03 يناير، 2014

وسم

تعتبر الإبل ثروة الإنسان العربي منذ القدم ولربما أهتم العربي بإبله وكأنها أحد أفراد عائلته بل قد تزيد فهي سبيل بقاءه بعد الله فلبنها ولحمها غذاءه ووبرها كساءه وهي ركوبته تقطع به الفيافي والقفار وهي أعز ما ملك العرب من على مر التاريخ فسموها (عطايا الله) وكانت دية المقتول منهم ربما وصلت إلى مائة ناقة (تعقل) أمام خباء أهل الدم وهي التي يسوقونها مهورا لزوجاتهم إيضا.

ومنذ القدم عمدت القبائل في جزيرة العرب على أتخاذ علامات تدل على ملكيتهم للإبل ولكل قبيلة (وسم) خاص بها يميز إبلها عن إبل غيرها أذا ما أختلفت وأختلطت بغيرها عند السقي أو في المراعي ولا يجوز أستخدام الوسم من قبل قبيلة أخرى وكأن الوسم أصبح علامة كما نسميها اليوم (علامة تجارية) لايجوز أستعمالها من قبل الغير ولقد بين ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (لا يبع أحدكم على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه ولا يسم على وسم أخيه)

ويحمل موروثنا الشعبي ما يجعل قيمة الوسم أعظم من قيمة الرسم (الأرض) فقالوا 
(تغيير الرسوم ولا تغيير الوسوم
وقالوا إيضا  (وسمك أسمك
و(وسومها على خشومها) 
وقول أحدهم  فلان (لا يسم وسمي ولا يرسم رسمي) إي لاتربطني به قرابة في النسب
وقال شاعرا ملغزا في (الوسم) 
أنشدك عن رجل يدل الرياجيل
         ... دربه دهر ما ينبت اللي وطابه
أصقه عمي مايسمع القال و القيل
            ... واليا حضر فك النشب و الطلابه
واليك معنى كلمات الابيات اعلاه
الرياجيل : الرجال ، أصقه : أصم ، عمي :أعمى ، نشب : قتال ، طلابه : مشادة يعلو فيها الكلام ويحتدم


 ويكون (الوسم) مشترك بين القبيلة الواحدة وتضيف بعض أفخاذ القبيلة الواحدة وسم أضافي يسمى (الشاهد) للدلالة على (فخذ) من أفخاذ القبيلة الواحدة وتمييزه عن بقية الأفخاذ من نفس القبيلة  أما إلابل التي ليس عليها وسم فتسمى (غفل) ويقولون في ذلك إبل (ما عليها قدحة نار)، ويتم الوسم بأستعمل حديدة محماة بالنار ويكون ذلك حينما تبلغ الإبل سن السنة ، وللوسم أشكال كثيرة ومختلفة من أبرزها (المطرق) وهو وسم على شكل خط مستقيم ويتخذ عدة أتجاهات أتجاه المطرق رأسي (واقف) أو أفقي (منسدح) أو مائل  و(العرقاة) وهو وسم على شكل مطرقين (خطين) متقاطعين (أي شبه زائد) وأسمها من عرقاة الدلو وهي خشبتيه المتصالبتين و (الحلقة) وهو وسم على شكل دائرة و (الباب) ويتخذ الوسم فيه شكل الباب مربع أما كاملا أو ناقصا و(البرثن) وهو وسم على شكل مخلب على شكل سهم أعلاه مطرق (خط) على شكل افقي و(مشعاب) وسم يتخذ شكل عصا المشعاب معقوفة الرأس و(الباكورة) ووسم يتخذ شكل الباكورة وهي عصا الباكورة وترسم بشكل أفقي و(الحية) وهو وسم يشبه الداب الملتوي و (الرقمة) وهو وسم على شكل نقطة صغيرة و(المقص) وهو وسم على شكل مقص و(الهجار) وهو وسم على شكل قيد البعير ويشبه حرف (H) وغيرها الكثير.

وسم قبيلة بني عطية (قبيلة صاحب هذه المدونة):
وسم قبيلة بني عطية هو (الذارع) ويأتي على شكل مطرقين (خطين) منسدحين (أفقيين) يقطعهما مطرق واقف (أي رأسي)  ويكون مكان الوسم الذراع الإيمن على النحو التالي:




يقول الراجز العطوي وهو يسقي أبله:
حمرا عليها الذارع ... تشرب والدم يتارع


ويقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الأهتمام بالوسم بدأ بالأنقراض التدريجي لأن ملاك الإبل ليسوا بحاجة إلى فعل ذلك لانها تشرب الماء غير مختلطة مع إبل الغير وياتيها العلف دون الحاجة للذهاب للمراعي ولكن في فترات الأحتفالات والمنافسات بين منقيات الإبل يستعاض عن الوسم وهو ناتج عن الكي بوسم (صبغي) يأتي على شكل الوسم الأساسي أنظر الصورة أدناه .
و(الوسم) التالي لقبيلة (حرب) يكون على الورك الإيسر أما الشاهد هو (الحلقة) وهو على شكل  دائرة (O) يكون على العضد الإيسر على النحو أدناه   



17 ديسمبر، 2013

قوقل



ترد كلمة (قوقل) في المعاجم العربية بمعنى ارْتقى فِي الْجَبَل وَصعد ، و منه (قوقل) أسم رجل من بني عوف بيثرب كان إذا أتاه إنسان يستجير به ، قال له : (قوقل) في ذاك الجبل فقد أمنت ، أي: ارتق ذاك الجبل فقد أمنت على نفسك ، وخلف ذاك الرجل بطنا من بطون العرب هم (القواقلة) ومنهم الصحابي (الأنصاري) الجليل النعمان بن قوقل.
و(القوقل): ذكر الحجل والقطا وفيه قول الشاعر 
تمشي بجهم مثل قوقل الحجل ... نعم غلاف العائر الضخم المتل

ومنه (القوقلة) وهو ضرب من المشي يشبه مشية القطا

أما (قوقل) في اللغة العامية في بعض البلاد االعربية فتعني جمع الأشياء وربطها يقولون (قوقل القش) أي أذا  جمعها حزما كبارا وعليه فأن (قوقالة) بالعامية تعني الحزمة الكبيرة من القش.



أما (قوقل) وتكتب إيضا على نحو (جوجل) وبالأنجليزية (Google) فهو أسم محرك بحث على الشبكة العالمية تملكه شركة أسمها (Google) ، وخوفا من تحويل (الأسم) إلى (فعل) مقرونا بمعنى (يبحث) مما يعني تجاريا فقدان حقوق الملكية لهذا الأسم عمدت شركة (قوقل) إلى عرقلة أضافة فعل (قوقل) إلى المعاجم الغربية الا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل وتم أضافة الكلمة لأشهرالمعاجم الغربية  بين عامي 2005-2006 لأن كلمة (قوقل) أصبحت من أهم (25) كلمة تتستعملها اللغة الأنجليزية وبشك بشكل يومي ، أن المعاجم الأنجليزية وبعد جدل (حقوقي) طويل أرغمت على أن تشير إلى الأسم-الفعل بحروف صغيرة أي على نحو (google) بمعنى يبحث ، على أن تبقى كلمة الأسم (Google) بحرف كبير في بدايته للدلالة على أسم شركة قوقل.



فائدة عن أصل كلمة قوقل (Google) الأنجليزية:

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات أن أصل كلمة قوقل الأنجليزية (google) هو تحريف للكلمة قوقول (Googol) التي وضعها عام 1938 الطالب (ميلتون سيروتا) بمساعدة أحد أقربائه وهو مدرس الرياضيات الأمريكي الشهير (ادوارد كسنر) لوصف الرقم العددي وهو رقم واحد متبوع بـ(100) صفر أي على نحو : 
10000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
ونشرها (كسنر) في كتابه (الرياضيات والخيال) الذي طبع سنة 1940 ميلادي 

وعليه فعند الحصول على نتيجة البحث بمحرك تظهر كلمة قوقل على نحو Gooooooooooooooooole ومن المعروف أحالة الأمريكان الصفر (0) على نحو حرف(O) على النحو التالي:


04 ديسمبر، 2013

دهي إفران

 دهي تابنات إفران هي ملكة بربرية (أمازيغية) شهيرة ولدت وعاشت في جبال الأوراس (جبال الذهب) 580 م - 660 م  آل اليها ملك مملكة البربر (الأمازيغ) وهي ما يسمى اليوم  أصطلاحا بشمال أفريقيا خلفا للملك (كسيلاى أوربي) ودام حكمها قرابة 40 عاما قاتلت فيها الرومان الطامعين بشمال أفريقيا ودارت بين الجانبين معارك طاحنة كان النصر حليف (دهي) وعلى عكس قادة الرومان كانت (دهي) تمتطي صهوة جوادها في ميدان المعركة.
 وحينما علمت (دهي) بزحف الجيوش الأسلامية نحو بلادها أستطاعت وبسرعة توحيد أهم القبائل البربرية (الأمازيغية) في جيش واحد وتمكنت من هزم الجيوش الأسلامية بقيادة حسان بن نعمان بل ومطاردتهم إلى أن أخرجتهم من الشمال الأفريقي  يقول أبن عبدالحكم في كتابه (فتوح أفريقيا والأندلس) "فأحسنت ديهيا أسر من أسرته من أصحابه وأرسلتهم إلا رجلا منهم من بني عبس يقال له خالد بن يزيد فتبنته وأقام معها"  كانت (ديهيا) قد تجاوزت 60 من عمرها حينما تبنت خالد بن يزيد غير أن خالد قد غدر بها بعد أن أرسل رسلا إلى القائد الأموي حسان بن نعمان يخبره بجيش (ديهيا) عدته وعدده وطريقتهم في جبال الأوراس ليعيد حسان الكرة الثانية بمدد كبير من الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان وينجح بهزيمتها على تخوم الجبال بعد أن كشف خالد بن يزيد  خططها لحسان ووجدت (دهي) ميتة بين جنودها في ميدان المعركة في مكان أسمه خنشلة (في الجزائر) ، ويصفها أبن خلدون (حكيم أمازيغي) في كتابه (العبر) أنها كانت ملكة على قدر عظيم من الحكمة والفطنة وقال " لم يأت بمثلها زمان كانت تركب حصانا وتسعى بين القوم من الأوراس إلى طرابلس تحمل السلاح لتدافع عن أرض أجدادها"
يقول الدكتور محسن العطيات يرد أسم هذه الملكة البربرية (الأمازيغية) في كتب التاريخ والسير العربية والغربية على نحو (ديهيا) ويرى أن صواب  الأسم على نحو (دَهي) ويكتب باللغة البربرية (الأمازيغية) على نحو (أنظر الأسم أدناه) ويعني (الفتاة بارعة الجمال). 


كيف يتم التبني عند البربر (الأمازيغ)؟
يقول  الدكتور محسن بن سليمان العطيات أن طقوس التبني هي طقوس مقدسة حيث تقوم المرأة ولها شأن عظيم في الحضارة البربرية (الأمازيغية)  بطحن الشعير ثم بعجنه بقطرات من زيت الزيتون (زيت مقدس) ثم ترفعه إلى مستوى صدرها لبعض الوقت ثم تأمر المتبنى (بضم الميم) أو المتبنون أن كانوا أكثر من واحد أو المتبنى والأبن الحقيقي بأكل لقيمات منه فهم بأكلهم من هذا الشعير أصبحوا أخوة بالتبني.

20 نوفمبر، 2013

في مجالنا الصحي .... مدراء لا قادة

في نظامنا الصحي الحالي نفتقر إلى وجود قيادات طبية لها القدرة بالنهوض بالقطاع الصحي فالدولة أيدها الله تصرف بسخاء كبير على مشاريع التنمية الصحية وحينما تصدر الميزانية في كل عام نجد أن وزارة الصحة تستأثر بنسبة عالية جدا من الميزانية
وبالرغم من هذا الأنفاق السخي فأن مستوى الصحة العام لدينا لا يوازي حجم الأنفاق الهائل.هذا التناقض دفع بولاة الأمر من ملوك هذه البلاد رحم الله من توفي منهم وعفى عن الأحياء منهم إلى التغييرالمستمر في وزراء الصحة لعل التغيير يأتي بالأفضل
قلت وحتى كتابة هذه السطور أطاحت وزارة الصحة ب 14 وزيرا
(الوزير الحالي هو الدكتور عبدالله الربيعة وهو الوزير رقم 15)
قلت ولعها تكون بذلك وزارة صحة الأشهر في العالم  أطاحة بالوزراء.
أن غياب (القيادات) الطبية المتميزة وهيمنة نفوذ (المدراء) الكبار تسبب في غياب الخطط الصحية الأستراتجية حيث تحول المدراء  إلى مجرد مدراء تصريف الشأن الأداري اليومي.

ولست هنا في معرض التفريق بين "القائد الطبي" و "المدير الطبي" لأن بينهما بون شاسع في القدرات والمهارات سواء كانت عقلية أو سلوكية.

في غياب القيادات فأن الرؤى المكتوبة والتي تزين مكاتب المدراء وصالات الوزارة وحتى الصفحات الأولى من التقارير السنوية ستكون مجرد رؤى "نظرية" تنتظر من يترجمها على أرض الواقع.

نعم أقولها وبكل صراحة لا يوجد -حتى الساعة - ما يمكن تسميتهم "قيادات طبية" بل أن الوصف الدقيق هو "مدراء" في منصب أداري طبي رفيع وفي تصوري أن هذا الوضع سيتمر لسنوات قادمة بل وسيتسنم هرم وزارة الصحة وزراء من خارج القطاع الصحي -وهو أمر غير مألوف في الدول النامية و حيث جرت العادة بتولية وزارة الصحة لوزير له خلفية طبية أو صحية - وسنشهد في السنوات العشر وربما العشرين سنة القادمة أسناد الوزارة إلى وزراء يأتون من خلفية تربوية أوهندسية.
أن نظام الصحة العام لدينا وطريقة أدارته أسّس لمفهوم "المدراء الكبار" وأعادة تدويرهم المستمروحيث لا يخضع تعيينهم لمعايير الكفاءة بقدر ما يخضع لمعايير الأقدمية والتراتبية وحتى الجهوية؟


كيف السبيل لتأهيل القيادات الطبية؟
حقيقة لا يوجد حل سحري لهذه المعضلة المزمنة ولكن على قطاعنا الصحي ان يبدأ -ودون أبطاء - بتأهيل قيادته المستقبلية من خلال تفريغ مدراءه إلى دراسة نظامية في أكاديميات صحية ذات شهرة عالمية  في تأهيل القيادات الطبية وعلى أن يتم تفريغ الطبيب "المدير" من سنتين إلى ثلاث سنوات للحصول على زمالة في الأدارة الطبية ليعود وهو مسلح بأصول ومهارات وحتى "أدوات" القيادة الطبية.
عندها وعندها فقط يمكن القول أنه أصبح لدينا خارطة طريق لتأهيل قيادات طبية قادرة على النهوض بحال صحتنا المتعثر.

03 أكتوبر، 2013

أعلام الدول ..... الرمزية والقبول


هناك جماعة ناشطة في حقوق الإنسان تطالب هيئة الأمم بالضغط على الدول الأعضاء بإزالة كل رمز من رموز أدوات قتل الأنسان أو تعذيبة من أعلامها وطالبوا الهيئة بعدم رفع تلك الأعلام في أروقة أو ساحات مبنى هيئة الأمم أو طباعتها في مطبوعاتها الا بعد إزالة تلك الرموز وهي السيوف والخناجر و البنادق وحتى الأسود.
هذه الجماعة تلقى دعما أدبيا كبيرا من العديد من كتاب الرأي العام وفي العالم أجمع.



حقيقة أن الأعلام لها رمزيتها وقد تخلق مشكلة حقيقية كما فعل علم العرق الملاوي الماليزي فالحزب السياسي الملاوي صنع له علما ووضع عليه رمز السيف الملاوي القديم يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي وهو سيف قصير متموج كان متداولا من قديم الزمان وحتى القرن السابع عشر وكان السيف حاضرا في ثقافة العرق الملاوي لأنه يرمز إلى سلطتهم المطلقة فقوتهم مستمدة من قوته فهم يضعونه على رقاب الأعداء ويسيرون به بلادهم.
شعار السيف هذا سبب انقساما خطيرا بين الماليزي فالشعب الحالي هو خليط من أعراق شتى وظهور رمز السيف الملاوي القديم في الحزب الملاوي له دلالاته بأنهم هم أصحاب الأرض وهم أهلها ولا بد من أمتيازات وحقوق تجعلهم الأعلى مقارنة بغيرهم.
ملاوي ماليزيا ومنذ أكثر من 100 عام يطالبون بأنفصال شبه جزيرة ملاوي عن الأرخبيل الماليزي وهذا الموضوع أتى عليه والتفصيل الرئيس الماليزي محاذير محمد في كتابه "معضلة ملاوي"