

الهند وكيف ستتعامل مع جائحة كورونا في أسابيع الحج الأكبرعام 2021

 

في فبراير الماضي من هذا العام تم تشخيص عدة حالات من جائحة كورونا العالمية (كوفيد 19 ) لعدد من الهنود العائدين للتو من الجارة الصين وتحديدا منطقة ووهان الصينية.وفي الخامس عشر من مارس أصدرت السلطات الصحية الهندية قانونا ينص على التباعد الجسدي في الأماكن العامة ووسائل النقل وفي 22 مارس أصدر الرئيس الهندي نرندرا مودي قرارا بفرض الحضر لمدة 14 ساعة يوميا.يتزامن ذلك مع أعلان السلطات الصحية الهندية عن حوالي 1300 اصابة و 100 وفاة

في يوم 24 مارس تم فرض الاغلاق العام بمرحلته الأولى لمدة 3 اسابيع مع أحتمال مرحلة ثانية من الأغلاق تبدأ 14 ابريل

هناك خصائص تجعل من كورونا جائحة قاتلة في الهند لعل أبرزها الكثافة البشرية العالية و قلة الأهتمام بالنظافة الشخصية وضعف النظام الصحي الهندي و الأعياد الدينية الكثيرة* يضاف الى ذلك ان سيرورة الوباء قد ينتج عنه تحورات خطيرة في الفيروس مما يجعل سيرورة جائحة كورونا في الهند بمثابة بركان هائل أو تسونامي لا نعلم متى يحدث.

لكن التحدي الكبير هو في العام القادم (عام 2021) وتحديدا في الفترة (14 يناير 2021 إلى 14 أبريل 2021) وفيها يحل موسم الحج الأكبر الهندوسي ( كومبه ميلا) - وهذا الحج من أعظم الشعائرفي الهندوسية وهو حج يتكرر مرة كل 12 عاما ويحضره في المتوسط ما بين 5-6 مليون هندي يجتمعون في نهر فانغا المقدس يتطهرون من آثام 12 عاما قضت. وعليه فعلى الحكومة الهندية أن ارادت النجاة بالهند من جائحة كورونا أن تقنع رجال الدين الهندوس -أن أستطاعت-  بتأجيل (الكومبه ميلا) عاما آخر وفي أعتقادي أنها لن تستطيع ذلك بسبب العقيدة الراسخة 

أن أجتماع 5 مليون هندي من مختلف الأعمار على ضفاف نهر فانغا المقدس في تكدس بشري هائل يتكرر كل 12 عاما سيتسبب لا محالة في (تسونامي) في عدد حالات كورونا وسنشهد منعطفا خطيرا في سيرورة الجائحة فيها بعدد اصابات قد يتجاوز نصف مليون أصابة يوميا مع وفيات قد تلامس 5000 وفاة يومية وعليه فعلى السلطات الهندية الشروع فورا في الأستعداد الصادق للحج الأكبر وأن يستغلوا هذه الشهور الطويلة في التوسع في بناء المستشفيات الميدانية و كذلك التوسع في صناعة اجهزة التنفس الصناعي و مصانع توليد الأكسجين.

----------------------------------

* الأعياد الدينية الهندية تقارب 40 عيدا بمعدل 3 أعياد في الشهر الواحد وهناك أعياد كبيرة وأخرى صغيرة ومن الأعياد الكبيرة :

1- عيد ديوالي (عيد الأنوار) وهوعيد بمناسبة هبوط الإله (راما) وتجسده البشري وزواجه من صيتا والعيد يكون في الاسبوع الأول من شهر نوفمبر من كل عام.

2-عيد هولي (عيد الخير) وهو عيد كبير بمناسبة  انتصار الخير (الأمير براهلاد) على الشر ( الأمير هوليكا) ووصول الربيع ويكون العيد في الاسبوع الاخير من شهر مارس 

3-عيد دوشهارا وهو عيد بمناسبة قتل الإله (راما) لملك الشر (رافنا) ويكون العيد في منتصف أكتوبر 

4- عيد غانيش شاتورثي وهو عيد بمناسبة إ ميلاد الإله (غانيشا) وهو إله برأس فيل ويكون في الاسبوع الأول من سبتمبر

5- ماها شيفراتري عيد ميلاد الإله شيفا ويكون في شهر مارس 



20 مارس، 2020

فيروس كورونا المستجد .... يجتاح العالم

حينما كنت طالبا في كلية الطب قبل نحو 30 عاما درسنا مادة علم الوبائيات (Epidemiology) وفيها تعلمنا أن العدوى لها سلسلة تتكون من 6 حلقات متصلة وهي : 1-الممرض (اي العامل المعدي والمسبب للعدوى) ، 2-المستودع (الخزان أو الحاضن) ،3- بوابة الخروج ، 4-وسائل النقل (الأنتشار) ، 5-بوابة الدخول ، و6-المضيف الجديد. ولكل حلقة دورها الفريد في السلسلة ، ويمكن قطع كل حلقة من خلال وسائل مختلفة. أنقر على الرسمة المرفقة لتكبيرها

الحلقة الأولى (infectious agent) :  هي العامل المعدي (العامل الممرض) اي العامل المسبب للمرض سواء كان فيروسًا أو بكتيريا  ويمكن كسر هذه الحلقة بالتخلص من العامل الممرض باستخدام طرق مختلفة ، بما في ذلك بسترة الحليب ، كلورة (وضع الكلور) في مياه الشرب ، أو استخدام المطهرات.

 المستودع (reservoir) : هو خزان العدوى أو الحاضن أو العائل لها ويمثل البيئة المناسبة التي يحتاجها العامل الممرض من أجل البقاء. يمكن أن تكون الحواضن (وهي المستودعات أو الخزانات)  أما شخصًا أو حيوانًا (حيوانات ، قوارض ، حشرات)  أو مكونًا من مكونات البيئة (مثل التربة أو الماء) .والحاضن (المستودع) يمكن أن حاضنا أوليا أو حاضنا ثانويا. يمكن كسر هذه الحلقة من خلال التخلص من ذلك مستودع  (الحاضن) أن كان من الحيوانات أو الحشرات أوالقوارض ، او من خلال العلاج الطبي  للمصاب و أو الحجر الصحي لمن يشتبه أنه حاضن للمرض حتى يتم اختباره.

بوابة الخروج (portal of exit) : والذي يمثل الحلقة الثالثة  ويعمل بمثابة المنفذ الذي يسلكه العامل الممرض للخروج من مستودعه (الخزان أو الحاضن)  فإذا كان الخزان إنسانًا ، فقد تكون بوابة الخروج عبارة عن لعاب أو أغشية مخاطية أو براز أو دم أو إفرازات من الأنف أو الحلق. باستخدام طرق الحاجز أو الأقنعة ، أو تغطية الفم أثناء السعال ويمكن كسر هذه الحلقة بمعرفة بوابة خروجها فمثلا في فيروس كورونا فان الفيروس يخرج من حاضنه (الأنسان المصاب) عن طريق الإفرازات من الأنف أو الحلق التي تلوث يديه وينشرها المريض في محيطه من خلال المصافحة والعطس والسعال فيلوث بها أسطح الأشياء القريبة منه 
 
وسائل الأنتشار (وسائل النقل)  (means of transmission) : يمكن أن ينتقل العامل الممرض إما بشكل مباشر أو غير مباشر. يتطلب النقل المباشر مخالطة المصاب على نحو مباشر والتعرض له ومنها الاحتكاك في وسائل المواصلات والمصاعد وغرف المرضى. يتطلب النقل غير المباشر ناقلًا ، مثل حيوان أو حشرة. يمكن كسر هذه الحلقة  بمعرفة سبل أنتشار كل فيروس أو بكتريا  فمثلا فيروس كورونا المستجد ينتقل عن طريق القطرات (droplets) فعند العطس والسعال تنتشر القطرات الملوثة بفيروس كرونا في محيط المريض سواء كان الغرفة أو المصعد أو القطار او الحافلة  لتلوث أسطح كل شيء يحيط به بما فيها يديه والتي يضعها على أنفه وفمه
أنقر على الرسمة المرفقة لتكبيرها
قلت وحتى كتابة هذه السطور لا يوجد دليل أن فيروس كرونا ينتقل عن طريق الرذاذ ( (aerosol) وعليه يكون كسر هذه الحلقة بتجنب الأتصال ومقاربة المريض أو حتى المشتبه به وغسل اليدين  ووضع كمامات من نوع خاص  N95

بوابة الدخول (portal of entry) : وهي الحلقة الخامسة في سلسلة العدوى و يمكن دخول العامل الممرض بإحدى طرق ثلاث: الاختراق أو الاستنشاق أو الابتلاع. قد يعتمد مستوى العدوى وشدتها على عمق الاختراق. على غرار بوابة الخروج ، يمكن استخدام طرق الحاجز أو الأقنعة ، لكسر هذه الحلقة  مع طرق أخرى ، مثل طارد الحشرات.
وفي حال فيروس كورونا فان بوابة دخول الفيروس هي الأغشية المخاطية للحلق والأنف 

المضيف الجديد (new host) : يمثل الحلقة السادسة والأخيرة  وحيث تؤثر عوامل مختلفة في تعامل المريض الجديد (المضيف الجديد) في تصديه للفيروس لكن للعمر والحالة الصحية العامة  أثرها الكبير ففي مرض فيروس كرونا نجد أنه تسبب في وفيات كثيرة للمسنين ومن يعانون من امراض تنفسية مزمنة ومن يعانون نقصا في مناعتهم بسبب الأمراض

وعليه ولو طبقنا حلقات العدوي على فيروس كرونا سنجد الآتي :
العامل المسبب للمرض  : فيروس كرونا  مستجد (فيروس من نوع جديد) وهو فيروس يسبب نوعا من الأنفلونزا وهي أنفلونزا متوسطة الشدة يتعافى منها نحو 90% من المصابين ولكن خطورة هذا الفيروس يمكن في انتشاره السريع وعلى نحو مربك للغاية
وحتى كتابة هذه السطور أصاب الفيروس نحو 100000 مائة الف مريض توفي منهم 10000 (عشرة آلاف) مما يجعل نسبة الوفيات منه حوالي 10%
المستودع (الحاضن أو الخزان) : المستودع الأولي (خفافيش +آكل النمل) : قام بعض الصينيون في مقاطعة ووهان بأكل الخفافيش الحية وحتى شرب دمائها لأعتقادات بأنها جالبة للسعادة والنجاح وهذا المستودع تحاول الحكومة الصينية تدميره  ولكن المستودع الثانوي (المرضى) فوجب عزلهم وتطبيق الحجر الصحي  لكل من خالطهم لأسبوعين على الأقل لكن المرض وللأسف إنتقل إلى جارتها إيران في أوائل ديسمبر 2019 وكان المرشد الإيراني علي خامنئي يحث الأيرانيين على الأدلاء بأصواتهم في الأنتخابات وأن التصويت "واجب ديني" مما أدى إلى تفشي مريع للوباء في إيران والمعروف ان ايران لا تقوم بتختيم جوازات السعوديين وذلك ابتداءا من عام 2013 وحتى الساعة جميع الحالات المسجلة في السعودية هي لسعوديين قاموا بزيارة إيران وتحديدا قم ومشهد لأعتبارات دينية
هناك توقعات مرعبة للغاية وهي أن يتوفى 5 اشخاص كل ساعة في ايران ما لم يهب العالم لمساعدتها
بوابة الخروج : القطرات الملوثة بافراز المريض : غسل اليدين  وضع قفازات وحتى وضع كمامات
وسائل النقل والأنتشار : مخالطة المرضى و لمس الأسطح الملوثة
بوابة الدخول : الأغشية المخاطية
المضيف الجديد : أبعاد كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة ومن لديهم نقص في المناعة 


مالذي نتوقعه في مملكتنا الغالية :
في السعودية لا يوجد لدينا "المستودع الأولي" ولكن يوجد لدينا المستودع الثانوي (المرضى) وهم من يساهمون في نقل المرض لأن البعض منهم تظهر عليه فقط علامات الزكام الخفيف والمستودع الثانوي (الحاضن الثانوي) هو من يبقي على الفيروس حيا حتى ينتقل إلى مضيف جديد.
وعليه ستكون لدينا في السعودية ذروة شديدة من هذا الوباء مابين شهور أبريل حتى نهاية شهر مايو وربما تصل الحالات المسجلة للآلوف وبعدها يبدأ هذا الوباء بالأنحسار التدريجي.

هناك جملة من الأمور التي تساعد في التخفيف من حدة أنتشار الوباء :
* التقليل من تخالط الناس من خلال منع الفعاليات الأجتماعية واغلاق المساجد و المدارس والجامعات والأسواق الضخمة
*عزل المناطق الموبؤة عزلا كاملا
*الحجر المنزلي للمصابين أو من يشتبه باصابتهم.
*غسل اليدين أوتعقيمها وخصوصا بعد لمس الأسطح في الأماكن العامة
*وضع كمامة في الأماكن العامة .... أن أمكن ذلك




19 مارس، 2020

أيان ليبكن .... لا كرامة لنبي في قومه


يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الأعلام العالمي لا يأتي على ذكر الدكتور ليبكن.
الدكتور ليبكن هو خبير الوبائيات ويعمل مديرا للعدوى والمناعة في جامعة كلومبيا الأمريكية وله شهرة عالمية في تقصي الوبائيات -وخصوصا الفيروسات-  وتشخيصها وتمكن وعلى مدى 25 عاما من الكشف عن 800 فيروسا حول العالم وكان من قبل طبيبا متخصصا في أمراض الأعصاب لدى الكبار.
في عام 2003 تمكن فريق بحثه في جامعة كلومبيا الأمريكية من تصميم كاشف دقيق لفيروس الضائقة التنفسية الوخيمة (سارس) severe acute respiratory syndrome
وساعد في عام 2014 على التعرف على المصدر الحيواني (الإبل) لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS) virus. 
 يقول العطيات أن علاقة ليبكن بالحكومة الصينية بدأت في عام 2004 أثر ظهور جائحة تنفسية هناك سببها فيروس أنفلونزا الطيور من نوع  H5N1 وتسبب في وفاة حوالي 1000 صيني ولقد ساعد ليبكن الحكومة الصينية  آنذاك وعلى نحو فعال في السيطرة على الوباء والتقليل من آثاره.
في مايو 2007 أنطلق فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1   وكان الفيروس مطابقا لفيروس الأنفلونزا الاسبانية والتي أنتشرت ما بين عامي 1918-1919 وتسببت في وفاة 50 مليون أنسان حول العالم لكن سلسلة الأجراءات التي قامت بها السلطات الصحية الصينية تحت اشراف الدكتور ليبكن ساهمت وبشكل كبير في التقليل من عدد الوفيات لتكون ربع مليون وفاة حول العالم.    
وفي عام 2014 كان له دورا محوريا في منع تفشي الضائقة التنفسية التي أنطلقت من المملكة والتي سميت بضائقة الشرق الأوسط  التنفسية (كورونا الإبل) بعد تسجيل عددا من الحالات في عددا من المقاطعات الصينية
وفي عام 2017 كرم الرئيس الصيني الدكتور ليبكن بأعلى وسام صيني وأمر أن توضع صورته في صالة العظماء وجاء في معرض تكريمه أن الدكتور ليبكن أسهم وبشكل فعال السلطات الصينية لوضع أستراتيجيات لمواجهة جوائح العدوي وتم تعيينه رئسا فخريا لمركز بكين للسيطرة على العدوى بالأضافة إلى منصبه عضو اللجنة الأستشارية لمركز باستير (Institut Pasteur de Shanghai) في شانغ-هاي الصينية
وفي يناير من عام 2020 دعته الحكومة الصينية على عجل للوقوف على أجراءاتها التي أتخذتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والنظر فيها وحتى أقتراح ما يمكن فعله.
يقول العطيات أن الدكتور  ليبكن أضاف عدة أجراءات جميعها تميزت بالصرامة الشديدة لعل من أبرزها:
*الشروع فورا بعزل مقاطعة ووهان عزلا كاملا
*عزل جميع المواطنين داخلها في منازلهم عزلا كاملا (حجر منزلي)
*تعليق كافة المناشط والفعاليات
*أغلاق المدارس والجامعات
*تعليق كافة أسباب تنقل الأفراد سواء كان حافلات أو قطارات أو طائرات.
*تتبع كل صيني خرج من مقاطعة ووهان من الأول من يناير 2020 والكشف عليه أو عزله.
*فرض حضر التجول في مدينة ووهان بقوة الشرطة  والجيش.
*تحويل 14 فندقا لتكون مستشفيات واماكن حجر للمشتبه بهم.
*تطبيق أعلى معايير السلامة من غسل الأيدي ووضع كمامات واقية.
*الشروع ببناء عدد 3 مستشفيات لتكون جاهزة في غضون أسابيع لأستعمالها وقت الضرورة
*تجنيد الطواقم الطبية للتعامل مع ما بين 120-250 ألف مريض محتمل.

يعتقد الدكتور العطيات أن جملة الأجراءات التي وضعت قيد التنفيذ الفوري في منتصف يناير 2020 ستكون حاسمة وسنرى أثرها الناجع بعد 8-12 أسبوعا.



نحن وكورونا المستجد
تفشت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية  في شهر أبريل عام 2014، وتسمى أيضا كورونا الإبل وحيث أصابت 600 شخص و بلغ عدد حالات الوفاة 298 حالة لتكون نسبة الوفيات 50% تقريبا في حين أن تقديرات الخبراء أن تكون نسبة الوفيات لا تتجاوز 10% فقط. 
أن خبرتنا مع تفشي كورونا الإبل كانت سيئة للغاية في اسلوب التعامل والتعاطي مع الوباء بالرغم من أن كورونا الإبل كان ينتشر ببطء شديد بسبب طبيعة الفيروس ويعتبر من أهون الجوائح التنفسية لكون مصدره معروفا والسيطرة التامة عليه أهون من شرب كوبا من الشاي كما يقول الأمريكان لكنه كان بالنسبة لنا كارثيا فعوضا أن تطلب السلطات الصحية العون من الخبراء العالميين من خبراء منظمة الصحة العالمية أو من الخبراء الأفذاذ من أمثال الدكتور ليبكن أو خبراء مركز التحكم في الأمراض والأوبئة جاءت قرارت كل منشأة صحية قائمة بذاتها وليس هناك أي تنسيق وتكامل لا على مستوى المدينة الواحدة ولا على مستوى الدولة باسرها تزامن ذلك مع الأخفاء والتعتيم عن عدد وأماكن الحالات الجديدة ذلك التعتيم الذي اضر بنا كثيرا فالمملكة أصبحت بؤرة تفشي الداء وأصبحنا حديث العالم.
أتمنى صادقا أن لا نكرر نفس الخطأ ولتبادر السلطات الصحية وبكافة مستوياتها باستشارة وحتى دعوة خبراء الجوائح العالميين لمراجعة الأجراءات المتخذة ولتكن الصين لنا مثالا يحتذى فهي لم تتوانا من الطلب من الخبير الأمريكي ليبكن لياتي للصين وعلى عجل للوقوف على الأجراءات والأحتياطات واقتراح المزيد  ... فهل الصين وهي دولة عظمى ليس لديها من الخبراء ما يكفي ؟
قلت أن من ياتي أليك من الخارج ينظر للأمر بدون تأثير من الضغوطات السياسية أو الدينية أو النفسية فهو يرى الأمر بعين الخبير.

وختاما أقول أن الاعلام الأمريكي لا يأتي على ذكر هذا الخبير الا لماما ولا نجد له أسما في عضوية لجنة الطواريء التي شكلها البيت الأبيض بل أن اللجنة تضم أسماءا مغمورة لم تتمرس التمرس الفعلي في مواجهة الجوائح العالمية وهذا يذكرني بقول قالته العرب قديما أنه .... "لا كرامة لنبي في قومه" والنبي هو  كل من نبا (وكأنه على نبوة أي مرتفع من الأرض).

18 مارس، 2020

نحن و كورونا ... التفشي قادم لا محالة

قبل نحو أسبوعين وتحديدا في 11 مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جائحة كورونا (كوفيد-19) أصبحت جائحة عالمية وأن على جميع دول العالم التعامل معه على هذا النحو.
وهناك كما أسلفت في تديونة سابقة 3 أختيارات على كل دولة الأخذ بأحدها ثم أعادة تقييم أوضاعها والأنتقال للخيار الذي يليه وهكذا والذي يفرضه مدى أنتشار الجائحة وعدد الوفيات وبنية وجاهزية النظام الصحي للتصدي والتعامل مع الجوائح والأؤبئة (رابط التدوينة وهي بعنوان :
ملامح تعاطي الأنظمة الصحية مع جائحة (وباء) فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)  
وفي مملكتنا الغالية تم الأعلان  الرسمي وتحديدا يوم 2 مارس 2020عن حالة المريض الأول (يعتبر الحالة الصفرية) (رابط الخبر من وكالة الأنباء السعودية)
وفي التقرير اليومي لوزارة الصحة أنها أقامت مركزا للتحكم للسيطرة وتوجيه الجهود والمصادر لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أنه وحتى كتابة هذه السطور لم تسجل أي حالة أصابة للوباء في المنطقة الوسطى وتحديدا الرياض العاصمة حيث يقدر عدد السكان فيها قرابة 5 مليون ما بين مواطن ومقيم.
قلت أن القرارات التي أتخذتها وستتخذها وزارة الصحة بما فيها الحصول على قرارات سيادية عليا (أغلاق المدن ، حظر التجول ، فرض التباعد) قلت أنها لن تمنع من تفشي الوباء لكنها بالتأكيد ستؤخر "توقيت" تفشيه أي أنها ستدفع ذروة التفشي إلى ربما بداية أو نهاية شهر حزيران (يونيه) وهذا جيد للغاية لأنه يعطي المخطط الطبي الوقت الكافي لتجنيد الطاقات البشرية والمصادر الطبية والأستعداد الجيد للتخفيف من آثار الجائحة.
معلومات وبائية:
هناك أضطراب كبير في طريقة أنتشار جائحة كوفيد-19 ومعظمها تقول بأنها جائحة تنتقل عن طريق القطيرات الصغيرة (droplets)  (اي الرذاذ الملوث التي تنتقل من شخص لأخر ومن لمس الأسطح الملوثة بالرذاذ الملوث. لكن بالنسبة لتصوري أن جائحة كوفيد-19 أقرب أن تكون جائحة  يحملها الهواء "مجوقلة" (airborne) لأن المعطيات الوبائية التي بين يدي حتى كتابة هذا السطور شحيحة. قلت أن سلوك هذه الجائحة يشيه إلى حد بعيد سلوك الأنفلونزا الاسبانية الرهيبة التي ضربت العالم عام  1918 واستمرت 15 شهرا  وتسببت في وفاة ما لايقل عن 30 مليون أنسان. (تدوينة عام 2018 بمناسبة مرور 100 عليها تجدها في هذا الرابط (مرور 100 عام على أخطر أنفلونزا في تاريخ البشرية .....هل يعيد التاريخ نفسه؟)
كيف تعامل بلد المنشأ (الصين) مع هذه الجائحة؟
قامت الصين ومن منتصف يناير بفرض أغلاق تام لمقاطعة ووهان الصينية حي تفشى الوباء في شهر ديسمبر  2019 -  وفرضت الحجر المنزلي الكامل على سكانها البالغ عددهم 22 مليون نسمة كما قامت بحظر التنقل والسفر داخل الصين مع السماح لمن يريد الخروج من ووهان إلى خارج الصين !!!
وبسبب أجراءات عزل مقاطعة (ووهان) الموبؤة فأن أعداد الاصابات والوفيات في بقية أرجاء الصين لا تكاد تذكر مقارنة بحجم وكثافة الصين والذي تجاوز عدد سكانها مليار نسمة.
البيانات الوبائية المتوفرة من الصين وبالرغم من عدم الموثوقية القوية في صحتها الا أنها تبين لنا أن جائحة كوفيد- 19سريعة الأنتشار لكن نسبة المتوفين منها قليلة جدا وهي لم تتعدى 1% من جملة المصابين* وهذا يدعو لشيء من التفاؤل -والذي يجب أن يكون حذرا للغاية -  في سيرورة هذه الجائحة الخطيرة. وعليه أتوقع حتى نهاية حزيران (يونيه) اي بعد مرور 6 أشهر من أنطلاق هذه الجائحة أن يكون عدد المصابين الكلي في المملكة ما بين 100 ألفا وصولا إلى 150 ألف أصابة وبوفيات مابين 1000 إلى 1500 وفاة طبعا هذه الأرقام هي توقعية يحكمها عدة أمور أهما :
*الأجراءات الأحترازية على مستوى المملكة وكيفية التعاطي مع الوباء.
* مدى ألتزام المواطن والمقيم بالتعليمات والتوجيهات الصحية
* توفرأسرة العناية وأجهزة التنفس الصناعي والطاقم الطبي المدرب.
* توفر المعقمات ووسائل الحماية الشخصية.
*عدد المصابين من المرضى ممن لديهم أمراض مزمنة (سكري ، ضغط ، فشل كلوي ،التهاب مزمن في الشعب الهوائية ، الشيخوخة). 
  ------------------------------------------
* كتبت تدوينة في مايو 2019 متلازمة تنفسية خطيرة صينية المنشأ... تلوح في الأفق
وجاءت التدوينة بسبب قرآتي لكتابات صينية كتبت في الأشهر الأولى (فبراير-مارس-أبريل) من سنة 2019 ويذكر كتابها أصابة عددا من العالمين ومرتادي سوق الحيوانات في مقاطعة ووهان الصينية بأنفلونزا أعادت إلى أذهانهم شبح جائحة السارس.  
* مجوقلة كلمة مركبة للقوات التي تحمل جوا إلى ساحة المعركة.
* طبقا للحسابات الوبائية التقريبية من خلال معرفة عدد المصابين والمتوفين في دولة الصين وهي البلد الذي تفشى فيه الوباء قد تكون الأرقام غير دقيقة من مصدرها.
* متانة الرئة السعودية وهي متانة "جينية" ستكون حاسمة في تقليل عدد الوفيات من هذه الجائحة