ذو القربى هم أقرباء الأنسان ممن تربطه به وشائج الدم والنسب ولعل قتلهم بدون ذنب أقترفوه هو من أشنع الأفعال.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن قتل الأقرباء لم يكن من عادات العرب حتى في أيام الجاهلية .
ولكن قتل ذوي القربى وخصوصا (الذكور) كانت عادة متأصلة وممارسة بشكل كبير في قبيلة (سلجوق) وهي قبيلة تقيم في هضبة الأناضول ومنها أنحدر (عثمان) السلجوقي ويطلق على فترة حكمهم بالسلطنة العثمانية (وليس لهم علاقة بسيدنا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه).
ولقد أعتاد (السلاجقة) وقبل دخولهم الأسلام أن يعمد شيخ القبيلة وفور توليه زمام أمارة القبيلة بقتل جميع (الذكور) في دائرته وقد يبدأ بقتل أولاده الكبار ثم من يليهم من أقاربه وفي أحيان كثيرة يشمل القتل أطفالا (ذكورا) صغارا ، قلت أنما يفعل ذلك مخافة أن ينازعوه أمر القبيلة وليستقيم له الأمر بعد قتلهم ، ويتم القتل عادة بأستعمال حبل قصير وقوي يقال أنه من الحرير ويشد على الرقبة حتى الموت.
يقول العطيات وبالرغم من أن قبيلة (السلاجقة) دخلوا في دين الأسلام وأصبح منهم سلاطين كثر في الدولة العثمانية والتي حكمت العالم الأسلامي قرابة 500 عام الا أن عادتهم المقيته هذه ظلت باقية وكانوا يمارسونها - بدم بارد - في الوقت الذي كانوا يقيمون فيه شعائر الأسلام من صلاة وزكاة وحج لبيت الله وبناء المساجد حتى وصلت المساجد في عصرهم إلى فيينا (عاصمة النسما).
يقول العطيات أن هناك عادة مشابهه نجدها في مملكة الأسود حيث يعمد الأسد الذي يستولي على العرين بقتل الأشبال (الذكور) لكي يكون العرين له وحده ...
في المقطع التالي يقوم الأمير سليم بالاشراف على تنفيذ قتل شقيقه الأمير بايزيد وأطفاله (الذكور) الأربعة بعد صدور فرمانا (أمر سلطاني) من السلطان سليمان القانوني بذلك.
وكان السلطان سليمان القانوني قبلها بفترة وجيزة قد أمر بقتل ولده الأكبر مصطفى (ولي عهده) بحضرته فخنق حتى مات.
https://www.youtube.com/watch?v=fjX4hsF8V_4
أعتمدت المراكب الخليجية التي تبحر من ضفاف الخليج باتجاه بلاد الهند والسند على رياح قوية وطيبة هي رياح (الكوس)
قلت وهي رياح تهب من الجهة الجنوبية-الغربية في ثلاث فترات في العام . ولقد ذكر البحار العربي المشهور أحمد بن ماجد في كتابه (السفالية) مواعيد هبوب رياح (الكوس) وعليه يتحرى النواخذه (ربابنة السفن) موسم هبوب رياح الكوس حتى أذا هبت هبوبها يأمرون بدفع المراكب والسفن لتمخر عباب الخليج لتصل الى غايتها فهم كما يقولون (ريح طيبة ورب كريم) ففي ذلك الوقت لم يخترع الأنسان المحركات يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن لفظة (الكوس) لازالت ترد في بعض أوصاف واشعار بلدان الخليج وكثير من جيل الشباب قد لا يعرفون عنها شيئا الا بسؤال الأجداد فأذا وصف رجلا ما بأنه مثل (الكوس) فهو يماثل قولنا فلان (هبيب ريح) ، وعليه فليس غريبا أن يصف شاعر سلطنة عمان السلطان قابوس بن سعيد بأنه مثل رياح (الكوس). ويعتقد العطيات أن لفظة الكوس هي فارسية محرفة عن (كوش) بنفس المعنى.
يقول الشاعـر السلطاني فـيصل الفارسي :
نـفـزّ فـي وســط الميادين فـزة .....
مـع هـبة الغربي ومع هـبة الكوس
والرمح في كـبد المعادي نرزه ...
تحت أمر مولانا على الجمر بندوس
أما الشاعر منصور بن حسين فأن هبوب (الكوس) يثير فيه الكثير من الشجون ويحرك الوجدان فنجده يقول :
لي ذعذعت هبوب هوى الكوس .... يا بن حمـد سوّت لي اهواس
أون كـَنّـي شــخص مـــلـبـوس ....عليــه يـــوم الـنّــاس نـعّـــاس
أما الشاعر سلطان بن غيفان ففي هبوبها بشارة طيبة
هب واضرب يا هوى الكوس .. هات لي من صاحبي بشاره
لي خويّك سابر الغــــــــوص .. عـــلى هـيــر زين مــحـاره
با جـــيـــب ربــوع وخـموس .. مــن فـضـل مولاي واقداره
قلت و (الهير) هو مكمن محار اللؤلؤ والجمع (هيران) والكلمة فارسية
وأما آخر فيرى في هبوب (الكوس) سلوى للنفس الشجية :
يوم القمر نـوره علينـا يطلـي ... والـنوم ذالت بـه جميـع الخلوقـي
والكوس نسماته نسيـم يسلـي ... يسلى به القلب الصويب الشفوقي
أما شاعر الأمارات الكبير معالي الشيخ الدكتور مانع بن سعيد العتيبه فهو يتمنى أن تهب هبوب رياح (الكوس) و تحمل أشواقه وتمضي بها سريعا وبأقصر الطرق حيث ديار المحبوب
يا الكـوس يالمطلّي قـم شلّـي .... وانـــتـه لــي المـنـدوب
وانصا ديار لخلّي ، لا تزلّـي ... واقــطـع قصـيـر دروب
عِرق النسا في العبرية أسمه (جيد هناشيه) أنظر كتابة المصطلح وتلفظ الجيم العبرية كما الجيم المصرية.
وعِرق النسا (والصواب عصب النسا) هو عصب يمتد من الفخذ حتى الركبة في الحيوان وحسب الشريعة اليهودية يحرم أكل لحم الذبيحة مادام فيها ذلك العصب.
وعليه فقد جرت العادة أن يقضي الجزار اليهودي وقتا طويلا في تقصّي ذلك العِرق (العصب) حتى يستأصله تماما وعندها فقط يحل لحم الذبيحة سواء كانت بقرة أو ماعزا أو خروفا.
قلت أنما يفعلون ذلك أحياءا لذكرى أباهم (يعقوب) عليه السلام وصراعه مع الرجل الذي فتك بيعقوب واسقطه أرضا بعدما خلع وركه (فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعة معه) (سفر التكوين 32:25).
والمعروف أن الدجاج ليس فيه هذا العرق غير أن جماعات يهودية متشددة ترى بوجود هذا العرق حتى في الدجاج
نجد في الصورة الأولى حاخام يهودي يشرح لمجموعة من الرجال كيف يتم تتبع عِرق النسا وأزالته
أما الصورة الثانية فهي صورة مقربة لمنشا عِرق النسا في أعلى الفخذ في البقرة
الصورة الثالثة أزالة عرق النسا!!! من الدجاج تحت أشراف الحاخام
أنه اللقاء الأول منذ قرابة 1000 سنة بين رأس الكنيسة الكاثوليكية (الغربية) بابا الفاتيكان (فرنسيس) والبطريرك (كيريل) وهو بطريرك أكبر
الكنائس الارثوذكسية (الشرقية) منذ الانفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية عام
1054.
الكنيسة الروسية هي كنيسة ارثوذكسية (السراط المستقيم) يتبعها أكثر من 130 مليون ( من أصل 250 مليوناً حول العالم) . وبعد المعانقة قال البابا : "التقينا أخيراً، نحن اخوة. واضح انها ارادة الله". وردّ البطريرك كيريل: "الأمور أوضح الآن".
أنفصال الكنيسة الشرقية (القسطنطينية) عن الغربية (الرومانية):
يقول المتبصر الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الكثيرين من مؤرخي المسيحية عزوا ان الأنفصال بين الكنيستين حدث عام 1054
في أثناء الأجتماع الكنسي الكبير والذي حضره أكثر من 600 من (الآباء) وأن الباعث وراء الأنقسام الخطير هو أعتراض الكنيسية (الشرقية) على تقديس البابا (ليو التاسع) لأنهم يعتبرونه مجرد (زنديقا) لأنه الغى مفهموم (العفة الدينية) والتي تلزم رجال الدين في المسيحية بالتبتل وترك الزواج. انظر الاستدراك والذي يبين السبب الحقيقي خلف الإنقسام
القديس ليو التاسع ( 1002 -1054) كان قبل
تنصيبه يحمل أسم النبيل (برونو هوخ) وكان من نبلاء فرنسا كوالده ولد عام
1002 في أقشيم في منطقة (الساس) في شمال فرنسا وهو أيضا أبن عّم
الأمبراطور كونراد الثاني (1024–1039) ، ترقى (ليو ) في المناصب الكنسية
من كانونا (مرتل كنسي) وصولا الى درجة مطران عام (1025) ولعل وصوله لهذا
المنصب -وبحسب العطيات - قدم خدمات جليلة لأبن عمه الأمبراطور وللأمبراطور
هنري الثالث. بعد وفاة البابا الجرماني دمسيوس الثاني (1048) تم ترشيح
(ليو) ليخلفه في منصب البابويه . وفور أستلامه منصب البابويه منع
البابا ليو التاسع السيمونية وهي شراء المناصب الكنسية و الغى أيضا مبدأ (العفة الدينية) وهي التبتل وترك الزواج لرجال الدين.
الكنيسية (الغربية) تحتفي وتحتفل بذكرى القديس ليو التاسع وذلك في 29 أبريل من كل عام.
يخرج علينا بين الفينة والفينة أشخاصا يرمون وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) وأختصارا (السعودية) بكل عيب ونقيصة ويشطحون وينطحون بل ويخرجون عن كل ذوق ومنطق وأنه لمن المؤسف أن الكثيرون منهم من حملة حرف الدال ، بل أنه من الصادم والمريع حينما يقدم الواحد منهم على أنه من اعلام التاريخ والمعرفة. ويعتبرون أن النقيصة العظمى على مملكتنا الحبيبة أنها تحمل أسم (أنسان) وليس أسم (مكان).
يستعين الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي بالله العزيز العليم ويقول أن هناك دولا عظيمة سميت بأسماء (أشخاص) والبعض منها حمل أسماء (قبائل) فلم يكن ذلك مدعاة لعيب او نقيصةعلى هذه الدول. وسآتي على ذكر بعض من أكبر وأهم تلكم الدول وتحديدا (أمريكا وفرنسا)
أمريكا - حملت أسم المستكشف الإيطالي (أمريكوس فيسبوشي) :
من المعروف والثابت تاريخيا أن مانويل الأول (السعيد) ملك البرتغال (1469 –1521) طلب من المستكشف الإيطالي (أمريكوس فيسبوشي) المشاركة والأشراف على رحلات بحرية أستكشافية والتي أطلقها الملك البرتغالي السعيد لأستكشاف المزيد من الأراضي وخصوصا ماوراء البحار.
من هو (أمريكوس فيسبوشي) :
هو مستكشف إيطالي طموح عاش الفترة (1454-1512) وأستطاع أن يثبت خطأ المستكشف (كلومبوس) والذي كان يعتقد أن مايعرف اليوم بالبرازيل وبلاد الأنديز هما من شرق آسيا بل أن رحلات (أمريكوس) الأستكشافية الأربعة وبتمويل سخي من ملك البرتغال مكنت (أمريكوس) من أكتشاف (العالم الجديد) وهو الذي أكتشف آخر جزء (الرابع) من العالم الجديد وسميت الأجزاء الشاسعة المستكشفه (الجديدة) بأسمه فأصبح أسمها فيما بعد (أمريكا) وهو أسم المؤنث من (أمريكوس).
فرنسا-حملت أسم فرانكيا وهو أسم أكبر قبائلها الجرمانية:
كانت قبيلة (فرانكيا) واحدة من أكبر واقوى القبائل الجرمانية وكانوا يتنقلون ويرتحلون على ضفاف نهر الراين ويذكر التاريخ أن قبيلة (فرانكيا) تحالفت مع قبيلة جرمانية صغيرة الحجم نسبية أسمها قبيلة (باريسي) كان ذلك في بداية القرن الثالث
الميلادي وفي القرون اللاحقة تخالطت قبيلة (فرانكيا) الكبيرة مع بعض قبائل منطقة (الغال) ومن ثم بعض القبائل (الرومانية) ، أعتنق الكثيرون من القبائل الجرمانية بما فيهم قبيلة (فرانكيا) المسيحية وكان منهم ملوك وقادة كبار .
يقول (المتبصر) الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن قبيلة (فرانكيا) هيمنت على مساحات شاسعة حول ضاف نهر الراين وهو من أكبر أنها أروبا بينما أكتفت حليفتها قبيلة (باريسي) في منطقة الوسط ومع تلاحق القرون أطلق أسم (فرانكيا) على المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة (فرانكيا) واطلق أسم قبيلة (باريسي) على أراضي قبيلة (باريسي)
وفي عصرنا الحاضر نجد أن أسمي القبيلتين : أسم فرنسا (من فرانكيا) وهو الأسم العام أما أسم عاصمتها (باريس) فهو مأخوذ من أسم قبيلة (باريسي).
ويلاحظ أن قبيلة (فرانكيا) يظهر أسمها تاريخيا عند المسلمون الآوائل تحت أسم (فرنجه) .
سعودية-حملت أسم مؤسسها بن سعود: من المعروف والثابت تاريخيا أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه هو الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية (الثالثة) ويختصر أسمه (بن سعود) . ولآل سعود تاريخ تليد فتعود جذورهم الى (حنيفه) ويتصل نسبهم وصولا الى (وائل)
و (حنيفه) هو الأسم الذي يطلق على أعظم أودية بلاد نجد واصبحت منطقة الدرعية وقلبها (العوجا) نماءا لهم بعد أن منحها لهم أبن عمهم (بن درع) ويذكر لنا التاريخ أن آل الرشيد (حكام الجبل) أستطاعوا الأستيلاء على (الرياض) وتولية (آل عجلان) عليها . على أثر سقوط الرياض خرج الشاب عبدالعزيز مع والده عبدالرحمن الفيصل آل سعود ليقيم في الكويت ضيفا كريما على حكام الكويت (آل الصباح) ولقد تمكن الشاب الطموح عبدالعزيز وبمجموعة 40 رجلا (الأربعون الخالدون) من أستعادة ملكه وملك آبائه واجداده العظام حيث انشأ في نجد (سلطنة) مالبثت بعد عدة سنوات أن تصبح (مملكة) تحمل أسم المملكة العربية السعودية وتختصر بـ(السعودية) نسبة الى (سعود) وهو الجد الأكبر لهذه الأسرة المالكة الكريمة.
وتحاول أقلام عربية وغربية حاقدة ومأجورة ومنذ زمن من النيل من شخص مؤسس هذه البلاد وتشويه تاريخه المشرق المجيد لكن هيهات هيهات أن تنال منه وكأني بهم كما قال الشاعر -ولله دره-:
حسدوا الفتى أذ لم ينالوا سعيه ... فالكل اعداء له وخصوم.