06 مارس، 2018

المحرقة وحماية الدم

المعروف أن المحرقة * وتسمى (الهولوكوست) التي قام بها النظام النازي الهتلري وعلى نحو منهجي ومدروس كان لها هدف محدد وهو تنقية (العرق الآري)* والحفاظ على تفوقه على بقية الأعراق البشرية الأخرى ولقد أستمرت منهجية التصفية بل وأشتدت ولم يمنعها نشوب الحرب العالمية بل أن وتيرتها زادت وبشكل ملحوظ.
يقول الدكتور محسن بن سليمان العطيات العطوي أن الكثير من فلاسفة الجرمان (الألمان) قد أدركوا ومنذ زمن بعيد أن العرق الآري "النقي" آخذ في الأنحدار والتدني خصوصا بعدما أختلط بالعرق اليهودي حيث أدى ذلك التزاوج والذي أستمر لعدة عقود بين العرقين إلى ظهور سلالات بشرية متدنية "دون البشر"حيث تكثر فيهم العاهات والأمراض الوراثية والأختلالات العقلية والتي لم تكن موجودة على ذلك النحو في السلف الجرماني الأول والنقي وعليه فقد سن المشرع الألماني قانونا عام 1936 سمي بقانون "حماية الدم" * والذي يهدف الى فصل الدم الجرماني عن الدم اليهودي"

 يقول  العطيات أن مخيمات التجميع (غيتو) تم أعدادها لجمع أكبر عدد من "غير أنقياء الدم" ممن لوثوا العرق الآري وحيث أنتشرت في شوارع روسيا والمانيا وفي بولندا لاحقا بعد أحتلالها مجموعات من الأطباء يجولون وينظرون في المارة ويتفرسون في وجوههم وسحناتهم ومن يشكون فيه أنه ليس بنقي العرق يذهبون به إلى مخيمات التجميع.

هناك قرى كانت تؤخذ بأكملها وهي القرى التي يسكنها أو يرتادها مجموعات الغجر وهناك قرى محددة في بولندا تم جمع جميع سكانها والدفع بهم لمخيمات التجميع (غيتو) والتي أمتدت بطول ألمانيا وعرضها شمل التجميع والترحيل عدد هائل من اليهود ولأن اليهود يقيمون في روسيا والمانيا في تجمعات سكنية (أحياء يهودية)  خاصة بهم فقد سهل ذلك على الألمان النازيين سهولة الوصول أليهم  ومن ثم الترحيل الجماعي لهذه الأحياء اليهودية 

يقول العطيات ويؤكد أن المحرقة لم تكن لتخص العرق اليهودي كعرق مستهدف وأنما شمل أعراق أخرى كما يؤكد العطيات أنه لا يوجد أحصائيات دقيقة عن عدد البشر الذين ذهبو ضحية الهولوكوست النازي ولكن الأحصائية التالية شبه متفق عليها في الكثير من المراجع :
* 8 مليون مواطن روسي (مشتبه بأنه متلوث بعرق آخر)
* 4 مليون يهودي (معظمهم  في المانيا)
* 2 مليون غجري
* 2 مليون بولندي
* 2 مليون من أسرى الحرب عند الروس
* نصف مليون من المعاقين والمختلين عقليا


تنويهات ومراجع :
* المحرقة : هناك لبس شديد في حقيقة ما كان يجري في الغيتو وهي لفظة تطلق على التجميعات البشرية التي قام بها الألمان   والحقيقة ان الألمان لم يحرقوا المعتقلين احياء وإنما يجعلونهم عرضة للمجاعة ومن مات منهم يحرقون جثته في محارق داخل المخيمات وكان يحرق العشرات من الموتى اما الشباب الأقوياء فيؤخذون للمصانع وخدمة الجيش النازي

* العرق الآري : عرق بشري معروف ، تميز عن غيره من الأعراق البشرية بالتفوق الذهني والذكاء والنبوغ وأليه يرجع الفضل بالكثير من المخترعات (السيارة-الكهرباء-الهاتف) والتي دشنت بدايات القرن التاسع عشر والتي غيرت حياة الأنسان وهذا العرق ينتشر في روسيا والمانيا وبعض أجزاء من أوربا وإيران (بلاد فارس)

* قانون حماية الدم كما ورد  في : Yellow star  (النجمة الصفراء) صفحة رقم 17 وما بعدها -لا توجد ترجمة عربية
المؤلف أخذ الأسم من القانون الذي أمر به الملك كريستان العاشر ملك الدينمارك حيث أمر القانون يهود الدنمارك بخياطة قطعة تحمل (نجمة صفراء) على ثيابهم ليعرفوا بها. والنجمة في التراث اليهودي ترمز إلى نجمة الملك داوود