01 أكتوبر، 2013

الحداثة في المملكة العربية السعودية وعقودها الثلاثة


 تنبيه :
هذه التدوينة كتبتها في أبريل عام 2000 بمناسبة مرور 3 عقود على الحداثة في المملكة العربية السعودية . ثم أعدت نشرها في عام 2005 في مدونتي من شركة (ياهو) ولكن الشركة أغلقت خدمة المدونات عام 2010 . والآن أعيد نشرها 2013 ولكن في مدونتي في موقع المدونات (بلوجر) لأهميتها.
 ================================================

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الحداثة مر عليها 3 عقود (1970-2000) منذ هبت رياحها على المجتمع السعودي

لكن ماهي الحداثة؟
الحداثة من الحديث والحديث ضد القديم.
كيف يمكن أحداث الحداثة في مجتمع ما؟
لكي يتم تحديث مجتمع ما يجب أولا هدم (أنساقه) المجتمعية الرئيسية ومن ثم يصار إلى بناءها ولكن على أسس حديثة و (النسق) يمكن تشبهيه بالقالب ويمكن تشبيهه إيضا بالسور فالأنساق المجتمعية هي كالأسوار يجب أن تهدم واحدا تلو الأخر ويقام عوضا عنها أسوار (أنساق ، قوالب) تتماشى و متطلبات الحداثة.
ولكن ماهي الأنساق (القوالب ، الأسوار) التي يجب أن تهدمها الحداثة؟
هناك 3 أنساق (قوالب ، أسوار) رئيسية يجب أن تهدم أو تضعف في مجتمع ما ليصار إلى الدفع بها في تيار الحداثة
1- اللغة  2- العادة  3-العقيدة
ولو أخذنا (تركيا) كمثل حقيقي للحداثة فأننا نجد أن حزب كمال مصطفى أتاتورك* قام بالتنفيذ الحرفي لمتطلبات السير في الحداثة وفي أنساقها الثلاثة الرئيسية

النسق الأول - اللغة:
وفيه تم (تحديث) اللغة التركية بالتخلي عن أستعمال الحرف العربي (الأبجدية العربية) التي كانت تكتب بها العثمانية ولأكثر من 1300 عام وأستبدالها بالأبجدية الأنجليزية مع وضع علامات أضافية على بعض الحروف الأنجليزية لتعويض بعض الحروف الأبجدية العربية والتي ليس لها مقابل في الأنجليزية.
التخلي عن قواعد اللغة التركية الصارمة
التخلي عن الشعر التركي "العثماني" وتفعيلاته  والأستعاضة بالشعر النثري
أعادة كتابة جميع القواميس التركية بالأبجدية الأنجليزية

النسق الثاني - العادة:
لكل مجتمع عاداته وتقاليده وبعض العادات ترقى إلى درجة التابوهات (المحرمات الأجتماعية) فقبل الحداثة في تركيا فأن المحظور الديني والأجتماعي أن لا يسكن طالب مع طالبة في سكن طلاب الجامعة لكن بعد رياح الحداثة اصبح ذلك ...خيارا.
ولكل مجتمع عاداته في لباسه العام فلما هبت رياح الحداثة على تركيا أصبح لبس الطربوش التركي* من المخالفات فلا يجوز لموظف كبير أو شيخ مسن أن يلبس الطربوش لما فيه من رمزية الماضي "القديم".وطالت الحداثة لباس المراة التركية فالعباءة التركية الضافية* ممنوع لبسها في الشارع العام كما منع أرتداء الحجاب من قبل المعلمات والمدرسات كما تم تشريع وتقنين قانون لا يجرم البغاء وذلك عن طريق الحصول على رخصة في ممارسة أو أدارة منزلا للدعارة.

النسق الثالث-الدين:
وكان آخر الأنساق الثالثة التي أتت عليها الحداثة في تركيا حيث عملت حكومة أتاتورك على أضعاف الدين في نفوس الشباب وتم تحويل بعض المساجد القديمة إلى متاحف لعل من أشهرها مسجد آيا صوفيا الشهير ومنع أصدار تراخيص لبناء مساجد جديدة. بمرور السنوات أصبحت المساجد شبه مهجورة الا من كبار السن كما توقف الدعم المالي عن حملات الحج 

والآن وبعد هذه المقدمة المهمة نريد أن نرى كيف سارت الحداثة في المجتمع السعودي خلال 3 عقود (1970-2000) ؟

1- النسق الأول – اللغة:
في المملكة العربية السعودية بدأت المناوشات الأولى لتحديث اللغة (أي هدم النسق الأول) كانت بين الفترة مابين الأربعينيات وحتى نهاية السبعينيات  فكيف تم ذلك؟
من المعروف أن الشعر العربي الفصيح يقوم على بحور الشعر وتفعيلاته وأوزانه المعروفة والتي لا يشذ عنها شعراء الفصحى لكن المحاولات الأولى لهدم النسق اللغوي بغية تحديثه كانت في مصر ولبنان حيث ظهر نوعا من الشعر لا يلتزم ببحور الشعر ولا بقافيته وهو يقع في مرحلة وسط بين الشعر وبين النثر مما دعى البعض إلى وضع تسمية جديدة وغريبة وهي "شعر النثر"  أو  "الشعر الحديث" أو "الشعر الحر" لتحرر قائله من سطوة البحر والقافية  والبعض أطلق عليه "الشعر العامودي". ولا شك أن الأديب السعودي حمزة شحاته كان من أوائل من تأثر بهذا النوع من الشعر وكتب سلسلة من القصائد في الخمسينيات الميلادية لكن صحيفة البلاد السعودية رفضت نشرها لعدم مراعاتها للبحور الشعرية. أديب سعودي آخر أستهوته موضة "الشعر الحديث" ويعتبر بحق من رواده وهو محمد حسن عواد وظهر ذلك جليا في ديوانه (قمم الألومب) 1976  وهذه عينة من قصائدة ويظهر فيها تخليه عن البحر والقافية :
وقد نفذوا ما أراد القدر
فكانوا بشاراته والنذر
وكانت حياة
وسادت أمم
بتحرير عقل
وتطهير قلب
واستمرأ العالم معنى الوجود
بعد مغادرته إلى مصر نشر الأديب السعودي حمزه شحاته* ديوانه (رسائل إلى شيرين) وهي كبرى بناته الخمس وهي قصائد من نوع (شعر النثر) قلت وسيكون هذا الديوان تحديدا مادة دسمة للنقد الأدبي من قبل عراب الحداثة والناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي* تحت عنوان (الخطيئة والتفكير).وفي سنوات لاحقة  1976 دفع الشاعر والأديب محمد حسن عواد عددا من قصائده (النثرية) للنشر في جريدة البلاد فتسبب نشرها بردود غاضبة وساخطه على الصحيفة المشهورة. في بداية الثمانينات وحتى نهاية التسعينيات الميلادية أصبحت كبريات الصحف والمجلات وبعضها مجلات ذات صبغة أدبية تتهافت للنشر لشعراء (الشعر الحديث) قلت وبذلك حققت الحداثة في المجتمع السعودي مرادها الأول وهو تحديث (اللغة) كنسق أجتماعي.
ويحاول بعض الحداثيون في المملكة من خلال أطروحاتهم وكتاباتهم أحلال الأبجدية العربية بالأبجدية الغربية وهناك تيارات قوية في هذا الشأن بأعتبار الأبجدية العربية رمزا من رموز التخلف لا تستوعب الكم الهائل من المصطلحات العلمية وحتى الأدبية.
        
2-النسق الثاني-العادة:
يعتبر نسق العادة والعادات من الأنساق التي تمانع الحداثة الا اذا كانت معاول الهدم قوية ومعززات الصمود ضعيفه .
يرث الأبناء العادات المجتمعية من الأباء والأجداد وفي كل مجتمع من المجتمعات نجد خطوطا حمراء في العادات الاجتماعية لا يجوز تعديها هذه الحدود في العادات يسميها علماء الاجتماع بالتابوهات أي (المحرمات الأجتماعية) وقد يؤثر المعتقد (الدين) على العادات ويكون معززا لها. وكل مجتمع من المجتمعات يضع قائمة بمحرماته المجتمعية (تابوهات) فمثلا من المحرمات الاجتماعية  في المملكة هو ظهور الفتاة البالغ وهي تسير في الأسواق أو في الشوارع العامة وهي تلبس التبان* (البيكيني_لباس يغطي العورة المغلظة فقط) ومثال آخر أن لا تستقل الفتاة البالغ (عمرها أكثر من 18 عاما) في سكن خاص بها تذهب وتجيء بلا حسيب ولا رقيب بالرغم من وجود والديها وأخوتها قلت هذا من المحرمات الأجتماعية وليس من المحرمات الشرعية.
من العادات المجتمعية السعودية هي الفصل الكامل بين الجنسين من غير المحارم وهذا الفصل نجده جليا في مرافق التعليم الأساسي والجامعي والمرافق الحكومية كما نجده إيضا في المستشفيات والمطاعم والنوادي
عادات المجتمع لا تتوقف على عادات السلوك والعلاقات الأجتماعية بل يدخل في سياقها عادات اللباس والأكل وحتى العادات في الشرب.ويضع علماء الأجتماع اللباس موضعا عاليا في العادات لأن اللباس له دلالة على ذوق المجتمع ودرجة تمدن المجتمع وتحضره. اللباس العام في المملكة العربية السعودية لباس فيه الحشمة الظاهرة سواء كان لباسا للذكور او الأناث فالملابس محتشمة وفضفاضة وتضع المرأة العباءة (العباية) لتزيدها حشمة ووقارا.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن رياح الحداثة هبت عاتية على عادات اللباس في المملكة فالعباءة كرمز واضح للحشمة بدأت تتقلص رويدا رويدا واذا كانت العباءة ضافية حتى اخمص القدمين في الفترات ما بين 1950-1980 فأن السنوات التي تلت قلصت درجة الأحتشام فاصبحت العباءة النسوية تطوى إلى المنتصف تقريبا ولا تزال العباءة وحتى كتابة هذه السطور (أبريل 2000) محل أنتقادات من الحداثيون (نساءا ورجالا)  حيث تصف كتاباتهم وتعليقاتهم أن المرأة السعودية التي تلبس العباءة وتطلقها حتى أخمص قدميها تشبه كيس الزبالة الأسود وأنه من الملفت أن العباءه تتعرض للتحديث في شكلها وتصميمها حيث ظهرت منذ اشهر موضات تجعل من العباءة بما يشبه اللباس تظهر حجم المرأة فلم تعد العباءة التقليدية الفضفاضة مما يمهد في السنوات القادمة إلى التخلي عنها تماما
قلت أن تحديث اللباس لم يتوقف على العباءة بل تعداه إلى ما تحتها من لباس فاذا كانت فترة 1990-2000 كان يقتصر بيع البنطلون (البنطال) على غير السعوديات وربما أقتصر أستعماله على بعض النساء في قطاعات محددة (تمريض ، طبابة)  لأن لبسه من قبل المرأة السعودية في المنزل و حتى أمام النساء في المناسبات يعتبر من المحرمات الأجتماعية فأن الأوضاع تبدلت فاصبح البنطلون الخيار الأول للفتاة والمرأة السعودية وأرتفعت مبيعاته على نحو كبير.
حينما هبت رياح الحداثة على مصر في خمسينيات القرن الماضي شكل الحجاب عائقا لها كما أدعى الحداثيون فقامت حركات نسوية مصرية حداثية بحملات ضخمة وعلى كافة المنابر الأجتمعاية بأعتبار الحجاب المصري -والذي لا يعدو كونه غطاءا للشعر وجانبي الوجه- رمزا من رموز التخلف والرجعية حتى ان بعض الموسسات والشركات الخاصة والفنادق تفضل المرأة الغير متحجبة على غيرها المحجبة.الحجاب لغة من الحجب أي المنع ومفاده منع غير المحارم من رؤية وجه المرأة وهناك جدل كبير بين العلماء في صفة الحجاب وضوابطه ولدينا في المملكة عددا كبيرا من العائلات تضع النساء والفتيات فيها الحجاب (يغطي الرأس ويكشف الوجه) وهي من عادات هذه العائلات وأنه من المحرمات الأجتماعية أن تظهر المرأة السعودية البالغ في الأسواق والمرافق العامة بدون حجاب أو نقاب
تمنع العادات الأجتماعية في المملكة المرأة من قيادة السيارات في المدن* تحديدا  بل وتعتبرها من المحرمات المجتمعية وليس في الدين الإسلامي ما يحرم ذلك وتماشيا مع المحرم الأجتماعي فأن السلطات السعودية قبضت على عددا من النسوة في التسعينيات وأودعتهن السجن وخرجن بتعهد بعد محاولتهن قيادة سيارتهن في العاصمة الرياض ولقد قابل المجتمع السعودي فعلهن باستهجان وسخط كبيرين . في رأيي الشخصي أن السماح للمرأة بقيادة السيارة مطلب أجتماعي ولا يوجد مانع ديني لذلك وفي نظري هو "قرار سياسي" بأمتياز على أن تعد العدة لأنجاح التجربة واتوقع بحلول الفترة 2020-2030 ستكون قيادة النساء لسيراتهن في شوارع المدن الكبرى وطرقاتها أمرا مألوفا.

3-النسق الثالث- العقيدة:
أن النسق العقدي (الدين) لهو من أبرز الأنساق الأجتماعية التي تقاوم معول الحداثة وربما صمد هذه النسق لسنوات طوال وصولا إلى أفشال سيرورة الحداثة برمتها . ومن الثابت والمعروف أن المملكة قامت على أسس قوية مستمدة من العقيدة الإسلامية وينص النظام الأساسي للحكم أن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات والأنظمة.
علينا أن ندرك جيدا أنه ليس من أهداف الحداثة هو القضاء المبرم على الدين كعقيدة لان ذلك من المحال وأنما يصار إلى أضعاف الدين وأبعاده  -وعلى نحو تدريجي - عن مفاصل الحياة المجتمعية وصولا إلى مقولة "أنه حداثي ...لكنه يصلي"

هل تسببت حركة جيهمان والصحوة في أفشال الحداثة في المملكة؟
في تصوري الشخصي أنهما ربما - أخرتا سرعة - الحداثة لكنها لم و لن تقضي عليها قلت هذا ألتباس وقع فيه كثيرون وسبب الخلط هو تزامنها  فالصحوة بدأها الأخوان (أخوان مصر + أخوان السعودية) في بداية السبعينيات بعد توافد أعدادا كبيرة منهم فرارا من مصر بعد حملات الأعتقال والجماعة تحضى بأحترام وتقدير في المملكة وفي المقابل نجد أن جماعة الأخوان في السعودية ليست تنظيما يحمل فكريا سياسيا كما هو الحال في بلدها الأم (مصر) والأخوان في السعودية  في تصوري الشخصي عدة تيارات (أخوان الحجاز ، أخوان نجد ، أخوان الزبير) وأشعر بأن بينهم تنافس في الهيمنة على المنابر الثقافية وصولا للمساجد والجامعات فرموزهم ولا شك تتسيد المشهد الثقافي العام في السعودية (راجع تدوينة .... وما أكثر الأخوان حين تعدهم بتاريخ 15 مايو 1999).
حركة جهيمان : هي حركة قام بها (سلفي) والحركة تطبيق حرفي لكتب التراث الأسلامي في أن المهدي المنتظر يتحرى خروجه على رأس كل قرن هجري وتذهب بعض الكتب أن يوم مبايعته  بين الركن والمقام هو يوم الأول من الشهر الأول فكان تاريخ دخول جهيمان المسجد الحرام مطابقا تماما لكتب التراث الأسلامي فكان يوم 1-1-1400 ولقد أعد جهيمان لذلك اليوم عدته بعد ان أمضى نحو 13 عاما في التخطيط له. المهدي القادم يتحرى خروجه 1-1-1500

توقعاتي الشخصية :
أن لا أوافق رأي رموز الحداثة الكبار في أنها فشلت وتوقفت. أقول أن الحداثة في المملكة لم تفشل ولم تتوقف ولكنها تسير على نحو بطيء وأود تذكيرهم بأن سيرورة الحداثة في تركيا أمتدت على نحو 50 عاما .

أنا شخصيا أتوقع أنه و بعد مرور 20-30 عاما من كتابة هذه السطور أي بحلول الفترة ما بين 2020-2030 ستتمكن الحداثة من نقض اللبنات الأولى في النسق الثاني وهو (نسق العادات) وسيصبح من المألوف رؤية الفتيات والنسوة السعوديات يقدن سياراتهن و يتجولن في الأسواق والمرافق العامة والحدائق وهن يلبسن البدلة الأفرنجية أو الجنز وقد طرحن جانبا العباءة والحجاب. كما أن الفصل التقليدي بين الجنسين في المطاعم والمقاهي والمناشط العامة لن يكون واردا كما أن المفهوم ربما يتوسع ليشمل التعليم الأبتدائي الأساسي ربما من عام 2015  وصولا للجامعات ربما عام 2030 وسيرافق ذلك بداية الزحف على آخر الأنساق الثلاثة التي يجب على الحداثة نسفها الا وهو (الدين) وليس بالضرورة أن يكون هدما صارخا ومدويا لكن الحداثة ستعمل على أضعاف الوازع الديني وأختفاء مظاهر التدين التقليدي مثل تقصير الثياب وأطالة اللحى وتراجع نسبة الشباب ممن يؤمون المساجد ودور العبادة.    
        

29 سبتمبر، 2013

أحذروا إيران وأستراتيجيتها الخطيرة في اليمن

وأرجوا من قراء المدونة الكرام بعدم التسرع بأطلاق حكما سريعا وجائرا بأنني أعيش في جو المؤامرة وأتمنى أن يؤجل هذا الحكم حتى نهاية التدوينة.

لماذا اليمن ؟
وقبل أن أجيب يتوجب علي توضيح الحالة  المذهبية في اليمن .
من المعروف أن المذهب السائد في اليمن هو المذهب (الزيدي)* ويدين به أكثر من 80% من القبائل اليمنية وهو مذهب متسامح ومنسجم إلى حد كبير مع مذهب أهل السنة والجماعة ولكن في المقابل هناك المذهب (الجارودي)* وهو مذهب أثنا عشري يجنح إلى تكفير أهل السنة وأن كفرهم كفر أبتداء .
المذهب الجارودي يتزعمه الآن الأمام بدر الدين الحوثي وينتشر في منطقة (صعده) والمعروف أن الإمام الحوثي كان قد زار إيران قبل سنوات وأقام فيها وتأثر كثيرا بالثورة الأسلامية التي اطاحت بالحكم الملكي الشاهنشاهي* وأتت بنظام الأمامة على التصور الشيعي وهو (الولي الفقيه) في شخص سيد روح الله الخميني ومن ثم خليفته الحالي علي خامنئي واقول أن الإمام الحوثي كان يقول في خطب صلاة الجمعة بالموت لامريكا وأسرائيل. فالأمام لا يخفي طموحه في أعادة الحكم الأمامي لليمن ليس على النهج الزيدي السابق وأنما على النهج الأثنا-عشري أي النهج الإيراني. أنا شخصيا أجزم أن هناك شبه أتفاق بين إيران و الإمام الحوثي على جعل اليمن الشقيق نسخة حقيقة من النظام  الإيراني.
 أستراتيجية أيران في اليمن 
يعتقد الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن إيران ستمضي في اليمن بحسب أستراتيجيات وخطط مرسومه وأتصورها كالآتي :
1-أستراتيجة الحرب
بحسب أعتقادي أن استراتيجة إيران في اليمن ستكون على مرحلتين قد تتزامن أو يكون بينها فارق زمني ربما يمتد لسنوات.
أ-هزيمة الجيش اليمني النظامي وأحتلال صنعاء

بعدما تتهيأ الظروف المناسبة من تكديس السلاح الإيراني سيدفع الإمام الحوثي بكتائب من جيش الأمام وهما (أنصار الشريعة) و (الشباب المؤمن) للدخول في حرب مباشرة مع الجيش اليمني المتهالك وأعتقد جازما أن جيش الإمام سيكسب الحرب السابعة - أن نشبت -وسيتمكن من الهيمنة على السلطة في اليمن.
سيقول قائل وأين القبائل اليمينة الزيدية الضخمة والتي تشكل 80% من سكان اليمن في هذا المشهد؟
في تصوري أن هذه القبائل الضخمة من مثل مراد وبكيل وحاشد وقبائل طوق صنعاء ستقف موقف المتفرج في هذه الحرب فهم جميعا لن يتقدموا خطوة واحدة لصد تقدم  جيش الإمام الحوثي أما بسبب رشوة مالية ضخمة من إيران أو أنه يصار إلى أتفاق بين جيش الأمام بأن لا يدخل مناطقهم القبلية وأن يكتفي بقلب صنعاء .
ب-أشعال الحرب مع السعودية
أن أشعال حرب ضروس مع السعودية هو أستراتيجية إيرانية خطيرة للغاية فالحرب ستكون بأيادي يمنية وسلاح إيراني والهدف هو جر المملكة لمستنقع وحرب أستنزاف رهيبة قد يطول زمنها ولا تعرف نتائجها.
أن تكديس جيش الأمام لما أعتقد شخصيا أنه صواريخ إيرانية لا يأتي عبثا في سياق الأستراتيجية الإيرانية فإيران لديها أجيالا من الصواريخ فمنها ماهو قصير المدى و متوسط وطويل المدى.
يستطيع صاروخ طويل المدى منطلقا من (صعده) من ضرب أقصى قاعدة عسكرية سعودية في شمال المملكة أعني مدينة (تبوك).
قلت لقد أدركت إيران من حربها مع العراق و حرب أمريكا على العراق أن الصواريخ تصنع فرقا هائلا في موازين الصراع  العسكري فعملت منذ عام 1990 على برنامج صواريخ طموح جدا.
وفي أعتقادي أن تكديس جيش الإمام الحوثي للصواريخ الإيرانية هو بنية مستقبلية لضرب أهداف أستراتيجية في مملكتنا- حرسها الله - تتمثل في قواعد عسكرية ، مطارات ، حقول نفط ، موانيء ـ فايران لن تترد في الطلب من جيش الإمام الحوثي في ضرب أي هدف تراه يضر بالسعودية 

2-الأستراتيجية العقائدية
أ- التمهيد لأقامة الحكم الأمامي الشيعي الأثنا عشري في اليمن:
ففي عام 1900 أعلن الإمام يحيى بن حميد الدين (المتوكل) قيام المملكة المتوكلية وأصبح إمامها ودعا إلى تثبيت الإمامة في آل البيت ودعا إلى أخراج المحتل العثماني (التركي) بقوة السلاح  
 أما في عسير وصبيا فكانت أمارة الأدارسة* وكانت أيطاليا تقدم لهم السلاح والأموال  لقتال الأتراك وفي عام 1915 دخلت بريطانيا بمالها وسلاحها وساعدت في بسط نفوذ الأمارة حتى بلغت ميناء الحديدة ولقد خففت هجمات الأدارسة من الضغط التركي على الحامية البريطانية في عدن وصولا إلى تسليمها للأدريسي عام 1920 وأعتبارها "محميات أنجليزية" الأمر الذي أغضب الإمام ودارت رحى معارك بين الإمام والأمير لم تنتهي إلى شيء مما قسم اليمن فعليا إلى إمامة في صنعاء وجبالها وأمارة أدريسية في تهامة وعدن. بوفاة الأمير محمد تولى إبنه (18 سنة) الأمارة فنشبت بينه وبين عمه علي خلافات على النفوذ والسلطة فأنشق العم وشرع في قتال إبن أخيه الشاب ومما زاد في ضعف الأمارة تمرد آل عائض ورفضها دفع الأتوات كل هذا أدى إلى أنحسار رقعة الأماردة الأدريسية وفي عام 1923 أرسل الأمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه جيشا لضم بيشة وتهامة عسير والحقوة فكان له ما أراد.
بقيت اليمن تحت ظلال الإمامة حتى عام 1962سبتمبر  حيث تم الأنقلاب العسكري وفيه تم اسقاط الإمامة وقيام الجمهورية 
الأتراك  بعد هزيمة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية أنحسر نفوذهم في كثير من أصقاع العالمين العربي والاسلامي وكان اليمن أحد هذه البلاد  أستمر حكم الإمامة حتى عام  1962

 كما أسلفت عاشت اليمن تحت حكم أمامي منذ مئات السنين قلت ان إيران سوف تستغل ضعف اليمن من جراء الحروب الأهلية كما شكلت الحروب الستة التي دارت رحاها بين الجيش اليمني و جيش الإمام الحوثي وعجز الجيش اليمني عن حسم الصراع في (صعدة) وستقوم إيران بدعم الأمام الحوثي لتمكينه من اقامة الحكم الأمامي والدعم سيأتي عن طريق تهريب السلاح النوعي من صواريخ و ألغام.
في تصوري الشخصي أن إيران وبعدما تكدس أطنانا من السلاح النوعي في جبال (صعدة) الوعرة ستعمل على أرسال خبراء من إيران و العراق ولبنان وسوريا لتدريب جيش الإمام الحوثي.
 ب-التمهيد لظهور صاحب الزمان (المهدي) من اليمن:
للأسف أهل السنة والجماعة وطلبة العلم لا يقرأون جيدا في كتب الشيعة وخصوصا الكتب التي تتناول ظهور صاحب الزمان (المهدي) في حسب المعتقد الشيعي الأثنا عشري.
قلت ولقد قرأت حوالي 12 كتابا من كتبهم والتي تتناول ظهور المهدي وكل هذه المراجع المعتبرة تؤكد على أن صاحب الزمان سيكون خروجه من اليمن ويرافق ظهوره نهرا من الدماء البشرية .ولا أشك أبدا أن إيران ستستغل تلك العقيدة بزرع هذه الفكرة الرهيبة في أدمغة الشباب اليمني المنتمي للمذهب الجارودي والذي تهيأه إيران لشن حربا مع السعودية.

تصوراتي الشخصية لإفشال الأستراتيجية الإيرانية في اليمن:
* الشروع فورا -ودون أبطاء - بعمليات عسكرية سعودية خاطفة يكون هدفها الرئيسي تدمير الأسلحة والصواريخ والعتاد الإيراني المخبأ في (صعدة) سواء كانت العمليات بأتفاق وتنسيق مع الحكومة اليمنية أو كعمل سعودي منفرد ويكون هدفها تدمير 80% من السلاح النوعي .هذه الخطوة في تصوري ستصنع فرقا كبيرا بين موازين القوى ففي لأن الحرب قادمة بين جيش الإمام والجيش اليمني وبيننا وبين جيش الإمام من جهة أخرى ربما تنشب بعد أشهر أو سنوات. 
*  تقوية الجيش اليمني ومده بالسلاح وتقديم التدريب له لضمان أنتصاره في حال نشوب حرب سابعة مع جيش الإمام.
* منع وصول الإمام الحوثي للسلطة بكل الوسائل الممكنة (سياسية وعسكرية)

* أحكام القبضة على المؤاني اليمنية لمنع تهريب الصواريخ الايرانية.
* التوسع في شراء المنظومات المضادة للصواريخ مثل (بتاريوت الأمريكية) و (أس-300 الروسية) ونشرها في جنوب البلاد وحول المنشئات الحيوية مثل القواعد العسكرية ، مطارات ، حقول نفط ، موانيء.
 * التوسع في المشروعات التنموية الضخمة في اليمن مما يعزز حضور المملكة في اليمن ويقلل من التغلل الإيراني الخبيث .

 حمى الله بلادنا وولاة أمرنا من كل شر ومكروه أنه ولي ذلك والقادر عليه.


تصبحون على ألف خير

 ====================
زيدي : نسبة إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قلت وهو أقرب المذاهب الشيعية إلى مذهب أهل السنة وللزيدية أسم أخر وهو (الهادوية) نسبة إلى الإمام الهادي يحيى بن الحسين وكان المذهب الزيدي هو المذهب السائد في شرافة الحجاز (400-1340 هجرية)  

جارودي : قلت وإنّما سمّوا (جارودية) لاَنّهم قالوا بقول أبي الجارود وهو زياد بن منذر العبدي المتوفى سنة 150هـ والذي زعم أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم _ نصّ على أمامة علي بن أبي طالب بالوصف لا بالتسمية ، وأنّ الناس ضلّوا وكفروا بتركهم الاقتداء به. بل أن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة وهو من أئمة الطائفة الجارودية يقول بتكفير كل من لا يتبع مذهبم حيث قال "ولا كفر أكبر من  كفر هذه الفرق المخالفة لنا" والطائفة الجارودية هي من اشد الفرق الشيعية في نظرتها للآخر فهي ترى فيمن خالف مذهبها كفر أبتداء وليس ردة أو انحراف كما ترى الأمامة الأثنى عشرية.

شاهنشاه : ملك الملوك وهو لقب آخر ملك من الأسرة البهلوية محمد رضا بهلوي التي حكمت بلاد فارس (إيران)
   

09 سبتمبر، 2013

مروان

عُرف عن (مروان) فزعته ونجدته لزملائه في أمور تتعلق بمشكلات بلاي ستيشن 3 فكان البعض من زملائة يتصل به ليخبره مروان مثلا بخطوات التسجيل على شبكة البلاي ستيشن 3 خطوة -خطوة ليتمكنوا من اللعب على الشبكة العالمية وكنت أشجعه دائما على مساعدتهم- وهو الخبير فيها- وقد قرر (مروان) أمس الأثنين 9-11-2013 أنشاء قناة خاصة به على اليوتيوب يضع فيها بعض المقاطع التي تشرح بعض الأمور تتعلق ببلاي ستيشن3 وسيقوم أيضا برفع بعض المقاطع من هذه الالعاب 
ويمكن الوصول لقناة مروان من خلال كتابة marwan mohsen في مربع البحث على اليوتيوب
والرابط أدناه يذهب بك الي قناة مروان
http://www.youtube.com/watch?v=D2J3Var1-D0 

والمدونة الخاصة  أتبع الرابط أدناه
مدونة مروان العطيات 


مشاهدة ممتعة

25 أغسطس، 2013

في الجوائح التنفسية ..... مفهوم شخصي

تعرف الجائحة pandemic بأنها وباء يتفشى في دولة وربما مع مرور الوقت يصبح عابرا للحدود لينتقل إلى دول الجوار ومن ثم العالم بأسره والكلمة الأنجليزية للجائحة هي من أصل أغريقي مكونة من شقين  (بان) وتعني جميع و (ديموس) وتعني البشر أي أن الجائحة هي "كل البشر" على نحو مجازي.
وفي الغالب تبدأ الجائحة بسبب نشاط الوباء المستمر (epidemic) في بقعة ما ثم يتتسع شيئا فشيئا لتصبح جائحة.
من ملاحظاتي كطبيب وعلى مدى 25 عاما أجد أن الجوائح التنفسية هي الأخطر على حياة البشر لأنها تنتشر بسرعة ويمكن أن تنتقل وتنتشر على بقعة كبيرة في البلد الواحد ويمكن أن تتعداه لتجتاح العالم وما حالة تفشي السارس الصيني 2003 الا مثالا يذكر في الجوائح التنفسية.
قلت وليس عنا ببعيد جائحة أنفلونزا الخنازير (2009-2010) التي أنطلقت من المكسيك وكانت أمريكا الشمالية الأكثر تأثرا بها حيث أصاب الفيروس ملايين البشر حول العالم بعض التوقعات تقول بأنه أصاب نصف مليار أنسان بدرجة متفاوته من الشدة وتم التشخيص المخبري الدقيق في حوالي 2 مليون أنسان وتسببت في وفاة حوالي نصف مليون أنسان بحسب المركز الأمريكي ولا يعرف بالدقة عدد الوفيات في الصين وتسبب في أنفاق عالمي على لقاح تجريبي له  له قارب 10 مليار دولار أمريكي 
ولو رجعنا لتاريخ الطب الحديث سنجد أن جائحة الأنفلونزا الأسبانية مابين عامي 1917-1918 تسببت في مقتل 25 مليون أنسان وهناك تقارير أنها قتلت 30 مليون صيني حيث كان الجنوب الصيني البؤرة التي أنطلق منها ذلك الوباء الرهيب ومن الثابت علميا أن فيروس الأنفلونزا الأسبانية هو من العائلة التاجية أنتقل من الخنازير الصينية إلى البشر. 

أن أنتشار الجائحة التنفسية هو أمر مرهق للغاية للنظام الصحي والعاملين فيه من طواقم طبية وتمريضية وهو من أهم مسببات أنهيار النظام الصحي العام وحتى شلله التام.

يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن صمود أي نظام صحي أمام الجولة الأولى من الجائحة التنفسية يعتمد على صمود وثبات 5 ركائز أساسية وهي بعدد أصابع اليد الواحدة  (مفهوم الدكتور محسن العطوي في قمع الجوائح التنفسية) وهي الركائز التي تصنع الفرق الكبير في حياة الناس حتى يتوفر لقاح ناجع للجائحة وهو أمر لا يتوفر في الجولة الأولى مع الجائحة وقد يستغرق أنتاج لقاح مخصوص ما بين 6-12 شهرا في المعدل وقد لا يتوفرعلى الأطلاق.


1- أرشادات وتوصيات لرفع وعي الناس وأدراكهم لطبيعة الجائحة
هذا الأمر في غاية الأهمية ويجب التركيز وبشكل مبكر على تثقيف الناس عن الجائحة وسلسلة العدوى وماهي السبل المتوفرة للتقليل من رقعة أنتشارها على أن يتولى ذلك الأمر المختصين هذا الشأن لتكون رسالة واحدة واضحة واستعمال كل وسائل التواصل الممكنة ولا شك أن تثقيف الناس بضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون 40 ثانية من أهم الأجراءات على مستوى الفرد والأسرة.

2-أدوات ووسائل الحماية الشخصية
أن توفر وسائل الحماية الشخصية والتي تشمل القفازات وأقنعة الوجه والرداء المعقم من الأمور الحاسمة ويجب أن تتوفر وعلى مدار الساعة لجميع العاملين في المجال الصحي.
الفشل في توفيرها أو التأخر في توريدها في تصوري أنه خطأ قاتل لأنه يحول الطاقم الطبي إلى مخزن متنقل للجائحة وقد يؤدي إلى تفشي الجائحة في الطاقم الطبي نفسه مما يفاقم من خطورة الجائحة.
أن توفر المعقمات والمطهرات الشخصية لا يقل أهمية عن توفر وسائل الحماية الشخصية. أن توفر المعقمات اليدوية لها دور حاسم في القضاء على مسببات الجوائح التنفسية الفيروسية ويجب أن تتوفر في كافة المتاجر والصيدليات وهناك أنواع ممتازة من المعقمات اليدوية تقضي على نحو 95% من الجراثيم والفيروسات وعليه أرى من الأمن الصحي الوطني وجود مصانع وطنية يتم توجيهها وصرف الأموال لها لكي تعمل على توفيرها وعلينا عدم الركون إلى أحتكار الموردين والشركات لأن ذلك يؤدي إلى سرعة نضوبها من السوق وحتى التأخر في طرحها في السوق مما ينشأ عنه سوق سوداء بغيضة.   

3- أسرة العنايات المركزة
أن توفر العدد الكافي من أسرة العناية المركزة أمر حاسم في مواجهة الجائحة التنفسية وليس كل من يتم تنوميه فيها سيخضع لتنفس صناعي .
 يمكن إيضا الأستفادة من وحدات ذات الأعتمادية العالية لتقوم مقام العناية المركزة في حال نفاذ أسرتها.
ليس هناك معيار عالمي عن عدد أسرة العناية المركزة ونسبتها للسكان وعليه نجد تفاوتا كبيرا في تلك النسبة فعلى سبيل المثال نجد أن النسبة الأعلى في اليابان وكوريا الجنوبية هناك 12 سرير لكل 1000 مواطن (12:1000) ثم تأتي روسيا وألمانيا وفرنسا فهناك 8 أسرة لكل 1000 مواطن (8:1000) ثم بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والصين 4 أسرة لكل 1000 مواطن (4:1000)  أما أمريكا وجارتها كندا فهما الأقل نسبة عالميا بل وتحت المتعارف عليه في الأنظمة الصحية الجديدة حيث نجد سريران فقط لكل 1000 مواطن (2:1000) 
اما في مملكتنا الغالية فحسب آخر بيانات وزارة الصحة فهناك سرير واحد لكل 1000 مواطن (1:1000) وهناك خطة طموحة لدى الوزارة لرفع نسبة الأسرة لعدد المواطنين وصولا للحد الأدنى المقبول عالميا وهو 3 أسرة لكل 1000 مواطن  (3:1000)

4- أجهزة التنفس الصناعي
يمكن القول أن 50% من المرضى المنومين في العنايات المركزة يحتاجون لتنفس صناعي يمتد من 3 إلى 7 أيام في المتوسط.
وتعتبر اليابان الأعلى عالميا في توفر أجهزة التنفس الصناعي حيث بلغت 35 ألف جهاز تليها روسيا ب 30 ألف جهاز ثم ألمانيا 25 ألف جهاز ثم أمريكا 15 ألف جهاز ثم بريطانيا وفرنسا ب 8 آلاف جهاز 
وليس عندي معلومات عن عدد أجهزة التفس الصناعي في مملكتنا الغالية.
لا شك عندي أن توفر مخزون وطني من أجهزة التنفس الصناعي يدخل ضمن الأمان الصحي الوطني وهو يصنع فارقا كبيرا في أنقاذ الكثير من الأرواح وفي دولة بحجم مملكتنا الغالية فان مخزونا وطنيا بحدود 1000-2000 جهاز هو رقم معقول وليس بالضرورة أن تكون هذه الأجهزة من النوع باهض الثمن.

5-الأطباء والممرضات (الطواقم الطبية المتخصصة)
واقصد هنا توفر اعدادا مناسبة من المختصين في العناية المركزة من أطباء وممرضات وأنه من المؤسف ومن مشاهدتي لوضعنا الصحي العام  أن نجد تكدسا رهيبا في تخصصات -مع أحترامي وتقديري لكل تخصص طبي- و شح شديد في عدد أطباء وممرضات العنايات المركزة بالرغم من أن كليات الطب لدينا تخرج وفي كل عام ألوفا من الأطباء المتميزين ومثلها كليات التمريض ولاشك عندي ان هذا خلل خطير للغاية في بنية نظامنا الصحي العام يجب أصلاحه وعلى الفور. 
نعم أنها ركائز 5  - كما آراها وأعتقد بها - أن كانت جيدة وقوية فأنها وبعون الله تمنع أنهيار النظام الصحي  وبالتالي أنقاذ الكثير من الأرواح.
     تصبحون على ألف خير

 

24 أغسطس، 2013

تحية الأنف

أشكر لكي أختي الدانه ثنائكي الجميل ، السؤال الذي أرفـقـتيه مع الصورة لشابين من الأمارات يتبادلان "تحية الأنف" عن أصل هذه التحية ؟
أقول أن هذا النوع من التحيّات ليس من عادات العرب فالعرب تقبل (بشفاهها) الأنوف والجباه والهامات ولكن تبادل التحية بوضع الأنف على الأنف فلم يسمع عن العرب وأنتشر هذا النوع في بلدكي الكريم الأمارات حتى أصبحت هذه التحية هي التحية الرسمية.
أما عن أصلها فيقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي  أن "تحية الأنف" كانت محصورة في "جزر هوائي" ثم وجدت طريقها ومنذ زمن بعيد الى بريطانيا الأستعمارية ومن المعروف أيضا أن "تحية الأنف" من عادات الأستكلنديين و النيوزلنديين  يمارسونها في أخص خصوصهم وأقاربهم ، بل أنها كانت التحية "الرسمية" بين أفراد الأسرة المالكة البريطانية وحتى الآن وهي تحية يتبادلها الأمراء مع شقيقاتهم الأميرات وتتبادلها الأميرات بدورهن مع الملكات لا يجدون في ذلك حرجا كما أنها تحية الاسكيمو.
قلت وليس غريبا أن تتنتشر هذه التحية في دولة الأمارات بحكم علاقتها الطويلة ببريطانيا فهناك الكثير من البريطانيين عمل في الأمارات في نهايات القرن التاسع عشر ومن المعلوم أن كثيرا من شيوخ الأمارات زاروا بريطانيا في بدايات القرن العشرين الميلاديه ولا شك أنهم شاهدوا هناك هذا النوع من التحيه فقلده أتباعهم فاصبحت تحية شيوخ الأمارات الرسمية ومن ثم الشعب الأماراتي كله. 

في أدناه صورة لشابين من دولة الأمارات يتبادلان "تحية الأنف" وهي مرسلة من الأخت الدانة



 في أدناه صورة للأميرة الراحلة ديانا وهي تتبادل "تحية الأنف" مع الملكة اليزابيث الأم في "أحتفال رسمي" وهي من المحفوظات النادرة الدكتور محسن العطيات.